‏إظهار الرسائل ذات التسميات اغتصاب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اغتصاب. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 26 مايو 2019

بعد 16 عاماً : نجوم "سوبر ستار" شاهد كيف أصبحوا اليوم !


 في عام 2003 قدم تلفزيون "المستقبل" اللبناني برنامج الهواة الغنائي "سوبر ستار" والذي حقق في موسمه الأول نجاحاً منقطع النظير، هذا النجاح لم يستمر في المواسم التالية ما أدى لإيقاف البرنامج بعد انتهاء الموسم الخامس عام 2008، "أنتيكا" تتذكر معكم الـ 12 هاوياً الذين وصلوا إلى المراحل النهائية من الموسم الأول لنرى ما آل إليه حال كل منهم بعد 16 عاماً. 

 1. ديانا كرزون (الأردن) : قدمت مسيرة فنية ناجحة حتى الآن، لكن الملفت للنظر هو الاختلاف الكبير في مظهرها الخارجي بعد أن فقدت كثيراً من الوزن. 

 2. رويدا عطية (سورية) : قدمت هي الأخرى مسيرة فنية ناجحة من خلال عدد من الأغاني والألبومات. 

 3. ملحم زين (لبنان) : ربما كان الأنجح من بين خريجي الموسم الأول من "سوبر ستار"، قدم مسيرة فنية متميزة وحقق نجاحاً كبيراً في لبنان والعالم العربي. 

 4. سعود أبو سلطان (الإمارات) : غاب عن الساحة الفنية حيث أمضى 3 سنوات في السجن بعد أن أدين في قضية اغتصاب فتاة فرنسية من أصل جزائري. 

 5. وائل منصور (مصر) : لم يوفق في الغناء واتجه عوضاً عن ذلك إلى تقديم البرامج وكذلك التمثيل حيث ظهر مؤخراً في عدد من البرامج الفكاهية كان آخرها "أشرف يقدمه أيمن". 

 6. شادي أسود (سورية) : قدم مسيرة فنية متقطعة بسبب صعوبات انتاجية حيث اكتفى ببعض الأغاني المنفردة وظهورات إعلامية نادرة من وقت لآخر. 

 7. مرعي سرحان (لبنان) : اقتصرت شهرته على بلده لبنان حيث قدم عدداً من الألبومات كان آخرها عام 2018. 

 8. محمد لافي (فلسطين) : ابتعد عن الفن لأسباب شخصية واكتفى ببعض الإطلالات النادرة في الوسائل الإعلامية المحلية الفلسطينية. 

 9. نانسي زعبلاوي (سورية) : قدمت مسيرة فنية جيدة حيث أصدرت عدداً من الألبومات كما أنها دائمة الحضور في وسائل الإعلام العربية. 

 10. صابر هواري (الجزائر) : اقتصرت شهرته على بلده الجزائر التي دائماً ما يشارك في المهرجانات والنشاطات الفنية التي تقام فيها. 

 11. هيثم سعيد (مصر) : واصل نشاطه الفني دون انقطاع منذ تخرجه من "سوبر ستار" حيث قدم عدداً غير قليل من الأغاني بالإضافة لمشاركته في عدد من الأفلام السينمائية.

12. سعد جمال الدين (لبنان) : توفي عام 2013 بعد صراع مع مرض السرطان.

شاهد أيضاً : 

الأربعاء، 17 أبريل 2019

فرانكا فيولا : قصة المرأة التي قالت لا !



في عام 1965 تعرضت فتاة ايطالية تبلغ من العمر 17 عامأً للاغتصاب، إسم الفتاة فرانكا فيولا من جزيرة صقلية، أما الجاني فعضو في المافيا المحلية يدعى فيليبو ميلوديا، هذه الجريمة كان من الممكن أن تمر مرور الكرام لو أن فرانكا كغيرها من الفتيات انصاعت للقوانين المحلية وللأعراف والتقاليد الإجتماعية المحافظة في جزيرة صقلية والتي تقضي بأن تتزوج الفتاة بالشاب الذي افقدها عذريتها حتى لو اغتصاباً، لتسقط عنه بذلك تهمة الاغتصاب، لكن فرانكا قالت لا ورفعت راية التحدي في وجه قانون ذكوري ومجتمع متخلف حتى أصبحت رمزاً لحرية وكرامة المرأة الإيطالية.

ولدت فرانكا في بلدة الكامو الريفية بصقلية لأب يعمل مزارعاً، وفي سن 15 عاماً  تمت خطبتها من فيليبو ميلوديا، ابن أخ عضو المافيا فينسينزو ريمي، البالغ من العمر 23 عاماً، وحين تم القبض على ميلوديا بتهمة السرقة قررت الأسرة فسخ الخطوبة،  ثم سافر ميلوديا بعد ذلك إلى المانيا الغربية، وخلال 1965 تمت خطبة فيولا من رجل أخر، لكن  ميلوديا عاد إلى الكامو وحاول الرجوع إلى فيولا دون جدوى، فراح يطاردها في كل مكان حتى أنه قام بتهديد والدها وخطيبها.

خلال الساعات الأولى من يوم 26 كانون الأول ديسمير 1965، أقتحم ميلوديا وعدد من المسلحين منزل فيولا وقاموا بإختطافها، اقتاد ميلوديا فيولا إلى منزل شقيقته الواقع في ضواحي البلدة حيث قام باغتصابها، ثم أخبرها أنها أصبحت الآن ملزمة أن تتزوج منه وإلا سوف تصبح إمرأة عديمة الشرف وسوف يطاردها العار هي واسرتها طيلة حياتها، لكن فيولا رفضت، وبعد اسبوع واحد يوم 2 كانون الثاني يناير 1966 وجدت الشرطة فيولا وقامت بإلقاء القبض على المختطف. 


خلال المحاكمة عرض ميلوديا الزواج على فيولا، لكنها رفضت مجدداً، اختيارها هذا طبقاً لأعراف المجتمع المحلي كان يعني أنها ستصبح "امراة فاسقة"، فقد فقدت عذريتها دون زواج، هذه المفاهيم الرجعية لم تكن مقصورة على صقلية أو المناطق الريفية فقط، فقد كانت مكرسة حتى في قانون العقوبات الإيطالي في ذلك الوقت، حيث تنص المادة 544 على مساواة الاغتصاب بجريمة ضد "الأخلاق العامة" بدلا من كونها جريمة شخصية، مضيفة الطابع الرسمي على فكرة "إعادة التأهيل عن طريق الزواج"، مشيرة إلى أن المغتصب الذي يتزوج من ضحيته تُبطل جريمته تلقائياً.

تعرضت عائلة فيولا للنبذ والاضطهاد من قِبل أبناء المدينة بعد تحدي فيولا للأعراف السائدة ورفضها الزواج من مغتصبها، حيث قاموا بحرق مزرعة العائلة، وقد حظيت هذه الأحداث والمحاكمة على صدى واسع في وسائل الإعلام الإيطالية، حتى وصل الأمر إلى البرلمان نفسه، حيث بدا أن هنالك تياراً واسعاً في البلاد يدعم موقف فيولا ويتبنى أفكاراً تقدمية معارضة للأعراف والتقاليد السائدة.

بغية تبرئة موكلهم حاول محامو ميلوديا إثبات أن فيولا وافقت على الهروب معه بدافع "الزواج سراً"، لكن المحاكمة أقرت بأن ميلوديا مذنب، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، في حين حصل أصدقاؤه الذين ساعدوه في عملية الخطف على أحكام مخففة،  وفي عام 1976 خرج ميلوديا من السجن، وبعدها بعامين قتل على يد أعضاء آخرين في المافيا الصقلية. 


بعد عامين من المحاكمة التي هزت إيطاليا في كانون الأول ديسمبر 1968 تزوجت فرانكا فيولا من جوزيبي روزي خطيبها الذي ظل داعماً لها طوال الأزمة التي مرت بها مع أسرتها، والذي لم يأبه لكل التهديدات التي تعرض لها، وقد عبر كل من الرئيس الإيطالي جوزيبي ساراغات والبابا بولس السادس عن مدى تقديرهم لشجاعة فرانكا فيولا وتضامنهم معها هي وزوجها، حتى أن الرئيس ساراغات قام بإرسال هدية رمزية لهم يوم زفافهم، كما إستضافهم البابا في جلسة خاصة، وقد أنجبت فيولا ثلاثة أطفال ولاتزال تعيش مع زوجها في الكامو.

ورغم الضجة التي أثارتها قضية فرانكا فيولا  إلا أن المادة القانونية التي تنص على بطلان جريمة الاغتصاب في حال تزوج المغتصب من ضحيته ظلت على حالها دون تغيير، ولم يتم إلغاؤها إلا في عام 1981.

شجاعة فرانكا فيولا وتحديها للأعراف والقوانين البالية شكلت مادة خصبة أثارت مخيلة الكتاب والسينمائيين حيث تم تقديم العديد من الأفلام والكتب التي تناولت سيرة تلك الشابة الجميلة التي غيرت شجاعتها عقلية مجتمع بأكمله وساهمت بتحرير النساء في بلدها من العادات والتقاليد البالية، مثل الفيلم الإيطالي "الزوجة الأجمل" عام 1970، والفيلم الفرنسي"فيولا" عام 2017.

شاهد أيضاً :

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

بعض أكثر الكتب تطرفاً ألفها أصحابها داخل السجون!


يعلم كل من تصدى لتأليف الكتب بأنها مهمة صعبة تحتاج إلى صفاء ذهني وتوازن نفسي وفكري لا يتوفر عادة إلا في مناخ ينطوي على الحد الأدنى من الهدوء والأمان، وهو أمر يصعب أن يتوفر إلا فيما ندر لدى نزلاء السجون والمعتقلات، لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن نجد أن بعض أكثر الكتابات تطرفاً في التاريخ قد خرجت إلينا من غياهب السجون وزنازينها المظلمة، سواء كان التطرف الذي احتوته هذه الكتب دينياً أوسياسياً أو حتى جنسياً، ومن هذه الكتب اخترنا لكم ثلاثة أمثلة معروفة تنتمي إلى مراحل زمنية مختلفة:


1. معالم في الطريق (سيد قطب)


ألف الكاتب الإسلامي وعضو جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب هذا الكتاب خلال مكوثه في السجن بعد حملة الاعتقالات التي طالت أفراد الجماعة إثر اتهام أحد أعضائها بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري آنذاك جمال عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة عام 1954، حيث مكث قطب في السجن لنحو عقد من الزمن حتى خروجه منه بعفو صحي و بوساطة من الرئيس العراقي عبد السلام عارف عام 1964، الكتاب احتوى أفكار سيد قطب حول بناء الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، وقد ركز فيه بشكل خاص على مفهوم حاكمية الله، والذي يعني أن التشريع من اختصاص الله وحده، وأن على الأنظمة أن تخضع في قوانينها وتشريعاتها لحاكمية الله وإلا وقعت في الشرك.

أفكار سيد قطب هذه اعتبرها كثيرون مغالية ومتطرفة حيث أنها تقود عند تطبيقها على الأنظمة والمجتمعات المعاصرة إلى اعتبارها جميعها كافرة، حتى داخل جماعة الإخوان نشأ تيار معارض لأفكار قطب وآخر متحمس لها عرف بالتيار القطبي، وهو انقسام ما تزال آثاره بادية داخل الجماعة حتى يومنا هذا.

الكتاب صدر لأول مرة عام 1964 عن مكتبة وهبة في عدد محدود من النسخ قبل أن يتم لاحقاً سحبه من الأسواق بعد أن تنبهت السلطات لخطورته، لكن الكتاب اكتسب في العقود اللاحقة أهمية كبيرة لدى جماعة الإخوان و غيرها من التيارات الجهادية خاصة إثر إعادة اعتقال مؤلفه وإعدامه على يد السلطات المصرية عام 1966 بعد اتهامه بقيادة تنظيم سري مسلح، كان ينوي اغتيال رئيس الجمهورية وشن عمليات تخريبية ضد المصالح الحكومية والمنشآت العامة.

اليوم يعتبر كثير من الباحثين في تاريخ التيارات الإسلامية هذا الكتاب المرجع الذي قامت على أساسه أفكار معظم جماعات العنف الديني والسلفية الجهادية بما فيها تنظيم القاعدة، الذي خرج زعيمه الحالي المصري أيمن الظواهري أساسأً من عباءة الإخوان المسلمين، وتحديداً من التيار القطبي في الجماعة.


2. كفاحي (أدولف هتلر)


ألف الزعيم النازي أدولف هتلر كتابه الشهير "كفاحي" خلال مكوثه في سجن لاندسبرج إثر محاولة الإنقلاب الفاشلة التي قام بها الحزب عام 1923 ضد حكومة فايمار، حيث صدرت النسخة الأولى من الكتاب بعد خروج هتلر من السجن عام 1925، وقد روى فيه قصة نشأته وشبابه المبكر في فيينا، وذكرياته عن الحرب العالمية الأولى التي خدم خلالها كجندي في الجيش الألماني على الجبهة الغربية، كما شرح فيه مبادئه وأفكاره وخطته لإقامة الرايخ الألماني الثالث، حيث ألقى باللائمة في هزيمة المانيا في الحرب على اليهود والشيوعيين الذين وعلى حد تعبيره طعنوا الجيش الألماني في الظهر في وقت كان قد أوشك فيه على تحقيق الانتصار في الحرب، كما دعا في الكتاب إلى تمزيق معاهدة فرساي التي جلبت على المانيا الذل والمهانة، وأكد على تفوق الجنس الألماني وضرورة الحفاظ على نقاءه من خلال منع اختلاطه بالأجناس الأدنى وخاصة اليهود.

في البداية ظل الكتاب مغموراً ولم تبع منه إلا بضع آلاف من النسخ داخل المانيا، ولكن وبعد وصول هتلر وحزبه النازي إلى السلطة عام 1933 أصبح الكتاب مطلوباً في المانيا وخارجها، فطبعت منه ملايين النسخ ووزع في مختلف أنحاء المانيا، كما ترجم إلى لغات أجنبية عديدة ووزع في العديد من بلدان العالم.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 بهزيمة المانيا المدوية وانتحار هتلر مع زوجته ايفا براون وسط أنقاض مبنى المستشارية ببرلين، تم الكشف عن الفظائع التي ارتبكها النازيون داخل معسكرات الاعتقال بوحي من أفكار هتلر العنصرية، فتم لعقود لاحقة حظر الكتاب في المانيا والعديد من دول العالم باعتباره يحض على الكراهية والعنصرية ومعاداة السامية.


3. 120 يوم في سدوم ( الماركيز دو ساد)


ألف النبيل الفرنسي وفيلسوف السادية الماركيز فرانسوا دو ساد هذه الرواية التي تعرف أيضاً باسم "مدرسة الخلاعة" عام 1785 خلال مكوثه في سجن الباستيل الشهير بباريس بأمرملكي بسبب فضائحه الأخلاقية.

تتناول الرواية قصة أربعة رجال أثرياء يقررون أن يقوموا بتجربة أقصى درجات الإشباع الجنسي، وذلك بأن يعزلوا أنفسهم مدة أربعة أشهر في قلعة نائية في منطقة سان مارتن دي بيلفيل في فرنسا، برفقة ست وثلاثين ضحية من الذكور والإناث معظمهم من المراهقين، و قد ذهب دو ساد في هذه الرواية بعيداً في وصف الممارسات الجنسية الشاذة ومشاهد التعذيب الجسدي.

المخطوطة الأصلية للكتاب كانت قد اختفت إثر قيام الثورة الفرنسية وقيام الثوار باقتحام الباستيل، ولسنوات طويلة ساد اعتقاد بأن المخطوطة قد ضاعت للأبد، قبل أن يعاد اكتشافها في برلين مطلع القرن العشرين على يد أحد هواة جمع المخطوطات النادرة، حيث طبعت لأول مرة في فرنسا عام 1904، كما تم تحويلها عام 1975 إلى فيلم سينمائي من إخراج الإيطالي بيير باولو بازوليني، و قد تم حظرالرواية والفيلم على حد سواء في العديد من دول العالم بسبب محتواهما الجنسي والعنيف.

شاهد أيضاً: 

الأحد، 21 مايو 2017

إليزابيث باثوري : "كونتيسة الدماء" و المرأة الأكثر شراً في التاريخ !




ألقاب عديدة أطلقت عليها من "كونتيسة الدماء" إلى "السيدة دراكولا"، في حين وصفها البعض بأنها المرأة الأكثر وحشية و شراً في التاريخ، إنها الكونتيسة الهنغارية إليزابيث باثوري، و إليكم قصتها : 

ولدت إليزابيث باثوري عام 1560، في إحدى مقاطعات هنغاريا (المجر)، لأسرة أرستقراطية، فابن عمها كان رئيسًا لوزراء هنغاريا و خالها كان ملك بولندا، و في طفولتها تعرضت لصدمة نفسية لم تخرج منها أبداً و ذلك حين رأت أثناء تمرد المزارعين اغتصاب أختيها الأكبر منها من قبل الخدم، و ذلك قبل أن يتم إنقاذها و قمع التمرد.

في سن الخامسة عشرة تزوجت من الكونت فيرينك نيداسدي و انتقلت للعيش معه في قلعته، و هناك بدأت ميولها السادية بالظهور، حيث ابتكرت طريقة لتأديب الخدم وأطلقت عليها إسم "رقصة النجوم"، فكانت تقيد الخادمة التي تريد تأديبها و تضع  قطعاً ورقية مبللة بالزيت بين أصابع قدميها، ثم تقوم بإشعال النار في طرف القطع الورقية، وحين يصل اللهب إلى الخادمة تبدأ في التخبط بطريقة عشوائية محاولة إبعاد النار عن قدميها و هي تصرخ من شدة الألم، و عاماً بعد عام راحت  إليزابيث باثوري تطور طرق تعذيبها للخدم و تتفنن بها، دون أن تجد من يردعها، حتى أنها في بعض الأحيان كان تلفق التهم للخادمات حتى تستمع بتعذيبهن، ففي إحدى المرات إتهمت خادمة بسرقة نقود، و عقاباً لها قامت بتسخين قطعة نقود معدنية حتى ابيضت من السخونة ثم دقت قطعة النقود الساخنة بيد الفتاة حتى التصقت بها !

و رغم وحشية ما كانت تقوم به إليزابيث باثوري إلا أن جرائمها اقتصرت حتى ذلك الحين على تعذيب الخادمات، لكن الأيام المقبلة سوف تحمل ما هو أكثر بشاعة و أشد إجراماً من كل ما سبق. 


قلعة إليزابيث باثوري التي ارتكبت فيها معظم جرائمها

فبعد وفاة زوجها و استيلاء أحد أقاربه على معظم أملاكه لم تجد إليزابيث باثوري ما تنفس به عن غضبها سوى إيقاع صنوف العذاب بالخادمات، و لم تكتف بهذا، فمع تقدمها بالسن راحت تخشى من تلاشي جمالها، و لأنها سمعت بأسطورة قديمة تقوم بأن الاستحمام بدماء العذراوات الجميلات يجدد الشباب، فقد راحت تتصيد العذراوات من القرى المحيطة و تأتي بهن إلى قلعتها بحجة تشغيلهن كخادمات، ثم تقوم باحتجاز الفتاة في قفص مرتفع، حيث يقوم أحد الحرس بطعن الفتاة برمح مسنون ليتم تجميع الدم النازف في برميل خاص حتى تستخدمه الكونتيسة في الاستحمام، و أحيانا كانت تخلط الدم بالنبيذ و تقوم بشربه، أو تقوم بقضم قطع من لحم الفتيات الحي. 

كان يمكن لإليزابيث باثوري أن تنجو بفعلتها لو أنها ظلت تقتل الخادمات و الفلاحات، إلا أن تعطشها إلى دماء الجميلات جعلها تسعى خلف بعض فتيات الطبقة النبيلة، ما أوقع بها و كتب الفصل الأخير في قصتها المرعبة، فحين حاولت الإيقاع بابنة أحد الكهنة النافذين اشتكت الفتاة الأمر لوالدها، الذي تدخل لدى السلطات التي أرسلت كتيبة مسلحة قامت باقتحام قلعة الكونتيسة فوجدت هناك أكثر من 650 جثة لفتيات عذبن و قتلن بأبشع الطرق، و رغم هذا و بسبب مكانتها الإجتماعية فقد اكتفت السلطات بسجن إليزابيث باثوري في إحدى حجرات قصرها، في حين تم إنزال أقسى العقوبات بالخدم الذين كانوا يقومون بمساعدتها في جرائمها، و بعد 4 سنوات قضتها في سجنها وجدت إليزابيث باثوري مقتولة و غارقة في دمائها دون أن يعرف أحد من قام بقتل كونتيسة الدم. 


لوحة تمثل إليزابيث باثوري تستحم بدماء ضحاياها

شاهد أيضاً :

الأحد، 23 أبريل 2017

الماركيز دو ساد فيلسوف السادية : عقل متحرر أم وحش مجنون ؟


لقطة من فيلم "120 يوم في سدوم" المأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الإسم للمركيز دو ساد

جميعنا سمع بشكل أو بآخر بمصطلح السادية و الذي يستعمل عادة لوصف اللذة الجنسية التي يتم الوصول إليها عن طريق إلحاق أذى جسدي أو تعذيب من قبل طرف على طرف آخر، لكن قليلين فقط من سمعوا عن الشخص الذي تشتق السادية اسمها منه : الماركيز دو ساد الأديب الفرنسي صاحب الروايات الفلسفية المتحررة من كافة القوانين الأخلاقية، و التي تستكشف مواضيع وتخيلات دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان في أعماق النفس البشرية من قبيل البهيمية و الاغتصاب، فما سر هذا الرجل و ما الأفكار التي أتى بها حتى يصبح إسمه و إلى الأبد مرادفاًُ للعنف والألم و الدموية ؟ 

ولد دوناسيا ألفونس فرانسوا دو ساد عام 1740 في باريس لأسرة من نبلاء فرنسا العسكريين و كان الابن الوحيد لوالديه، و خلال طفولته شاهد دو ساد والده يهجر أمه التي فضلت أن تقضي بقية حياتها في أحد الأديرة، و بذلك تمت تربية دو ساد من قبل الخدم فكان و هو بعد طفل صغير السيد المطلق الذي لا يرد له طلب ما أثر كثيراً في بناء شخصيته في السنوات اللاحقة.

في سنوات شبابه الأولى التحق دو ساد بمدرسة عسكرية تخرج منها ملازمًا في كتيبة المُشاة الملكية، ثُم اشترك في حرب السنوات السبع التي فتحت له باب الترقيات داخل الهرم العسكري، و بعد انتهاء الحرب تزوج دو ساد بابنه أحد القضاة المشهورين و التي أنجبت له ولدين و بنت. 

الماركيز دو ساد 

بعد زواجه بفترة قصيرة تعرض دو ساد للاعتقال بعد أن اتهم بتعذيب إحدى الفتيات حين كان يمارس معها الرذيلة في شقة خاصة، سجن دو ساد لبضعة أشهر ثم أطلق سراحه فكانت تجربة السجن هذه البداية في رحلة طويلة له داخل السجون و المعتقلات. 

الفضائح التي ارتبط اسم دو ساد بها أكثر من أن تحصى، فبدءاً من ممارسة الجنس مع موظفي قصره من كلا الجنسين، إلى شراء البغايا و ضربهم و تعذيبهم و اغتصابهم، إلى إقامته علاقة محرمة مع شقيقة زوجته الصغرى، إلى التجديف على الله و قد كانت تهمة خطيرة في تلك الأيام يمكن أن تؤدي لإعدام صاحبها. 

ففي عام 1768 مثلاً  قابل دو ساد أرملة متسولة تدعى روز كيلر و أخبرها بأنه سوف يعطيها المال مقابل أن تعمل لديه، في البداية اعتقدت بأنها سوف تعمل لديه كخادمة، لكنها و حين حضرت إلى قصره قام بتمزيق ملابسها و قيدها إلى الأرضية من أطرافها الأربعة و قام بتعذيبها و سكب الشمع الذائب في المواضع الحساسة من جسدها و ظل يكرر الأمر عدة أيام، و حين علمت والدة زوجة دو ساد بالأمر قام باستصدار أمر ملكي باعتقاله. 

فضيحة روز كيلر لم تكن إلا واحدة في سلسلة فضائح دو ساد الأخلاقية و التي أدخلته السجون مرات عديدة فقد عاش دو ساد 74 عاماً قضى منها 32 عاماً في السجون بتهم أخلاقية و جنائية، من بينها 10 سنوات في قلعة الباستيل الرهيبة، كل هذا لم يثن دو ساد عن الاستمرار في "التحرر" الذي كان مرادفاً عنده لأبشع و "أنجس" التصرفات البشرية.

بالمقابل يعتقد بعض المؤرخين بأن دو ساد لم يقم بكل الأفعال المشينة التي نسبت إليه و يستشهدون على ذلك بمقولته : "قمّة سعادة الإنسان تكمن في المُخيّلة"،  فالمؤكد أن دو ساد تخيّل أمورًا شنيعة في أعماله الأدبية لكن ليس بالضرورة أن يكون قد مارسها بنفسه، يقول دو ساد : "نعم لقد ارتكبت مجونًا، وتخيّلت في كتاباتي كل ما يُمكن تخيّله. لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته، ولن أفعل أبدًا. أنا ماجن، لكنني لستُ مُجرمًا".

 في المقابل يبدو مؤكداً أن دو ساد قد انغمس في ممارسات جنسية يزعم ميشيل فوكو أنّ التاريخ لم يعرفها كحركة ثقافية واسعة الانتشار إلا في أواخر القرن الثامن عشر، مثل حفلات الجنس الجماعي التي تتخللها كافة أنواع الممارسات ما بين مثلية بينه وبين خادمه المقرب وغيرية بينهما وبين العاهرات، مُستخدمًا فيها الجلد بالسياط واللسع بالشموع، فضلًا عن تعاطي أنواع المُخدرات المُختلفة.

وعمومًا، فإنّ الماركيز دو ساد وهب نفسه كما كان يقول لتحرير العقل الإنساني من كل القيود الدينية والأخلاقية المُرتبطة بتصورات المُجتمعات المُسبقة مع الوصول به إلى الخيال المحض و ربط الخيال بالطبيعة التي يرى أنّها قطعًا تتعارض مع الفضيلة، لذلك ألّف كتابه "بؤس الفضيلة" عام 1785 و الذي يقول فيه : "تكمن السعادة في كل ما يُثير ويُهيّج، وليس هُناك شيء يُثير مثل الجريمة، أما الفضيلة التي هي ليست سوى حالة خمول واستراحة، فإنها لا تُفضي إلى السعادة".

أهم مؤلفات دو ساد كتبها و هو في السجن، فخلال سنواته العشرة في الباستيل مثلاً كتب روايته الشهيرة "120 يوم في سدوم"على مخطوط  طوله 12 متراً وعرضه بضعة سنتيمترات  وكان قد خبّأها في شق بأحد جدران زنزانته، قبل أن يتم اكتشافها لاحقًا بعد سنين طويلة، ثُم تتعرض للسرقة و تباع لأحد هواة جمع المخطوطات بمبلغ ضخم، هذه الرواية التي اشتقت إسمها من بلدة سدوم التي ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس حيث كان يقطنها قوم لوط، نشرت لأول مرة في النصف الأول من القرن العشرين بعد وفاة صاحبها بعقود طويلة،  قبل أن تتحول إلى فيلم سينمائي شهير عام 1975 بعد أن تمت عصرنة القصة حيث تدور أحداث الفيلم في زمن إيطاليا الفاشية.

تريلر فيلم "120 يوم في سدوم" (ملاحظة : يحتوي هذا المقطع على لقطات لا يجوز مشاهدتها لغير البالغين)

شاهد أيضاً :