‏إظهار الرسائل ذات التسميات ريا وسكينة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ريا وسكينة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 16 يوليو 2017

الأيام الأخيرة في حياة ريا و سكينة !


اختفاء 17 سيدة في ظروف غامضة ! حدث جلل شغل الرأي العام في مصر و الإسكندرية بشكل خاص بداية عشرينيات القرن الماضي، إلى أن تمكن البوليس من إلقاء القبض على الشقيقتين ريا وسكينة اللتين اتهمتا مع مجموعة من المساعدين باستدراج و قتل ضحاياهم من السيدات بغرض السرقة. 

المحكمة قامت بتوجيه تهم القتل العمد والسرقة لكل من ريا و زوجها حسب الله، و سكينة و زوجها عبد العال، و أربع أشخاص آخرين يدعون شكير و حسبو وعرابي و عبد الرزاق، و قد قضت محكمة جنايات الإسكندرية بإعدامهم جميعاً، كما تم الحكم بسجن الصائغ الذي كان يشتري الذهب المسروق من الشقيقتين لمدة خمسة أعوام، و قد تم تنفيذ حكم الإعدام بالمتهمين على دفعتين يومي 21 و 22 كانون الأول ديسمبر 1921.

و في عام 1953 أعاد الفنان أنور وجدي إحياء قصة ريا وسكينة من خلال فيلم سينمائي تناول قصتهم بشكل درامي و حقق نجاحاً جماهيرياً واسعاً، ما حدا بمجلة "المصور" الشهيرة للبحث عن أحد الشهود الأحياء على الأيام الأخيرة في حياة ريا وسكينة داخل السجن، و بالفعل عثرت المجلة على الضابط محمود عمر قبودان الذي كان آنذاك ملاحظ سجن الحضرة الذي استقبل أفراد عصابة ريا وسكينة في أيامهم الأخيرة قبل الإعدام، و قد أجرت المجلة حديثاً مطولاً معه نشر في عددها الصادر يوم 9 شباط فبراير 1953 و قد اخرتنا لكم منه بعضاً مما تذكره قبودان و رواه للمجلة : 

فقد أخبرته ريا بأن زوجها محمد عبدالعال وهو شاب وسيم قوي البنية ودائم التأنق في ملبسه، كان يطوف شوارع الإسكندرية بحثًا عن بنات الهوى والنسوة اللواتي ينقدن لوعود الشباب، بشرط أن يكن متحليات بالحلي الذهبية، ثم يدعوهن للذهاب معه إلى بيته وهناك يعمد إلى خنقهن بمساعدة زوجته وباقي أفراد العصابة، و قد كانت تلك الجرائم ترتكب بسهولة ودونما ضجة، و خشية افتضاح أمرها قررت العصابة دفن الضحايا في بدروم الدار.

و قد روت سكينة أن رجال البوليس كانوا في شغل شاغل عنهم، حيث كانت العصابة ترتكب جرائمها في منزل ريا وسكينة الواقع خلف قسم اللبان، وأردفت سكينة متهكمة: "لو أن أحد ضباط القسم أرهف سمعه قليلًا لسمع صرخات الضحايا".

ويضيف الضابط في شهادته أن الشقيقتين كانتا تتفاخران بما فعلتاه دونما أي ندم أو خجل، وكانتا ترددان أسماء ضحاياهما داخل محبسهما بشكل دائم، وقد اعتبرتا أن اكتشاف البوليس لجرائمهم جاء بمحض الصدفة، حيث أن سيدة تُدعى فردوس الحبشية أرسلت ملابسها للكي في حانوت على مقربة من وكر العصابة، ولما أبطأ الكوّاء في تجهيز الملابس ذهبت إليه تستعجله، لكنها التقت ريا التي دعتها إلى منزلها، حيث قامت العصابة هناك بقتلها ودفنها كما جرت العادة مع باقي الضحايا، ومع اختفاء الفتاة توجهت والدتها إلى الكواء الذي أرشدها لمنزل ريا، فما كان من الأم إلا أن أخبرت قسم اللبان بالواقعة، و عند مداهمة المنزل فوجئ رجال الشرطة بالعثور على جثة المفقودة مدفونة في البدروم مع جثث عديدة أخرى.

ويروي الضابط أن السطات أرسلت ابنة ريا إلى أحد الملاجئ لعدم وجود من يعولها، وقد واظبت االفتاة على زيارة والدتها التي كانت تقول لها: "إنتي مش ناوية يا بنت تنشنقي بدال أمك؟"، وعن رد فعل الفتاة يقول قبودان : "كانت تظهر استعدادها للتضحية بحياتها إذا كان في هذا إنقاذ لعنق أمها من حبل المشنقة"، ما جعل ريا تقول له : "شوف البنت طالعة جدعة زي أمها إزاي؟".

وبما أن ريا وسكينة كانتا أول امرأتين في مصر ينفذ بحقهما حكم بالإعدام شنقاً، فقد اضطرت السلطات إلى صنع جلبابين خصيصاً لهما باللون الأحمر، وتم إعدام المتهمين على يومين، الأول شنق فيه الشقيقتان وعبدالعال و حسبو، وفي اليوم التالي أعدم شكير وعرابي وعبدالرزاق.

وقد حضر الضابط بنفسه تنفيذ الأحكام، وروى أن ريا حين دخلت غرفة الإعدام كانت تضحك متظاهرةً بالشجاعة، أما سكينة فقد نظرت إلى حبل المشنقة ثم إلى العشماوي حيث قالت له: "يللا يا أخينا شوف شغلك أوام".



 ريا 

سكينة 

شاهد أيضاً :