‏إظهار الرسائل ذات التسميات هجرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات هجرة. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

مديحة : الأميرة الشرقية التي رقصت ع الوحدة ونص!



حين تتصفح  مجلات الخمسينات والستينات الفنية تطالعك وجوه وأسماء لم تسمع بها من قبل ولن تجد لها أثراً مهما حاولت وبحثت عنها على شبكة الانترنت وتوابعها، وكأن أولئك الفنانين والفنانات أطياف عابرة مرت سريعاً ثم اختفت تماماً دون أن تترك أي أثر وهو ما يزيد من سحرها وجاذبيتها في نظر أمثالي ممن يعشقون التنقيب في الماضي ومسح الغبار عن شخوصه وأبطاله الذين طواهم النسيان. 

وبطلة قصتنا اليوم تدعى مديحة وهي أميرة تنتمي من جهة والدتها إلى إحدى الأسر العريقة في جبل العرب جنوب سورية، ومنها ورثت لقب الإمارة رغم أن والدها من عائلة فلاحية بسيطة، أحبت الفن وخاصة الرقص منذ نعومة أظفارها، كان عمرها خمس سنوات حين شاهدت سامية جمال لأول مرة على شاشة السينما في دمشق، فتنت بها، وحين عادت إلى البيت ليلتها حاول تقليدها. وفي سن الثامنة كانت في زيارة لمنزل شقيقتها الكبرى، وكان في الشارع الذي تقطنه شقيقتها ملهى ليلي، صوت الموسيقى الصادر من داخل الملهى جعل مديحة تترك اللعب مع أقرانها وتلصق أذنها بجدار الملهى مصغية للموسيقى وقد أغمضت عينيها، تقول مديحة أن وقفتها هذه جعلت رواد الملهى يعتقدون أنها شحاذة فراحوا يجودون عليها بما في جيوبهم من قروش !


الأميرة مديحة في نمرة راقصة


بعد وفاة الوالد انتقلت مديحة التي كانت في الثانية عشرة للعيش بشكل دائم في دمشق مع والدتها واثنتين من شقيقاتها، وفي سن الرابعة عشرة كان شغف مديحة بالرقص قد وصل حداً لم تستطع أن تقاومه، فاختلقت قصة أقنعت بها والدتها أنها سوف تترك المنزل لتنضم لمعهد للتمريض، لكنها كانت في الحقيقة قد تعرفت على متعهد راقصات تدبر لها عملاً في أحد الملاهي، لكنها سريعاً ما طردت بعدما اكتشف صاحب الملهى عمرها الصغير، عندها أقنعها المتعهد أن تغير سنها في البطاقة، وبالفعل أعد لها كل الأوراق اللازمة، والتي قامت بتوقيعها من والدتها التي لم تدر بمحتواها ذلك أنها لم تكن تجيد القراءة والكتابة.. هكذا صارت مديحة ابنة الرابعة عشرة بجرة قلم في الثامنة عشرة من عمرها!

بعد دمشق انتقلت مديحة للعمل في حمص ضمن فرقة فاطمة عاكف شقيقة الراقصة المصرية الشهيرة نعيمة عاكف، لكن خطيب مديحة عثر عليها ذات ليلة وهي ترقص، فجن جنونه وقام بجرها من شعرها إلى الشارع حيث وضعها في سيارة طارت بهم إلى دمشق، وفي الطريق حاول إقناعها بترك الرقص دون جدوى، قالت له : ما العيب في أن أكون راقصة؟ سامية جمال راقصة! أجابها : أتظنين كل الراقصات مثل سامية جمال؟! لم يخبر الخطيب أهل مديحة بما حصل ولم تنجح محاولاته في ثنيها عن الرقص. بعد هذا الحادث بفترة قصيرة انفصل الخطيبان وعادت مديحة إلى عملها وكأن شيئاً لم يكن، وفي سن الخامسة عشرة شاركت في بطولة فيلم عراقي حمل عنوان "فتنة وحسن" وظهرت فيه باسم مديحة رشدي، لكن الفيلم لم يحقق النجاح المنتظر ما خيب أمل مديحة!


مديحة في فيلم "فتنة وحسن"

سعياً وراء حلمها سافرت مديحة إلى مصر والتقت بابن بلدها الموسيقار فريد الأطرش الذي قال لها : أنا صنعت سامية جمال وأنا سأصنع منك راقصة مشهورة. في هذا الوقت كانت مديحة قد أصبحت في الثامنة عشرة من عمرها، وحتى ذلك الوقت لم يكن أحد من أسرتها يعلم بعملها كراقصة سوى خطيبها السابق وإحدى شقيقاتها، كانت مديحة كل مرة تختلق لوالدتها كذبة جديدة، لتبرر سفرها إلى مصر قالت لوالدتها أن طبيباً وزوجته دعياها للسفر معهما والعمل كممرضة، لكن وبعد عودتها إلى دمشق رأى أحد أقاربها صورة لها منشورة في مجلة "آخر ساعة" فهرع إلى منزل العائلة وفضح أمرها أمام أمها وشقيقاتها وهددها بالقتل إن لم تترك الرقص، قال لها إن شجرة العائلة لا يشرفها أن يكون فيها راقصة!

لم تأبه مديحة لتهديدات قريبها، خاصة أن أمها وشقيقاتها دعموا قرارها بعد أن رأووا شغفها وحبها للرقص الشرقي، في السنوات اللاحقة حققت مديحة نجاحاً كبيراً، حملتها رحلاتها إلى لبنان ومصر وليبيا وإيران وتايلاند وباكستان وماليزيا واليابان وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا، وفي إحدى جولاتها الراقصة في أميركا وقعت في الحب وتزوجت واستقرت في ديترويت حيث عملت لفترة في الرقص ثم توقفت بعد أن أصبح عمر ابنها عامين، عندها قررت أن تكرس كل وقتها لأسرتها، وبعدها بعشر سنوات عادت لتعليم الرقص الشرقي. 

تقول مديحة أنها غير نادمة على أي أمر قامت به، وأنها لو عاد بها الزمن ستتصرف بنفس الطريقة، الله كان كريمأً جداً معها سواء لجهة ما حققته في حياتها المهنية أو لجهة الأسرة الجميلة التي منحها إياها. 


الأميرة مديحة في الولايات المتحدة

شاهد أيضاً :

الاثنين، 28 سبتمبر 2020

عندما تخلت ملكة جمال البرازيل عن عرشها لتتزوج حبيبها الدمشقي !

 


في عام 1963 كانت الشابة البرازيلة فيرا لوتشيا سابا تتحضر للسفر رفقة والدها خوسي سابا إلى لندن لتمثيل بلدها البرازيل في حفل انتخاب ملكة جمال العالم، وفي طريقها إلى عاصمة الضباب أحبت فيرا أن تعرّج على وطنها الأم لبنان الذي هاجرت عائلتها منه إلى العالم الجديد منذ سنوات طويلة، وفي بيروت احتفت العائلة بابنتها العائدة إلى أرض الوطن فأقيمت الحفلات على شرفها وأصبحت الشابة الجميلة حديث الصالونات والجلسات الاجتماعية.

ومن بيروت توجهت الملكة إلى دمشق حيث رحبت بها الصحافة وأقامت حفلاً خاصاً لتكريمها، لكن أمراً من نوع آخر كانت بانتظار الشابة الحسناء في العاصمة السورية، فهناك راحت تتردد على صالون "كومودور" للحلاقة، وفيه تعرفت على شاب عشريني وسيم يدعى جورج كور، كان حباً من النظرة الأولى وسرعان ما تقدم الشاب لخطبة الملكة لكن الوالد رفض بشدة، أولاً لأنه لم يرد لابنته أن تتزوج خارج البرازيل حيث تقيم عائلتها، وثانياً لأن من شروط المسابقة التي فازت بها ابنته أن لا تتزوج خلال السنة التي تحمل فيه لقب ملكة الجمال. 

ورغم معارضة الوالد فقد حسم العاشقان أمرهما وتزوجا في الكنيسة قبل أن يتوجها إلى لبنان لقضاء شهر العسل حيث انقطعت أخبارهما هناك، فيما عاد الوالد وحده إلى البرازيل يضرب كفاً بكف حيث وجد نفسه أمام مجموعة من العقود كان قد وقعها نيابة عن ابنته للظهور في عدد من الحفلات والبرامج التلفزيونية. 

الخبر كما نشرته مجلة "المضحك المبكي" الدمشقية

الملكة على غلاف إحدى المجلات البرازيلية 


شاهد أيضاً :

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

راقية إبراهيم : الغامضة في حياتها ومماتها !


راقية إبراهيم ذات الجمال الأرستقراطي الهادئ 

في ثلاثينات القرن الماضي تعاقدت بهيجة حافظ مع شابة في الثامنة عشرة من عمرها تدعى راشيل إبراهيم ليفي للقيام بالدور الثاني في فيلمها الجديد "ليلى بنت الصحراء" واختارت لها إسماً سينمائياً جديداً هو راقية ابراهيم. 

وراقية ابراهيم كانت جارة وزميلة دراسة للنجمة ليليان زكي مراد موردخاي أو كما يعرفها الجمهور باسم ليلى مراد، وكلتاهما تنتميان للطائفة اليهودية التي كان أبناؤها يعيشون في مصر منذ قرون كجزء أساسي من النسيج الوطني المصري. 

وخلال عملها مع بهيجة حافظ رأى الفنان أحمد سالم الممثلة الشابة وأعجب بها فتعاقد معها استديو مصر وظهرت عام 38 مع نجيب الريحاني في فيلم "سلامة بخير" بدور "جيهان" المرأة اللعوب التي تحاول إغواء "الأمير كندهار". لكن انطلاقتها الحقيقية في سماء الشهرة والنجومية كانت من خلالها دورها الشهير مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" عام 44 حيث قدمت دور "فيفي" وغنت مع عبد الوهاب "حكيم عيون"، يومها كانت راقية إبراهيم قد وصلت إلى قمة عطائها ونضجها الفني ما توجها نجمة من نجمات حقبة الأربعينات في السينما المصرية والعربية. 

عرفت راقية ابراهيم خلال هذه الفترة ببعدها عن الأوساط الفنية وعدم حضورها للحفلات والمناسبات الاجتماعية، ما كان سبباً في نفور زملائها منها واتهامهم لها بالتعالي والغرور، وقد حاولت راقية ابراهيم دفع هذه التهمة عن نفسها من خلال مقال كتبته بنفسها ونشرته مجلة الكواكب في حزيران يونيو سنة 50 تحت عنوان "ما لا تعرفه عن الفنانة راقية إبراهيم" وتقول فيه عن نفسها : "تكره راقية تناول المشروبات الروحية، لكنها تندمج في الحفلات لا لتلهو، لكن لتجلس في صمت شديد تراقب البشر وتدرس أخلاقهم، وقد يبدو للناس أنها لا تراقبهم لأنها لا تنظر إليهم إلا من طرف خفي" وتضيف أيضاً : " وقد يقال عن راقية إنها بخيلة لا تدعو الناس إلى مائدتها، لكنها تتمسك دائمًا بقول الفيلسوف الصيني لينويوتن إن المأدبة نفاق بين شخصين".

شهدت فترة الخمسينات تراجع نجومية راقية ابراهيم، وفي عام 52 سافرت إلى أميركا في رحلة علاجية حيث كانت تعاني من مرض في الكبد، وخلال وجودها هناك وقع حادث مقتل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى والذي يتهم البعض راقية ابراهيم بالتدبير له بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.

راقية إبراهيم مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في "رصاصة في القلب"

شاركت راقية ابراهيم بعد عودتها من أميركا في بطولة فيلمين هما "كدت أهدم بيتي" و"جنون الحب"، سافرت بعدها عام 56 مع زوجها مهندس الصوت المصري إبراهيم والي إلى باريس، لكنهما تطلقا سريعاً هناك، لتسافر بعدها إلى أميركا وحدها حيث استقرت هناك بشكل دائم ولم تعد إلى مصر بعدها أبداً.

تكهنات عديدة ظهرت حول سبب قرار راقية ابراهيم المفاجئ بالهجرة والاختفاء عن الساحة الفنية، منها التضييق الذي شهدته مصر على اليهود بعيد ثورة 23 تموز يوليو 52، ومنها أيضاً تأييد راقية ابراهيم المعلن للواء محمد نجيب والذي أطاح به جمال عبد الناصر في نيسان أبريل 54 بعد صراع مرير على السلطة انتهى بوضع الرئيس الأول لمصر قيد الإقامة الجبرية في حين تم التنكيل بمؤيديه من الفنانين وغيرهم كما حدث مع الموسيقار محمد فوزي، ومن أسباب الإبتعاد التي يطرحها البعض أيضاً  شعور راقية إبراهيم بأفول عصرها وظهور جيل جديد من النجمات اللاتي خطفن الأضواء من أمثال فاتن حمامة وشادية وسامية جمال وهند رستم. 

ورغم كثرة المواد المنتشرة حالياً على صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي عن راقية ابراهيم والتي تصفها بالجاسوسة والعميلة لدولة الاحتلال، إلا أن الوثائق والمواد الصحفية المنشورة عنها خلال حياتها تخلو من أي دليل قاطع على ذلك، وغالب الظن أن مثل هذه الاتهامات قد ظهرت في فترة متأخرة متأثرة باجواء الصراع العربي الإسرائيلي لتسوق التهم بأثر رجعي دون وجود دلائل إدانة واضحة. 

ويعيد المؤرخ السينمائي المصري أشرف غريب صاحب كتاب "الممثلون اليهود في مصر" ظهور تلك التهم إلى حالة التكتم والغموض التي أحاطت بها راقية إبراهيم نفسها، حيث يقول : "واقع الأمر أن راقية إبراهيم لديها ما يجعلنا نشك فعلاً في مسألة انتمائها للصهيونية، منها مثلا: أنها كانت تكن غيرة شديدة لقريناتها، الأمر الذي جعلها تبدو وكأنها تكن كراهية للمصريين، وهي فعلاً كانت تكره فاتن حمامة، وهي غيرة كانت معلنة وسافرة، وثانياً أنها كانت تثير غموضًا حول شخصيتها بشكل يثير الريبة، وكانت تمكث في بيتها طوال الوقت ولا تظهر إلا نادرًا في أي محافل فنية، وكانت إذا ظهرت فإنك تجدها عند السفير الأمريكي في مصر، أو تظهر في حوار صحافي تجريه مع الدكتور طه حسين، أو تظهر في مجتمعات النخبة السياسية وتختفي من سهرات الوسط الفني". 

راقية إبراهيم في أمريكا مع النجم العالمي مارلون براندو

ويضيف غريب في كتابه المذكور : "من هم أصدقاؤها في الوسط الفني؟ أربعة: يوسف وهبي، وأنور وجدي، ومحمود المليجي، ومحمد كريم، وهؤلاء الأربعة تحديدًا هناك شبهات قوية جدًا حول عضويتهم في المحفل الماسوني، عندما تضع كل تلك الملاحظات إلى جوار بعض ستجد أنه من الممكن جدًا أن يكون لها دور أخر لعبته غير الفن، لكن في النهاية ستجد أنها كلها استنتاجات دون وثائق قوية".

أما عن تاريخ وفاة راقية ابراهيم فهو مثل كل حياتها محاط بالغموض، التاريخ الأكثر تداولاً هو عام 77، في حين يرجح باحثون أن تكون قد توفيت في 78 أو 79، ويذهب آخرون بعيداً ليقولوا أنها قد تكون توفيت مطلع الألفية، والحقيقة أن هذا حال أغلب الفنانين اليهود الذين غادروا مصر كتوجو مزراحي وشالوم حيث يحيط الغموض بحياتهم في منافيهم الإختيارية، وكأنهم وقعوا بعد مغادرتهم وطنهم الأم في ثقب أسود ابتلع حيواتهم وتاريخهم فلم يعد لهم من بعده وجود !

شاهد أيضاً :

الأحد، 15 ديسمبر 2019

قصة "شالوم" الكوميديان المنسي في السينما المصرية !



شالوم وأحمد الحداد "عبده" في لقطة من فيلم "العز بهدلة" عام 1937

أواخر العشرينات من القرن الماضي انطلقت عجلة السينما المصرية التي لم تتوقف عن الدوران حتى يومنا هذا. أسماء عديدة برزت في تلك الفترة المبكرة من تاريخ هذه الصناعة العريقة لكنها أسقطت من الذاكرة الشعبية لأسباب عديدة، منها أن معظم الأفلام التي أنتجت في تلك الفترة لم تعد تعرض على شاشات التلفزيون، إما بسبب ضياع النسخ الأصلية، أو بسبب ضعف الجودة الفنية حيث أن السينما وقتها كانت ما تزال في مرحلة التعلّم والتجريب، فكانت كثير من تلك الأفلام ضعيفة في حبكتها الفنية، حتى أن المشاهد اليوم قد يجدها مملة وساذجة.

من بين الأسماء التي برزت في تلك الفترة أسماء عديدة تنتمي للطائفة اليهودية، أو للجاليات الأجنبية التي كانت تعيش في مصر، و"ليو آنجل" أو "شالوم" هو واحد من هؤلاء الرواد الذين ساعدوا السينما المصرية على شق طريقها وسط العوائق والصعوبات. 

ولد ليو آنجل في الاسكندرية عام 1900 لأسرة بسيطة ذات أصول يونانية وتنتمي للطائفة اليهودية التي كانت آنذاك قبل ظهور لوثة العنصرية الصهيونية في المنطقة جزءاً أصيلاً من نسيج الشعب المصري. عمل ليو في عدد من المهن البسيطة لكنه عشق الفن وبخاصة التمثيل، فانضم مبكراً إلى فرقة فوزي الجزايرلي المسرحية التي كانت تقدم أعمالها المسرحية في مقهى قريب من مسجد الإمام البوصيري في حي الانفوشي. 

ومع بدايات السينما في مصر تعرف ليو على المخرج والمنتج السينمائي توجو مزراحي الذي قدمه عام 1930 في فيلم حمل بداية عنوان "الهاوية" قبل أن يتم تغيير إسمه بعد بداية عرضه إلى "الكوكايين" وهو عبارة من ميلودراما تتناول قضية إدمان الكوكايين التي كان يعاني منها المجتمع المصري في ذلك الوقت. 

توجو مزراحي 

الانطلاقة الحقيقية للثناني ليو ومزراحي جاءت مع الشخصية الكوميدية "شالوم" التي قدمها ليو لأول مرة على شاشة السينما من خلال  فيلم "05001" مطلع عام 1933. يقول الإعلان الرسمي للفيلم : "05001 أول رواية مصرية تظهر قوة المصري الكامنة أخرجها الأستاذ توجو مزراحي مخرج ومؤلف رواية الهاوية أو الكوكايين التي نالت استحسان الجميع وقد قام بتمثيل أهم أدوارها الممثل الكوميدي الشهير شالوم". 

وشخصية شالوم التي قدّمت في فيلم "05001" والأفلام اللاحقة هي شخصية المتشرد أوالصعلوك، أي أنها شخصية الإنسان البسيط والفقير ذو الحظ العاثر في الحياة، وهي لا تختلف من حيث هذه الصفات عن الشخصية التي قدمها تشارلي تشابلن في السينما العالمية أو الشخصيات التي قدمها كوميديون آخرون في السينما العربية في السنوات اللاحقة.

في عام 1934 ظهر شالوم في فيلم كوميدي آخر من إخراج توجو مزراحي حمل عنوان "المندوبان" وفيه لعب دور البطولة إلى جانب شالوم الممثل عبده محرم حيث شكل الاثنان معاً ثنائياً ناجحاً. تقوم حبكة الفيلم على شخصيتين (شالوم وعبده) أحدهما  يهودي والآخر مسلم يعملان في مهن بسيطة، شالوم مخطوب لإستير وعبده مخطوب لأمينة، لكن الصديقين غير قادرين على إتمام زيجتيهما لأسباب مادية، لذلك يضطران للعمل في شركة يتبين لاحقاً أنها تدار من قبل عصابة خطيرة، وخلال ذلك يتعرض الثنائي شالوم وعبده لكثير من المفارقات والمواقف الطريفة. 


مشهد من "العز بهدلة"

الفيلمان اللاحقان كرسا نجومية شالوم المطلقة حيث كانا أول فيلمين مصريين يحملان إسم بطل الفيلم وهما "شالوم الترجمان" و"شالوم الرياضي" (لاحقاً فعل إسماعيل ياسين الأمر ذاته في سلسلة أفلامه الشهيرة). أما آخر أفلام شالوم فكان "العز بهدلة" سنة 1937، وهو كما واضح من عنوانه فيلم في مديح الفقر وذم الغنى على طريقة الكثير من أفلام تلك الفترة التي كانت تصور الفقر على أنه فضيلة والغنى على أنه رذيلة، مشجعة بذلك الفقراء على أن يحمدوا ربهم على فقرهم وعوزهم ! 

بعد "العز بهدلة" اختفى شالوم تماماً عن الساحة الفنية، البعض يعتقد أن ذلك يعود إلى الحساسية التي أصابت المجتمع المصري تجاه كل ما هو يهودي بعد أحداث ثورة فلسطين عامي 36-37، صحيح أن السينما المصرية وقتها احتوت على العديد من الفنانين اليهود إلا أن معظم هؤلاء قدموا شخصيات محايدة غير مرتبطة بجماعة دينية بعينها، في حين بقيت شخصية "شالوم" مرتبطة باليهود على وجه التحديد. استبدل توجو مزراحي في أفلامه اللاحقة شخصية "شالوم" اليهودي بشخصية "عثمان" النوبي التي لعبها علي الكسار على المسرح ونقلها مزراحي إلى شاشة السينما ابتداء من عام 1938 من خلال فيلمي "التلغراف" و"عثمان وعلي".

توارى شالوم عن الأضواء بعد أن افترق عن راعيه توجو مزراحي  وبعد أن عزف أي منتج آخر عن المغامرة بانتاج فيلم جديد له، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية واشتداد الحملات الصهيونية لإقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين فضّل شالوم ككثير من يهود مصر السفر إلى أوروبا فاختار إيطاليا، وهناك توفي منسياً بعد أن أصيب بنوبة قلبية وهو في الـ 48 من عمره يوم 14 أيار مايو 1948 أي قبل يوم واحد فقط من إعلان قيام دولة الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة.

شاهد أيضاً :

الاثنين، 25 مارس 2019

لغز الشقيقتين ليز ولين : جاسوستان يهوديتان أم ضحيتان من ضحايا المخابرات؟



في عشرينات القرن الماضي وصل إلى الإسكندرية الموسيقي اليهودي النمساوي ألبرت فيشل، وسرعان ما اندمج في مجتمع المدينة الكوزموبولوتي فتزوج من مغنية أوبرا يهودية تدعى جانين ألبرت، حيث أنجبا ابنتين هيلينا عام 1930، وبيرثا عام 1932. 

هكذا ترعرت الشقيقتان هيلينا وبيرثا في بيت موسيقي، فتعلمتا الباليه منذ الصغر، ثم اتجهتا إلى الرقص الشرقي الذي برعتا فيه بشكل أدهش مدربيهم، في الوقت نفسه بدأت الأسرة تعاني من مصاعب مادية، ما شجع الفتاتين على العمل في الملاهي الليلة، رغم قلق الأم والأب بسبب صغر سنهم، حيث بدأتا العمل وهما في سن 12 و14 عاماً. 


أطلقت الفتاتان على نفسيهما إسم "ليلى ولمياء" أو "التوأم جمّال" رغم أنهما لم تكونا توأمين، قبل أن يستقرا أخيراً على إسم "ليز ولين" الذي عرفتا به في كازينوهات وملاهي الاسكندرية والقاهرة التي سرعان ما ذاع صيتهما فيها، حتى أن الملك فاروق شخصياً كان واحداً من معجبيهم فكان يترد بانتظام على كازينو "قصر الحلمية" بالقاهرة الذي كانتا تقدمان فيه وصلاتهما الراقصة، هذ الشهرة سرعان ما قادت الشقيقتين إلى المشاركة في أول فيلم سينمائي لهما وكان "بلبل أفندي" عام 1948 حيث رقصتا في الفيلم على أنغام أغاني صباح وفريد الأطرش. 

في السنوات اللاحقة شاركت ليز ولين في عشرات الأفلام السينمائية إلى جانب شادية ومحمد فوزي واسماعيل ياسين وفريد شوقي وفاتن حمامة وغيرهم من نجوم السينما والغناء في مصر والعالم العربي آنذاك، كما جاوزت شهرة الشقيقتين مصر فكانتا تقومان برحلات منتظمة إلى الخارج وبخاصة شرق آسيا حيث شاركتا في عدد من الأفلام الهندية. 


في عام 1957 وخلال إحدى رحلاتهم إلى الخارج أبرق الأب ألبرت فيشل لابنتيه بعدم العودة إلى مصر لأن الشرطة المصرية أصدرت أمرا بتوقيفهم بتهمة التجسس، هكذا وجدت الشقيقتان نفسيهما عالقتين مع والدتهما في الهند، لكنهما استطاعتا أخيراً الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة وفد من الكونغرس الأمريكي كان يزور مومباي آنذاك. 

في أميركا قدمت الشقيقتان عروضهما في الحي اللاتيني في نيويورك، قبل أن تتزوجا وتعتزلا الرقص في الملاهي، حيث توجهتا عوضاً عن ذلك إلى تعليم الرقص، وفي عام 1992 توفيت لين في لونغ آيلاند، في حين توفيت شقيقتها ليز عام 2016. 


مؤخراً أعيد تسليط الضوء على الشقيقتين ليز ولين من قبل عدد من المواقع العربية وكذلك الاسرائيلية، وفي وقت تصف بعض المواقع العربية الشقيقتين بالجاسوستين، دون سند واضح، خاصة أنهما وبعد مغادرتهما مصر لم تتوجها إلى فلسطين المحتلة بل فضلتا عوضاًَ عن ذلك الهجرة إلى أميركا،  فإن المواقع الإسرائيلية اهتمت بشكل خاص بالاستحواذ على تاريخ الراقصتين والتركيز على أصلهما اليهودي، كما قام المتحف الوطني الإسرائيلي بالحصول على أرشيف الراقصتين والذي يضم مئات الصور الفوتوغرافية التي التقطت لهما في مصر وأميركا وخلال جولاتهما العالمية. 

هكذا تظل حقيقة "ليز ولين" أو "هيلينا وبيرثا" لغزاً يضاف إلى الألغاز العديدة التي تحيط بتلك الشخصيات التي شاءت الظروف التاريخية والصراعات السياسية لها أن تكون ولو عن غير إرادتها، في قلب الأحداث التي عصفت بالشرق الأوسط عقب اغتصاب فلسطين وقيام إسرائيل، فهل كانت الشقيقتان جاسوستين حقاًُ ؟ أم كانتا ضحية من ضحايا المخابرات وألاعيبها ؟ 


شاهد أيضاً :

الأربعاء، 13 فبراير 2019

سافر مع "نيرن" من حيفا إلى بيروت ودمشق وبغداد !


في عام 1919 وفد إلى بيروت الشقيقان النيوزيلانديان نورمان وجيرالد نيرن والذين كانا في عداد القوات البريطانية التي حاربت في المنطقة خلال الحرب العظمى ثم قررا البقاء والاستقرار فيها، بدايةّ أسسا شركة لبيع السيارات المستعملة، وحين فشل مشروعهما أسسا شركة أخرى استخدما فيها السيارات التي لم يستطيعوا بيعها لنقل الركاب بين حيفا وبيروت. 

أبصرت شركة "نيرن" للنقليات النور عام 1923 بدعم من القنصل البريطاني في دمشق، حيث قامت سيارات الشركة من طراز "كاديلاك" و"بويك" بقطع الطرق الغير معبدة في البادية السورية ناقلة الركاب والبريد بين دمشق وبغداد، نجح المشروع وباركته سلطات الانتدابين الفرنسي والبريطاني وتوسعت الشركة سريعاً حيث بدأت تستخدم الباصات الضخمة المزودة بالمؤن وخزانات الماء والوقود، وقد كانت الباصات والسيارات تسير غالباً في مجموعات يصحبها أدلاء من البدو.

في الأربعينات ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية التي وصل لهيبها إلى الصحراء السورية ومنطقة الشرق الأوسط تراجع نشاط الشركة، وبعد الحرب واجهت "نيرن" منافسة قوية من شركات الطيران المدني الناشئة حديثاً. 

في عام 1947 عاد جيرالد نيرن إلى بلده الأم نيوزيلاندا، في حين ترك نورمان الشركة في العام التالي 1948، ليستمر أصحاب الأسهم في إدارة الشركة حتى توقف أعمالها عام 1956 بسبب قيام الحكومة العراقية بزيادة الضرائب على الشركة التي تم حلها نهائياً عام 1959.

 إحدى حافلات "نيرن" تستعد للانطلاق من دمشق عام 1950

 ملصق إعلاني للشركة 1924

 غلاف كتيب إعلاني للشركة 

 يقول الإعلان : أكبر الحافلات في العالم مع 32 مقعداً من طراز مارمون هيرنغتون التابعة لشركة "نيرن" للنقليات، والتي تعمل على الخط الصحراوي من حيفا في فلسطين إلى دمشق وبغداد، هذا الناقل العملاق يحمل 3 سائقين، مشرف، ومضيف.

 إحدى حافلات الشركة تستعد للانطلاق من أمام فندق فيكتوريا في دمشق عام 1937

 سيارات الشركة في رحلتها الصحراوية الخطرة 

 أحد باصات الشركة وقد كتب عليه : بيروت - دمشق - بغداد 

 تحميل الأمتعة في باصات الشركة 

 تغيير إطار إحدى سيارات الشركة خلال رحلة دمشق - بغداد

باص الشركة في شوارع دمشق منطلقاً باتجاه بغداد عام 1950


شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 12 فبراير 2019

مصطفى العقّاد : 10 صور من أرشيف صاحب "الرسالة" و"عمر المختار"


خلال تصوير فيلم "الرسالة"

في شبابه قبل أن يهاجر من سورية إلى الولايات المتحدة 

مع النجم العالمي كاري جرانت 

مع نجله مالك 

مع أفراد العائلة

خلال تصوير فيلم "الرسالة" عام 1976 والّذي صوّر ما بين ليبيا والمغرب

في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية 

مع النجم العالمي أنطوني كوين خلال تصوير فيلم "اسد الصحراء" عام 1981 والذي يروي سيرة الثائر الليبي عمر المختار 

مع ابنته ريما التي كانت معه في عمّان عام 2005 يوم الانفجار الإرهابي الغادر الذي أودى بحياتيهما 

جثمان العقّاد ملفوفاً بالعلم السوري خلال رحلته إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه حلب 

شاهد أيضاً :

السبت، 2 فبراير 2019

اللاعب الذي مثل 3 منتخبات وقاد ريال مدريد إلى عرش القارة الأوروبية




يعتقد محبوه بأنه أفضل لاعب كرة قدم على الإطلاق، في حين يضعه مؤرخو كرة القدم على رأس قائمة اساطير اللعبة جنباً إلى جنب مع الساحر مارادونا والجوهرة السوداء بيليه. 

ولد ألفريدو دي ستيفانو في بيونس آيرس عام 1926، وفي العاصمة الأرجنتينية بدأت رحلته مع الساحرة المستديرة حين التحق بصفوف نادي ريفر بليت العريق فلعب أولى مبارياته مع الفريق الأول وهو في سن التاسعة عشرة عام 1945. 

مع ريفر بليت تألق دي ستيفانو فلعب 66 مباراة سجل خلالها 49 هدفاً، فساعد بذلك ريفر بليت على الظفر ببطولة الدوري مرتين ،  كما مثل خلال هذه الفترة منتخب بلاده الأرجنتين في 6 مباريات دولية سجل خلالها 6 أهداف. 

في عام 1949 انتقل دي ستيفانو إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا حيث دافع عن ألوان نادي ميلوناريوس طيلة 4 مواسم خاض خلالها 102 مباراةً سجل فيها 90 هدفاً محققاً الفوز ببطولة الدوري 3 مرات. 


بقميص برشلونة .. صفقة لم تكتمل 

في كولومبيا مثل دي ستيفانو منتخبها في أربع مباريات دولية، وقد كانت قوانين الفيفا تسمح بهذا الأمر في ذلك الوقت عكس ما هو الحال عليه في يومنا هذا حيث يحظر على اللاعب تمثيل أكثر من منتخب حتى لو كان مزدوج الجنسية. 

في عام 1953 وهو في سن السابعة والعشرين وفي قمة تألقه وصل دي ستيفانو إلى إسبانيا، حيث ستشهد الملاعب الإسبانية على ولادة أسطورة دي ستيفانو مع النادي الملكي ريال مدريد الذي ضم في صفوفه خلال حقبة الخمسينات وبداية الستينات أبرز نجوم الكرة العالمية أمثال المجري بوشكاش والفرنسي ريمون كوبا، هذه الكوكبة من النجوم بقيادة دي ستيفانو صنعت أمجاد ريال مدريد في هذه الحقبة فاستحوذ الفريق الأبيض على بطولة دوري أبطال أوروبا لخمس مواسم متتالية بدءاً من موسم 55-56 حتى موسم 59-60 وهو رقم قياسي لم يحطمه أي ناد إلى يومنا هذا. 

انتقال دي ستيفانو إلى ريال مدريد جاء بعد منافسة شديدة مع الغريم التقليدي برشلونة الذي أراد ضم "السهم الأشقر" إلى صفوفه، حتى أن دي ستيفانو كان قد حضر إلى إسبانيا وبدأ يتحضر للانضمام للنادي الكاتالوني، إلا أن عوائق إدارية حالت دون إتمام الصفقة، ويقال أن ضغوطأً من الجنرال فرانكو شخصياً الذي كان داعماًُ للنادي الملكي أدت في النهاية إلى انضمام دي ستيفانو إلى القلعة البيضاء، هذه الواقعة ما تزال جماهير كاتالونيا تتذكرها ليومنا هذا وتطلق عليها اسم "السرقة المدريدية".


ريال مدريد مع دي ستيفانو فريق البطولات 

خلال مسيرته مع ريال مدريد خاض دي ستيفانو 282 مباراة سجل خلالها 216 هدفاً وفاز ببطولة الدوري 8 مرات، كما حصل على الجنسية الإسبانية عام 1956 ومثل منتخب إسبانيا في 31 مباراة سجل خلالها 23 هدفاً، 

يعتقد مؤرخو كرة القدم أن دي ستيفانو هو أعظم لاعب على الإطلاق لم يسعفه الحظ أن يظهر في كأس العالم، فبلده الأصلية الأرجنتين قررت أن لا تشارك في نسختي 50 و54 من المونديال، أما منتخب إسبانيا فقد فشل في تجاوز التصفيات عام 58 رغم وجود دي ستيفانو في صفوفه، أما في مونديال 62 فقد حرمت الإصابة دي ستيفانو من المشاركة فيه بعد أن كان قد تألق في التصفيات وساهم في إيصال اسبانيا إلى الأدوار النهائية التي أقيمت آنذاك في تشيلي. 

في عام 1964 غادر دي ستيفانو النادي الملكي بعد مسيرة طويلة استمرت 11 عاماً حيث لعب لموسمين مع نادي اسبانيول قبل أن يعتزل اللعب في عام 1966 وهو في الأربعين من عمره. 


مع زين الدين زيدان 

يصف الموقع الرسمي لنادي ريال مدريد نجمه التاريخي دي ستيفانو بالقول : "أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ ريال مدريد، كان يهاجم، وكان يدافع وكان يقوم بذلك على أكمل وجه،  ذو شخصية قيادية داخل الميدان وخارجه، بلغ ريال مدريد معه عصره الذهبي، وكان إنجازه لخمسة كؤوس أوروبية متتالية حدثاً أذهل الساحة الدولية لكرة القدم، وحصل على جائزة الكرة الذهبي في عامي 57 و59 كممثل لفريق الأحلام". 

توفي دي ستيفانو في العاصمة الإسبانية مدريد عام 2014 عن عمر ناهز 88 عاماً إثر نوبة قلبية، فودعت جماهير النادي بالدموع نجمها الأسطوري"السهم الأشقر" ألفريدو دي ستيفانو. 


شاهد أيضاً : 

الاثنين، 28 يناير 2019

10 صور مختارة من أرشيف فان ليو أفضل من صوّر البورتريه في مصر !


 رشدي أباظة في شبابه بعدسة فان ليو

ولد ليفون ألكسندر بويادجيان المعروف باسم فان ليو في تركيا عام 1921 وهاجر إلى مصر مع أهله عام 1925 وهو في الرابعة من عمره، وفي مصر انخرطت الأسرة في المجتمع الأرمني في القاهرة والذي كان جل أبنائه يعملون في الحرف اليديوية كخياطة الملابس وصياغة الذهب والتصوير الفوتوغرافي. 

في عام 1941 افتتح فان ليو مع شقيقه أنجلو استديو صغير أطلقا عليه إسم "استديو أنجلو"، وفي عام 1947 اشترى فان ليو استديو تصوير خاص به في شارع فؤاد (26 يوليو) والذي بقي فيه حتى تقاعده عام 1998، وطوال نصف قرن من عمله التقط فان ليو صوراً لأبرز مشاهير مصر من فنانين وأدباء وسياسيين، حتى يمكن القول بأن فان ليو هو أفضل من صور البورتريه في مصر، حيث تميز بقدرته العالية على توظيف الضوء والظل بطريقة خلاقة، كما كان يقوم بتلوين صوره كلها بنفسه وبشكل يدوي. 

من أرشيف فان ليو الغني اخترنا لكم 10 صور لعدد من مشاهير مصر الذين وقفوا أمام عدسته المبدعة فكانت هذه الصور التي تشبه في تكوينها وقوة الظلال فيها اللوحات الفنية !

 رشدي أباظة

 شكري سرحان 

 عمر الشريف 

 طه حسين 

 ماجدة 

 كريمان 

 لبلبة 

 شريهان

 سمير صبري 

ميرفت أمين 

شاهد أيضاً :