السبت، 14 يناير 2017

حمص قبل نصف قرن


في عددها الصادر في آذار مارس 1963 نشرت مجلة "العربي" الكويتية تقريراً مصوراً حول مدينة حمص السورية، "أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور من هذا التقرير مع مقتطفات منه كما وردت في المجلة المذكورة :


في شوارع حمص كما في شوارع أي مدينة عربية نشهد خليطاً من الأزياء فالمرأة الحديثة تلبس الملابس الأوروبية و تضع على وجهها قطعة سواء شفافة حلت محل الحجاب، بينما نرى البدويات يسرن بملابسهن الملونة التي تضفي جواً جميلاً على المدينة

في حمص تكثر المساجد و المزارات و من أشهرها الجامع النوري الذي أعاد بنائه نور الدين زنكي عام 1128 فسمي باسمه منذ ذاك الوقت 

كانت حمص التي دخلها العرب صلحاً بالاتفاق مع مواطنيها عام 637 واحدة من المراكز العربية الرئيسية الخمس خارج الجزيرة العربية و هي الكوفة، البصرة، دمشق، حمص، و الفسطاط، و في عهد الخلفاء الراشدين كان لحمص شأن كبير، و قد أصيبت المدينة بزلزالين أولهما عام 1127 و الثاني عام 1208 خرباها تماماً، قبل أن يعاد بناؤها، و تقوم في حمص اليوم المباني الحجرية الكبيرة (الصورة العليا) مكان مبانيها القديمة بينما أصبحت أغلب شوارعها فسيحة باتجاهين (الصورة السفلى)


قفز عدد سكان حمص قفزات كبيرة متواصلة ففي عام 1958 كان عددهم 143 ألف نسمة، وصلوا اليوم إلى 200 ألف بفضل الرخاء الصناعي الذي تنعم به حمص، و الشارع الرئيسي في حمص هو شارع السرايا وهو جزء من طريق دمشق حلب و حلب بيروت، و في وسطه صفان من الأشجار يستظل الناس بظلها و هم سائرون في الطريق 

يبرم مزارعو الشوندر السكري عقوداً مع شركة السكر لبيع محصولهم لها و كان عدد هذه العقود 52 عقداً عام 1949 وصلت إلى 1545 عقداً عام 1960 و تأتي المياه إلى هذه المزارع من بحيرة حمص التي أقيم عليها سد يحجز خلفه 200 مليون متر مكعب من الماء 

دفع رخص الأيدي العاملة في حمص أصحاب الشركات و الأعمال إلى بناء مصانعهم فيها، بينما بقيت مجالس الإدارة و المراكز في حلب أو دمشق، و الصورة لمعمل نسيج مركزه في حلب و آلاته في حمص، و هو يقوم بطبع مليون و نصف مليون متر من قماش القطن و 35 ألف متر من الحرير و الكروتون شهرياً


هل هذا القبر الرخامي هو قبر خالد بن الوليد بطل اليرموك ؟ أهل حمص يؤكدون ذلك، بينما يقول بعضهم أنه مات بالمدينة و دفن فيها، و يقول آخرون أنه مات بقرية على بعد نحو ميل من حمص، و أن هذا الذي يزار إنما هو قبر خالد بن يزيد بن معاوية، و هو الذي بنى القصر القديم بحمص

ثلاث أشهر يقطع خلالها الرعاة مع أغنامهم مسافة 500 كم من مراعيهم قرب حدود العراق حتى يصلوا بها أسواق حمص لبيع أغنامهم فيها، و يأتي التجار الطرابلسيون إلى حمص لشراء الأغنام من أسواقها و نقلها إلى منطقتي طرابلس و البقاع في لبنان لرعيها هناك، و عند مشارف حمص تتجمع مئات القطعان قبل أن ينقلها التجار عبر الشوارع و الأزقة إلى أسواق حمص 

هناك 3 تعليقات:

  1. كُنّا مع العاصي نغازلُ روضهُ = يا شاطئ الميماس لا تنساني
    جاورتُ أنهاراً بُعيد فراقنا = معطاءةً لكن بغير حنانِ
    وبقيتَ في نفسي وطال عطاشنا = فمتى يُدار الكأس للظمآن؟

    ردحذف
    الردود
    1. اجمل وارقى مدينة في العالم
      حمص (إميسا) مدينة الأرض والسماء

      حذف