يعتقد كثير من خبراء الدعاية السياسية أن على رجل السياسة أن يتمتع بمواهب تمثيلية تساعده على استخدام تعبيرات الوجه و لغة الجسد و طبقات الصوت بأفضل صورة و تمكنه من الوصول إلى عقول و قلوب الجماهير، لذلك لم يكن غريباً أن يتلقى الزعيم النازي أدولف هتلر في بداياته دروساً في التمثيل المسرحي و هو أمر يبدو واضحاً في خطبه النارية التي كانت تشبه إلى حد بعيد المشاهد الدرامية التي تقدم على خشبة المسرح، كما لم يكن غريباً أن يأتي الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب من عالم تلفزيون الواقع الذي يحتوي هو الآخر على كثير من التمثيل.
رئيس أمريكي آخر كان قد وصل أيضاً إلى البيت الأبيض مطلع الثمانينات من القرن الماضي في عز احتدام الحرب الباردة و هو الذي كان معروفاً في أميركا كنجم هوليوودي حتى أنه كان واحداً من الممثلين الذي تم ترشيحهم للعب دور البطولة في الفيلم الشهير "ذهب مع الريح" قبل أن يقع الاختيار أخيراً على كلارك جيبل، هذا الرئيس الممثل ما هو إلا رونالد ريغان الرئيس الأربعون للولايات المتحدة الأمريكية.
ولد رونالد ريغان عام 1911 و في الثلاثينات دخل عالم التمثيل فقدم على امتداد نحو ثلاثين عاماً عشرات التمثيليات الإذاعية و المسلسلات التلفزيونية و الأفلام السينمائية كما ظهر في عدد من الإعلانات التجارية و كان آخر ظهور سينمائي له في فيلم "القتلة" عام 1964.
و رغم مسيرته المهنية كممثل إلا أن رونالد ريغان لم يكن بعيداً عن عالم السياسة، ففي الأربعينات عمل هو و زوجته كمخبرين حيث كانوا يقومون بتبليغ الاف بي آي عن زملائهم الفنانين ممكن يشك في ميولهم السياسية و ذلك في عز الحملة الشعواء التي شنت في هوليوود ضد الشيوعية و التي عرفت باسم الحقبة المكاراثية و كان العبقري تشارلي تشابلن واحداً من ضحاياها.
في الستينات دخل رونالد ريغان عالم السياسة من خلال الحزب الجمهوري و في عام 1967 أصبح حاكماً لولاية كاليفورنيا ثم رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية عام 1981 خلفاً لجيمي كارتر.
"أنتيكا" اختارت لكم عدداً من الصور من البوم رونالد ريغان الممثل و الذي أصبح رغم كونه فناناً واحداً من أكثر الرؤساء الأمريكيين يمينية حيث قامت القوات الأمريكية في عهده بقصف لبنان و ليبيا و التدخل في بلدان أخرى عديدة في منطقة الشرق الأوسط و العالم، كما أصدر ريغان عام 1986 مجموعة من القوانين التي فرضت قيوداً مشددة على المهاجرين و التي تذكر بسياسات الرئيس الحالي دونالد ترامب تجاه موضوع الهجرة.
شاهد أيضاً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق