لا تكتسب الدول أراضيها عن طريق الحروب و النزاعات المسلحة أو عن طريق المفاوضات و الاتفاقات السياسية فحسب، فقد يحدث هذا بموجب صفقة تجارية أيضاً، هذا ما حصل عام 1867 حين ضمت الولايات المتحدة الأمريكية ألاسكا إلى أراضيها بموجب صك شراء من الإمبراطورية الروسية.
تبلغ مساحة ألاسكا 1,518,776 متر مربع أي أكثر من ضعفي مساحة فرنسا الحالية، و قد اكتشفتها بعثة بحرية روسية عام 1741، و رغم مساحتها الشاسعة الا أن أراضي ألاسكا لم تكن مأهولة إلا ببضعة آلاف من الهنود الحمر و الاسكيمو، و مع حلول عام 1867 كانت روسيا القيصرية تمر بظروف مادية صعبة، كما أن أصحاب القرار في روسيا كانوا يخشون خسارة ألاسكا لصالح بريطانيا التي كانت مستعمراتها في كندا متاخمة لحدودو ألاسكا الجنوبية، إضافة لذلك اعتقد الساسة الروس أن التكلفة الإقتصادية للاحتفاظ بألاسكا و حمايتها تفوق المكاسب التي تحققها الامبراطورية منها بصفتها مركزاً هاماً لتجارة الفراء، لذلك اتفقت روسيا على بيع ألاسكا للأمريكيين مقابل شيك مالي قيمته سبعة ملايين و مئتي ألف دولار أمريكي، و رغم أن المبلغ يعتبر زهيدأً حتى بمقاييس ذلك الزمن إلا أن هناك من الساسة الأمريكيين من اعترض على الصفقة معتبراً أن ألاسكا ليست سوى صندوق من الثلج لا فائدة منه، إلا أن القرن العشرين شهد اكتشاف النفط و الغاز في ألاسكا، و قد بلغ الناتج العام للولاية في عام 2007 وحده ما قيمته 45 مليار دولار تقريباً، فتأمل يا رعاك الله !
شيك البيع
شاهد أيضاً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق