المشهد في مطار دمشق .. باقات الزهور على أيدي عارضات الأزياء الجميلات في الإقليم الشمالي .. جمهور من مصممي الأزياء والخياطين .. رجال وشبان وفتيات .. وهبطت الطائرة ونزلت منها عارضات الأزياء القادمات من الإقليم الجنوبي .. والتف حولهن كل هؤلاء، وانتقلت الأزهار من أيدي مانيكان الشمال إلى أيدي مانيكان الجنوب..
وفي الحفلة التي أقيمت في المساء التقى مصممو الأزياء من الإقليم السوري بزملائهم من الإقليم المصري .. صنعوا جميعاً تصميماتهم الجديدة من القماش الوطني فقط.. أثبتوا مقدرة الفنان العربي في دنيا الأزياء..
كان عدد مصممي الأزياء ستة: ثلاثة من دمشق.. واحد من حلب.. اثنان من القاهرة.. تنافسوا على مبتكرات 1959. صنع كل منهم ثوباً للعرس.. اختلفت أسماء الثوب: "حلم".. "العذراء".. "الجنة"!
وقوبل الحلم والعذراء والجنة بحماس الحاضرات.. كلهن شابات، في سن الزواج وأحلام الجنة..
قالت عارضة الأزياء أنتيجونى: "أتمنى أن أقضي ليلة في .. حلم"!
وقالت ماريان: "أتمنى أن أقضي فيه العمر كله"..
وقدم أحد عارضي الإقليم الشمالي زوجته الإيطالية مرجريت لعرض أزيائه، وهي تعمل معه، وصفق الجمهور لها، كما صفق لأزيائها، لأنها الوحيدة التي تجرأت من زوجات المصممين ووقفت على المسرح، ولأن أزيائها جميلة أيضاً..
وعندما تبادل مصممو أزياء الإقليمين حفلات التكريم قال لهم مدير السياحة: "كان علينا أن نكرمكم.. ولكنكم كرمتم أنفسكم"!
وطالب كثيرون ممن حضروا حفلات العرض بإقامة مهرجان مماثل على مستوى شعبي لأزياء السيدات للعائلات ذات الدخل المحدود.
وحضرت ملكتا الجمال الأولى والثالثة عائدة القضماني ونبيلة فرعون حفلة العرض الأولى وتخلفت الملكة الثانية نوال الرملي، وحضرت الملكة الثانية حفلة العرض الثانية، بينما سهرت الأولى مع خطيبها في أحد الملاهي الصيفية، وسافرت الثالثة إلى مدينة القدس..
وعندما جرت مباراة اختيار ملكة الأناقة طالب الجمهور نوال الرملي بالاشتراك فيها ولكنها رفضت وظلت مصرة على أن تكون متفرجة، لأنها شبعت من الوقوف أمام الجمهور.
كانت لجنة التحكيم لاختيار ملكة الأناقة مؤلفة من العارضات ومن أصحاب دور الأزياء واشترك أكثر من عشرين فتاة من حاضرات المهرجان في المباراة. وعند ظهور الفائزة، وجم الحاضرون، واختلف المصممون، وتحمسوا لاعادة الانتقاء، ولكن تباشير الفجر الذي لاح في الأفق حالت دون إعادة الانتخاب.
مجلة "المصور" 12 حزيران يونيو 1958
شاهد أيضاً :