‏إظهار الرسائل ذات التسميات عبد الفتاح القصري. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عبد الفتاح القصري. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 6 نوفمبر 2016

النجوم يسعدوننا .. و يتألمون أيضاً !



يعتقد البعض بأن حياة نجوم الفن و السينما ما هي إلا سلسلة متصلة من مباهج الحياة لا يعرفون خلالها إلا الرفاهية و الأضواء، و الواقع بأن حياة الفنان و خاصة أولئك الفنانين الذين عاشوا ما قبل عصر الفضائيات و الانترنت و الشبكات الإعلامية الكبرى العابرة للحدود كانت من الصعوبة بمكان جعلت كثيرين منهم ينتهي بهم الأمر شبه مفلسين بعد أن كانوا في وقت من الأوقات مالئي الدنيا و شاغلي الناس، "أنتيكا" تستعرض معكم باختصار حكايات بعض من أبرز الفنانين الذين تصلح قصة حياة كل واحد منهم لتكون ميلودراما حزينة لا يقدر على تخيل وقائعها حتى أوسع كتاب السيناريو خيالاً :

- إسماعيل ياسين : من منا لم يضحك من قلبه و هو يشاهد أفلام اسماعيل ياسين أبو ضحكة جنان الذي ملأ مساءاتنا سعادة و بهجة، هذا الفنان الموهوب المبدع الذي رسم الضحكة على شفاه أجيال متلاحقة، كانت حياته سلسلة من المآسي التي جعلت منه خلف الكاميراً انساناً حزيناً عبوساً على عكس ما كان يظهر عليه على شاشة السينما و خشبة المسرح، ففي بداياته عاش اسماعيل ياسين حياة الفقر و التشرد و عانى كثيراً قبل أن يتمكن من دخول عالم الفن ليصبح دون منازع نجم الكوميديا الأول في مصر و العالم العربي، و رغم نجوميته الطاغية كانت الأقدار تترصد اسماعيل ياسين و كما بدأ فقيراً كتب عليه أن ينهي حياته فقيراً، ففي عام 1966 تراكمت عليه الضرائب و اضطر على اثرها أن يغلق مسرحه و أن يعود في أواخر أيامه للعمل كمونولوجست في النوادي الليلية حتى يتمكن من إعالة أسرته، و في عام 1972 توفي مغموراً وحيداً و قد انحسرت عنه الأضواء و لم يمش في جنازته سوى بضعة أشخاص.

- عبد السلام النابلسي : هو أحد أبرز نجوم الكوميديا في العصر الذهبي للسينما المصرية، قدم بكل بخفة دم دور الأرستقراطي الظريف، في الستينات و في عز نجوميته اضطر لمغادرة مصر بعد أن تراكمت عليه الضرائب و بات على شفير الافلاس، فاستقر في لبنان و معه ما تمكن من إنقاذه من ثروته، لكن سوء الحظ كان بانتظاره هناك أيضاً ففي عام 1966 أعلن بنك إنترا إفلاسه في قضية معروفة هزت الرأي العام اللبناني وقتها، و قد كان النابلسي واحدا ًمن عملاء هذا البنك فتبخرت أمواله بين ليلة و ضحاها و بات معدماً، ما اضطره للاستدانة من أصدقائه و خاصة صديق عمره الفنان فريد الأطرش ليسدد نفقات علاجه، و في عام 1968 توفي النابلسي بعيداً عن الأضواء و محاصراً بالديون و الأحزان.

- عبد الفتاح القصري : رغم أنه لم يلعب دور البطولة في أي من الأفلام التي شارك بها، إلا أنه تحول إلى واحدة من أيقونات الضحك في السينما المصرية و باتت إفيهاته علامات خالدة ما زال الناس يرددونها حتى يومنا هذا، حياته أشبه بمأساة إغريقية و بخاصة مشهد النهاية الذي اختتم واحدة من أغرب القصص و أكثرها حزناً و قسوة.
هو ابن لعائلة أرستقراطية و خريج مدارس فرنسية، لكن عشقه للفن جعله يتخلى عن كل هذا و يتجه للتمثيل، و بعد رحلة معاناة استطاع القصري أن يثبت موهبته في مسرح نجيب الريحاني، و بعد وفاة الريحاني انتقل للعمل مع اسماعيل ياسين، و خلال تقديمهما لإحدى المسرحيات أصيب القصري بالعمى المفاجئ و راح يصرخ و هو على الخشبة المسرح "مش شايف .. مش شايف"، و بعد الفحوصات تبين بأن القصري كان مصاباً بارتفاع حاد في السكر أدى لفقدانه البصر، لكن هذه لم تكن سوى بداية المأساة الكبرى في حياة القصري، فقبل إصابته بالعمى بفترة قصيرة كان القصري قد تزوج من فتاة تصغره بالسن، فما كان منها إلا أن طلبت الطلاق و حصلت عليه، لكنها لم تترك زوجها القصري بحاله فاستولت على ممتلكاته و ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شاب كان القصري يعطف عليه و يعامله كابن له، و قامت بحبس زوجها السابق في غرفة صغيرة بمنزله في حين عاشت مع عشيقها في باقي المنزل، و كان القصري يدرك كل ما يدور حوله ما أدى لاصابته باكتئاب حاد فاقم من حالته المرضية، و لم تكتف طليقته بذلك بل كانت تستولي على الأموال التي كانت زملاؤه الفنانون يقدمونها لعلاجه و تنفقها على عشيقها، و في عام 1964 و بعد سنوات من المعاناة من آلام المرض و طعنات الخيانة توفي القصري غارقاً في كآبته و حزنه.

- سعاد حسني : السندريلا و أميرة الشاشة الفضية، شكل صعودها الفني في ستينات و سبعينات القرن الماضي و بخاصة بعد فيلمها الشهير "خلي بالك من زوزو" ظاهرة مدهشة فحققت من الشهرة و النجاح ما لم تحققه أي نجمة أخرى في تاريخ السينما المصرية حتى أن عشرات السيناريوهات كانت تنهال عليها باستمرار، لكن أواخر الثمانينات شهدت انحساراً في شهرتها ترافق مع إصابتها بالمرض، و في التسعينات غادرت مصر في صمت و راحت تتلقى العلاج في لندن، و خلال هذه الفترة تغير شكل السندريلاً كثيراً فازداد وزنها و تغيرت ملامح وجهها بفعل الكورتيزون، فلم يتعرف عليها الكثير من زملاء الفن و من المعجبين حين صادفوها في عاصمة الضباب، و زاد من أحزانها قطع الدولة لتكاليف العلاج عنها، و كذلك ما راحت تنشره الصحافة المصرية من نمائم تمس كرامتها و سمعتها، حتى أن إحدى المجلات المعروفة نشرت عنواناً مفاده أن سعاد حسني تتسول في لندن، فآلمها هذا و أدخلها في حالة من الإكتئاب، و في عام 2001 توفيت السندريلا في ظروف غامضة بعد أن سقطت من شرفة منزلها في لندن، و ما زال سر هذا الحادث مثار جدل حتى يومنا هذا بين من يقولون بانتحارها و بين من يتنبون نظرية مفادها بأنها قتلت على يد أحد أجهزة المخابرات.