من النادر أن تجد لباساً يحظى بالشعبية و الإنتشار التي يحظى بها بنطال الجينز، فمن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، و من العمال الفقراء إلى رؤساء الدول و نجوم السينما ترى الجميع يرتدي البنطال الأزرق المريح و العملي، حتى أن الإنتاج العالمي لبناطيل الجينز حالياً يبلغ نحو خمسة مليارات بنطال في السنة.
رحلة الجينز بدأت أواخر القرن التاسع عشر في أميركا خلال حمى البحث عن الذهب و تحديداً في العام 1873 حين قام مهاجر الماني من بافاريا يدعى ليفي شتراوس بالإشتراك مع خياط يدعى جاكوب ديفيز بإضافة مسامير معدنية إلى بناطيل عمال المناجم المصنوعة من قماش الدنيم المصبوغ بالأزرق لزيادة متانتها، و بذلك ولد بنطال الجينز الذي نعرفه اليوم.
في البداية كانت بناطيل الجينز تباع للعمال فقط و بثمن بخس يبلغ دولاراً و ستين سنتاً، و في السنوات اللاحقة انتشر الجينز في الغرب الأمريكي ليصبح اللباس الرسمي لرعاة البقر.
في ثلاثينات القرن العشرين ظهر أول بنطال جينز نسائي، لكن الإنتشار الواسع للجينز كموضة عصرية لم يبدأ إلا في أواخر الأربعينات و مطلع الخمسينات من خلال النجوم الشباب في هوليوود أمثال مارلين مونرو و مارلون براندو و جيمس دين الذين جسدوا بارتداء الجينز رمزاً للتجديد و التمرد على ثقافة المجتمع.
بداية الستينات شهدت انطلاق الجينز خارج الولاياة المتحدة ليتحول إلى لباس عالمي، هذا الانتشار الواسع للجينز بين جيل المراهقين تحديداً جعل العديد من المدارس حول العالم تمنع طلابها من ارتداءه باعتباره رمزاً للتمرد و الخروج عن التقاليد.
حقبة السبعينات كرست الجينز كزي شبابي خاصة من خلال نجوم الروك أند رول أمثال ديبي هاري، كما أضيف إلى بنطال الجينز السترة الجلدية الضيقة.
عقدا الثمانينات و التسعينات شهدا انتشاراً أوسع للجينز فلم يعد حكراً على الشباب فقط لكنه تحول إلى لباس يناسب جميع الأجيال و كل أفراد العائلة.
في العالم العربي كان عمرو دياب في أواخر الثمانينات من أوائل النجوم الذين ظهروا على المسرح و شاشة التلفزيون ببنطال الجينز و ذلك في صورة مختلفة عن الصورة النمطية التي تعودها الجمهور العربي لمطربي ذلك الزمن، الأمر الذي ساهم بزيادة شعبيته و تكريسه نجماً للشباب.
شاهد أيضاً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق