في عام 1995 تابع الجمهور العربي فيلم "امرأة هزت عرش مصر" لنجمة الجماهير ناديا الجندي و الذي أعاد تسليط الضوء على حياة السيدة ناهد رشاد إحدى وصيفات القصر الملكي و زوجة الدكتور يوسف رشاد طبيب فاروق الخاص و التي ربطتها علاقة خاصة بالملك جعلت كثيرين يجزمون بأنها إحدى عشيقاته، حيث كانت ملازمة له في معظم سهراته و سفرياته ما أثار غيرة الملكة فريدة نفسها حيث كتبت في مذكراتها : "لقد شاءت الأقدار والظروف أن تظهر في حياة فاروق امرأة أخرى استولت على قلبه وكيانه، تلك المرأة هي ناهد رشاد، حرم الطبيب يوسف رشاد، طبيب الملك الخاص"، و تضيف في مكان آخر من مذكراتها : "شاهدت الملك فاروق في إحدى المرات في حفلة بكازينو الرومانس، وكانت رفقتي شقيقته فوزية، حين قام الملك أمام الجميع بوضع وردة حمراء بيده في صدر ناهد رشاد و راح يحملق في نهديها، وكأنه يقول لي وللجميع أنه لم يرو عطشه منها بعد".
علاقة يوسف رشاد و زوجته بالملك فاروق بدأت اثر حادث السيارة الذي تعرض له الملك عصر يوم 15 تشرين الثاني نوفمبر 1943 حين كان عائداً من رحلة لصيد البط قرب الاسماعيلية فاصطدمت سيارته المرسيدس التي أهداه إياها هتلر يوم زفافه و التي كان يقودها بنفسه بمقطورة عسكرية انكليزية، إذ تمكّن يوسف رشاد بما لديه من قوة جسمانية من حمل الملك و وضعه في السيارة و حمله إلى داخل المستشفى، و اثر هذا الحادث الذي عرف باسم "حادث القصاصين" دخلت ناهد رشاد القصر الملكي من أوسع أبوابه بعد أن عيّن الملك يوسف رشاد ليكون طبيبه الخاص، في حين أصبحت ناهد رشاد وصيفة الأميرة فوزية.
و يروي من عرفوا ناهد رشاد عن قرب أنها كانت بارعة الجمال، ممشوقة القوام، متغطرسة و شديدة الجرأة، وهي الصفات التى يحبها فاروق في المرأة، فقرّبها إليه و باتت تلازمه في كُل تحركاته وسهراته.
التقارب بين ناهد رشاد و فاروق ازداد بشكل خاص في أواخر أيام زواجه من فريدة ، و حين وقع الطلاق كانت ناهد رشاد في نظر كثيرين المرشحة الأولى لاعتلاء عرش مصر ، لكن فاروق اختار ناريمان صادق ابنة الـ 18 عامأً لتصبح زوجته و والدة ابنه و ولي عهده الأمير أحمد فؤاد ، بل و أجبر ناهد رشاد نفسها على تلقين الملكة الجديدة أصول الاتكيت الملكي.
صعود نجم ناهد رشاد ترافق مع أحداث جسام مرت بها مصر ، فمن حرب فلسطين و فضيحة الأسلحة الفاسدة إلى حريق القاهرة و ثورة الضباط الأحرار صبيحة 23 يوليو 1952 كانت ناهد رشاد شاهدة على تداعي و انهيار عرش أسرة محمد علي التي حكمت مصر نحو قرن و نصف.
و من الأدوار السياسية التي اضطلعت بها ناهد رشاد خلال عهد الملك فاروق أنها قامت بالاشتراك مع زوجها و بتوجيه من الملك بتشكيل منظمة الحرس الحديدي التي ضمت ضباطأً من الجيش و كان أشهر أعمالها اغتيال أمين عثمان وزير المالية الموالي لبريطانيا و أحد ألد أعداء الملك، و من بين أعضاء الحرس الحديدي كان اليوزباشي أنور السادات الرئيس اللاحق لمصر و الذي أعيد إلى الجيش بعد خروجه من السجن بوساطة من يوسف رشاد و زوجته، كما منحت ناهد رشاد رتبة "صاغ" في الجيش المصري و كانت تظهر من آن لآخر بالزي العسكري خاصة خلال حرب فلسطين عام 1948 حيث نشرت مجلة "المصور" الشهيرة صورتها بالزي العسكري على غلاف عددها الصادر يوم 24 أيلول سبتمبر 1948 تحت عنوان : "المصرية في ميدان القتال".
و من الأعمال المثيرة التي تنسب إلى ناهد رشاد أيضاً دسها لمنشورات الضباط الأحرار بين أوراق الملك فاروق الخاصة دون علمه إشفاقًا عليه وحرصًا على عرشه وإدراكًا منها أن الحكم يمر بأسوأ مراحله وأن رياح التغيير قادمة لا محالة لتعصف بالجميع، و هو ما حصل فعلاً صبيحة 23 تموز يوليو 1952 حين تحركت دبابات الجيش لتطيح بعرش فاروق و أسرة محمد علي.
شاهد أيضاً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق