‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصهيونية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصهيونية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 26 مايو 2017

بحكم المحكمة : هل حقاً أراد العرب رمي اليهود في البحر ؟



الوزير العمالي كريستوفر ميهيو صديق الرئيس عبد الناصر الذي فضح أكاذيب الدعاية الصهيونية 

حتى يومنا هذا ما تزال عبارة أن العرب أرادوا رمي اليهود في البحر تتردد، لا على ألسنة الفلسطينيين أو العرب، بل على ألسنة أبواق الدعاية الصهيونية التي يحلو لها باستمرار أن تصور اليهود و كيانهم الغاصب بمظهر الضحية البريئة التي يتربص بها الأعداء الحاقدون الكارهون من كل حدب و صوب، فما أصل هذه العبارة ؟ و ما مدى صحتها ؟ و هل دعا العرب حقاً لإبادة اليهود من خلال إغراقهم في البحر ؟

لمعرفة هذا سوف نعود إلى ستينات القرن الماضي، حينها ازداد تركيز الدعاية الصهيونية في الغرب على هذه المقولة، ما دفع بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليطلب من مساعديه البحث في وثائق الدولة و أرشيف تصريحات الزعماء العرب و جميع المصادر المتاحة عن أصل هذه العبارة، و بعد بحث مضن شاركت فيه وزارة الخارجية و أجهزة الأمن في الجمهورية العربية المتحدة، لم يتم العثور على أي أصل لهذه العبارة، فتأكد الرئيس عبد الناصر من أن القصة ليست سوى تلفيق صهيوني يراد به تشويه صورة العرب باعتبارهم يريدون أن يقيموا لليهود هولوكوستاً آخر، فإذا كان هتلر قد أحرق اليهود في افران الغاز، فإن العرب يريدون إغراقهم في البحر !

و بناء على ذلك قام الرئيس عبد الناصر بإبلاغ أصدقاء مصر في العالم العربي و الخارج بهذه الحقيقة، و كان من هؤلاء الوزير العمالي الأسبق في الحكومة البريطانية كريستوفر ميهيو. 

و بعد رحيل الرئيس عبد الناصر عام 1970 عادت الأبواق الصهيونية لاستخدام اللازمة نفسها، مع إلصاقها هذه المرة بالرئيس عبد الناصر نفسه، ما استفز ميهيو الذي قرر أن يفضح الأكذوبة الصهيونية، فنشر عام 1973 في الصحف البريطانية إعلاناً قال فيه بأنه سيقدم مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه استرليني لمن يستطيع أن يثبت أن الرئيس عبد الناصر دعا لرمي اليهود في البحر، و في عام 1974 كرر العرض نفسه لمن يستطيع أن يثبت أن أي أحد من الزعماء العرب دعا يوماً إلى رمي اليهود في البحر أو إبادتهم بأي طريقة. 

أثارت حملة ميهيو جدلاً و اسعاً و جندت القوى الصهيونية في بريطانيا كل طاقاتها من أجل احباط مسعاه، و بالفعل أعلنت صحيفة "جويش كرونيل" الصهيونية بأن أحد محرريها عثر على الوثيقة المنشودة و التي لم تكن سوى قصاصة من صحيفة تعود إلى عام 1948 و تحتوي على تصريح لأول أمين عام لجامعة الدول العربية المصري عبد الرحمن عزام باشا، يقول فيه أن على اليهود الذين جاؤوا فلسطين عن طريق البحر، أن يعودوا من حيث جاؤوا، على ذات السفن التي حملتهم، عبر البحر أيضاً !!

و كان رد ميهيو بأنه فضلاً عن أن عبد الرحمن عزام ليس واحداً من الزعماء العرب، فان العبارة التي قالها لا تحمل أي دعوة إلى رمي اليهود في البحر، و ازاء التعنت الصهيوني لجأ الفريقان إلى القضاء البريطاني للبت في القضية، و بالفعل نظر القضاء البريطاني في الملف، و بعد الاستماع لآراء ميهيو و المحرر الصهيوني أصدر القضاء قراره في شباط فبراير من عام 1976، و الذي جاء في صالح ميهيو، حيث ذكر قرار المحكمة صراحة بأن جمال عبد الناصر أو أي أحد من الزعماء العرب لم يدع يوماً إلى رمي اليهود في البحر.

و رغم أن براءة العرب من هذه التهمة قد اثبتت بحكم المحكمة البريطانية، فما زالت أبواق الدعاية الصهيونية تستخدم هذه العبارة بسبب و بغير سبب، عملاً بمبدأ وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز القائل اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك.

شاهد أيضاً :