في عام 1955 نشرت مجلة "الجيل" المصرية مقالاً عن حياة الليل في العاصمة اللبنانية بيروت المعروفة بحب أهلها للحياة و المتميزة عن غيرها من مدن الشرق الأوسط بانفتاحها على العالم ومناخ الحرية السائد فيها.
يفتتح الكاتب مقاله بالقول : "حياة الليل هنا لا تبدأ قبل الحادية عشرة مساءً، يطلب عشاق الليل في بيروت دائمأً ثلاث أشياء في سهرتهم، قنينة عرق، أركيلة، و صوت رخيم يغني الأغاني اللبنانية و راقصة ترقص على نغمات هذه الأغاني".
و يضيف محرر "الجيل" : "في بيروت نوادٍ كثيرة ذات طابع غربي و الفرق التي تؤدي فيها تحضر من فرنسا و روادها من السّياح الذين تمتلئ بهم بيروت"، وعن مشاهد الغرام في النوادي الليلة يقول : "معظم النوادي الليلية في بيروت تقدس الغرام و يستطيع العاشق أن يختلس قبلة من حبيبته دون أن يكون ذلك شيئاً غير عادي و دون أن يثير انتباه أحد".
ويتابع المقال واصفاً أماكن السهر المفضلة في بيروت : "و أولى السهرات الشعبية الصميمة في بيروت هي سهرة مسرح التحرير و هو الوحيد الذي تقام عليه تمثيلية صغيرة بجانب الغناء و الاستعراض، و المسرح مليء دائماً عن آخره خصوصاً أن أجرة الدخول هي ليرة لبنانية"، ويضيف قائلاً : "و معظم الأندية الليلية تقع على ساحل البحر و كلها متشابهة في كل شيء حتى البرنامج الذي يجب أن يحتوي على مطربة تقلد أم كلثوم، و أنجح الأغاني التي يطلبها الجمهور هي أغنية يا ظالمني".
و رغم مرور ستة عقود على نشر هذا المقال و اختلاف الزمان و أحوال الناس، و رغم كل ما مر على لبنان خلال هذه العقود الطويلة من حروب دامية وصراعات سياسية وتغييرات ديموغرافية، ما تزال بيروت حتى اليوم عاصمة الحياة والمتعة بلا منازع حيث يقصدها السياح من منطقة الشرق الأوسط و مختلف بلدان العالم للاستمتاع بنمط الحياة المختلف الذي تقدمه ولا سيما حياة الليل و السهر.
شاهد أيضاً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق