‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدولة العثمانية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدولة العثمانية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 22 يونيو 2017

بالصور : ساحة المرجة في 100 عام


تعتبر ساحة المرجة واحدة من أهم ساحات العاصمة السورية دمشق، حيث كانت شاهداً على أكثر من 100 عام من تاريخ المدينة، بدءاً من تداعي و سقوط الاحتلال العثماني لسوريا و البلاد العربية و الذي دام لنحو 4 قرون، وصولاً إلى يومنا الحاضر. 

في وسط ساحة المرجة ينتصب عمود التلغراف الذي أقيم عام  1907 زمن الوالي حسين ناظم باشا، بمناسبة تدشين الاتصالات بين دمشق والمدينة المنورة، و تزامناً مع إطلاق خط حديد الحجاز، و قد صمم النصب الفنان الإيطالي بابلو روسيني حيث قام بتصنيعه من البرونز الخالص، و يبدو على قاعدة النصب شعار الدولة العثمانية الهلال و النجمة، و في أعلى العمود نموذج دقيق لجامع يلدز في إسطنبول.

و تعرف الساحة أيضاً باسم ساحة الشهداء، تكريمأً للشهداء الذين أعدمهم العثمانيون في الساحة يوم السادس من أيار مايو 1916 بسبب مناهضتهم للاحتلال العثماني، و مناداتهم باستقلال البلاد العربية، و قد شهدت الساحة في العقود اللاحقة العديد من حالات الإعدام الأخرى، حيث كان الفرنسيون يعرضون فيها جثامين شهداء الثورة السورية بقصد إرهاب الأهالي، كما شهدت الساحة أيضاً إعدام الجاسوس الإسرائيلي الشهير ايلي كوهين عام 1965.

"أنتيكا" تستعرض معكم جزءاً من تاريخ هذه الساحة العريقة من خلال مجموعة من الصور التي يعود تاريخها إلى حقب مختلفة تبدأ من مطلع القرن العشرين، حتى الوصول إلى يومنا هذا. 















شاهد أيضاً :

الاثنين، 22 مايو 2017

الحريم العثماني : صراعات السلطة و الشغف !




لعب الحريم دوراً بارزاً خلال فترة حكم السلطنة العثمانية التي امتد نفوذها لقرون من بلاد البلقان إلى مكة و الحجاز، حتى أن مصطلح "قادينلَر سَلطَناتي" أي "سلطنة الحريم" ظهر آنذاك للإشارة إلى التأثير القوي للحريم على قصر السلطان العثماني وتدخلهن في أمور الدولة و الحكم. 

و لعل الصراع بين نوربانو و صفية خاتون الذي نشب مع وفاة السلطان سليم الثاني وصعود ابنه مراد الثالث إلى سدة الحكم هو خير مثال على صراعات الحريم العثماني و تأثير الجواري و المحظيات على سلاطين بني عثمان. 

فبعد وفاة السلطان سليم الثاني عام 1574 خلفه ابنه مراد الثالث و هو ابن جارية تدعى نوربانو هي ابنة عائلة من نبلاء مدينة البندقية كان  القراصنة العثمانيون قد اختطفوها و باعوها كجارية لحريم السلطان، فأصبحت سريعاً إحدى الجواري المفضلات لدى سليم الثاني و أنجبت له ابنه الذي خلفه على العرش، في حين حملت هي لقب "السلطانة الأم".

و في مشهد أصبح معتاداً في التاريخ العثماني كان أول عمل افتتح به مراد الثالث عهده هو اغتيال إخوته الخمسة، حتى يؤمن عرشه من أي انقلاب داخلي، وكان المحرض الأكبر له في هذا القرار الدموي والدته السلطانة الأم.

هكذا استحوذت نوربانو على النفوذ الهائل الذي لطالما حلمت به، بعد أن حصلت على لقب السلطانة الأم و احتفظت به حتى وفاتها، و قد كانت ثاني امرأة تحصل على هذا اللقب بعد السلطانة حفصة خاتون أم السلطان سليمان القانوني، و قد شبه بعض المؤرخين نوربانو  بكاترين دي مدتشي الملكة الأم في فرنسا، فكلتاهما تنحدران من أصول إيطالية، وكلتاهما حصلت على نفوذ هائل داخل القصر الحاكم في بلدها، وأدارت شؤون الحكم من خلف ستار، خاصة أن السلطانة العثمانية والملكة الفرنسية عاصرتا فترة تولي حكَّام ضعاف الشخصية في ظل أوقات عصيبة.

و لم تتوقع نوربانو و هي في عنفوان سلطتها أن يأتيها التهديد من المكان الذي خرجت هي منه و استمدت سلطتها من خلاله، ألا و هو حريم السلطان، فمراد كان معروفاً بعشقه للنساء، فانغمس في علاقاته مع الجواري و كانت النتيجة ذرية من صلبه جاوزت المائة، لكن جارية واحدة خطفت لبه فعشقها حتى الجنون و هي الجارية الإيطالية الأصل صفية خاتون، التي ربما رأى فيها مراد الثالث صفات أمه ذات الأصل الإيطالي أيضاً، فكان طبيعيا أن يضج  الحريم بصراع السلطانة الأم المتمسكة بكل قطرة في نفوذها المتصاعد، و الجارية الحسناء المدعومة بحب السلطان.

صراع المرأتين بدأ بإعادة تقسيم الحريم بما يتناسب مع نفوذ السلطانة الأم و جارية السلطان المفضلة، و بناء على رغبة الأم وافق مراد الثالث على إعادة ترتيب جناح الحريم في قصر الباب العالي من جديد، و لهذا الغرض تمت الاستعانة بأشهر معماري في التاريخ العثماني سنان باشا، و الذي أعاد تقسيم الحريم بحسب توجيهات السلطانة الأم التي اعتبرت أنها كسبت هذه الجولة، بعد أن ضمنت زيادة مساحة جناح الحريم بصورة غير مسبوقة، خاصة أنها جعلت من غرف الجواري البنية التحتية لجناحها الخاص، فعندما تخرج السلطانة الأم من جناحها تطل مباشرة من شرفة علوية على جميع أرجاء الحريم، و بذلك حققت نوربانو انتصارها بإعلانها الرمزي، أن مكانتها هي الأعلى من مكانة أي امرأة أخرى داخل الحريم، بما في ذلك جارية السلطان المفضلة صفية خاتون.

وجه آخر من وجوه الصراع بين السلطانة الأم وصفية خاتون، تمثل في تخصيص جناح داخل الحريم لولي العهد محمد بن السلطان مراد من صفية خاتون، فالسلطانة الأم أرادت أن تضع حفيدها تحت رعايتها و تشرف على تربيته، حتى إذا ما تعرض ابنها السلطان مراد لأي مكروه، فإنها تضمن لنفسها حب و ولاء السلطان الجديد، و هكذا تم بناء جناح ولي العهد بالقرب من جناح السلطانة الأم و فوق جناح والدته، و هو ما جعل ولي العهد تحت سيطرة نساء الحريم بعيداً عن مجالس رجال الدولة، ما سيكون له أثره البعيد على مستقبل دولة بني عثمان. 

كما لعبت السلطانة نوربانو دورا بارزاً في السياسة الخارجية للدولة العثمانية، فعملت  على تدعيم أواصر الصداقة مع بلدها الأم جمهورية البندقية، ما أدى إلى توتر العلاقات بين السلطنة العثمانية وجنوا عدوة البندقية، و قد استخدمت نوربانو في علاقاتها الخارجية شخصية نسائية بارزة في هذا العصر وهي سيدة يهودية تدعى إستر كيرا كانت زوجة جواهرجي القصر، و قد اتخذتها السلطانة الأم مساعدة شخصية لها، فتمكنت بذلك من أن تلعب دورا كبيرا في السياسات الداخلية والخارجية للدولة العثمانية، و من خلال تغلغلها في دائرة الحريم ودعم السلطانة الأم المطلق لها، أصبحت إستر كيرا مسؤولة عن جمارك إسطنبول بفرمان رسمي أصدره السلطان نفسه، و يرى بعض المؤرخين أن هذه السيدة الغامضة مارست نشاطاً تخريبياً في السلطنة العثمانية، من خلال تزييف العملة، مما انعكس سلباً على مالية الدولة، كما عملت على بيع المناصب و شكلت شبكة فساد واسعة امتدت أذرعها إلى معظم دوائر الدولة. 

هكذا تربعت السلطانة الأم على رأس هرم السلطة في السلطنة العثمانية حتى وفاتها عام 1583، فرحلت بعد أن وضعت أساس ما بات يعرف رسمياً بعصر "سلطنة الحريم"، الذي هيمنت فيه الجواري على مقدرات الدولة، و ما ان رحلت السلطانة الأم حتى أطلت عدوتها اللدود الجارية صفية خاتون، لتتربع هي الأخرى لعقود على رأس "سلطنة الحريم" فحكمت البلاد و العباد من خلف الكواليس من خلال نفوذها الواسع على زوجها مراد الثالث، و من بعده على ابنها السلطان محمد الثالث الذي حصلت في عهده على لقب السلطانة الأم، و ظلت محتفظة به حتى وفاتها عام 1619.

شاهد أيضاً : 

الاثنين، 15 مايو 2017

محمد علي و أصل تسمية الـ"يوسف أفندي" !




كان طوسون أحب أبناء والي مصر محمد علي باشا إلى قلبه، و قد أرسله إلى الحجاز على رأس الحملة التي كانت مكلفة بإخماد تمرد الوهابيين على الدولة العثمانية، و كان سن طوسون وقتها لا يزيد عن 18 عاماً، و مع هذا تمكن طوسون من إنزال هزيمة منكرة بالوهابين و حلفائهم فاستعاد منهم مكة و المدينة و أرسل مفاتيح الكعبة إلى والده محمد علي باشا، و لكن حين لاقت الحملة صعوبات خطيرة بسبب الهجوم المضاد الذي شنه الوهابيون سافر محمد علي باشا بنفسه ليساند ابنه، و حين عاد طوسون إلى مصر في 29 أيلول سبتمبر سنة 1816 ، قرر محمد علي إقامة مأدبة كبيرة واحتفالات عظيمة فرحاً برجوع ابنه الأثير إلى قلبه، ولكنه فوجئ في بداية الإحتفالات بإصابة طوسون بمرض الطاعون الذي فتك به في أقل من 24 ساعة فتوفي و هو بعد في الثانية و العشرين من عمره، ففطر قلب أبيه الذي حزن عليه بشدة.

ولإهتمام محمد علي باشا الكبير بالزراعة، إستحضر إلى مصر من تركيا أشجار العنب والتوت والتين والليمون، و قام بتخصيص 100 فدان بالقرب من حديقة شبرا لزراعة النباتات الأوروبية والآسيوية، و كان محمد علي باشا قد أرسل مجموعة من الشبان المصريين ليتعلموا أصول الزراعة في الخارج، ليعودوا و يعلمونها للفلاحين المصريين، و من بين من تعلموا بالخارج كان هناك طالب يدعى يوسف أفندي و قد أتى ببعض أشجار الفاكهة الجديدة التي اشترى مقداراً كبيراً منها من سفينة بالقرب من مالطا كانت قادمة من الشرق الأقصى، و حين عاد الطلبة إلى مصر استقبلهم محمد علي باشا شخصياً بالإسكندرية،  و كان يوسف أفندي  يحمل طبقاً من الفاكهة الجديدة قدمها إلى محمد علي باشا الذي أعجبه طعمها فسأل الطالب ماذا سيكون اسمها في مصر فأجاب : "نسميها طوسون باشا"، فتأثر محمد علي من هذه البادرة، وقال له:  "حسناً سوف نسميها يوسف أفندي"، وأمر محمد علي أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية ليوسف أفندي حتى يشرف على زراعتها بنفسه، ومنذ ذلك الحين أصبح الإسم الشائع لهذه االثمرة هو "يوسف أفندي".

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 18 أبريل 2017

تاريخ العلمانية التركية من أتاتورك إلى رجب طيب أردوغان


شكلت الثورة الفرنسية عام 1789 بداية التحول في أنظمة الحكم في العالم من الأنظمة الدينية القائمة على التحالف بين المؤسسة الدينية و السلطة الحاكمة إلى الأنظمة العلمانية التي تقوم على مبدأي فصل الدين عن الدولة و فصل الدين عن السياسة.

و في العالمين العربي و الإسلامي ظل الاشتباك بين دعاة الدولة الدينية و الدولة العلمانية قائماً منذ مطلع القرن العشرين و حتى يومنا هذا، و يمكن تعريف معظم الأنظمة القائمة في البلاد العربية و الإسلامية حالياً بأنها مزيج ما بين نظامي الحكم الديني و العلماني كما هو الحال مثلاً في سورية و مصر و الجزائر و العراق و غيرها، ففي حين تتبنى هذه الأنظمة بعض القوانين الوضعية و السياسات الحداثية فهي في الوقت عينه تستوحي كثيراً من تشريعاتها من الشريعة الإسلامية كما هو حال التشريعات الخاصة بالزواج و الطلاق و الإرث و تغيير الدين و غيرها كما أن دساتير معظم هذه البلاد تحدد دين الدولة و دين رئيس الجمهورية ما يخالف المبادئ العلمانية التي تقوم على تحييد الدين لصالح مبدأ المواطنة. 

و على مستوى العالم العربي تبدو تونس حالة خاصة و وحيدة كنظام علماني خالص أرسى دعائمه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، في حين تبدو التجربة التركية التي أسس لها أبو تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك مطلع القرن الماضي تجربة فريدة في العالم الإسلامي و إن كانت هذه التجربة مهددة اليوم بسبب صعود حزب العدالة و التنمية ذي التوجه الإسلامي و سعيه المحموم للاستحواذ على السلطة المطلقة في البلاد.

"أنتيكا" تستعرض لكم في هذا المقال المصور تاريخ العلمانية التركية و أهم ملامحها و أبرز التحديات التي تواجهها في وقتنا الراهن :   


مثلت الحرب العالمية الأولى المسمار الأخير في نعش السلطنة العثمانية المتهالكة و التي كانت تلقب برجل أوروبا المريض، حيث انتهت الحرب بهزيمة تركيا و احتلال الحلفاء الجزء الأكبر من أراضيها في حين استغلت اليونان جارة تركيا و عدوتها التاريخية الفرصة و قامت باحتلال قسم كبير من الأراضي التركية، في ظل هذه الظروف العصيبة ظهر مصطفى كمال الضابط التركي الشاب الذي لمع نجمه خلال الحرب في معركة جاليبولي الشهيرة ضد قوات الحلفاء، فقد رفض مصطفى كمال الواقع الذي فرض على تركيا و جمع حوله ما بقي من الجيش و دعمه بقوات من المتطوعين وشن حرب تحرير شعبية ضد الحلفاء و اليونانيين انتهت بتوقيع اتفاق لوزان عام 1923 الذي أفضى لتأسيس الجمهورية التركية التي اختير مصطفى كمال من قبل مجلس الشعب ليكون رئيساً لها في حين تم وضع دستورها عام 1924 و الذي نص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة.


خرج مصطفى كمال من الحرب بطلاً قومياً حيث أطلق عليه لقب "أتاتورك" أي "أبو الأتراك" و قد أتاحت له هذه الشعبية الكبيرة إجراء إصلاحات علمانية جذرية، فأعلن عام 1924 إلغاء الخلافة العثمانية كما قام بإغلاق المدارس الدينية و التكايا و المحاكم الشرعية و قام بإرساء نظام تعليم علماني موحد، و في عام 1926 تم فرض قانون مدني للأحوال الشخصية مستوحى من القانون السويسري حيث باتت المرأة بموجب هذا القانون مساوية للرجل فيما يخص الزواج و الطلاق و الإرث و بات تعدد الزوجات محظوراً بموجب القانون، و عام 1928 صدر تعديل دستوري ألغى عبارة "الإسلام هو الدين الرسمي للدولة" في حين صدر عام 1937 تعديل دستوري آخر نص صراحة على علمانية الدولة التركية.


إلى جانب الإصلاحات العلمانية اتخذ أتاتورك اجراءات هدفت إلى تغريب الدولة التركية فمنع ارتداء الطربوش و استبدل أحرف الكتابة العربية  بالأحرف اللاتينية و غير يوم العطلة الرسمي من الجمعة إلى الأحد كما كان على المستوى الشخصي يحرص دائماً على ارتداء الملابس الغربية و كان يشرب الكحول علناً في الأماكن العامة ليراه الناس و يتشجعوا على تبني نمط الحياة الغربي كما مول إنشاء مصنع حديث و ضخم للبيرة في العاصمة الجديدة للجمهورية التركية أنقرة.


على عكس ما يعتقده كثيرون لم تشمل إصلاحات أتاتورك على الإطلاق حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، و الواقع أن حظر ارتداء الحجاب في  الجامعات و الدوائر الرسمية التركية هو أمر حديث نسبياً حيث تم بموجب قوانين صدرت عام 1982 بعيد انقلاب 1980 العسكري بقيادة الجنرال كنعان ايفرين.


اليوم تشهد تركيا منذ وصول حزب العدالة و التنمية الإسلامي للسلطة عام 2002 توجهاً نحو إعادة أسلمة الدولة حيث تم صرف كثير من الموظفين المعارضين لتوجهات الحزب الدينية من مؤسسات الدولة و في عام 2008 أقر البرلمان التركي قانوناً يسمح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات كما تم إحياء تراث تركيا العثماني ما جعل كثيرين يتهمون أردوغان بالسعي ليكون سلطاناً عثمانياً جديدأً، و رغم أن تركيا ما تزال حتى الآن بشكل رسمي دولة علمانية إلا أن القوى العلمانية التركية تبدي تخوفها من أجندات الحزب الرجعية والرامية إلى تأسيس دولة دينية خاصة بعد أن رسخ الحزب سلطته و صفى خصومه مستغلاً محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016 كما قام مؤخراً بتمرير تعديلات دستورية تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات شبه ديكتاتورية، و يورد العلمانيون الأتراك في سياق مخاوفهم تصريحات مثيرة للجدل لبعض أقطاب حزب العدالة و التنمية كتصريح رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان في مؤتمر للعلماء والكتاب المسلمين في اسطنبول عام 2016 و الذي قال فيه " إن العلمانية لن يكون لها مكان في دستور جديد لأن تركيا دولة مسلمة ولذلك يجب أن يكون لدينا دستور ديني". 

الخميس، 23 مارس 2017

الشوارب من رمز للرجولة إلى شكل من أشكال الموضة



سلفادور دالي

في عام 1992 عرض لأول مرة المسلسل السوري "أيام شامية" الذي يعتبر باكورة ما سمي لاحقاً بأعمال البيئة الشامية، و تتمحور الحبكة الدرامية للمسلسل الذي حقق نجاحاً واسعاً بشكل أساسي حول "شوارب محمود"، حيث أن محمود هذا بائع فول تضطره الظروف لرهن بضع شعيرات من شاربه كضمان مقابل استدانة مبلغ من الليرات الذهبية، و ذلك في إشارة إلى الرمزية التي كان يحتلها الشارب في المجتمع الدمشقي آنذاك كرمز للكرامة و العنفوان الذكوري.

