يعتبر شراب "فيمتو" من المشروبات التي تلقى رواجاً واسعاً في البلاد العربية و بخاصة في شهر رمضان المبارك حتى بات هذا الشراب البريطاني النشأة و منذ عدة عقود جزءاً من التقاليد الرمضانية الراسخة، و لكن ما هي قصة نشأة هذا الشراب و كيف وصل إلى البلاد العربية لأول مرة ؟
تاسست شركة "فيمتو" في مدينة مانشستر بإنكلترا عام 1908 من قبل جون نويل نيكولاس ابن الخامسة و العشرين عاماً و الذي كان يعمل أساساً كبائع للأعشاب و العقاقير الطبية، و قد حمل المشروب الجديد في البداية اسم "فيم تونيك" و الذي تم اختصاره لاحقاً في العام 1912 إلى اسمه الحالي "فيمتو"، لكن الغريب في الأمر أن "فيمتو" كان مسجلاً في البداية كعقار طبي و منشط صحي قبل أن يعاد تسجيله عام 1913 كمشروب غير كحولي.
قي عام 1920 تم تصدير الشراب إلى الهند التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية البريطانية، و في عام 1928 انتقل عبر الموظفين الهنود إلى منطقة الخليج العربي حيث حاز المشروب الحلو المذاق شعبية كبيرة حتى بات جزءاً أساسياً من مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك، و في السبعينات تم افتتاح مصنع "فيمتو" في الدمام بالسعودية و الذي يبلغ انتاجه حالياً نحو 20 مليون زجاجة سنوياً .
شاهد أيضاً :
لا تكتسب الدول أراضيها عن طريق الحروب و النزاعات المسلحة أو عن طريق المفاوضات و الاتفاقات السياسية فحسب، فقد يحدث هذا بموجب صفقة تجارية أيضاً، هذا ما حصل عام 1867 حين ضمت الولايات المتحدة الأمريكية ألاسكا إلى أراضيها بموجب صك شراء من الإمبراطورية الروسية.
تبلغ مساحة ألاسكا 1,518,776 متر مربع أي أكثر من ضعفي مساحة فرنسا الحالية، و قد اكتشفتها بعثة بحرية روسية عام 1741، و رغم مساحتها الشاسعة الا أن أراضي ألاسكا لم تكن مأهولة إلا ببضعة آلاف من الهنود الحمر و الاسكيمو، و مع حلول عام 1867 كانت روسيا القيصرية تمر بظروف مادية صعبة، كما أن أصحاب القرار في روسيا كانوا يخشون خسارة ألاسكا لصالح بريطانيا التي كانت مستعمراتها في كندا متاخمة لحدودو ألاسكا الجنوبية، إضافة لذلك اعتقد الساسة الروس أن التكلفة الإقتصادية للاحتفاظ بألاسكا و حمايتها تفوق المكاسب التي تحققها الامبراطورية منها بصفتها مركزاً هاماً لتجارة الفراء، لذلك اتفقت روسيا على بيع ألاسكا للأمريكيين مقابل شيك مالي قيمته سبعة ملايين و مئتي ألف دولار أمريكي، و رغم أن المبلغ يعتبر زهيدأً حتى بمقاييس ذلك الزمن إلا أن هناك من الساسة الأمريكيين من اعترض على الصفقة معتبراً أن ألاسكا ليست سوى صندوق من الثلج لا فائدة منه، إلا أن القرن العشرين شهد اكتشاف النفط و الغاز في ألاسكا، و قد بلغ الناتج العام للولاية في عام 2007 وحده ما قيمته 45 مليار دولار تقريباً، فتأمل يا رعاك الله !
شيك البيع
شاهد أيضاً :
يعتقد كثيرون بأن عمر الشريف هو أول نجم مصري ظهر في هوليوود، و الواقع أن فناناً مصرياً آخر سبق عمر الشريف بعقدين من الزمن و لو أنه لم يصب نفس القدر من الشهرة والنجاح، هذا الفنان هو حسن عزت المولود في الإسكندرية عام 1905، بعد تخرجه من المدرسة الثانوية سافر عزت عام 1926 إلى الولايات المتحدة و مثل في بعض الأفلام الأمريكية، ثم عاد إلى مصر و لعب دور البطولة في فيلم "لاشين" الذي أنتجه استديو مصر عام 1938 و أخرجه الألماني فريتز كرامب و هو الفيلم المصري الوحيد الذي شارك فيه هذا الممثل و أدى فيه دور البطولة ببراعة.
