في عام 1963 قدم المنتج رمسيس نجيب زوجته الفنانة لبنى عبد العزيز في واحد من أنجح أفلامها "عروس النيل" و الذي يتناول قصة جيولوجي (رشدي أباظة) يعمل في التنقيب عن النفط في منطقة يعتقد سكانها أنها مسكونة بعرائس النيل، و بالفعل تظهر واحدة من العرائس (لبنى عبد العزيز) للجيولوجي الشاب و تطارده في كل مكان حتى يقع في غرامها.
لبنى عبد العزيز كانت مثل كثيرين غيرها لا تؤمن بلعنة الفراعنة حتى قامت بأداء هذا الفيلم حيث تتالت عليها الحوادث الغريبة، فهي تروي أنها أصيبت بالتهاب في الرئة وتدهورت صحتها و اضطرت لدخول المستشفى و ذلك بعد أن كان المنتج قد قام بحجزالاستوديو، وكان الأطباء يرفضون دخولها التصوير، و هكذا بقي استوديو التصوير مغلقاً مدة شهرين إلى أن قررت لبنى بدء التصوير رغم مرضها، حيث كان هناك ممرض ملازم لها دائماً للاطمئنان على حالتها الصحية، و كان هناك سرير معد خصيصاً لها في موقع التصوير لترتاح عليه ما بين المشاهد، و قد تعطل العمل في الفيلم لأكثر من مرة بسبب تدهور حالة لبنى الصحية و عدم قدرتها على المواصلة.
و بسبب هذه الحوادث و غيرها استمر تصوير الفيلم 6 أشهر في حين كان تصوير الأفلام وقتها يستغرق عادة ما بين 2 إلى 3 أشهر، و تقول لبنى عبد العزيز ضاحكة : "الفيلم كان فكرتي، و حين كان يقع مكروه لأحدهم خلال تصوير الفيلم كانوا يقولون: ياريتها ما فكرت، وكان الأستاذ فطين عبد الوهاب مستغرباً مما يحصل للفيلم، لكن كل تلك الأجواء كانت ساخرة ومضحكة لنا جميعاً وهونت علينا طول فترة التصوير".
و سواء كان ما أصاب لبنى عبد العزيز و زملائها في فيلم "عروس النيل" هي لعنة الفراعنة بالفعل أم مجرد سلسلة من المصادفات التي قد تحصل خلال تصوير أي عمل فني، فقد قدم صناع هذا الفيلم واحداً من الأعمال اللطيفة التي نجحت في ترك بصمة لا تنسى لدى متابعي السينما العربية في ستينات القرن الماضي.
شاهد أيضاً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق