الخميس، 25 مايو 2023
الأحد، 8 نوفمبر 2020
تفاصيل (8) : شوارع القاهرة في الستينات
تتيح لنا التقنيات الحديثة إعادة اكتشاف الصور القديمة وذلك من خلال الحصول على نسخ عالية الدقة لتلك الصور عن طريق النيجاتيف الأصلي لها، وبذلك يمكن للمشاهد الفضولي والشغوف أن يركز على التفاصيل الصغيرة في الصورة كوجوه الناس وتعابيرهم وكذلك الأشياء والتفاصيل الأخرى التي قد تبدو بسيطة ولكن من الممكن لها أن تكون عظيمة الدلالة في كثير من الأحيان.
في هذه المحطة من سلسلة "تفاصيل" اخترنا لكم مجموعة من الصور لشوارع القاهرة تعود جميعها إلى ستينات القرن الماضي والتي يمكننا من خلالها رصد كثير من التفاصيل المميزة لتلك الحقبة الجميلة.
إعلان عن حفل لفرقة الشعب الاستعراضية : شهرزاد، محمد عبد المطلب، زينات علوي، وكمال حسني. على مسرح حديقة الأندلس
الحافلات وعربات الترام في ميدان رمسيس
الاثنين، 12 أكتوبر 2020
5 عادات فرعونية ما زلنا نمارسها حتى اليوم !
1. السبوع : السبوع احتفال يقيمه المصريون عادة للمولود بعد مرور سبعة أيام على ولادته، وفيه يوضع المولود داخل غربال ويوضع الغربال على طاولة عالية وبجواره إبريق لو كان المولود ذكراً أو قلة لو كان المولود أنثى. ثم يُحمل الغربال بالطفل ويوضع على الأرض ويبدأ دق الهاون المعدني والّذي تقوم به غالباً جدة المولود، حيث تردد خلال الدق وصايا للمولود كأن يكون مطيعاً لوالديه. ثم تمر الأم من فوق الطفل سبع مرات تردد خلالها السيدة التي كانت تدق الهاون عبارات البسملة. بعدها يوضع الغربال بالطفل مرة أخرى فوق الطاولة ويحمل الأطفال والكبار شموعاً بيضاء مشتعلة ويطوفون بالطاولة مرددين الأناشيد الخاصة بالسبوع. وعادة الاحتفال بالسبوع عادة فرعونية قديمة، فقد كان الفراعنة يقدسون الرقم سبعة واعتبروه رمز الخير والسلام والصحة والحياة، كما كانت نسبة وفاة المواليد في ذلك الزمن كبيرة، لذلك اعتبروا أن المولود صاحب الحظ فى الحياة حتى اليوم السابع يستحق الاحتفال به حيث يُعتقد أنه طفل بكامل الصحة والعافية.
2. أربعين الميت : وهو عبارة عن مأتم يقام لإحياء ذكرى الميت بعد مرور أربعين يوماً على وفاته، وهي عادة منتشرة في مصر وعدد غير قليل من دول العالم، وجذور الاحتفال بالأربعين تعود إلى زمن الفراعنة حيث كان أهل الميت يحتاجون أربعين يوماً لتحنيط الميت وإعداده للدفن فكانت جنازته تقام فعلياً في اليوم الأربعين بعد وفاته.
3. شم النسيم : يحتفل المصريون من كل الأديان بيوم شم النسيم والذي يأتي دائماً في اليوم التالي لعيد الفصح الشرقي، حيث يقضي الناس اليوم في التنزه في الحدائق والمساحات الخضراء ويتناولون الطعام المخصص لهذه المناسبة وهو فسيخ (سمك مملح) مع الخس والبصل الأخضر والبيض المسلوق الملون. وبحسب الفيلسوف والمؤرخ اليوناني فلوطرخس فقد اعتاد المصريون القدماء على تقديم السمك المملح والخس والبصل لآلهتهم خلال مهرجان الربيع والذي كانوا يطلقون عليه إسم "شمو" حيث كان يرمز عندهم إلى بعث الحياة فكانوا يعتقدون أن هذا اليوم هو أول الزمان أو بداية الخلق.
4. العين للوقاية من الحسد : يستخدم المصريون ومعهم الكثير من شعوب العالم أشكالاً مختلفة من التمائم لرد الحسد لعل أشهرها الخرزة الزرقاء التي تشبه في شكلها العين البشرية، ويعتقد باحثون أن أصل هذه التميمة يعود إلى مصر القديمة وتحديداً إلى عين حورس التي كان المصريون القدماء يرتدونها ويتباركون بها لتقيهم من المرض والأرواح الشريرة. ويذكر الباحث البريطاني سيريل ألدريد في كتابه "مجوهرات الفراعنة" أن أكثر التمائم شيوعاً بين المصريين القدماء كانت التميمة المصنوعة من الخرز، وأنه لم تكن هناك أمة من أمم العالم القديم كله مثل مصر صنعت هذه الكميات الهائلة من الخرز، وذلك لشعورهم بالجانب الجمالي في أشكاله وألوانه، إلى جانب اعتقادهم في القوى السحرية لتلك الخرزات· واختار الفراعنة اللون الأزرق لارتباطه بزرقة السماء التي تسبح فيها الشمس رمز الإله رع، وتعيش فيها الآلهة التي تحمي الإنسان وتباركه·
5. "كسر القلة" أو"كسر الزير": عادة يمارسها المصريون ومعهم بعض شعوب المنطقة كأهل بلاد الشام، والتي تقوم على كسر إناء (من الفخار غالباً) خلف الشخص الغير مرغوب بعودته. وهي عادة تعود أصولها إلى زمن الفراعنة حيث كانت تُكسر القلة أو الأواني الفخارية فى جنائز الموتى اعتقاداً من المشيعين أن الروح قد تعودة مرة أخرى لمنزل المتوفي ويتضرر منها أهله، فكانوا يقومون بكسر الأواني فى جنازته وعلى مقبرته.
شاهد أيضاً :
الخميس، 8 أكتوبر 2020
8 أطباق مصرية أصلها فرعوني !
1. الفسيخ : يقول بسام الشماع الباحث فى التاريخ الفرعوني إن المصريين عرفوا بتناول الأسماك المملحة طوال تاريخهم، وكانوا يقومون بتجفيف تلك الأسماك فى الشمس ووضع ملح عليها عن طريق فتحها ورش الملح بداخلها، وهو أمر ظهرت صوره فى العديد من البرديات القديمة.
2. الجبن : في عام 2018 عثر منقبون أثريون في قبر فرعوني في مقبرة سقارة قرب القاهرة على أقدم قطعة جبن في العالم، وهي عبارة عن كتلة بيضاء متصلبة عثر عليها في إحدى الجرار ويعود تاريخها لأكثر من 3200 عام، وقال الدكتور أنريكو غريكو من جامعة كاتانيا الإيطالية الذي عمل مع باحثين من جامعة القاهرة لتحديد هوية المادة: "المادة التي حُللت من المحتمل أن تكون أقدم بقايا أثرية صُلبة من الجبن عثر عليها حتى اليوم، نعرف أنها قد صنعت من حليب الغنم والماعز، ولكن بالنسبة لي كان من الصعب جدا أن أتخيل نكهة معينة".
3. كحك العيد : بحسب ما جاء فى كتاب "لغز الحضارة الفرعونية" لكاتبه د. سيد كريم فقد اعتادت زوجات الملوك إعداد الكحك وتقديمه للكهنة القائمين على حراسة الهرم الأكبر يوم تعامد الشمس على حجرة الملك خوفو، وكان الخبازون يتقنون إعداده بأشكال مختلفة وكانوا يرسمونه على شكل شمس تيمناً بالإله رع، وقد ظهرت رسوم لصناعة الكحك فى مقابر منف وطيبة.
4. الملوخية : بحسب وثائقي قناة الجزيرة "حكاية طبق" فقد عرف الفراعنة نبتة الملوخية وكانوا يدعونها "خية" وكان الاعتقاد السائد وقتها أنها نبتة سامة، وعندما احتل الهكسوس مصر أجبروا المصريين على تناولها و كانوا يقولون لهم : " ملو-خية " أي "كلوا-خية" و بعدما تناولها المصريين و ظنوا أنهم ميتون لا محالة اكتشفوا أنها غير سامة و أنها تصلح للأكل .
5. الكشري : بحسب كتاب "الجبتانا" أو أسفار التكوين المصرية الذي جمعه الكاهن والمؤرخ مانيتون زمن البطالمة، يسمي المؤلف السفر الثامن من كتابه باسم "سفر القمح والكوشير"، معلناً أن المصريين القدماء عرفوا طعام الكوشير، والذي يرجح الباحثون أن يكون هو نفسه الكشري،مع اختلاف أنهم كانوا يصنعونه من القمح بدلاً من الأرز.
6. البليلة : يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن عيد عاشوراء هو عيد مصري قديم يرجع إلى الدولة القديمة فى أواخر عصر بناة الأهرام وكان من بين أعياد منف الدينية، وكانوا يطلقون عليه "عيد طرح بذور القمح المقدس" ويقع فى العاشر من شهر طوبة أول شهور الفصل الثانى من السنة. وقد أخذه اليهود عن المصريين، وأخذه عرب الجاهلية عن اليهود، ثم أصبح عيداً إسلامياً بعدما أمر النبي أتباعه بالصيام في هذا اليوم والاحتفال به. وقد كان الفراعنة يعدون مختلف الأطعمة التقليدية الخاصة بيوم عاشوراء والتي تصنع جميعها من القمح وفى مقدمتها طبق "البليلة" والذي لا تختلف صناعته وطريقة إعداده وتقديمه عما هو متبع حالياً.
7. القطايف : يقول مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار المصرية أن القطايف لها جذور في مصر الفرعونية، إذ وجد في المناظر المحفوظة في إحدى المقابر في البر الغربي بالأقصر، طريقة عمل القطايف، وهي عبارة عن قطعة عجين تحشى بالعنب المجفف أو البلح.
8. الفتّة : يقول الباحث الأثرى سامح الزهار أن أصل وجبة "الفتة" يعود إلى مصر الفرعونية، حيث عرفها المصريون القدماء وكانوا يقومون بصنعها بوضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن.
شاهد أيضاً :
الاثنين، 28 سبتمبر 2020
كليوباترا بالبروكار الدمشقي
المشهد في مطار دمشق .. باقات الزهور على أيدي عارضات الأزياء الجميلات في الإقليم الشمالي .. جمهور من مصممي الأزياء والخياطين .. رجال وشبان وفتيات .. وهبطت الطائرة ونزلت منها عارضات الأزياء القادمات من الإقليم الجنوبي .. والتف حولهن كل هؤلاء، وانتقلت الأزهار من أيدي مانيكان الشمال إلى أيدي مانيكان الجنوب..
وفي الحفلة التي أقيمت في المساء التقى مصممو الأزياء من الإقليم السوري بزملائهم من الإقليم المصري .. صنعوا جميعاً تصميماتهم الجديدة من القماش الوطني فقط.. أثبتوا مقدرة الفنان العربي في دنيا الأزياء..
كان عدد مصممي الأزياء ستة: ثلاثة من دمشق.. واحد من حلب.. اثنان من القاهرة.. تنافسوا على مبتكرات 1959. صنع كل منهم ثوباً للعرس.. اختلفت أسماء الثوب: "حلم".. "العذراء".. "الجنة"!
وقوبل الحلم والعذراء والجنة بحماس الحاضرات.. كلهن شابات، في سن الزواج وأحلام الجنة..
قالت عارضة الأزياء أنتيجونى: "أتمنى أن أقضي ليلة في .. حلم"!
وقالت ماريان: "أتمنى أن أقضي فيه العمر كله"..
وقدم أحد عارضي الإقليم الشمالي زوجته الإيطالية مرجريت لعرض أزيائه، وهي تعمل معه، وصفق الجمهور لها، كما صفق لأزيائها، لأنها الوحيدة التي تجرأت من زوجات المصممين ووقفت على المسرح، ولأن أزيائها جميلة أيضاً..
وعندما تبادل مصممو أزياء الإقليمين حفلات التكريم قال لهم مدير السياحة: "كان علينا أن نكرمكم.. ولكنكم كرمتم أنفسكم"!
وطالب كثيرون ممن حضروا حفلات العرض بإقامة مهرجان مماثل على مستوى شعبي لأزياء السيدات للعائلات ذات الدخل المحدود.
وحضرت ملكتا الجمال الأولى والثالثة عائدة القضماني ونبيلة فرعون حفلة العرض الأولى وتخلفت الملكة الثانية نوال الرملي، وحضرت الملكة الثانية حفلة العرض الثانية، بينما سهرت الأولى مع خطيبها في أحد الملاهي الصيفية، وسافرت الثالثة إلى مدينة القدس..
وعندما جرت مباراة اختيار ملكة الأناقة طالب الجمهور نوال الرملي بالاشتراك فيها ولكنها رفضت وظلت مصرة على أن تكون متفرجة، لأنها شبعت من الوقوف أمام الجمهور.
كانت لجنة التحكيم لاختيار ملكة الأناقة مؤلفة من العارضات ومن أصحاب دور الأزياء واشترك أكثر من عشرين فتاة من حاضرات المهرجان في المباراة. وعند ظهور الفائزة، وجم الحاضرون، واختلف المصممون، وتحمسوا لاعادة الانتقاء، ولكن تباشير الفجر الذي لاح في الأفق حالت دون إعادة الانتخاب.
مجلة "المصور" 12 حزيران يونيو 1958
شاهد أيضاً :
الأربعاء، 2 سبتمبر 2020
راقية إبراهيم : الغامضة في حياتها ومماتها !
في ثلاثينات القرن الماضي تعاقدت بهيجة حافظ مع شابة في الثامنة عشرة من عمرها تدعى راشيل إبراهيم ليفي للقيام بالدور الثاني في فيلمها الجديد "ليلى بنت الصحراء" واختارت لها إسماً سينمائياً جديداً هو راقية ابراهيم.
وراقية ابراهيم كانت جارة وزميلة دراسة للنجمة ليليان زكي مراد موردخاي أو كما يعرفها الجمهور باسم ليلى مراد، وكلتاهما تنتميان للطائفة اليهودية التي كان أبناؤها يعيشون في مصر منذ قرون كجزء أساسي من النسيج الوطني المصري.
وخلال عملها مع بهيجة حافظ رأى الفنان أحمد سالم الممثلة الشابة وأعجب بها فتعاقد معها استديو مصر وظهرت عام 38 مع نجيب الريحاني في فيلم "سلامة بخير" بدور "جيهان" المرأة اللعوب التي تحاول إغواء "الأمير كندهار". لكن انطلاقتها الحقيقية في سماء الشهرة والنجومية كانت من خلالها دورها الشهير مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" عام 44 حيث قدمت دور "فيفي" وغنت مع عبد الوهاب "حكيم عيون"، يومها كانت راقية إبراهيم قد وصلت إلى قمة عطائها ونضجها الفني ما توجها نجمة من نجمات حقبة الأربعينات في السينما المصرية والعربية.
عرفت راقية ابراهيم خلال هذه الفترة ببعدها عن الأوساط الفنية وعدم حضورها للحفلات والمناسبات الاجتماعية، ما كان سبباً في نفور زملائها منها واتهامهم لها بالتعالي والغرور، وقد حاولت راقية ابراهيم دفع هذه التهمة عن نفسها من خلال مقال كتبته بنفسها ونشرته مجلة الكواكب في حزيران يونيو سنة 50 تحت عنوان "ما لا تعرفه عن الفنانة راقية إبراهيم" وتقول فيه عن نفسها : "تكره راقية تناول المشروبات الروحية، لكنها تندمج في الحفلات لا لتلهو، لكن لتجلس في صمت شديد تراقب البشر وتدرس أخلاقهم، وقد يبدو للناس أنها لا تراقبهم لأنها لا تنظر إليهم إلا من طرف خفي" وتضيف أيضاً : " وقد يقال عن راقية إنها بخيلة لا تدعو الناس إلى مائدتها، لكنها تتمسك دائمًا بقول الفيلسوف الصيني لينويوتن إن المأدبة نفاق بين شخصين".
شهدت فترة الخمسينات تراجع نجومية راقية ابراهيم، وفي عام 52 سافرت إلى أميركا في رحلة علاجية حيث كانت تعاني من مرض في الكبد، وخلال وجودها هناك وقع حادث مقتل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى والذي يتهم البعض راقية ابراهيم بالتدبير له بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.
شاركت راقية ابراهيم بعد عودتها من أميركا في بطولة فيلمين هما "كدت أهدم بيتي" و"جنون الحب"، سافرت بعدها عام 56 مع زوجها مهندس الصوت المصري إبراهيم والي إلى باريس، لكنهما تطلقا سريعاً هناك، لتسافر بعدها إلى أميركا وحدها حيث استقرت هناك بشكل دائم ولم تعد إلى مصر بعدها أبداً.
تكهنات عديدة ظهرت حول سبب قرار راقية ابراهيم المفاجئ بالهجرة والاختفاء عن الساحة الفنية، منها التضييق الذي شهدته مصر على اليهود بعيد ثورة 23 تموز يوليو 52، ومنها أيضاً تأييد راقية ابراهيم المعلن للواء محمد نجيب والذي أطاح به جمال عبد الناصر في نيسان أبريل 54 بعد صراع مرير على السلطة انتهى بوضع الرئيس الأول لمصر قيد الإقامة الجبرية في حين تم التنكيل بمؤيديه من الفنانين وغيرهم كما حدث مع الموسيقار محمد فوزي، ومن أسباب الإبتعاد التي يطرحها البعض أيضاً شعور راقية إبراهيم بأفول عصرها وظهور جيل جديد من النجمات اللاتي خطفن الأضواء من أمثال فاتن حمامة وشادية وسامية جمال وهند رستم.
ورغم كثرة المواد المنتشرة حالياً على صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي عن راقية ابراهيم والتي تصفها بالجاسوسة والعميلة لدولة الاحتلال، إلا أن الوثائق والمواد الصحفية المنشورة عنها خلال حياتها تخلو من أي دليل قاطع على ذلك، وغالب الظن أن مثل هذه الاتهامات قد ظهرت في فترة متأخرة متأثرة باجواء الصراع العربي الإسرائيلي لتسوق التهم بأثر رجعي دون وجود دلائل إدانة واضحة.
ويعيد المؤرخ السينمائي المصري أشرف غريب صاحب كتاب "الممثلون اليهود في مصر" ظهور تلك التهم إلى حالة التكتم والغموض التي أحاطت بها راقية إبراهيم نفسها، حيث يقول : "واقع الأمر أن راقية إبراهيم لديها ما يجعلنا نشك فعلاً في مسألة انتمائها للصهيونية، منها مثلا: أنها كانت تكن غيرة شديدة لقريناتها، الأمر الذي جعلها تبدو وكأنها تكن كراهية للمصريين، وهي فعلاً كانت تكره فاتن حمامة، وهي غيرة كانت معلنة وسافرة، وثانياً أنها كانت تثير غموضًا حول شخصيتها بشكل يثير الريبة، وكانت تمكث في بيتها طوال الوقت ولا تظهر إلا نادرًا في أي محافل فنية، وكانت إذا ظهرت فإنك تجدها عند السفير الأمريكي في مصر، أو تظهر في حوار صحافي تجريه مع الدكتور طه حسين، أو تظهر في مجتمعات النخبة السياسية وتختفي من سهرات الوسط الفني".
ويضيف غريب في كتابه المذكور : "من هم أصدقاؤها في الوسط الفني؟ أربعة: يوسف وهبي، وأنور وجدي، ومحمود المليجي، ومحمد كريم، وهؤلاء الأربعة تحديدًا هناك شبهات قوية جدًا حول عضويتهم في المحفل الماسوني، عندما تضع كل تلك الملاحظات إلى جوار بعض ستجد أنه من الممكن جدًا أن يكون لها دور أخر لعبته غير الفن، لكن في النهاية ستجد أنها كلها استنتاجات دون وثائق قوية".
أما عن تاريخ وفاة راقية ابراهيم فهو مثل كل حياتها محاط بالغموض، التاريخ الأكثر تداولاً هو عام 77، في حين يرجح باحثون أن تكون قد توفيت في 78 أو 79، ويذهب آخرون بعيداً ليقولوا أنها قد تكون توفيت مطلع الألفية، والحقيقة أن هذا حال أغلب الفنانين اليهود الذين غادروا مصر كتوجو مزراحي وشالوم حيث يحيط الغموض بحياتهم في منافيهم الإختيارية، وكأنهم وقعوا بعد مغادرتهم وطنهم الأم في ثقب أسود ابتلع حيواتهم وتاريخهم فلم يعد لهم من بعده وجود !
شاهد أيضاً :
الثلاثاء، 21 يوليو 2020
10 مصطلحات مصرية أصلها طلياني !
2. "روبابيكيا" أصلها بالإيطالية "roba vecchia" ومعناها الأشياء القديمة
3. "جوانتي" أصلها بالإيطالية "Guanto" ومعناها القفازات
4. "باروكة" أصلها بالإيطالية "Parrucca" ومعناها الشعر المستعار
5 . "بيلياتشو" أصلها بالإيطالية "Pagliaccio" وتعني المهرج
7. "موبيليا" أصلها بالإيطالية "Mobilia" ومعناها الأثاث
8. "تياترو" أصلها بالإيطالية "Teatro" ومعناها المسرح
9. "روشته" أصلها بالإيطالية "Ricetta" ومعناها وصفة
10. "جمبري" أصلها بالإيطالية "Gamberi" ومعناها الروبيان أو القريدس
الثلاثاء، 23 يونيو 2020
حكاية عشيقة ولي عهد بريطانيا التي تزوجت مصرياً ثم قتلته في "جريمة كاملة" !
في الساعة الثانية من صباح يوم الثلاثاء العاشر من تموز يوليو سنة 1923 علت أصوات شجار من غرفة الوجيه المصري علي فهمي وزوجته الفرنسية في فندق سافوي اللندني الفاخر، وحين هرع أحد الخدم إلى الغرفة ليطلب من الزوجين أن يخفضوا أصواتهم مراعاة لبقية النزلاء فوجئ بصوت أربع طلقات نارية يدوي بين جنبات الفندق وبالزوج الشاب ابن الثلاثة والعشرين ربيعاً غارقاً في دمائه في حين وقفت بجواره الزوجة مارجريت لورينت أو ماجي كما كانت تحب أن تنادى وبيدها مسدس من نوع كاليبر-32.
ولدت بطلة قصتنا مارجريت لورينت في باريس عام 1890 لأسرة فقيرة، وفي سن السادسة عشرة حملت من علاقة غير شرعية وأنجبت بنتاً، عاشت بعدها حياةً صعبة وغير مستقرة حتى تعرفت على شخص تدبر لها عملاً كبائعة هوى في بيت الملذات الباريسي الراقي ميزون دي راندي فو والذي كان كل زبائنه من الأمراء والأثرياء وعلية القوم.
في عام 1917 تعرفت مارجريت على الأمير إدوارد أمير ويلز وولي عهد بريطانيا والملك المستقبلي، والذي كان يقيم في باريس كضابط في القوات البريطانية المشاركة في المعارك على الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى، انخرط الاثنان في علاقة حب عاصفة، استمرت لنحو العام وانتهت مع مغادرة الأمير إدوارد لباريس بعدما وضعت الحرب أوزارها عام 1918.
في عام 1922 زارت مارجريت مصر برفقة أحد عشاقها وخلال حفلة في فيلا بالزمالك التقت بالثري علي بيه فهمي الذي كان يصغرها بعشر سنوات، كان علي شاباً متهوراً ورث ثروة طائلة عن والده الراحل، وقد عرفت مارجريت الخبيرة والمتمرسة في عالم الرجال كيف توقع المليونير الشاب في حبائل هواها، ففتن بها حتى الجنون، وطاردها إلى باريس حيث ركع عند قدميها متوسلاً أن تقبل الزواج به، وبالفعل فقد تزوج الشاب الأرعن والغانية اللعوب مدنياً في باريس في كانون الأول ديسمبر 1922 ثم على الطريقة الإسلامية في مصر في كانون الثاني يناير 1923.
حظيت محاكمة مارجريت لورينت باهتمام منقطع النظير في مصر وفرنسا وبريطانيا على حد سواء، فأوفدت دار الأهرام أحد صحفييها ليغطي أحداث المحاكمة لحظة بلحظة، في حين بلغ اهتمام العامة في لندن بالقضية أن البعض كان يبيعون مقاعدهم في قاعة المحكمة لمن يرغب مقابل مبالغ مالية كبيرة.
مع نهاية المحاكمة فوجئ الجميع وبخاصة أسرة الزوج المغدور بحكم البراءة الذي أصدرته المحكمة بحق الزوجة القاتلة، بل إن مارجريت رفعت قضية ضد أسرة زوجها طالبت فيها بحقها من ميراثه، لكن المحاكم المصرية رفضت القضية من أساسها. كل هذا جعل الصحافة تصف ما قامت بها مارجريت بالجريمة الكاملة ! فكيف لسيدة أن تقتل زوجها وتعترف بجريمتها ثم تخرج من القضية بالبراءة التامة ودون أن تقضي ولو يوماً واحداً في السجن ؟!
عاشت مارجريت بقية حياتها في شقة صغيرة في باريس، في حين احتفظت حتى آخر حياتها بالرسائل الغرامية التي أرسلها لها الأمير إدوار أثناء علاقتهما، يقول المقربون منها أنها كانت تعتبر تلك الرسائل بمثابة تأمين على حياتها، وفي حين يعتقد البعض أن حكم البراءة الذي حصلت عليه مارجريت في قضية قتل زوجها تعود لعنصرية المحكمة وانحيازها للزوجة الأوروبية ضد الزوج الشرقي، إلا أن كثيراً من المؤرخين الذين أعادوا دراسة القضية مؤخراً يعتقدون أن القطبة المخفية في هذه القضية تعود لتدخل صديق قديم للمتهمة ألا وهو الأمير إدوارد للضغط على المحكمة وذلك بعد أن لوحت مارجريت بقدرتها على تفجير فضيحة تهز الأسرة المالكة فيما لو تمت إدانتها من قبل المحكمة البريطانية.
الثلاثاء، 7 أبريل 2020
تفاصيل (6) : ناصر في دمشق
تتيح لنا التقنيات الحديثة إعادة اكتشاف الصور القديمة وذلك من خلال الحصول على نسخ عالية الدقة لتلك الصور عن طريق النيجاتيف الأصلي لها، وبذلك يمكن للمشاهد الفضولي والشغوف أن يركز على التفاصيل الصغيرة في الصورة كوجوه الناس وتعابيرهم وكذلك الأشياء والتفاصيل الأخرى التي قد تبدو بسيطة ولكن من الممكن لها أن تكون عظيمة الدلالة في كثير من الأحيان.
في هذه المحطة الجديدة من سلسلة "تفاصيل" اخترنا مجموعة من المشاهد التي التقطتها عدسة مصور مجلة "لايف" السويدي جيمس ويتمور (1926 - 1966) خلال زيارة الرئيس جمال عبد الناصر إلى دمشق إثر إعلان قيام الوحدة بين سورية ومصر عام 1958 والتي تبدو فيها جماهير دمشق وهي تستقبل عبد الناصر بحماسة منقطعة النظير، مشاهد تختزل لحظة تاريخية كان فيها الحماس على أشده وكانت الآمال في الوحدة والتحرر والتقدم في سورية كما في كل أرجاء العالم العربي تطاول عنان السماء.