الثلاثاء، 5 يناير 2016

حرّاس الفاتيكان أقدم و أصغر جيش في العالم


لا يمكن لزائر مدينة الفاتيكان عاصمة الكنيسة الكاثوليكية في العالم أن لا يتوقف طويلاً عند حراس المدينة بمظهرهم المهيب و ملابسهم الجميلة الملونة التي صممها مايكل أنجلو نفسه بناء على طلب البابا يوليوس الثاني مؤسس الحرس السويسري الذي يعتبر أصغر و أقدم جيش في العالم حيث يبلغ عديده 110 أشخاص يقومون على تأمين السلامة الشخصية للبابا و حماية مداخل القصر البابوي و أداء المراسم في الاحتفالات و المناسبات الرسمية . 

و رغم أن جنسية رأس الكنيسة الكاثوليكية قد تتغير من وقت لآخر إلا أن جنسية حرّاسه تبقى ثابتة حيث يجب على المنتسبين للحرس البابوي أن يكونوا من الذكور الكاثوليكيين و من حملة الجنسية السويسرية حصرياً ، و هذا تقليد بابوي عريق يعود تاريخه إلى أكثر من خمسة قرون .

ففي العصور الوسطى كان السويسريون معروفين بإقبالهم على العمل كمرتزقة في جيوش أوروبا و ذلك بسبب الفقر المدقع الذي كان يسود الكانتونات السويسرية في ذلك العصر ،  و في 22 يناير كانون الثاني 1506 أقدم البابا يوليوس الثاني على استئجار 150 مرتزقاً سويسرياً لحراسته و بذلك تحول هذا اليوم إلى تاريخ رسمي لتأسيس الحرس السويسري .

و من أبرز الأحداث في تاريخ الحرس السويسري صمودهم البطولي أمام هجمات الجنود الألمان المتمردين الذين استباحوا روما و عاثوا فيها خراباً يوم 6 مايو أيار 1527 حيث سقط 147 حارساً من أصل 189 خلال دفاعهم عن البابا كليمنت السابع ، و لذلك تحول هذا التاريخ إلى موعد سنوي يؤدي فيه المنتسبون للحرس السويسري قسم الوفاء للبابا .

في عام 1970 قام البابا بولس السادس بحل جميع الوحدات العسكرية التابعة للفاتيكان و أبقى على الحرس السويسري فقط الذي أصبح بذلك القوة العسكرية النظامية الوحيدة العاملة في دولة الفاتيكان .

أما الزي المميز للحرس السويسري فقد قام بتصميمه مايكل أنجلو بناء على طلب البابا يوليوس الثاني و قد تم إدخال تعديلات عديدة على الزي عبر الزمن قبل أن يتم اعتماد الشكل الحالي له اعتباراً من عام 1915 .

الأحد، 3 يناير 2016

هنا يرقد نابوليون

إذا كنت تخطط لزيارة باريس مدينة النور فلا بد أن تضع في قائمة الأماكن التي يتوجب عليك زيارتها مدفن نابوليون بونابرت إمبراطور فرنسا و أحد أكثر القادة العسكريين و السياسيين شهرة و إثارة للجدل في التاريخ .

توفي نابوليون في منفاه في جزيرة سانت هيلينا في المحيط الهادي عام 1821 بعد حياة حافلة بالانتصارات و الانكسارات على حد سواء ، و رغم أن نابوليون كان قد أوصى أن يدفن في باريس على ضفاف السين إلا أن سجانيه البريطانيين قرروا دفنه في الجزيرة حيث بقيت رفات نابوليون ترقد هناك في منطقة تدعى ’’وادي الصفصاف’’ حتى حصل الملك لويس فيليب على إذن لنقلها إلى فرنسا في العام 1840 حيث أقيمت جنازة رسمية للإمبراطورالراحل تليق بتاريخه عبرت جادة الشانزلزيه وسط مظاهر الحداد و الحزن .

اليوم يرقد نابوليون في ضريح من تصميم المعماري الفرنسي لويس فيسكونتي و قد أتم بناءه عام 1861 و هو ملحق بمجمع ليزانفاليد الذي يحتوي على متاحف و نصب تذكارية تخلد التاريخ العسكري الفرنسي بالاضافة إلى قبور عدد من الأبطال العسكريين الفرنسيين ، كما دفن إلى جوار نابوليون ابنه نابوليون الثاني .





