تتيح لنا التقنيات الحديثة إعادة اكتشاف الصور القديمة وذلك من خلال الحصول على نسخ عالية الدقة لتلك الصور عن طريق النيجاتيف الأصلي لها، وبذلك يمكن للمشاهد الفضولي والشغوف أن يركز على التفاصيل الصغيرة في الصورة كوجوه الناس وتعابيرهم وكذلك الأشياء والتفاصيل الأخرى التي قد تبدو بسيطة ولكن من الممكن لها أن تكون عظيمة الدلالة في كثير من الأحيان.
في هذه المحطة الجديدة من سلسلة "تفاصيل" اخترنا مجموعة من المشاهد التي التقطتها عدسة مصور مجلة "لايف" السويدي جيمس ويتمور (1926 - 1966) خلال زيارة الرئيس جمال عبد الناصر إلى دمشق إثر إعلان قيام الوحدة بين سورية ومصر عام 1958 والتي تبدو فيها جماهير دمشق وهي تستقبل عبد الناصر بحماسة منقطعة النظير، مشاهد تختزل لحظة تاريخية كان فيها الحماس على أشده وكانت الآمال في الوحدة والتحرر والتقدم في سورية كما في كل أرجاء العالم العربي تطاول عنان السماء.
حملت الجماهير نعشاً يرمز للاستعمار وقد حمل عبارة "إلى جهنم" بالإضافة لأسماء البلدان الاستعمارية أميركا وفرنسا وبريطانيا، كما يبدو أيضاً رسم غير متقن لعبد الناصر مع عبارة "نظرة الرئيس تصعق الاستعمار" في حين ارتدى بعض من جاؤوا إلى "الجنازة" الرمزية "الطراطير" التي تلبس عادة في الاحتفالات وأعياد الميلاد، وفي الخلفية تبدو عربات الترامواي وتحديداً خط المهاجرين والتي حملت الجمهور إلى قصر الضيافة.
على الجهة الأخرى للنعش الرمزي وقد كتب اسم حلف بغداد والولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس عبد الناصر على شرفة قصر الضيافة وعن يساره كل من صبري العسلي ومأمون الكزبري، وعن يمينه أكرم الحوراني، في حين يبدو في أقصى يسار الصورة كل من اللواء عفيف البزري والمشير عبد الحكيم عامر.
الجماهير المبتهجة ترفع علامة النصر
والقبضات المرفوعة تحية لبطل العروبة
التصفيق والحماس على أشده
والحماس لم يستثن حتى هذا الجندي
مسيرة نسائية تحمل لافتات تحيي عبد الناصر والقوتلي وتتوعد الاستعمار وأذنابه
جانب آخر من المسيرة النسائية تبدو فيها الخوذ الكاكية والبيريهات الحمراء للجنود وحرس الرئاسة
قطاع الميدان : باتحادنا قضينا على المؤامرات والأحلاف
Source : LIFE photo archive hosted by Google
شاهد أيضاً :