في الأربعينات هاجر حسن عزت مجدداً إلى الولايات المتحدة وعاد للعمل في هوليوود حيث شارك في بعض الأدوار الصغيرة في ثلاثة أفلام قبل أن يعتزل التمثيل و يقضي ما تبقى من حياته في الولايات المتحدة حتى وفاته في لوس أنجلوس عام 2001.
شاهد أيضاً :
منذ ظهوره الأول على ساحة الشعر العربي حين أصدر باكورة دواوينه "قالت لي السمراء" و هو ما يزال بعد طالباً على مقاعد الدراسة في كلية الحقوق بالجامعة السورية احترف نزار قباني إثارة الزلازل بجرأته و تجديده، فكان من الطبيعي أن تتصدى له القوى الرجعية في المجتمع و لا سيما رجال الدين الذين اتهموه بالكفر تارة و بالفسق و التهتك تارة أخرى.
أولى جولات نزار مع أهل العمائم كانت بعيد إصدار ديوانه الأول عام 1944، فكتب الشيخ علي الطنطاوي أحد مشايخ دمشق في مجلة "الرسالة" يقول : "طبع في دمشق كتاب صغير زاهي الغلاف ناعم ملفوف بالورق الشفاف الذي تلف به علب الشيكولاتة في الأعراس .. فيه كلام مطبوع على صفة الشعر، فيه أشطار طولها واحد إذا قستها بالسنتمترات .. يشتمل على وصف ما يكون بين الفاسق والقارح والبغي المتمرسة الوقحة وصفاً واقعياً لا خيال فيه لأن صاحبه ليس بالأديب واسع الخيال، بل هو مدلل غني عزيز على أبويه"، فعلق نزار على كلام الطنطاوي بالقول : "لم يكن نقداً بالمعنى الحضاري للنقد، وإنما كان صراخ رجل اشتعلت في ثيابه النار".
مواجهة نزار الثانية مع رجال الدين كانت الأكبر و الأعنف في تاريخه الأدبي و جاءت عام 1954 بعد نشر قصيدته المثيرة للجدل "خبز و حشيش و قمر"، فكان أن حمل الشيخ مصطفى الزرقا و كان وقتها نائباً في البرلمان السوري عن جماعة الإخوان المسلمين راية الحرب على نزار، فطالب وزارة الخارجية السورية بطرده من السلك الدبلوماسي الذي كان نزار موظفاً رفيعاً فيه، و لم يكتف الشيخ الزرقا بذلك بل حمل قصيدة نزار إلى قبة البرلمان لتناقش في جلسة رسمية عقدت يوم 14 حزيران يونيو 1955، علق نزار وقتها على هذه الحملة المسعورة ضده بالقول : "إنها العمائم نفسها التي طالبت بشنق أبي خليل القباني، طالبت بشنقي، و الذقون المحشوة بغبار التاريخ، التي طالبت رأسه طلبت رأسي"، و كان أن انتهت الأزمة أخيراً برفض وزير الخارجية السوري آنذاك خالد العظم المطالب التي رفعت إليه بصرف نزار من الخدمة و قال معلقاً على القضية : "يا حضرات النواب الأعزاء، أحب أن أصارحكم بأن وزارة الخارجية السورية فيها نزاران : نزار قباني الموظف و نزار قباني الشاعر، أما نزار قباني الموظف فملفه أمامي و هو ملف جيد و يثبت أنه من خيرة موظفي هذه الوزارة، أما نزار قباني الشاعر فقد خلقه الله شاعراً و أنا كوزير للخارجية لا سلطة لي عليه و لا على شعره".
و في السبعينات شن الشيخ التكفيري عبد الحميد كشك حملة شعواء على نزار، فهاجمه في الكثير من خطبه، و كان هجومه الأشرس على نزار بسبب قصيدته التي رثا فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و قال في مطلعها : "قتلناك يا آخر الأنبياء"، فيقول الشيخ كشك في خطبته : "هذا الشاعر الكافر عندما مات جمال عبد الناصر كتب يقول فيه لقد مات آخر الأنبياء، و آخر الأنبياء عندنا أنت يا ناصر .. قال نزار قباني أن عبد الناصر خاتم الأنبياء و قد أسرى الله به بعد موته عندما ركب الطيارة .. عبد الناصر عندما مات ركب الهيلوكوبتر و أخذ يطوف في سماء القاهرة، قال نزار قباني إنه نبي و هذه الطائرة هي البراق الذي أسرى الله به بجمال عبد الناصر".
هذه بعض من معارك نزار مع رجال الدين الذين كفروه و حاربوا شعره فما زاد ذلك إلا في مساحة انتشاره و محبة الناس له، هؤلاء الناس الذين نصبوا نزار أميراً للشعر و شاعراً للحب و الجمال و الحرية.
شاهد أيضاً :