شهدت الأعوام الأخيرة عدّة انقلابات في تسريحة الشعر وأطواله، وكان آخرها هذا الانقلاب الذي أطاح بالسبائك المنسابة والجدائل المتطايرة، فأصبح الشعر قصيراً، ونشطت مقصات "الكوافير" في كل أنحاء الأرض لتضع تيجان الشعر القصير، بدل تيجان الشعر الطويل الهاوية !
وقد أجابت الفنانة فاتن حمامة على سؤال : ""هل الموضة تناسب كل حواء؟" فقالت : إن "الموضة" في الأصل تبدأ عند بعض من تناسبهن "الموضة" ولكن اللواتي لا تناسبهن ثم يتبعنها في تقليد أعمى يسئن إلى جمالهن .. وأما الشعر القصير بالذات فقد استهوتني "موضته" لأنها "موضة عملية" توفر الوقت في عصر السرعة، فأصبحت لا أقضي أمام المرآة أكثر من دقائق أسوي فيها شعري فيبدو جميلاً .. هذا فضلاً عن أن طبيعة وجهي يناسبها الشعر القصير، ولهذا فإنني إن كنت قد سرت وراء "موضة" الشعر القصير فلأنها تناسبني كل المناسبة، وليس لأنها "موضة" !
وقالت الفنانة سامية جمال : أعتقد أن المصريات يبالغن في الجري وراء "الموضة" .. "فموضة" الشعر القصير جائتنا من أمريكا، ومع ذلك فقد وجدت عدداً كبيراً من الأمريكيات لا يطبقنها، وبالعكس وجدت عدداً كبيراً من المصريات قد تهافتن عليها، وأصبح البعض منهن يبدو في شكل "رجالي" ! .. أما أنا فقد فضلت أن أحتفظ بشعري الطويل .. إنه جزء من وسائل نجاح رقصاتي، فإذا أردت أن أقصره ذهبت إلى "الكوافير" لكي يعده في تسريحة يبدو بها قصيراً .. ولكني لن أتخلى أبداً عن شعري الطويل !
وقالت الفنانة شادية : كنت منذ طفولتي المبكرة أحب أن يكون لي شعر طويل ينسدل على الكتفين، وقد حقق الله لي هذه الأمنية في تلك السن، فأحببت شعري الطويل وكنت أقضي الساعات الطويلة في العناية به، وفي قراءة كل ما يتصل بتسريحاته .. ولقد أعجبتني "الموضة" الجديدة، ولكن حبي لخصلات شعري تغلّب على هذا الإعجاب، فآثرت الاحتفاظ بشعري الطويل .. فإذا "حبكت" المسألة وأردت أن أبدو بشعر قصير لجأت إلى "حيلة" سينمائية من صنع "الكوافير" أو "الماكيير" .. لأن شعري الطويل جزء مني، ولن أتخلى عنه تحت ضغط الموضة.
وقالت الفنانة مريم فخر الدين : الناس يعتقدون أن الفنانات يجب عليهن أن يقدن "الموضة"، وأنا أعتقد غير ذلك، "فالموضة" للجميع، والفنانات مثل سائر خلق الله يختبرن "الموضة" فإن كانت تصلح لهن أخذن بها، وإلا رفضنها .. والحقيقة أنني لم تعجبني في يوم من الأيام "موضة" الشعر القصير، إن شعر المرأة أحد عناصر جمالها، وفي تقصيره - عند الأغلبية - بتر لهذا العنصر، وقد كانت تطوفي برأسي "موضة" الشعر القصير قبل أن تنتشر، فكنت أذهب إلى "الكوافير" ليصنع تسريحة يخفي بها الشعر الطويل .. والتسريحة بطبيعة الحال مؤقتة، إذ سرعان ما كنت أعود للبيت وأسدل شعري الطويل على كتفي. لن أرضى لشعري الطويل بديلاً، لقد دخلت به ميدان السينما، ودخلت به بيت الزوجية، ومن الخيانة له أن أتخلص منه في سبيل الموضة !
مجلة "الإثنين" العدد 1058 - 20 ايلول سبتمبر 1954
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق