مطلع السبعينات من القرن الماضي كان شاه إيران محمد رضا بهلوي في عز نشوته بسلطته المطلقة متربعاً على عرش الطاووس بعد نجاح أصلاحاته التي أطلق عليها إسم الثورة البيضاء، و بعدما نصبته الولايات المتحدة الأمريكية شرطياً على منطقة الخليج باعتراف و مباركة حكام المنطقة، لذلك جاءت مناسبة مرور 2500 عاماً على إنشاء الإمبراطورية الفارسية بمثابة فرصة تاريخية لحاكم إيران لاستعراض ثروته و سلطته أمام ملوك و رؤساء العالم الذين تمت دعوتهم لمراسم احتفالية أقيمت في مدينة برسبوليس الأثرية بين 12 و 16 تشرين الأول أكتوبر 1971.
و لأجل هذا الاحتفال تم تحديث مطار شيراز و طريقها السريع، كما تولت شركة خاصة تنظيف المنطقة المحيطة بالمدينة التاريخية من الأفاعي و الحشرات و قامت بزراعة الأشجار و الورود التي وزع بينها أكثر من 50 ألف طير مغرد تم استيرادها خصيصاً من أوروبا، في حين أقيمت لخدمة الضيوف مدينة أطلق عليها إسم "مدينة الخيام" أو "المدينة الذهبية" حيث تم تزويد كل خيمة بأفخر المفروشات الفارسية و بأحدث أجهزة التلفون و الفاكس و التيلكس التي تعمل بالاتصال الفضائي.
الاحتفالات تضمنت عرضاً لتاريخ الجيش الإيراني منذ عهد فارس حيث تم استعراض الجنود بملابس الجيش الفارسي، في حين مثلت الوليمة التي أقامها الشاه لضيوفه في الخيمة الرئيسية يوم 14 تشرين الأول أكتوبر بالتزامن مع عيد ميلاد الامبراطورة فرح بهلوي ذروة الاحتفال حيث حضرها أعضاء من الأسرة المالكة و كافة الضيوف من ملوك و رؤساء حيث بلغ إجمالي عدد المدعوين نحو 600 شخص استمتعوا بروائع المطبخ الفارسي و بأجود أنواع الخمور النادرة و المستوردة من أوروبا.
عند نهاية الاحتفال و رحيل الضيوف كان الحدث قد كلف الخزينة الإيرانية نحو 200 مليون دولار أمريكي ما يجعل منه أكثر الاحتفالات بذخاً في القرن العشرين، و في حين أراد الشاه لهذا المهرجان أن يكون احتفالاً بقوته و عظمة الدولة التي يحكمها فإن الأثر جاء عكسياً إذ أثار الاحتفال كثيراً من النقد في الصحافة الغربية و كذلك لدى المعارضة الإيرانية التي كان يتزعمها آنذاك رجل الدين الشيعي آية الله الخميني.
أما أبرز المدعوين لاحتفالات برسبوليس فقد كانوا على الشكل التالي :
1. الإمبراطور هيلاسيلاسي (أثيوبيا)
2. الملك فريدريك التاسع و الملكة إنغريد (الدنمارك)
3. الملك بودوان الأول و الملكة فابيولا (بلجيكا)
4. الملك حسين و الأميرة منى (الأردن)
5. الملك ماهندرا و الملكة راتنا (نيبال)
6. الملك أولاف الخامس (النرويج)
7. الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (البحرين)
8. الشيخ أحمد بن علي آل ثاني (قطر)
9. الشيخ صباح السالم الصباح (الكويت)
10. الملك قسطنطين الثاني و الملكة آن ماري (اليونان)
11. السلطان قابوس بن سعيد (عمان)
12. الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (الإمارات العربية المتحدة)
13. الأمير رينيه الثالث و الأميرة جريس كيلي (موناكو)
14. الأمير فيليب و الأميرة آن (بريطانيا)
15. الأمير خوان كارلوس و الأميرة صوفيا (إسبانيا)
16. الأمير فيكتور عمانويل و الأميرة ماريانا (إيطاليا)
17. الأمير تاكاهيتو ميكاسا و الأميرة يوريكو (اليابان)
18. الأمير عبد الله بن محمد الخامس و الأميرة لمياء الصلح (المغرب)
19. الرئيس جوزيف بروز تيتو و السيدة الأولى يوفانكا بروز (يوغوسلافيا)
20. الرئيس نيكولاي بودغورني (الإتحاد السوفييتي)
21. الرئيس فرانز جوناس (النمسا)
22. الرئيس تودور جيفكوف (بلغاريا)
23. الرئيس إميليو غاراستازو ميديسي (البرازيل)
24. الرئيس أورهو ككونن (فنلندا)
25. الرئيس جودت صوناي (تركيا)
26. الرئيس لودفيك سفوبودا (تشيكوسلوفاكيا)
27. الرئيس یحییٰ خان (باكستان)
28. الرئيس سوهارتو (أندونيسيا)
29. الرئيس سليمان فرنجية (لبنان)
30. الرئيس نيكولاي تشاوتشيسكو و السيدة الأولى إلينا تشاوتشيسكو (رومانيا)
31. الرئيس جاوبوس يوهانس فوش (جنوب أفريقيا)
32. الرئيس مختار ولد داداه (موريتانيا)
33. الرئيس فاراهاجيري جيري (الهند)
34. الرئيس ليوبولد سنغور (السنغال)
35. الرئيس رودولف جاناجي (سويسرا)
36. الرئيس موبوتو سيسي سيكو (زائير)
37. رئيس الوزراء جاك شابان دلماس (فرنسا)
38. رئيس الوزراء كيم جونغ بيل (كوريا الجنوبية)
39. رئيس الوزراء ايميليو كولومبو (إيطاليا)
40. نائب الرئيس سبيرو أغنيو (الولايات المتحدة)
41. نائب الرئيس جوو موروو (الصين)
42. رئيس البوندستاغ كي أوفي فون هاسل (المانيا الغربية)
شاهد أيضاً :