الأربعاء، 24 يونيو 2020

10 أكاذيب من التاريخ ما زال كثيرون يعتقدون أنها حقيقة !


الكثير من المعلومات والاقتباسات التاريخية المغلوطة يتم تداولها بشكل واسع ليس فقط على "فيسبوك" أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي، بل حتى على شاشات التلفزة وصفحات الصحف والمجلات المرموقة، بل وحتى في بعض الكتب التي لا يراعي أصحابها أصول البحث والتدقيق في المصادر التاريخية، أو التي يكون لأصحابها مصلحة  في تدعيم الكذبة وترسيخها في عقول المتلقين، حتى ليظن القارئ من كثرة تكرار هذه المغالطات أنها حقائق تاريخية صحيحة لا ترقى لأي شك، من هذا البحر الشاسع من الأكاذيب والأخطاء التاريخية اخترنا لكم عشراً من أبرزها وأكثر تداولاً :


1. مقولة ماري أنطوانيت : "إذا لم يكن لديهم خبز ، فليأكلوا الكعك"
اشتهرت هذه المقولة على لسان ملكة فرنسا ماري أنطوانيت زوجة الملك لويس السادس عشر في مطلع الثورة الفرنسية التي اندلعت عام 1789، وهي بحسب معظم الباحثين والمؤرخين مقولة ملفقة لا سند لها في أي وثيقة تاريخية. 


2. مصطفى أتاتورك ومنع الحجاب في تركيا
من بين المعلومات التاريخية المغلوطة والمنتشرة بشكل واسع خاصة في عالمنا العربي أن مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية وأبو العلمانية في تركيا قد منع ارتداء الحجاب في عهده، والواقع أن أتاتورك لم يتطرق للحجاب في إصلاحاته السياسية، بل إن زوجة أتاتورك نفسها كانت محجبة وكانت تظهر بجانبه في المناسبات العامة وهي ترتدي الحجاب، والحقيقة أن منع ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة والمدارس يعود إلى حقبة الثمانينات وتحديداً إلى فترة الانقلاب العسكري الذي قاده آنذاك الجنرال كنعان إفران. 


3. نابوليون وتدمير أنف أبي الهول
من بين أكثر الشائعات التاريخية رواجاً في الشرق والغرب على حد سواء هي تلك الإشاعة التي نسبت إلى قائد الحملة الفرنسية على مصر نابوليون بونابرت والتي تقول أن قذيفة مدفع أطلقها جنود نابوليون هي التي هشمت أنف أبي الهول، لكن رسومات للتمثال تعود إلى ما قبل زمن الحملة الفرنسية وتظهره بأنف مكسور أثبتت براءة نابوليون من التهمة، ويعيد علماء الآثار اليوم تحطيم أنف أبي الهول على الأرجح إلى زمن الفاطميين حين ظهر شيخ يدعى محمد صائم الدهر أفتى بتدمير أبي الهول باعتباره وثناً وقاد أتباعه المتعصبين لتحطيم الأثر التاريخي، ولحسن الحظ فإن الأدوات التي امتلكوها لم تكن قادرة على تحطيم التمثال الضخم فاكتفوا بتشويه أنفه وفمه فقط، وبقي التمثال على هذا الحال إلى يومنا هذا.



4. الفلسطينيون باعوا أرضهم لليهود
روّجت الصهيونية العالمية لهذه الكذبة وتبنّاها - للأسف - اليوم الكثير من الصهاينة العرب ليبرروا تبرؤهم من القضية الفلسطينية وتحيزهم للكيان الغاصب، والحقيقة أن الصهاينة ورغم كل القوانين المنحازة التي سنها لصالحهم الانتداب البريطاني ورغم الوفرة المالية التي كانت لديهم، فإنهم لم يمتلكوا عشية النكبة حسب أقصى التقديرات أكثر من 6.7% من مساحة الأراضي الفلسطينية، وقد اشتروا أغلبها من كبار الملاك (أغلبهم كانوا سوريين ولبنانيين كعائلة سرسق) ومن أراضي الحكومة والشركات الأجنبية ومِنح الانتداب فيما بلغت قيمة ما اشتروه من الفلاحين الفلسطينيين تحت ظروف الاستدانة والمراباة والضغط المادي عليهم نسبة ضئيلة جداً، إلا أن قرار التقسيم الجائر وحرب 48 التي استولت العصابات الصهيونية بموجبها على نحو 77% من مساحة فلسطين التاريخية والتهجير القسري للسكان وسن قوانين كقانون أملاك الغائبين الذّي شرعه الكنيست عام 1950، كل هذه الأمور أتاحت للكيان الغاصب الاستيلاء بشكل واسع على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم.

5. مقولة غوبلز : "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس، وحتى تصدق أنت نفسك"
آلاف وربما ملايين الكتب والمقالات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تردد هذه المقولة وتنسبها إلى وزير الدعاية النازي يوزف غوبلز، لكن ولسخرية القدر فإن هذه المقولة حول الكذب هي كذبة أصلاً، فالمقولة الأشهر لغوبلز لم تظهر في أي من خطاباته أومقالاته أو لقاءاته الصحفية، وأقرب ما يمكن العثور عليه في أرشيف غوبلز لهذه المقولة هو ما جاء في مقال صحفي منشور بتاريخ 12 كانون الثاني يناير 1941 بعنوان "مصنع تشرشل للأكاذيب" وفيه يقول غوبلز : "الانكليز يتبعون قاعدة تقول أنه حين يتعين على المرء أن يكذب فيجب أن تكون الكذبة كبيرة، ويجب على االمرء أن يتمسك بكذبته ويبقى متمسكاً بها حتى لو أدى ذلك لظهوره بمظهر سخيف".

6. خرابيط القذافي في الكتاب الأخضر : "للمرأة حق الترشّح سواء كانت ذكراً أو أنثى" 
عرف عن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي غرابة الأطوار، ما سهل على أعدائه تلفيق الكثير من المقولات الغريبة عن لسانه، من بين هذه المقولات "للمرأة حق الترشّح سواء كانت ذكراً أو أنثى" أو "ايها الشعب .. لولا الكهرباء لجلسنا نشاهد التلفاز في الظلام"، والحقيقة أن القذافي لم ينطق بمثل هذه الأقوال السخيفة يوماً، كما أن أياً منها ليس مذكوراً في كتابه الأخضر الشهير كما يدعي كثيرون، والواقع أن هذه المقولات انتشرت على بعض المواقع الالكترونية والمحطات التلفزيونية المعادية للقذافي، ثم تم تناقلها على نحو واسع في المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي دونما تدقيق بخاصة خلال الحرب الأطلسية على ليبيا عام 2011 والتي ترافقت مع حملات دعائية موجهة ضد القذافي ونظامه. 

7. لقاءات صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد
رسم الخيال الشعبي الغربي والعربي على حد سواء حكايات أسطورية عن لقاءات السلطان صلاح الدين وملك بريطانيا ريتشارد قلب الأسد والحوارات المتخيلة بينهما، وقد عززت الأفلام السينمائية كفيلم يوسف شاهين الشهير "الناصر صلاح الدين" مثل هذه الحكايات التي غالباً ما أظهرت سلطان المسلمين وملك بريطانيا في صورة الخصمين الشريفين اللذين يحترم كل منهما الآخر وثقافته. والواقع فإن المؤرخين يجمعون اليوم على أن صلاح الدين وريتشارد لم يتقابلاً أبداً وجهاً لوجه، بل تبادلا بعض المراسلات الرسمية والهدايا فيما التقى ممثلون عن كل منهما للتفاوض كما حصل عندما تم عقد صلح الرملة سنة 1192. 

8. تنبؤ راسبوتين بسقوط عرش القياصرة الروس
من بين الروايات التي تنسب للراهب الروسي الشهير غريغوري راسبوتين الذي عاش في زمن القصير نيكولا الثاني وكان ذو نفوذ عظيم في بلاطه، رواية مفادها أن راسبوتين ترك رسالة وأمر أتباعه أن تعطى للقيصر في حال وفاته، وبالفعل وصلت الرسالة للقصير نيكولا بعيد مقتل راسبوتين على يد أعضاء من أسرة رومانوف الحاكمة عام 1916، وحين فض القيصر الرسالة وجد فيها نبوءة رهيبة مفادها أن راسبوتين كان يتوقع أن يموت مقتولاً، وأنه ينبئ القيصر أنه إذا ما كان قتلته من عامة الشعب فإن مكروهاً لن يمس القيصر وأسرته، أما إذا كان قتلته من أسرة رومانوف فإن القيصر وكل أفراد أسرته سيموتون مقتولين، وهو ما وقع بالفعل حين قتل القيصر وكل أفراد أسرته على يد الثوار البلاشفة عام 1918. هذا ويؤكد مؤرخون روس معاصرون أن هذه الرسالة المزعومة والتي تنسب لراسبوتين ما هي إلا محض خيال من إبداع بعض الأدباء والصحفيين الذين تناولوا حياة راسبوتين بعد مقتله بسنوات، وإن ما من دليل تاريخي على وجود مثل تلك الرسالة. 

9. صداقة إيلي كوهين وأمين الحافظ
من بين المعلومات التاريخية المرتبطة بالجاسوس الإسرائيلي الأشهر ايلي كوهين والذي أعدم في دمشق عام 1965 والتي يصر الإعلام الإسرائيلي على ترديدها دائماً والتي يرددها ورائه جزء كبير من الإعلام العربي دونما تحقق، أن الجاسوس المذكور كان صديقاً مقرباً للرئيس السوري في تلك الفترة أمين الحافظ، وقد ركزت الأعمال الفنية التي أنتجتها إسرائيل حول كوهين مثل فيلم "الجاسوس المستحيل" عام 1987، ومسلسل نيتفلكس "الجاسوس" عام 2019 على تفاصيل العلاقة المزعومة بين كوهين والحافظ، والواقع أن أمين الحافظ لم يلتق كوهين إلا مرة واحدة بعد اعتقاله كما أكد الحافظ نفسه في حوار تلفزيوني أجري معه قبل وفاته، كما تؤكد المعلومة نفسها الشهادات الموثقة لكل من عاصر تلك الفترة من شخصيات سورية بارزة بمن فيهم كثير من خصوم الحافظ السياسيين، أضف إلى ذلك عدم وجود أي صورة تجمع كوهين مع الحافظ أو مع أي مسؤول كبير في الحكومة السورية آنذاك، علماً أن إسرائيل كانت ستقوم بنشر مثل هذه الصور فيما لو وجدت دون أي تردد لدعم روايتها المزعومة، تماماً كما فعلت حين نشرت الصور التي تظهر كوهين في زيارته التي قام بها فعلاً إلى المواقع السورية في مرتفعات الجولان.

10. وصايا بطرس الأكبر
 مطلع القرن التاسع عشر نشرت في فرنسا مقتطفات من وثيقة قيل أنها وصية قيصر روسيا العظيم بطرس الأكبر لأبنائه وأحفاده ممن سيأتون خلفه على عرش الامبراطورية الروسية، وتحتوي الوصية المزعومة على بنود تدل على نوايا روسيا التوسعية والعدوانية في أوروبا، ورغم أنه قد ثبت أن الوصية ما هي إلا دعاية سياسية معادية لروسيا صدرت بأوامر من الإمبراطور نابوليون بونابرت الذي كان يحضر وقتها لاجتياح الأراضي الروسية، إلا أن الوثيقة المزيفة ظلت لعقود لاحقة وحتى يومنا هذا جزءاً من الدعاية المعادية لروسيا حيث تتم الإشارة إليها دائماً لتبرير محاصرة روسيا والعمل على تحجيم دورها الإقليمي والدولي. 


شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

حكاية عشيقة ولي عهد بريطانيا التي تزوجت مصرياً ثم قتلته في "جريمة كاملة" !




في الساعة الثانية من صباح يوم الثلاثاء العاشر من تموز يوليو سنة 1923 علت أصوات شجار من غرفة الوجيه المصري علي فهمي وزوجته الفرنسية في فندق سافوي اللندني الفاخر، وحين هرع أحد الخدم إلى الغرفة ليطلب من الزوجين أن يخفضوا أصواتهم مراعاة لبقية النزلاء فوجئ بصوت أربع طلقات نارية يدوي بين جنبات الفندق وبالزوج الشاب ابن الثلاثة والعشرين ربيعاً غارقاً في دمائه في حين وقفت بجواره الزوجة مارجريت لورينت أو ماجي كما كانت تحب أن تنادى وبيدها مسدس من نوع  كاليبر-32. 

ولدت بطلة قصتنا مارجريت لورينت في باريس عام 1890 لأسرة فقيرة، وفي سن السادسة عشرة حملت من علاقة غير شرعية وأنجبت بنتاً، عاشت بعدها حياةً صعبة وغير مستقرة حتى تعرفت على شخص تدبر لها عملاً كبائعة هوى في بيت الملذات الباريسي الراقي ميزون دي راندي فو والذي كان كل زبائنه من الأمراء والأثرياء وعلية القوم. 


مارجريت لورينت خلال عملها كبائعة هوى في باريس

في عام 1917 تعرفت مارجريت على الأمير إدوارد أمير ويلز وولي عهد بريطانيا والملك المستقبلي، والذي كان يقيم في باريس كضابط في القوات البريطانية المشاركة في المعارك على الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى، انخرط الاثنان في علاقة حب عاصفة، استمرت لنحو العام وانتهت مع مغادرة الأمير إدوارد لباريس بعدما وضعت الحرب أوزارها عام 1918. 

في عام 1922 زارت مارجريت مصر برفقة أحد عشاقها وخلال حفلة في فيلا بالزمالك التقت بالثري علي بيه فهمي الذي كان يصغرها بعشر سنوات، كان علي شاباً متهوراً ورث ثروة طائلة عن والده الراحل، وقد عرفت مارجريت الخبيرة والمتمرسة في عالم الرجال كيف توقع المليونير الشاب في حبائل هواها، ففتن بها حتى الجنون، وطاردها إلى باريس حيث ركع عند قدميها متوسلاً أن تقبل الزواج به، وبالفعل فقد تزوج الشاب الأرعن والغانية اللعوب مدنياً في باريس في كانون الأول ديسمبر 1922  ثم على الطريقة الإسلامية في مصر في كانون الثاني يناير 1923. 


مارجريت في مصر بعد زواجها من علي فهمي

عاش الزوجان في قصر الزوج الفاخر في حي الزمالك، وفي الأول من تموز يوليو سنة 1923 سافر الزوجان إلى لندن في رحلة ترفيهية مع سكرتير خاص وخادمين، وفي العاصمة البريطانية فوجئ الزوج بالسلوك الغير محتشم لزوجته فراح يعنفها ويتشاجر معها حتى وصل به الأمر إلى ضربها في أكثر من مناسبة، في النهاية لم تستطع مارجريت تحمل تلك المشاحنات أكثر من ذلك، فأقدمت صبيحة  يوم العاشر من تموز يوليو على قتل زوجها بعد شجار عنيف دار بينهما بسبب رفض الزوج سفرها إلى باريس لزيارة ابنتها الغير شرعية. 

حظيت محاكمة مارجريت لورينت باهتمام منقطع النظير في مصر وفرنسا وبريطانيا على حد سواء، فأوفدت دار الأهرام أحد صحفييها ليغطي أحداث المحاكمة لحظة بلحظة، في حين بلغ اهتمام العامة في لندن بالقضية أن البعض كان يبيعون مقاعدهم في قاعة المحكمة لمن يرغب مقابل مبالغ مالية كبيرة.


قصر علي فهمي في الزمالك الذي ورثته بعد وفاته أخته عائشة التي كانت متزوجة من عميد المسرح العربي يوسف وهبي واليوم تحول القصر إلى مركز للفنون 

وفي حين كان من المفترض أن تبت المحكمة في القضية سريعاً كونها قضية واضحة لا لبس في أحداثها خاصة أن القاتلة قد اعترفت بجرمها بعد أن القي القبض عليها وفي يدها سلاح الجريمة، إلا أن جلسات المحاكمة حملت مفاجآت غير متوقعة غيرت مسار القضية بشكل كامل، فقد تعاقدت مارجريت مع إدوارد مارشال أحد ألمع المحاميين في لندن آنذاك، والذي كان شهيراً ببلاغته وأدائه المسرحي، فقد حول مارشال موكلته من قاتلة إلى ضحية مسكينة لزوجها الشرقي المتوحش، هكذا وصف المحامي الزوج المغدور بأنه : "وحش تمثل فيه الانحلال والانحطاط الشرقي" وبأنه : "ذو ميول جنسية سادية وغير أخلاقية تجاه زوجته الأوروبية الضعيفة والعاجزة"، وأضاف عارضاً قراءته للقضية : "نحن يا حضرات أمام امرأة غربية اقتيدت بحيلة شرقية ماكرة من قلب الحضارة إلى ظلام الصحراء، لتقضي شهر العسل بين وحوشها وزواحفها، وتعرضت منذ ذلك الحين لمحنة لم تدع لها إرادة وحولتها إلى كائن مذعور خائف، امرأة لم تنو القتل ولم تقتل، بل انطلقت منها رصاصة قتلت ذئبًا بريًا كان يهم بافتراسها، فإذا أردتم أن تسموه قتلا خطأ فهو كذلك، وإذا أردتم أن تسموه دفاعًا شرعيًا عن النفس فهو كذلك".هذا في حين شنت الصحف البريطانية حملة عنصرية منظمة راحت تصف كل الرجال الشرقيين بأنهم برابرة متوحشون، كل هذا أدى لتعاطف المحكمة والرأي العام مع مارجريت التي ظهرت بثوب الحمل الوديع، وبخاصة بعدما نجحت في إخفاء ماضيها المشين عن المحكمة والرأي العام. 


الزوج المغدور علي فهمي

مع نهاية المحاكمة فوجئ الجميع وبخاصة أسرة الزوج المغدور بحكم البراءة الذي أصدرته المحكمة بحق الزوجة القاتلة، بل إن مارجريت رفعت قضية ضد أسرة زوجها طالبت فيها بحقها من ميراثه، لكن المحاكم المصرية رفضت القضية من أساسها. كل هذا جعل الصحافة تصف ما قامت بها مارجريت بالجريمة الكاملة ! فكيف لسيدة أن تقتل زوجها وتعترف بجريمتها ثم تخرج من القضية بالبراءة التامة  ودون أن تقضي ولو يوماً واحداً في السجن ؟! 

عاشت مارجريت بقية حياتها في شقة صغيرة في باريس، في حين احتفظت حتى آخر حياتها بالرسائل الغرامية التي أرسلها لها الأمير إدوار أثناء علاقتهما، يقول المقربون منها أنها كانت تعتبر تلك الرسائل بمثابة تأمين على حياتها، وفي حين يعتقد البعض أن حكم البراءة الذي حصلت عليه مارجريت في قضية قتل زوجها تعود لعنصرية المحكمة وانحيازها للزوجة الأوروبية ضد الزوج الشرقي، إلا أن كثيراً من المؤرخين الذين أعادوا دراسة القضية مؤخراً يعتقدون أن القطبة المخفية في هذه القضية تعود لتدخل صديق قديم للمتهمة ألا وهو الأمير إدوارد للضغط على المحكمة وذلك بعد أن لوحت مارجريت بقدرتها على تفجير فضيحة تهز الأسرة المالكة فيما لو تمت إدانتها من قبل المحكمة البريطانية. 


الملك إدوارد الثامن 

أما في مصر فقد أثرت قصة علي فهمي وزوجته الفرنسية في المجتمع، وأثارت كثيراً من الجدل حول طبيعة العلاقة بين الرجل الشرقي والمرأة الأوروبية خاصة أن كثيراً من المصريين آنذاك وبخاصة طبقة الأثرياء والمتعلمين كانوا متزوجين من أجنبيات، وبذلك أوحت هذه القضية بقصة أول فيلم مصري ناطق صدر عام 1932 وحمل عنوان "أولاد الذوات" ولعب دور البطولة فيه يوسف وهبي (الذي كان متزوجاً من شقيقة علي فهمي السيدة عائشة فهمي)، كما قدم نجيب الريحاني عام 1934 فيلماً آخر حمل عنوان "ياقوت" تناول القضية ذاتها.