‏إظهار الرسائل ذات التسميات بنك. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بنك. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 28 سبتمبر 2017

قصر البارون : أشهر المواقع المسكونة بالجن والأرواح في مصر!



عام 1904 وصل إلى مصر قادماً من الهند المليونير والمهندس البلجيكي البارون إدوارد إمبان، والذي كان إلى جانب نبوغه في الهندسة، صاحب عقلية اقتصادية فذة، حيث أقام في بلاده العديد من المشروعات التي جلبت له أموالاً طائلة، وكان على رأس تلك المشاريع البنك الصناعي البلجيكي.

وإلى جانب نشاطاته الاقتصادية كان البارون يعشق السفر والترحال، ولذلك انطلق بأمواله إلى معظم بلدان العالم، المكسيك ثم  البرازيل، ومن أميركا الجنوبية إلى إفريقيا حيث أقام الكثير من المشروعات خاصة في الكونغو، ومن قلب القارة السمراء اتجه شرقاً إلى الهند بلاد السحر والجمال والغموض، وفي الهند وقع البارون البلجيكي في غرام الشرق، فعاش هناك سنيناً طويلاً ذاب خلالها في عشق الأساطير المرتبطة بالحضارات القديمة، حتى كان قراره أخيراً بالبحث عن مكان تاريخي أقدم فلم يجد أمامه سوى أرض الفراعنة مصر، التي عشقها بجنون فقرر أن يمضي بقية حياته فيها، وأوصى أن يدفن في ترابها، حتى لو وافته المنية وهو بعيد عنها. 

قصر البارون قديماً 


عشق البارون لمصر أوحى له بمشروع عملاق، حيث قرر بناء مدينة جديدة مجاورة للقاهرة، أطلق عليها إسم "هليوبوليس" أو "مصر الجديدة" التي أصبحت اليوم بعد التوسع العمراني حياً من أحياء مدينة القاهرة، وبالفعل انطلق البارون في مشروعه الطموح، وكانت درة ذلك المشروع قصر البارون الذي اتبع فيه تصميماً معمارياً فريداً هو مزيج من فن العمارة الأوروبي وفن العمارة الهندي، فجاء تحفة فنية حقيقة استغرق بناؤها خمس سنوات لتخرج كالدرة النفيسة من قلب الصحراء القاحلة، وقد زود البارون القصر ببرج متحرك قابل للدوران بواسطة التروس ليتيح للجالس مشاهدة ما حوله في جميع الاتجاهات.

اليوم وبعد أكثر من قرن على بناءه يبدو قصر البارون الذي بات ملكاً لوزارة الآثار بعد أن طاله التأميم في الستينات متروكاً مهملاً،  وقد انتشرت كثير من الأقاويل التي جعلت من قصر البارون بيتاً حقيقياً للرعب، ويدور معظمها حول سماع أصوات لنقل أثاث القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل، أو رؤية الأنوار التي تضاء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضاً، كما يشاع عن سهرات عربدة وطقوس شيطانية تقام في الحجرات السفلية للقصر.

السلالم الداخلية للقصر 

أصل تلك الروايات وغيرها يعود إلى الفترة التي أعقبت وفاة أخت البارون البارونة هيلين، التي نسج حولها العديد من الروايات، منها واحدة تقول إنها سقطت من شرفة غرفتها الداخلية وقتما كان البارون يدور ببرج القصر ناحية الجنوب، وهو ما جعل القصص الشعبية تشير إلى أن روح البارونة  سخطت من تأخر شقيقها في إنقاذها، وهو ما عطل تروس البرج التي توقفت عن الدوران منذ ذلك الحين، ومع وفاة البارون عام 1929، بدأت الروايات تحاك مجدداً وبكثرة حول القصر حيث راجت أقاويل عن سماع أصوات تخرج من القصر بعضها شجار بين البارون وأخته، ومنذ ذلك الحين وأهالي حي مصر الجديدة القدامى يعتقدون أن البارون كان قد نجح بعد وفاة شقيقته في تحضير روحها للاعتذار عن عدم مبادرته بسرعة لإنقاذها بعد سقوطها من غرفتها، كل هذه القصص القديمة بالإضافة إلى بقاء القصر مغلقاً دون أي محاولة لترميمه أو إعادة فتحه للزوار، جعلت من قصر البارون واحداً من أشهر الأماكن في مصر التي يشاع بأنها مسكونة بالأرواح والجن.

بالإضافة لذلك فإن واحداً من الأسباب الإضافية للغموض الذي يحيط بالقصر وجود غرفة حرّم البارون دخولها حتى على ابنته وأخته، وهي الغرفة الوردية في أقبية القصر، وهذه الغرفة تفتح أبوابها على مدخل السرداب الطويل الواصل إلى كنيسة البازيليك التي دفن فيها البارون بعد وفاته.


وقد روجت السينما المصرية لفكرة وجود الأشباح في قصر البارون من خلال عدد من الأفلام كان آخرها فيلم "منطقة محظورة" الذي صوّرت بعض مشاهده داخل القصر.

هذا في حين ينفي المجلس الأعلى للآثار ما يتردد حول القصر من أساطير، قائلاً أن كل ما يروى من قصص هي خيالات بعض الناس التي انتشرت وصدقها الكثيرون دون أن يكون لها أساس من الصحة.

شاهد أيضاً:


السبت، 15 يوليو 2017

بالصور : رحلة الليرة السورية عبر مئة عام !


الليرة السورية هي العملة الرسمية للجمهورية العربية السورية،  بدأ العمل بها عام 1919 مع تأسيس مصرف سوريا، و بعد تأسيس دولة لبنان الكبير أصبح إسمها الليرة السورية اللبنانية و تغير إسم مصرف سوريا إلى بنك سوريا و لبنان الكبير، و في عام 1939 تم تغيير إسمه مجدداً إلى مصرف سوريا و لبنان. 

بعد رحيل الفرنسيين و استقلال سوريا و لبنان انفصلت الليرتان السورية و اللبنانية اعتباراً من عام 1948، و أصبح مصرف سوريا المركزي هو المسؤول عن إصدار الليرة السورية. 


صدرت الليرة السورية خلال تاريخها بأشكال و تصاميم مختلفة ورقية و معدنية، و في حين لم تعد الليرة الورقية مستعملة اليوم، ما يزال إصدار عام 1991 من الليرة المعدنية متداولاً و إن على نحو ضيق في ظل التراجع الكبير في القيمة الشرائية لليرة السورية إثر الحرب التي تتعرض لها سوريا منذ العام 2011 و ما رافقها من حصار اقتصادي و مالي


100 قرش أو ليرة واحدة صادرة عن البنك السوري ببيروت عام 1919 و تحمل على وجهها الأمامي رسماً لأعمدة بعلبك  

 ليرة ورقية صادرة عن بنك سوريا و لبنان الكبير عام 1935 

 ليرة ورقية صادرة عن بنك سوريا و لبنان عام 1939 و هي ذات تصميم يشبه إصدار عام 1919

 ليرة ورقية صادرة عن بنك سوريا و لبنان عام 1947

ليرة معدنية صادرة عام 1950 و تحمل شعار الجمهورية السورية  

ليرة ورقية صادرة عن مصرف سوريا المركزي عام 1958 و هي تحمل رسماً لنواعير حماة 

 ليرة ورقية صادرة عام 1977 و هي تحمل رسمأً للمسجد الأموي بدمشق 

 ليرة ورقية صادرة عام 1978 بتصميم مماثل لإصدار عام 1958، و قد طبع منها إصدار مماثل عام 1982

إصدار عام 1979 من الليرة المعدنية و هو يحمل شعار الجمهورية العربية السورية 

آخر إصدار من الليرة المعدنية عام 1991

شاهد أيضاً :

الاثنين، 22 مايو 2017

قصة بيتي جراهام المدهشة : المرأة التي علمتنا كيف نصحح أخطائنا !




الطرد من العمل قد لا يكون أمراً سيئاً بالضرورة، بل إنه قد يكون محفزاً للإنسان على اتخاذ خطوات هامة على طريق الثروة و الشهرة و النجاح، و هذا ما حصل مع بطلة قصتنا لهذا اليوم.

ولدت بيتي نيسمث جراهام عام 1924 في دالاس بولاية تكساس الأمريكية، و في عام 1941 تزوجت و أنجبت طفلاً، ثم انفصلت لاحقاً عن زوجها عام 1946، لتجد نفسها وحيدة و مسؤوولة عن طفل، ما اضطرها أن تتخلى عن حلمها بأن تصبح فنانة، فوجدت عملاً كسكرتيرة، في حين ظلت تمارس الرسم و التلوين في أوقات فراغها.

و خلال عملها كسكرتيرة تنفيذية في بنك "تكساس تراست" تعرفت بيتي إلى الآلة الكاتبة، و رغم أن هذا الاختراع قد مكن الموظفين من الكتابة بطريقة أسرع، لكن كانت هناك مشكلة كبيرة، و هي أنه عندما تحدث أخطاء في الكتابة لم يكن أمام الموظف سوى أن يعيد كتابة الصفحة كاملة، وكان هذا أكثر ما يزعج بيتي وزميلاتها من السكرتيرات.

كانت بيتي سعيدة بعملها، لكن هفوات الطباعة كانت تستهلك قسطاً كبيراً من وقتها، و تحرمها من قضاء الوقت مع ابنها الصغير، هذا الأمر جعلها تبدأ بالتفكير في حيلة فنية تساعدها على تصحيح أخطاء الكتابة دون أن تضطر لإعادة طباعة الصفحة كاملة، هنا تذكرت بيتي أن الفنانين لا يمسحون أخطاءهم، بل يرسمون عليها، و كثيراً ما يلجأون للرسم على الأقمشة و الملابس لإخفاء عيوبها، فقالت في نفسها : لماذا لا أفعل الشيء نفسه ؟

هكذا عادت بيتي إلى مطبخها، حيث قامت بخلط بعض الماء الساخن مع طلاء بلون مناسب للورق، و وضعت الخليط في زجاجة، ثم أخذت فرشاة الألوان المائية الدقيقة معها إلى المكتب، حيث بدأت في استخدام هذا الخليط الذي ابتكرته في تصحيح الأخطاء، ومر وقت طويل، دون أن يلاحظ مديرها الأمر، و حين علمت صديقاتها السكرتيرات بذلك السائل العجيب، طلبن منها أن تمدهن بعبوات منه، فعادت إلى مطبخها، و صنعت المزيد منه و عبأته  في زجاجات خضراء اللون، وكتبت عليها عبارة "مزيل الأخطاء"، وتدريجياً راحت كل سكرتيرات المبنى الذي كانت تعمل فيه يستخدمن السائل، الذي ظلت تقدمه لهن مجاناً لفترة طويلة.

أسست بيتي من منزلها شركة "مزيل الأخطاء"، والتي أسمتها لاحقاً " الورق السائل"، و تحول مطبخها إلى مختبر تقوم فيه باختبار و تحسين المنتج، فجربت تغيير نسب المكونات، و درجة حرارة الماء، و زمن الخلط، و نوع الطلاء المستخدم، و علاوة على هذا قامت باستشارة  معلم الكيمياء الذي كان يدرس ابنها، حتى نجحت في الوصول أخيراً إلى المزيج المثالي، وفى عام 1958، حصلت على براءة اختراع وعلامة تجارية لمنتجها، وعمل ابنها و بعض أصدقائه في تعبئة الزجاجات و تجهيزها للبيع، لكنها رغم كل هذا لم تحقق أموالاً طائلة حيث ظلت مبيعاتها محدودة. 

و في أحد الأيام، اكتشف مديرها خطأ نسيت أن تقوم بإصلاحه، فطردها من العمل، و رب ضارة نافعة، فأخيراً أصبح لديها ما يكفي من الوقت للاهتمام بشركتها الخاصة، التي راحت تنمو بسرعة مذهلة، فتعاقدت مع عدد من العاملين بدوام جزئي، وبدأ المنتج ينتشر داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، وزادت المبيعات بصورة مضطردة، ما دفعها  لتعيين موظفين دائمين، و في في عام 1968 انتقلت الشركة إلى مقر خاص في دالاس، واشتمل المقر الجديد على مصنع متطور يقوم على تشغيله 19 عاملاً، و بلغ رأسمال الشركة آنذاك مليون دولار أمريكي، وباعت في هذا العام وحده نحو مليون زجاجة.

و مع مرور السنوات ازدهرت الشركة، وبحلول عام 1975، كان المنتج يوزع في 30 بلداً حول العالم، و انتقلت الشركة إلى مقر أكبر، وزاد الانتاج بشكل كبير حتى وصل لنحو 500 مليون عبوة سنوياً، وبلغ صافى أرباح الشركة لسنة 1976 وحدها 1.5 مليون دولار أمريكي، و في عام 1979 باعت بيتي الشركة لمجموعة "جيليت" المعروفة بمبلغ قدره 47.5 مليون دولار.

استخدمت بيتي جزءاً كبيراً من ثروتها في إقامة مؤسستين لطالما حلمت بهما، الأولى هدفها تقديم الدعم والمشورة وفرص التدريب و المنح الدراسية للنساء و بخاصة المعيلات منهن، و الثانية لرعاية الفنون، ولا تزال المؤسستان قائمتين حتى يومنا هذا.

وفى عام 1980، رحلت بيتي نيسمث جراهام عن  56 عاماُ، بعد أن أمضت حياة اعتمدت فيها على نفسها و لم تنتظر المساعدة من أحد، و كانت كما وصفت نفسها ذات يوم : "نسوية أرادت الحرية لنفسها وللجميع"، فعلمتنا كيف نصحح أخطائنا، و نحول فشلنا إلى نجاح. 


بيتي جراهام مع ابنها مايكل الذي أصبح عازف كمان معروف 


شاهد أيضاً :