شاهد أيضاً :

الاثنين، 28 ديسمبر 2015

فاروق و ناريمان في شهر العسل


في عام 1951 تزوج الملك فاروق للمرة الثانية في حياته بعد طلاقه من الملكة فريدة عام 1948 ، فارتبط هذه المرة بناريمان صادق ابنة الـ 19 عاماً حيث عقد قرانهما يوم 6 أيار مايو 1951 في القاهرة لينتقل بعده الملك مع عروسه لقضاء شهر العسل في أوروبا و الذي استمر مدة 13 أسبوعاً ، "أنتيكا" تنشر لكم اليوم مجموعة من الصور النادرة التي التقطت خلال شهر عسل فاروق و ناريمان في منتجع كابري في إيطاليا :






الأحد، 27 ديسمبر 2015

نوستراداموس المتنبئ المعجزة


عرف التاريخ آلافاً من المتنبئين و المنجمين الذين ادعوا معرفتهم بالمستقبل لكن أحداً منهم لم يصب الشهرة التي أصابها نوستراداموس الذي يعتبر أشهر متنبئ في التاريخ على الإطلاق ، و رغم أن معظمنا سمع باسمه إلا أن قلة فقط اطلعت على مؤلفاته و سيرة حياته ، فمن هو نوستراداموس و ما سر شهرته التي لم تنطفئ رغم مرور 450 عاماً على نشره كتاب تنبؤاته الشهير عام 1555 ؟ 

ولد ميشيل نوستراداموس في منطقة بروفنس الواقعة جنوب شرق فرنسا و القريبة من ايطاليا عام 1503 لعائلة كانت في الأصل يهودية و اعتنقت المسيحية على المذهب الكاثوليكي حديثاً خشية الاضطهاد الديني الذي كان سائداً في أوروبا آنذاك ضد اليهود .

ظهرت علامات النبوغ على نوستراداموس منذ طفولته ، فأتقن عدة لغات كاللاتينية و اليونانية و العبرية ، و أبدى اهتماماً خاصاً بعلم التنجيم .

عمل نوستراداموس بالصيدلة و برع في تركيب الأدوية المصنوعة من الأعشاب ، و عمل بشكل خاص على الأدوية المقاومة لمرض الطاعون الذي كان وباء العصر في أوروبا في ذلك العصر .

بدأ نوستراداموس بالابتعاد عن الصيدلة تدريجياً و راح ينغمس في الروحانيات ، و ابتداء من عام 1550 راح ينشر تقويماً سنوياً يحتوي على توقعات النجوم و الأبراج الفلكية ، و سرعان ما راحت شهرته تتوسع فراح النبلاء يدعونه إلى قصورهم ليقرأ لهم المستقبل ، و في هذا الوقت بدأ نوستراداموس بكتابة رباعياته الشهيرة و هي مقطوعات شعرية قصيرة تحتوي على نبوءات مبهمة و غير مؤرخة بدقة ، و يعتقد أن نوستراداموس قد كتب نبوءاته بهذه الطريقة بدلاً من كتابتها بطريقة واضحة ليتجنب ملاحقة الكنيسة و اتهامه بالهرطقة من قبل محاكم التفتيش .

في عام 1555 نشر نوستراداموس رباعياته في كتاب حمل عنوان "النبوءات" ، و قد لقي هذا الكتاب عند نشره ردود فعل متباينة ، فقد اتهمه البعض بأنه مشعوذ و خادم للشيطان ، في حين اتهمه البعض الآخر بالجنون ، في حين أثار الكتاب من ناحية أخرى إعجاب العديدين و منهم كاثرين دي ميدتشي زوجة الملك هنري الثاني ملك فرنسا التي استدعته إلى باريس ليقرأ طالع أطفالها و أصبح منذ ذلك الوقت مقرباً من العائلة المالكة و بقي كذلك حتى وفاته بداء النقرس عام 1566 .

حقق كتاب "النبوءات" شهرة واسعة و ما يزال حتى الآن من أكثر الكتب تداولاً ، و من أشهر النبوءات التي تضمنها الكتاب و يعتقد بأنها قد تحققت قيام الثورة الفرنسية و ظهور نابوليون بونابرت و أدولف هتلر و قصف  اليابان بالقنابل النووية في الحرب العالمية الثانية و هبوط الانسان على سطح القمر و هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر على برجي التجارة العالميين في نيويورك .

اليوم تختلف آراء الأكاديميين في نوستراداموس ، ففي حين يشكك البعض فيها و يقول بأنها قد تكون تعرضت لإضافات و تحريفات عبر الزمن يعتقد البعض الآخر بأن نوسترادموس كان بالفعل شخصاً ذو موهبة خاصة و قدرة على قراءة المستقبل و رؤية أحداثه قبل وقوعها بمئات السنين .