الشقراء الجميلة التي فتنت قلوب عشاق السينما العربية بجمالها و أنوثتها الطاغية حتى لقبت تارة بملكة الإغراء و تارة أخرى بمارلين مونرو الشرق، هي هند رستم التي كرسها أداؤها المميز في عشرات الأفلام التي لعبت فيها أدواراً أساسية كواحدة من أيقونات السينما المصرية في عصرها الذهبي.
ولدت هند رستم عام 1929 في الإسكندرية لوالد من أصول تركية، و أعطيت عند الولادة إسم ناريمان حسين مراد رستم، تلقت تعليمها في مدرستي "الفرير" و "سان فانسان دو بول"، و لم تتابع تحصيلها الجامعي بسبب ظروف أسرتها المادية الصعبة.
ظهور هند رستم السينمائي الأول كان في فيلم "أزهار و أشواك" سنة 1947، يومها لعبت الأقدار لعبتها مع ابنة الثمانية عشرة ربيعاً حين رافقت صديقة لها بالصدفة إلى مكتب فني يقوم بتشغيل الكومبارس فوقع الاختيار عليها من قبل المخرج عز الدين ذو الفقار لتشارك في الفيلم، في ذلك الوقت لم يخطر ببال ناريمان الصغيرة و هي تقف أمام الكاميرا لأول مرة أن هذا الظهور البسيط سوف يكون الخطوة الأول في مسيرة الألف ميل من الشهرة و النجاح.
بعد "أزهار و أشواك" تواصل ظهور هند رستم ككومبارس في عدد من الأفلام، حتى أنها ظهرت ككومبارس صامت إلى جانب ليلى مراد خلال أدائها لأغنية "اتمختري يا خيل" في فيلم "غزل البنات" عام 1949.
لكن كل شيء تغير بعد زواج هند رستم من المخرج حسن رضا الذي أسند إليها دوراً أساسياً في فيلمه "العقل زينة" عام 1950 قبل أن تسجل في السنة نفسهأ ظهوراً مميزاً مع المخرج الشاب يوسف شاهين في أول أفلامه "بابا أمين".
في السنوات التالية انطلقت هند رستم كالسهم في سماء النجومية فقدمت مجموعة من أهم الأدوار في أفلام مثل "رد قلبي" (1957) ، "لا أنام" (1957)، "الأخ الكبير" (1958)، "باب الحديد" (1958)، "إشاعة حب" (1959)، "شفيقة القبطية" (1962)، "الراهبة" (1965)، و "الخروج من الجنة" (1967)، أما آخر ظهور سينمائي لها فكان في فيلم "حياتي عذاب" عام 1979 و الذي اعتزلت العمل الفني من بعده و هي في قمة مجدها.
تقول هند رستم عن اعتزالها : "حين كنت شابة كنت أعود إلى بيتي ليلاً بعد منتصف الليل لأشعر بأن الناس نامت و أنا ما زلت أعمل فكنت أبكي طويلاً .. اليوم أنا سعيدة أعيش مع هواياتي القراءة و مشاهدة التلفزيون، و أحب لقاء الأصدقاء و السفر، أما أجمل ما في حياتي فهو حفيدي محمد و السعادة التي أحس بيها حين يناديني تيتة".
في يوم 8 آب أغسطس 2011 رحلت هند رستم عن عالما اثر أزمة قلبية عن 82 عاماً و كانت وصيتها لابنتها بسنت أن لا تسمح بتقديم سيرتها في عمل درامي لأنها كانت تكره أن تتحول حياتها إلى وسيلة لتسلية للناس.