الأربعاء، 17 أبريل 2019

فرانكا فيولا : قصة المرأة التي قالت لا !



في عام 1965 تعرضت فتاة ايطالية تبلغ من العمر 17 عامأً للاغتصاب، إسم الفتاة فرانكا فيولا من جزيرة صقلية، أما الجاني فعضو في المافيا المحلية يدعى فيليبو ميلوديا، هذه الجريمة كان من الممكن أن تمر مرور الكرام لو أن فرانكا كغيرها من الفتيات انصاعت للقوانين المحلية وللأعراف والتقاليد الإجتماعية المحافظة في جزيرة صقلية والتي تقضي بأن تتزوج الفتاة بالشاب الذي افقدها عذريتها حتى لو اغتصاباً، لتسقط عنه بذلك تهمة الاغتصاب، لكن فرانكا قالت لا ورفعت راية التحدي في وجه قانون ذكوري ومجتمع متخلف حتى أصبحت رمزاً لحرية وكرامة المرأة الإيطالية.

ولدت فرانكا في بلدة الكامو الريفية بصقلية لأب يعمل مزارعاً، وفي سن 15 عاماً  تمت خطبتها من فيليبو ميلوديا، ابن أخ عضو المافيا فينسينزو ريمي، البالغ من العمر 23 عاماً، وحين تم القبض على ميلوديا بتهمة السرقة قررت الأسرة فسخ الخطوبة،  ثم سافر ميلوديا بعد ذلك إلى المانيا الغربية، وخلال 1965 تمت خطبة فيولا من رجل أخر، لكن  ميلوديا عاد إلى الكامو وحاول الرجوع إلى فيولا دون جدوى، فراح يطاردها في كل مكان حتى أنه قام بتهديد والدها وخطيبها.

خلال الساعات الأولى من يوم 26 كانون الأول ديسمير 1965، أقتحم ميلوديا وعدد من المسلحين منزل فيولا وقاموا بإختطافها، اقتاد ميلوديا فيولا إلى منزل شقيقته الواقع في ضواحي البلدة حيث قام باغتصابها، ثم أخبرها أنها أصبحت الآن ملزمة أن تتزوج منه وإلا سوف تصبح إمرأة عديمة الشرف وسوف يطاردها العار هي واسرتها طيلة حياتها، لكن فيولا رفضت، وبعد اسبوع واحد يوم 2 كانون الثاني يناير 1966 وجدت الشرطة فيولا وقامت بإلقاء القبض على المختطف. 


خلال المحاكمة عرض ميلوديا الزواج على فيولا، لكنها رفضت مجدداً، اختيارها هذا طبقاً لأعراف المجتمع المحلي كان يعني أنها ستصبح "امراة فاسقة"، فقد فقدت عذريتها دون زواج، هذه المفاهيم الرجعية لم تكن مقصورة على صقلية أو المناطق الريفية فقط، فقد كانت مكرسة حتى في قانون العقوبات الإيطالي في ذلك الوقت، حيث تنص المادة 544 على مساواة الاغتصاب بجريمة ضد "الأخلاق العامة" بدلا من كونها جريمة شخصية، مضيفة الطابع الرسمي على فكرة "إعادة التأهيل عن طريق الزواج"، مشيرة إلى أن المغتصب الذي يتزوج من ضحيته تُبطل جريمته تلقائياً.

تعرضت عائلة فيولا للنبذ والاضطهاد من قِبل أبناء المدينة بعد تحدي فيولا للأعراف السائدة ورفضها الزواج من مغتصبها، حيث قاموا بحرق مزرعة العائلة، وقد حظيت هذه الأحداث والمحاكمة على صدى واسع في وسائل الإعلام الإيطالية، حتى وصل الأمر إلى البرلمان نفسه، حيث بدا أن هنالك تياراً واسعاً في البلاد يدعم موقف فيولا ويتبنى أفكاراً تقدمية معارضة للأعراف والتقاليد السائدة.

بغية تبرئة موكلهم حاول محامو ميلوديا إثبات أن فيولا وافقت على الهروب معه بدافع "الزواج سراً"، لكن المحاكمة أقرت بأن ميلوديا مذنب، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، في حين حصل أصدقاؤه الذين ساعدوه في عملية الخطف على أحكام مخففة،  وفي عام 1976 خرج ميلوديا من السجن، وبعدها بعامين قتل على يد أعضاء آخرين في المافيا الصقلية. 


بعد عامين من المحاكمة التي هزت إيطاليا في كانون الأول ديسمبر 1968 تزوجت فرانكا فيولا من جوزيبي روزي خطيبها الذي ظل داعماً لها طوال الأزمة التي مرت بها مع أسرتها، والذي لم يأبه لكل التهديدات التي تعرض لها، وقد عبر كل من الرئيس الإيطالي جوزيبي ساراغات والبابا بولس السادس عن مدى تقديرهم لشجاعة فرانكا فيولا وتضامنهم معها هي وزوجها، حتى أن الرئيس ساراغات قام بإرسال هدية رمزية لهم يوم زفافهم، كما إستضافهم البابا في جلسة خاصة، وقد أنجبت فيولا ثلاثة أطفال ولاتزال تعيش مع زوجها في الكامو.

ورغم الضجة التي أثارتها قضية فرانكا فيولا  إلا أن المادة القانونية التي تنص على بطلان جريمة الاغتصاب في حال تزوج المغتصب من ضحيته ظلت على حالها دون تغيير، ولم يتم إلغاؤها إلا في عام 1981.

شجاعة فرانكا فيولا وتحديها للأعراف والقوانين البالية شكلت مادة خصبة أثارت مخيلة الكتاب والسينمائيين حيث تم تقديم العديد من الأفلام والكتب التي تناولت سيرة تلك الشابة الجميلة التي غيرت شجاعتها عقلية مجتمع بأكمله وساهمت بتحرير النساء في بلدها من العادات والتقاليد البالية، مثل الفيلم الإيطالي "الزوجة الأجمل" عام 1970، والفيلم الفرنسي"فيولا" عام 2017.

شاهد أيضاً :

هل تتذكرون نجوم فريق "ABBA" المحبوب في السبعينات ؟ شاهد كيف أصبحوا اليوم !


 تأسس  فريق ABBA الغنائي السويدي عام 1972 وقد حقق شهرة عالمية كبيرة استمرت حتى بعد تفكك الفريق عام 1982 

 بيورن أولفايوس (74 عاماً) 

 بيني أندرسون (73 عاماً)

 آني فريد لينغستاد (73 عاماً)

  أغنيتا فالتسكوغ (69 عاماً)

في عام 2018 بعد 36 عاماً من حل الفريق أعيد لم شمل الأعضاء وأعلن عن أنهم سيعملون على إصدار أغنيتين جديدتين

شاهد أيضاً :

الاثنين، 15 أبريل 2019

بالصور : نجوم "صراع العروش" كيف كانوا قبل عشرين عاماً ؟


اليوم بات جميع أبطال مسلسل "صراع العروش" نجوماً بعد أن حقق المسلسل نجاحاً منقطع النظير، لكن وقبل عشرين عاماً كان جميع هؤلاء إما ممثلين مغمورين أو مجرد أطفال بعيدين كل البعد عن عالم الشهرة والأضواء.

 لنستعرض معاً صور نجوم المسلسل المحبوب قبل عشرين عاماً من اليوم لنرى كيف كانت وجوه هؤلاء النجوم التي حفظناها عن ظهر قلب بعد أن شاهدناها في ثمانية أجزاء متلاحقة من السلسلة التي تعتبر من أضحم وأقوى ما أنتج على الشاشات التلفزيونية في السنوات الأخيرة. 

 لينا هيدي (سيرسي لانستر)

 إميليا كلارك (دنيرس تارجارين)

 نيكولاج كوستير والدو (جيمي لانستر)

 صوفي تارنر (سانسا ستارك)

 مايسي ويليامز (آريا ستارك)

 جاك غليسون (جوفري باراثيون)

 كيت هارينغتون (جون سنو)

 جيروم فلين (بادي غارفي)

 ألفي آلن (ثيون جريجوي)

 ناتالي إيمانويل (ميساندي)

بيتر دنكليج (تايرون لانستر)

شاهد أيضاً :

الصحافة التركية عام 57 : حلب لنا !



منذ انهيار الامبراطورية العثمانية واستقلال البلاد العربية ما فتئت الجمهورية التركية الناشئة تطالب بأراض في شمال سورية والعراق، مدعية حقوقاً تاريخية لها في ولايتي الموصل وحلب العثمانيتين، فلم يكتف الأتراك بقضم لواء الاسكندرونة عنوة من سورية بالتواطئ مع الفرنسيين عام 1939 حين دخلت قواتهم اللواء وغيرت إسمه إلى "هاتاي" واحتلت عاصمته أنطاكية، بل ظلت تطالب أيضاً بحلب ثاني أكبر المدن السورية والقلب الصناعي والتجاري للبلاد. 

في منتصف الخمسينات وبعد الإطاحة بالعقيد الشيشكلي من الحكم وعودة الحياة الدستورية في سورية تصاعد نفوذ الأحزاب والتيارات العروبية واليسارية، ما جعل الصحافة  ودوائر القرار في الغرب تحذر من تصاعد النفوذ الشيوعي وتدعو لإنقاذ سورية من السقوط في براثن الشيوعية السوفييتية، ووصل التوتر أقصى درجاته عام 1957 حين حشدت تركيا قواتها على الحدود السورية مدعومة بتأييد أصدقائها في حلف بغداد وحلف شمال الأطلسي، في حين استعدت سورية للغزو المزمع بتوزيع السلاح على الشعب وتكوين قوات مقاومة شعبية انضم إليها آلاف الشبان والشابات في مختلف المدن والمناطق السورية، في حين أعلنت مصر تأييدها لسورية وأنزلت قوات عسكرية في ميناء اللاذقية وسط حماس جماهيري كاسح أدى لاحقاً لتسريع إجراءات الوحدة مع مصر والتي تمت مطلع العام 1958. 

من تلك الأيام العصيبة في تاريخ سورية عام 1957 اخترنا غلافاً لمجلة AKBABA الذائعة الصيت في تركيا آنذاك، والتي ظلت تصدر بانتظام لـ 55 عاماً بين 1922 و1977، الغلاف الذي يستحق التوقف مطولاً عنده يصور رجلاً ضئيل الحجم قبيح الهيئة (يمثل سورية) يبدو عليه الغضب، يتوجه بحديثه لصبية جميلة هادئة الملامح (تمثل حلب) وهي تقوم بحياكة علم تركي، حيث يدور بينهما هذا الحوار : 

- سورية : ماذا تفعلين ؟ أنا أسألك  ماذا تفعلين ؟ 
- حلب : أنا أحضر جهاز عرسي ! 



شاهد أيضاً :