لدور العبادة دور يتجاوز وظيفتها الأساسية كمكان للتعبد والصلاة، حيث تعتبر أيضاً رموزاً ثقافية واجتماعية تدل على هوية المجتمع المحيط بها، وكذلك على القوة السياسية والدينية المهيمنة، لذلك لم يكن غريباً أن نجد كثيراً من دور العبادة التي جرى تغيير هويتها مع تغير الظروف السياسية أو التركيبة الديموغرافية للمجتمع، دون أن يطرأ تغيير كبير على بنيتها المعمارية.
في هذه القائمة سنستعرض لكم 7 من أهم الكنائس التي جرى تحويلها إلى مساجد والمساجد التي جرى تحويلها إلى كنائس، وسوف نركز هنا تحديداً على تلك المساجد والكنائس التي لم يطرأ تغيير كبير على بنيانها الأصلي بالتزامن مع عملية التحول، لذلك لن تشمل هذه القائمة المساجد والكنائس التي أقيمت على أنقاض كنائس ومساجد أقدم كحال الجامع الأموي بدمشق مثلاً الذي أقيم مكان كاتدرائية يوحنا المعمدان.
1. كاتدرائية آيا صوفيا / مسجد آيا صوفيا : يمكن القول أن آيا صوفيا هي الموقع الديني الأكثر شهرة والأكثر إثارة للجدل بين المواقع المذكورة في هذه القائمة لما تحمله من مدلولات تاريخية وسياسية، بنيت آيا صوفيا أساساً ككاتدرائية أرثوذوكسية شرقية في عصر الامبراطورية البيزنطية عام 537 م، وبعد احتلال القسطنطينية من قبل العثمانيين الأتراك عام 1453 حولت الكاتدرائية إلى مسجد، وفي عهد الجمهورية التركية حولت ابتداء من عام 1935 إلى متحف.
2. مسجد قرطبة / كاتدرائية قرطبة : بني مسجد قرطبة عام 784 م خلال حكم العرب لإسبانيا، حيث أقيم في موقع كان في الأساس معبداً وثنياً ثم كنيسة كاثوليكية، بعد حروب الاسترداد ودخول الاسبان قرطبة قاموا بتحويل المسجد إلى كاتدرائية كاثوليكية، واليوم تعتبر كاتدرائية قرطبة ذات العمارة العربية الإسلامية واحدة من المعالم السياحية الأساسية في قرطبة وفي إسبانيا كلها، كما تم إدراج الموقع على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي عام 1984.
3. الخيرالدة : تعتبر الخيرالدة واحدة من المعالم الأساسية في مدينة اشبيلية الإسبانية، وقد كانت سابقاً تشكل مئذنة مسجد إشبيلية الكبير الذي بناه الموحدون عام 1198، في عام 1248 حوّل الإسبان بعد استيلائهم على المدينة المسجد إلى كاتدرائية كاثوليكية، وفي عام 1356 دمر زلزال المسجد/الكاتدرائية، ولم يبق من البناء القديم إلا المئذنة (الخيرالدة) التي استخدمت كبرج للأجراس في الكاتدرائية الجديدة التي أنتهى بناؤها عام 1506.
4. كاتدرائية طرابلس/مسجد جمال عبد الناصر : أقيمت كاتدرائية طرابلس عام 1928 خلال فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا، وقد عرف الميدان الذي تقع فيه باسم "ميدان الكاتدرائية"، في عام 1969 بعد وصل العقيد معمر القذافي للسلطة في ليبيا تم تحول الكاتدرائية إلى مسجد حمل إسم جمال عبد الناصر، كما تم تغيير إسم الميدان إلى ميدان الجزائر.
5. كنيسة تشورا/مسجد كاريا : واحدة من أقدم كنائس القسطنطينية، يعود تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الميلادي فهي إذن أقدم من آيا صوفيا نفسها، وبعد احتلال العثمانيين الأتراك للمدينة جرى تحويل الكنيسة إلى مسجد، وفي عام 1948 جرى تحويلها إلى متحف بعد أن تم الكشف عن كثير من الأيقونات ولوحات الفسيفساء الجدارية التي كان قد تم طمسها خلال الحقبة العثمانية.
6. كنيسة مريم العذراء/مسجد التحرير : أقيمت كنيسة مريم العذراء الأرمنية في مدينة غازي عينتاب عام 1892، وبعد المجازر التي شهدتها المدينة خلال الإبادة الأرمنية عام 1915 حولت الكنيسة إلى سجن عسكري، وبقيت كذلك حتى السبعينات حين حولت إلى مسجد أطلق عليه إسم مسجد التحرير تيمناً بحرب التحرير التي خاضها مصطفى كمال أتاتورك ضد الحلفاء.
7. كنيسة باماكاريستوس/جامع الفاتحية : يعود تاريخ بناء كنيسة باماكاريستوس في القسطنطينية إلى القرن الحادي عشر الميلادي، بعد تحويل آيا صوفيا إلى مسجد عام 1453 انتقل مقر بطريركية القسطنطينية إلى كنيسة باماكاريستوس وبقيت كذلك حتى عام 1587، في عام 1592 قرر السلطان مراد الثالث تحويل الكنيسة إلى مسجد أطلق عليه اسم مسجد الفاتحية تخليداً لانتصاراته في جورجيا واذربيجان.
شاهد أيضاً :