سلفادور دالي
في عام 1992 عرض لأول مرة المسلسل السوري "أيام شامية" الذي يعتبر باكورة ما سمي لاحقاً بأعمال البيئة الشامية، و تتمحور الحبكة الدرامية للمسلسل الذي حقق نجاحاً واسعاً بشكل أساسي حول "شوارب محمود"، حيث أن محمود هذا بائع فول تضطره الظروف لرهن بضع شعيرات من شاربه كضمان مقابل استدانة مبلغ من الليرات الذهبية، و ذلك في إشارة إلى الرمزية التي كان يحتلها الشارب في المجتمع الدمشقي آنذاك كرمز للكرامة و العنفوان الذكوري.
و يروي أحد الكتاب اللبنانيين أنه و خلال أحداث الحرب العالمية الثانية كان الرجال في قريته الواقعة في جبل لبنان من المعجبين بالزعيم النازي أدولف هتلر يطلقون شاربهم على طريقة هتلر المعروفة، في حين كان مؤيدو الحلفاء يطلقون شاربهم على طريقة الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، و بذلك تحول الشارب في تلك القرية اللبنانية الصغيرة إلى رمز سياسي.
أما في عصرنا الراهن فقد تحول الشارب إلى شكل من أشكال الموضة، حيث راج إطلاق الشارب مثلاً في الثمانينات و التسعينات ثم تضائل في العقود اللاحقة، حتى أن نجوماً معروفين في عالمنا العربي أمثال راغب علامة و عاصي الحلاني و ربيع الخولي و هشام عباس و خالد عجاج و غيرهم عرفوا بستايل "الشارب" في بدايتهم، ثم حلقوا شواربهم لاحقاً حين أصبح الشارب موضة قديمة.
و في السينما العربية عرف العديد من النجوم العرب بشاربهم المميز كرشدي أباظة و أنور وجدي و عبد السلام النابلسي في مصر، و دريد لحام و نهاد قلعي و رفيق سبيعي و ناجي جبر في سوريا، و شوشو و أحمد خليفة (أبو العبد) في لبنان، كما أن الشارب كان في كثير من الأحيان واحداً من الأدوات الضرورية للشخصية الدرامية حين يتطلب الأمر إظهار الحزم و القسوة، لذلك طلب المخرج محمد خان من النجم حسين فهمي أن يطلق شاربه حين أدى دور ضابط شرطة في فيلم "الحرام" عام 1982، و كرر الأمر نفسه مع أحمد زكي حين لعب دور ضابط مباحث في فيلم "زوجة رجل مهم"عام 1988.
مؤخراً عادت موضة الشارب إلى الظهور في عالمنا العربي متأثرة بموجة المسلسلات التركية و نجومها، في حين دعا الرئيس التركي أردوغان العام الماضي أعضاء حكومته إلى إطلاق شواربهم مستحضراً رمزية الشارب في التراث العثماني لتركيا ما أثار كثيراً من السخرية و الاستياء في داخل تركيا و خارجها حتى أن إحدى الصحف المعارضة أطلقت على حكومة أردوغان إسم "حكومة الشوارب".
عالمياً عرفت العديد من الشوارب شهرة تاريخية كشارب الزعيم النازي أدولف هتلر الذي كان يشبه كثيراً شارب الممثل الكوميدي تشارلي تشابلن، و ما لا يعرفه كثيرون أن الموضة في زمن هتلر كانت الشارب العريض من الجانبين، لكن هذا الشكل لم يكن عملياً حين كان هتلر جندياً في الحرب العالمية الأولى حيث كان يضايقه عند ارتداء القناع الواقي من الغاز، لذلك قام بقصه من الجانبين، و هناك أيضاً شارب الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين المفتول الذي كان يشبه شوارب قبضايات الحارات الشامية، دون أن ننسى شارب الفنان السريالي الإسباني سلفادور دالي الذي كان يتفنن بتزيينه أمام الكاميرا بطرق مبتكرة و مجنونة.
في هوليوود عرف الممثل كلارك جيبل بطل فيلم "ذهب مع الريح" في الثلاثينات بشاربه الأنيق الذي اعتبر رمزاً للنضوج و الأناقة الكلاسيكية، في حين اعتبر توم سيليك بطل مسلسل "ماغنوم" الشهير في الثمانينات رمزاً للجاذبية بشاربه الكث على طريقة رعاة البقر في الغرب الأمريكي.
الفنان السوري رفيق سبيعي (أبو صياح) عرف بشواربه المفتولة و بأداءه لشخصية القبضاي و ابن البلد
المطرب اللبناني طوني حنا قم بالتأمين على شواربه في الولايات المتحدة
راغب علامة في الثمانينات
كلارك جيبل
توم سيليك
شاهد أيضاً :