نوستراداموس المتنبئ المعجزة
عرف التاريخ آلافاً من المتنبئين و المنجمين الذين ادعوا معرفتهم بالمستقبل لكن أحداً منهم لم يصب الشهرة التي أصابها نوستراداموس الذي يعتبر أشهر متنبئ في التاريخ على الإطلاق ، و رغم أن معظمنا سمع باسمه إلا أن قلة فقط اطلعت على مؤلفاته و سيرة حياته ، فمن هو نوستراداموس و ما سر شهرته التي لم تنطفئ رغم مرور 450 عاماً على نشره كتاب تنبؤاته الشهير عام 1555 ؟
ولد ميشيل نوستراداموس في منطقة بروفنس الواقعة جنوب شرق فرنسا و القريبة من ايطاليا عام 1503 لعائلة كانت في الأصل يهودية و اعتنقت المسيحية على المذهب الكاثوليكي حديثاً خشية الاضطهاد الديني الذي كان سائداً في أوروبا آنذاك ضد اليهود .
ظهرت علامات النبوغ على نوستراداموس منذ طفولته ، فأتقن عدة لغات كاللاتينية و اليونانية و العبرية ، و أبدى اهتماماً خاصاً بعلم التنجيم .
عمل نوستراداموس بالصيدلة و برع في تركيب الأدوية المصنوعة من الأعشاب ، و عمل بشكل خاص على الأدوية المقاومة لمرض الطاعون الذي كان وباء العصر في أوروبا في ذلك العصر .
بدأ نوستراداموس بالابتعاد عن الصيدلة تدريجياً و راح ينغمس في الروحانيات ، و ابتداء من عام 1550 راح ينشر تقويماً سنوياً يحتوي على توقعات النجوم و الأبراج الفلكية ، و سرعان ما راحت شهرته تتوسع فراح النبلاء يدعونه إلى قصورهم ليقرأ لهم المستقبل ، و في هذا الوقت بدأ نوستراداموس بكتابة رباعياته الشهيرة و هي مقطوعات شعرية قصيرة تحتوي على نبوءات مبهمة و غير مؤرخة بدقة ، و يعتقد أن نوستراداموس قد كتب نبوءاته بهذه الطريقة بدلاً من كتابتها بطريقة واضحة ليتجنب ملاحقة الكنيسة و اتهامه بالهرطقة من قبل محاكم التفتيش .
في عام 1555 نشر نوستراداموس رباعياته في كتاب حمل عنوان "النبوءات" ، و قد لقي هذا الكتاب عند نشره ردود فعل متباينة ، فقد اتهمه البعض بأنه مشعوذ و خادم للشيطان ، في حين اتهمه البعض الآخر بالجنون ، في حين أثار الكتاب من ناحية أخرى إعجاب العديدين و منهم كاثرين دي ميدتشي زوجة الملك هنري الثاني ملك فرنسا التي استدعته إلى باريس ليقرأ طالع أطفالها و أصبح منذ ذلك الوقت مقرباً من العائلة المالكة و بقي كذلك حتى وفاته بداء النقرس عام 1566 .
حقق كتاب "النبوءات" شهرة واسعة و ما يزال حتى الآن من أكثر الكتب تداولاً ، و من أشهر النبوءات التي تضمنها الكتاب و يعتقد بأنها قد تحققت قيام الثورة الفرنسية و ظهور نابوليون بونابرت و أدولف هتلر و قصف اليابان بالقنابل النووية في الحرب العالمية الثانية و هبوط الانسان على سطح القمر و هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر على برجي التجارة العالميين في نيويورك .
اليوم تختلف آراء الأكاديميين في نوستراداموس ، ففي حين يشكك البعض فيها و يقول بأنها قد تكون تعرضت لإضافات و تحريفات عبر الزمن يعتقد البعض الآخر بأن نوسترادموس كان بالفعل شخصاً ذو موهبة خاصة و قدرة على قراءة المستقبل و رؤية أحداثه قبل وقوعها بمئات السنين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق