في بداية ستينات القرن الماضي ظهرت في محل صغير لبيع الملابس في لندن موضة جديدة هي عبارة عن تنورة نسائية قصيرة لا يتجاوز طولها العشرين سنتمتراً سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم لتصبح موضة الستينات بلا منازع .
من لندن إلى موسكو، و من باريس إلى نيويورك و مكسيكو سيتي ، و حتى في العالم العربي و الشرق الأوسط المعروف بتقاليده المحافظة بات الميني جوب موضة رائجة في مدن مثل طهران و بيروت و دمشق و بغداد و القاهرة و الكويت ، الميني جوب لم يكن مجرد زي بل رمزاً لتحرر المرأة و خروجها عن العادات و التقاليد الدينية و الإجتماعية التي كبلتها لقرون .
في الغرب ترافق انتشار الميني جوب مع ما عرف باسم "الثورة الجنسية" التي نادت بحرية الجسد متأثرة بشكل خاص بأفكار سيغموند فرويد بهذا الخصوص ، كما ترافق مع انتشار مذاهب و تيارات فكرية و اجتماعية كالهيبز و غيرها ، و كذلك التيارات الليبرالية و الماركسية التي اكتسحت المجتمعات الغربية و وصلت ذروتها في انتفاضة الطلبة عام 1968 .
أما في العالم العربي فقد جاء انتشار الميني جوب مترافقاً مع صعود التيارات العلمانية و الماركسية التي نادت بتحرير المرأة و المساواة بين الجنسين ، بالإضافة إلى تأثيرات أفكار عصر النهضة التحررية و بخاصة قاسم أمين و هدى شعراوي .
في السبعينات و الثمانينات خبت موجة الميني جوب لأسباب متعددة حتى كادت تختفي تماماً ، و رغم محاولة العديد من المصممين إعادة الألق لهذه الموضة من خلال إدخال تعديلات عصرية عليها إلأ أنهم لم ينجحوا في ذلك لأسباب عديدة أهمها أن الميني جوب لم يعد يتناسب مع متطلبات العصر العملية حيث باتت معظم النساء تفضل ارتداء البنطال على ارتداء التنورة سواء كانت قصيرة أم طويلة.