قد يكون الكلب أكثر الحيوانات تأثيراً في الإنسان وحضوراً في الثقافة الشعبية في بلدان كثيرة حول العالم خاصة في العالم الغربي حيث انطلقت في القرن التاسع عشر لأول مرة مقولة : "الكلب صديق الإنسان".
ودور الكلاب لا ينحصر في كونهم أصدقاء أوفياء لبني البشر، فقد ساهم الكلاب في تاريخنا وفي تطورنا التقني والعلمي بوسائل مختلفة، وإليكم خمس قصص لكلاب أثروا في حياتنا وظلت قصصهم محفوظة في ذاكرة الشعوب وكتب التاريخ.
1. الكلبة "لايكا"
هي أول كائن حي ينطلق في رحلة فضائية ويدور حول الأرض، حيث تم وضع لايكا على متن مركبة الفضاء السوفيتية سبوتنك-2 التي انطلقت إلى الفضاء الخارجي في 3 تشرين الثاني نوفمبر 1957 وذلك بغرض دراسة تأثير السفر في الفضاء على الكائنات الحية وبخاصة الثديات، ورغم أن لايكا ماتت خلال الرحلة إلا أنها أصبحت بطلة في الإتحاد السوفييتي والعالم حيث احتلت صورها أغلفة المجلات ووضعت على طوابع البريد وأقيمت النصب التذكارية تخليداً لذكراها ولدورها في غزو الفضاء، حيث ساهمت رحلة سبوتنك-2 في إطلاق رحلة أخرى بعدها بأربع سنوات حين حملت مركبة الفضاء السوفييتية فوستوك-1 أول إنسان إلى الفضاء الخارجي وهو يوري جاجارين.
2. كلب "بافلوف"
من منّا لم يدرس في الكتب المدرسية عن كلب بافلوف ونظرية الفعل المنعكس الشرطي أو الاستجابة الشرطية التي خرج بها العالم الروسي إيفان بافلوف في تسعينات القرن التاسع عشر بعد سلسلة من التجارب التي أجراها على الكلاب والتي غيرت نظرتنا لكثير من أنماط السلوك لدى الحيوانات والبشر.
3. الكلب "رين تن تن"
يعرف رين تن تن بأنه أول نجم في سماء هوليوود من غير بني البشر، الكلب المولود عام 1918 جلبه معه إلى أميركا جندي عائد من أوروبا بعيد الحرب العالمية الأولى، الجندي لي دونكان درب الكلب وساعده على الظهور لأول مرة على شاشة السينما في فيلم صامت، نجاح الفيلم ساعد الكلب على التحول إلى نجم شباك فظهر في 27 فيلماً سينمائياً كان فيها النجم الأول حيث ظهرت صوره على الأفيشات وكتب إسمه جنباً إلى جنب مع أساطين السينما الأمريكية في ذلك الوقت، أفلام رين تن تن تعرف بأنها هي التي أنقذت استديوهات وارنر برذرز من الإفلاس في عز الأزمة المالية التي أصابت الشركة في عشرينات القرن الماضي، أي أنه ولولا "رين تن تن" لربما كانت هذه الشركة العملاقة قد أغلقت أبوابها قبل مئة عام من يومنا هذا ! كذلك زاد نجاح "رين تن تن" بشكل كبير من الطلب على الكلاب من فصيلة جيرمان شيبرد أو الراعي الألماني في أميركا والعالم.
4. الكلب "كنغ توت"
"كنغ توت" أو "الملك توت" هو الكلب الخاص بالرئيس الأمريكي الحادي والثلاثين هيربرت هوفر، وقد اقتنى هوفر كلبه المفضل سنة 1922، وخلال الانتخابات الرئاسية عام 1929 قام الحزب الجمهوري بترشيح هوفر لمنصب الرئيس، لكن القائمين على حملته الانتخابية لاحظوا ضعف الكاريزما عند مرشحهم فبحثوا عن طريقة لتعويض هذا النقص ووجدوا الحل في "كنغ توت"، جلسة تصوير واحدة للمرشح الرئاسي مع كلبه المدلل غيرت كل شيء وزادت من شعبية هوفر بشكل كاسح لدى الناخبين، بل إن البعض يعيد الفضل إلى "توت" في إنتخاب هوفر رئيساً لأميركا !
5. الكلب "بادي"
يعتبر كلب الجيرمان شيبارد "بادي" أول كلب مرافقة للمكفوفين في أميركا، صاحبه موريس فرانك كان شاباً جامعياً مكفوفاً من مدينة ناشفيل تينيسي في العشرين من عمره، وقد ألهمته تجربته مع بادي ليؤسس عام 1929 أول مدرسة لتدريب كلاب مرافقة المكفوفين والتي تدعى "The Seeing Eye" وهي تعتبر اليوم أقدم وأكبر مدرسة من نوعها في الولايات المتحدة الأمريكية.
شاهد أيضاً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق