عام مضى على رحيل "أستاذ" الصحافة السياسية في مصر و العالم العربي، محمد حسنين هيكل الذي لمع نجمه في سماء الصحافة المصرية في أربعينات القرن الماضي من خلال تغطياته لأحداث الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية و أحداث حرب فلسطين عام 1948، أصبح هيكل مقرباً من الرئيس جمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو فصاغ له كتاب "فلسفة الثورة" و كتب له معظم خطاباته كما كان مستشاره الإعلامي طيلة سني حكمه و الصوت الإعلامي المسموع للنظام الناصري في الوطن العربي و العالم، و بعد رحيل عبد الناصر المفاجئ و المبكر عام 1970 حاول هيكل أن يلعب الدور ذاته مع خليفته أنور السادات فصاغ التوجيه المعنوي للقوات المسلحة المصرية في حرب تشرين الأول أكتوبر 1973، لكن سياسات الرئيس السادات بعيد الحرب و التي بدأت تحيد بشكل واضح عن نهج عبد الناصر القومي و الإشتراكي جعلت هيكل يبتعد عن السادات و يتجه ابتداءً من عام 1974 للعمل الصحفي المستقل من خلال إصدار الكتب و نشر المقالات في الصحف العربية و العالمية، و قد أدى انتقاده العلني لسياسات السادات لإعتقاله في موجة اعتقالات أيلول سبتمبر الشهيرة عام 1981، قبل أن يفرج عنه بعد اغتيال السادات و وصول الرئيس مبارك إلى الحكم.
في عهد مبارك حافظ هيكل على مسافة من النظام و بقي رافضاً لشغل أي منصب رسمي، و في أواخر عهد مبارك أعلن صراحة عن رفضه للتوريث و طالب بنقل سلطات الرئيس إلى مجلس رئاسي ما أدى لحملة شديدة اللهجة ضده في الإعلام الرسمي المصري آنذاك، و حين قامت ثورة كانون الثاني يناير 2011 كان من المؤيدين لها و المشيدين بها، كما أيد حركة الجيش في 30 حزيران يونيو 2013 التي أطاحت بحكم الرئيس الإخواني المنتخب محمد مرسي و أوصلت وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي إلى الحكم.
طوال مسيرته الصحفية أصدر هيكل عشرات الكتب باللغتين العربية و الإنكليزية و التي ترجمت لعشرات اللغات ما أمن له دخلاً جيداً خاصة بعد خروجه من صحيفة الأهرام إثر خلافه مع الرئيس السادات، من أبرز تلك الكتب كتابه "مدافع آية الله" حول الثورة الإيرانية، "خريف الغضب" حول عهد الرئيس السادات، و "حرب الخليج أوهام القوة و النصر" حول غزو الكويت و عملية عاصفة الصحراء.
هيكل ظل حتى أيامه الأخيرة وفياً لذكرى و مبادئ رفيقه الرئيس الراحل الرئيس جمال عبد الناصر، حتى حين اشتدت الحملات الإعلامية ضد عبد الناصر في عهد خليفته أنور السادات و غيّر كثير من الإعلاميين و المثقفين اتجاههم مع تغيّر نظام الحكم ظل هيكل يدافع بصدق عن التجربة الناصرية و أصدر كتابه الشهير "لمصر لا لعبد الناصر" الذي استهجن فيه حملة التجريح الظالمة التي شنت في الإعلام المصري آنذاك ضد الحقبة الناصرية كما حاول فيه تحليل التجربة الناصرية مبيناً حسناتنا و أخطائها من وجهة نظره.
"أنتيكا" اختارت لكم في الذكرى الأولى لرحيل "الأستاذ" بعض الصور و اللقطات من ألبومه الغني و الحافل بالأحداث و الشخصيات و التجارب :
مع البطل أحمد عبد العزيز خلال تغطيته لأحداث حرب فلسطين عام 1948
مع أم كلثوم و ابن أخيها
غلاف كتابه الأول "إيران فوق بركان" الذي صدر عام 1951 عن دار أخبار اليوم
في يوغوسلافيا مع الرئيس اليوغوسلافي تيتو عام 1958
مع الرئيس جمال عبد الناصر
مع الرئيس العراقي عبد السلام عارف في القاهرة عام 1966
مع الصحفي مصطفى أمين في الطائرة خلال رحلة إلى موسكو في الستينات
مع أحد أبنائه
في مكتبه بصحيفة الأهرام عام 1970
خلال حرب تشرين الأول أكتوبر 1973 مع وزير الحربية أحمد اسماعيل و رئيس الأركان سعد الدين الشاذلي
مع قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني
مع الرئيس السوري حافظ الأسد في دمشق
مع الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ
شاهد أيضاً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق