صعق العالم عام 2014 بخبر انتحار الممثل الكوميدي الأمريكي الشهير روبن ويليامز بعد معاناة طويلة مع الاكتئاب، فكيف يمكن لصناع الضحكة والفرح أن يصابوا بالاكتئاب ؟ وكيف يمكن أن يغزو الحزن قلوب من جعلوا من الضحك حرفتهم التي يعرفهم بها العالم ؟ أمر يتسائل حوله كثيرون دون أن يجدوا له إجابة شافية !
هناك قصة ذات مغزى تروى عن رجل فرنسي ذهب إلى أحد الأطباء النفسيين وهو في حالة من الاكتئاب الشديد وقال له: "دكتور، إنني أعاني من حالة شديدة من التعاسة والاكتئاب، هل يمكنك أن تصف لي بعض الأدوية أو أي شيء يمكنه أن يساعدني في التغلب على هذه الحالة؟"، فأجابه الطبيب قائلًا: "أنت لا تحتاج إلى أقراص، اذهب وشاهد المهرج الشهير جروك، هو سيبهجك ويجعلك تشعر بالتحسن"، فأجاب الرجل التعس بكل حزن: "يا دكتور أنا هو المهرج جروك".
صلاح جاهين:
كان صلاح جاهين واحداً من صنّاع الفرح والبسمة بالنسبة لجيل كامل من المصريين والعرب، فمن منا يمكن أن ينسى كلمات أغاني "يا واد يا تقيل" و "خلي بالك من زوزو" و "الدنيا ربيع" و "بمبي" وغيرها من الأغاني الجميلة التي زرعت البسمة على الشفاه والأمل في القلوب، وإلى جانب كونه شاعراً رقيقاً كان جاهين رساماً كاريكاتورياً ذا ريشة تميزت بالجرأة وخفة الظل التي جذبت الجمهور إلى رسوماته التي كان ينشرها يومياً في "الأهرام".
جاهين الذي شهد له كل من عرفه بخفة الدم وحس الفكاهة انتهى به الأمر غارقاً في حزنه وكآبته، وهو أمر احتار في تفسيره حتى الأطباء الذين حاولوا بعد عقود طويلة تفسير حالة جاهين، فمنهم من أعاد ما عاناه من اكتئاب حاد لأسباب عضوية، ومنهم من أعاده لأسباب تتعلق بمواقف جاهين السياسية والاجتماعية، وفي حين يلف كثير من الغموض ظروف وفاة صلاح جاهين سنة 1986، يعتقد كثير من محبيه والمقربين منه أنه مات منتحراً بسبب الاكتئاب الذي عانى منه.
الياس رزق :
يعتبر الياس رزق واحداً من جيل الرواد في تلفزيون لبنان، فقد عرفه الجمهور اللبناني من خلال عدد غير قليل من الأعمال التلفزيونية التي غلب عليها الطابع الكوميدي مثل مسلسل "أبو المراجل" عام 1969" ومسلسل "الدنيا هيك" عام 1976 الذي قدم فيه شخصية "عزيز السلمنكي".
نتيجة لظروف الحرب الأهلية التي مر بها لبنان وتراجع عجلة الانتاج التلفزيوني، بالإضافة لظروف الاجتياح الاسرائيلي، أصيب الياس رزق باكتئاب حاد، وبينما كان متواجداً مع أسرته في بيتهم الصيفي في بلدة عشقوت عام 1982، استأذن من زوجته ودخل غرفته حيث أطلق على نفسه النار من مسدس حربي منهياً حياته وسط ذهول أفراد أسرته ومحبيه.
فريدي برنز :
عام 1977 فوجئ الأمريكيون بخبر انتحار الستاند اب كوميدي والنجم التلفزيوني الصاعد فريدي برنز بإطلاق النار على رأسه، فريدي برنز ظل يعاني من اكتئاب شديد لعدة أسابيع نتيجة انفصال زوجته عنه، ما جعله يقرر في النهاية إنهاء حياته بهذه الطريقة المأساوية.
فريدي برنز كان في الـ 23 من عمره فقط حين أقدم على الانتحار، وهو والد النجم السينمائي المعروف فريدي برنز جونيور الذي كان عمره 10 أشهر فقط عند انتحار والده.
توني هانكوك :
عرف الكوميديان البريطاني توني هانكوك نجاحاً منقطع النظير في المملكة المتحدة من خلال برنامجه "نصف ساعة مع هانكوك" الذي بدأ بثه على أثير شبكة بي بي سي مطلع الخمسينات، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى شاشة التلفزيون.
بالإضافة إلى نجاحه التلفزيوني ظهر هانكوك في عدد من الأعمال السينمائية، لكن هذا لم يمنحه السعادة التي كان يطمح إليها، وبعد مروره بعدد من الزيجات والعلاقات العاطفية الفاشلة استسلم توني هانكوك للاكتئاب، وفي عام 1968 وجد هانكوك ميتاً في شقته في سيدني بعد تناوله جرعة زائدة من الكحول والحبوب المهدئة تاركاً ورائه رسالة وداع مؤثرة عبر فيها عن ألمه ويأسه من الحياة.
راي كومبس :
مطلع الثمانينات من القرن الماضي لمع نجم الستاند اب كوميدي الأمريكي راي كومبس، ما قاده إلى عالم تقديم برامج المسابقات على شاشة التلفزيون، وفي بداية التسعينات كان كومبس قد أصبح واحداً من أهم مقدمي البرامج في أميركا، لكن العام 1994 كان عام شؤم على كومبس، فقد تعرض لإصابة شديدة في عموده الفقري نتيجة حادث سيارة، بالإضافة لذلك فشل برنامجه التلفزيوني الجديد جماهيرياً، في حين قررت زوجته الانفصال عنه بعد زواج دام 18 عاماًَ وأثمر عن 6 أولاد، كل هذا ترك كومبس فريسة للحزن والألم، حتى قرر أخيراً الانتحار، حيث تم العثور عليه مشنوقاً في شقته في غلينديل كاليفورنيا عام 1996 وكان وقتها في الأربعين من عمره.
شاهد أيضاً :