و يروي أحد الكتاب اللبنانيين أنه و خلال أحداث الحرب العالمية الثانية كان الرجال في قريته الواقعة في جبل لبنان من المعجبين بالزعيم النازي أدولف هتلر يطلقون شاربهم على طريقة هتلر المعروفة، في حين كان مؤيدو الحلفاء يطلقون شاربهم على طريقة الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، و بذلك تحول الشارب في تلك القرية اللبنانية الصغيرة إلى رمز سياسي.

أما في عصرنا الراهن فقد تحول الشارب إلى شكل من أشكال الموضة، حيث راج إطلاق الشارب مثلاً في الثمانينات و التسعينات ثم تضائل في العقود اللاحقة، حتى أن نجوماً معروفين في عالمنا العربي أمثال راغب علامة و عاصي الحلاني و ربيع الخولي و هشام عباس و خالد عجاج  و غيرهم عرفوا بستايل "الشارب" في بدايتهم، ثم حلقوا شواربهم لاحقاً حين أصبح الشارب موضة قديمة.

و في السينما العربية عرف العديد من النجوم العرب بشاربهم المميز كرشدي أباظة و أنور وجدي و عبد السلام النابلسي في مصر، و دريد لحام و نهاد قلعي و رفيق سبيعي و ناجي جبر في سوريا، و شوشو و أحمد خليفة (أبو العبد) في لبنان، كما أن الشارب كان في كثير من الأحيان واحداً من الأدوات الضرورية للشخصية الدرامية حين يتطلب الأمر إظهار الحزم و القسوة، لذلك طلب المخرج محمد خان من النجم حسين فهمي أن يطلق شاربه حين أدى دور ضابط شرطة في فيلم "الحرام" عام 1982، و كرر الأمر نفسه مع أحمد زكي حين لعب دور ضابط مباحث في فيلم "زوجة رجل مهم"عام 1988.

مؤخراً عادت موضة الشارب إلى الظهور في عالمنا العربي متأثرة بموجة المسلسلات التركية و نجومها، في حين دعا الرئيس التركي أردوغان العام الماضي أعضاء حكومته إلى إطلاق شواربهم مستحضراً رمزية الشارب في التراث العثماني لتركيا ما أثار كثيراً من السخرية و الاستياء في داخل تركيا و خارجها حتى أن إحدى الصحف المعارضة أطلقت على حكومة أردوغان إسم "حكومة الشوارب".

عالمياً عرفت العديد من الشوارب شهرة تاريخية كشارب الزعيم النازي أدولف هتلر الذي كان يشبه كثيراً شارب الممثل الكوميدي تشارلي تشابلن، و ما لا يعرفه كثيرون أن الموضة  في زمن هتلر كانت الشارب العريض من الجانبين، لكن هذا الشكل لم يكن عملياً حين كان هتلر جندياً في الحرب العالمية الأولى حيث كان يضايقه عند ارتداء القناع الواقي من الغاز، لذلك قام بقصه من الجانبين، و هناك أيضاً شارب الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين المفتول الذي كان يشبه شوارب قبضايات الحارات الشامية، دون أن ننسى شارب الفنان السريالي الإسباني سلفادور دالي الذي كان يتفنن بتزيينه أمام الكاميرا بطرق مبتكرة و مجنونة.

في هوليوود عرف الممثل كلارك جيبل بطل فيلم "ذهب مع الريح" في الثلاثينات بشاربه الأنيق الذي اعتبر رمزاً للنضوج و الأناقة الكلاسيكية، في حين اعتبر توم سيليك بطل مسلسل "ماغنوم" الشهير في الثمانينات رمزاً للجاذبية بشاربه الكث على طريقة رعاة البقر في الغرب الأمريكي. 


الفنان السوري رفيق سبيعي (أبو صياح) عرف بشواربه المفتولة و بأداءه لشخصية القبضاي و ابن البلد  

المطرب اللبناني طوني حنا قم بالتأمين على شواربه في الولايات المتحدة 

 راغب علامة في الثمانينات 

 كلارك جيبل 

توم سيليك 

شاهد أيضاً :