يروي الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي الذي كان من المقربين للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ حيث كتب له كلمات عدد من أجمل أغانيه ، يروي قصة أغنية "مشيت على الأشواك" التي بدأت برهان بينه و بين العندليب قبل أن تتحول إلى واحدة من كلاسيكيات الغناء العربي .
ففي إحدى الجلسات الخاصة في منزل عبد الحليم كان الحديث يدور حول الأغاني الكلاسيكية ، فعلق الشاعر الشاب عبد الرحمن الأبنودي بالقول أن تلك الأغاني ليست سوى كيمياء ، حيث يقوم الشاعر بتركيب كلمات و عبارات الشوق و الحنين دون أن تحتوي الأغنية على إحساس أصيل ولا على فكرة حقيقية ، و أنه هو شخصياً لا يكتب هذا النوع من الأغاني التي تحتوي على مبالغات عاطفية ساذجة ، لم يعجب عبد الحليم بتعليق الأبنودي و تحداه إن كانت هذه الأغاني فعلأً كما قال أن يكتب واحدة فوراً على أن يدفع عبد الحليم له ثمنها المبلغ الذي يطلبه فيما لو نالت الأغنية إعجاب الحاضرين .
قبل الأبنودي الرهان و دخل إلى غرفة من غرف المنزل، حيث أغلق على نفسه الباب، ثم خرج بعد قليل يحمل في يده قصاصة من الورق راح يقرأ منها بسخرية : "مشيت على الأشواك و جيت لأحبابك ، لا عرفوا ايه وداك ولا عرفوا ايه جابك ، رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن ، حتى في أحضان الحبايب شوك يا حنفي ! " ، فانفجر ضحك الحاضرين جميعاً إلا عبد الحليم الذي غضب و طلب من الأبنودي أن يقرأ الأغنية ثانية و لكن بشكل جدي و دون سخرية ، فأعاد الأبنودي قراءة الأغنية كاملة، و فوراً تلقف محمد الموجي الذي كان حاضراً الجلسة الأغنية و راح يدندن المطلع و يعزف اللحن الذي وضعه تواً على عوده الذي لم يكن يفارقه، في حين حجز العندليب الأغنية لنفسه، و هكذا تحولت المزحة إلى أغنية "مشيت على الأشواك" و نسي الجميع موضوع الرهان ، و قدم عبد الحليم الأغنية ضمن فيلم "أبي فوق الشجرة"، لتصبح واحدة من أبرز كلاسيكيات العملاقين عبد الحليم حافظ و عبد الرحمن الأبنودي .
شاهد أيضاً :