يعتبر مسلسل "أفراح القبة" المأخوذ عن عمل روائي يحمل نفس العنوان للأديب الكبير نجيب محفوظ من أنجح الأعمال التلفزيونية في رمضان هذا العام، لكن ما يعنينا هنا هو جزئية الصورة في المسلسل المصنوعة بحرفية عالية و إتقان، و بخاصة لناحية إعادة رسم ملامح المرحلة الزمنية التي تدور فيها أحداث العمل و الواقعة ما بين أواخر الستينات و أواخر السبعينات من القرن الماضي، مع مشاهد قليلة تدور في مراحل زمنية أبعد.
كل جزئيات و تفاصيل الصورة تعود بك إلى ذلك الزمن، بدءاً من الملابس و قصات الشعر التي تذكرك بأفلام حسين فهمي و سعاد حسني في السبعينات، إلى الديكورات الداخلية و خاصة ديكورات مسرح الهلالي المشغولة بإتقان عال و التي تدور فيها معظم أحداث العمل، مروراً بشوارع القاهرة التي أعيد تشكيلها لتشابه شوارع ذلك الزمن من أنواع السيارات القديمة إلى ملابس المارة و حتى الملصقات الإعلانية المعلقة على الجدران.
كل ما في صورة "افراح القبة" ينبض بالحياة و التفاصيل الصغيرة لدرجة تجعلك تتخيل لوهلة ان المسلسل قد صور فعلاً في ذلك الزمن، هذا الخداع الجميل الذي يلعب على وتر النوستالجيا ربما كان سبباً إضافياًَ لنجاح العمل بالإضافة إلى النص المشوق و الأداء الرائع لجميع الممثلين بدون استثناء، كل هذا جعل من "أفراح القبة" رحلة ناجحة إلى الماضي تستعيد كل تفاصيله و تبعثه حياً أمامنا أنظارنا من جديد.
وسيم عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق