لا يمكن لزائر مدينة الفاتيكان عاصمة الكنيسة الكاثوليكية في العالم أن لا يتوقف طويلاً عند حراس المدينة بمظهرهم المهيب و ملابسهم الجميلة الملونة التي صممها مايكل أنجلو نفسه بناء على طلب البابا يوليوس الثاني مؤسس الحرس السويسري الذي يعتبر أصغر و أقدم جيش في العالم حيث يبلغ عديده 110 أشخاص يقومون على تأمين السلامة الشخصية للبابا و حماية مداخل القصر البابوي و أداء المراسم في الاحتفالات و المناسبات الرسمية .
و رغم أن جنسية رأس الكنيسة الكاثوليكية قد تتغير من وقت لآخر إلا أن جنسية حرّاسه تبقى ثابتة حيث يجب على المنتسبين للحرس البابوي أن يكونوا من الذكور الكاثوليكيين و من حملة الجنسية السويسرية حصرياً ، و هذا تقليد بابوي عريق يعود تاريخه إلى أكثر من خمسة قرون .
ففي العصور الوسطى كان السويسريون معروفين بإقبالهم على العمل كمرتزقة في جيوش أوروبا و ذلك بسبب الفقر المدقع الذي كان يسود الكانتونات السويسرية في ذلك العصر ، و في 22 يناير كانون الثاني 1506 أقدم البابا يوليوس الثاني على استئجار 150 مرتزقاً سويسرياً لحراسته و بذلك تحول هذا اليوم إلى تاريخ رسمي لتأسيس الحرس السويسري .
و من أبرز الأحداث في تاريخ الحرس السويسري صمودهم البطولي أمام هجمات الجنود الألمان المتمردين الذين استباحوا روما و عاثوا فيها خراباً يوم 6 مايو أيار 1527 حيث سقط 147 حارساً من أصل 189 خلال دفاعهم عن البابا كليمنت السابع ، و لذلك تحول هذا التاريخ إلى موعد سنوي يؤدي فيه المنتسبون للحرس السويسري قسم الوفاء للبابا .
في عام 1970 قام البابا بولس السادس بحل جميع الوحدات العسكرية التابعة للفاتيكان و أبقى على الحرس السويسري فقط الذي أصبح بذلك القوة العسكرية النظامية الوحيدة العاملة في دولة الفاتيكان .
أما الزي المميز للحرس السويسري فقد قام بتصميمه مايكل أنجلو بناء على طلب البابا يوليوس الثاني و قد تم إدخال تعديلات عديدة على الزي عبر الزمن قبل أن يتم اعتماد الشكل الحالي له اعتباراً من عام 1915 .