‏إظهار الرسائل ذات التسميات كاميرا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كاميرا. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 13 أبريل 2020

20 صورة من سورية الثمانينات


مجموعة من الأطفال - أفاميا 1989

إعلان لحفل لمروان حسام الدين الراقصة كاميليا وعدنان جارور في فندق الفاندوم (القيصر حالياً) - دمشق 1985 

مجموعة من العمال جالسين على الرصيف بانتظار الرزق - دمشق 1983

عنصر أمني بالزي المدني - دمشق 1983

الجسر المعلق في دير الزور مع لافتة تحمل صورة للرئيس حافظ الأسد وشعارات حزب البعث : وحدة حرية اشتراكية .. أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة - دير الزور 1982 

الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران وعقيلته في ضيافة الرئيس الأسد وعقيلته خلال زيارتهم إلى سورية - دمشق 1984 

الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في مقبرة الشهداء في نجها بريف دمشق عام 1984

الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في مدينة تدمر الأثرية خلال زيارته لسورية عام 1984

الجامع الأموي - حلب 1985

قلعة حلب عام 1985

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وزوجته في متحف حلب عام 1987

بورتريه للرئيس حافظ الأسد في إحدى الساحات الرئيسية - دمشق 1988

حي الصالحية - دمشق 1988

بورتريه للرئيس حافظ الأسد والرئيس جمال عبد الناصر على لافتة أحد المحال - دمشق 1989

حارات الشام القديمة - دمشق 1989

عربات الخضار والفاكهة - دمشق 1989

مصور مع كاميرته القديمة - دمشق 1989

فندق الشام بالاس أحد أفخم فنادق العاصمة - دمشق 1989

مدرج بصرى الأثري  - بصرى 1989

الفنان صبري مدلل على مسرح تدمر الأثري - تدمر 1989

شاهد أيضاً :

السبت، 30 مارس 2019

الأخوان حسام وعلي مهيب : رواد الرسوم المتحركة في العالم العربي !





في الستينات من القرن الماضي كانت مصر رائدة العالم العربي في مختلف الميادين، وكانت الفنون بأنواعها واحدة من أبرز ميادين الريادة هذه، فقد قدمت مصر للعالم العربي أهم الموسيقيين والمطربين وأنجح الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية، كما قدمت أول استديو متخصص بإنتاج الرسوم المتحركة وهو استديو مهيب الذي أسسه الأخوان حسام وعلي مهيب. 

ولد حسام مهيب عام 1930، في حين ولد شقيقه علي عام 1935، في بيت مُنظم، وأب يعشق الدقة والانضباط، تربى الطفلان برفقة أشقائهم السبعة، ترتيب حسام الرابع ثم يليه علي، عُرف عن والدهما اجتهاده في وظيفته بمصلحة التلغراف "وإنه بيتعلم كل حاجة بنفسه"، يقرأ سلسلة علم نفسك بنفسك، ويُصلح أي شيء يصيبه العطب في المنزل.

السنوات تمر على الأسرة دون جديد، الأيام اعتيادية، غير أنهم اضطروا إلى ترك مدينتهم السويس في حرب 1948، فانتقلوا على مضض إلى القاهرة، حيث استأجروا منزلًا في حي شبرا، استكمل الأطفال دراستهم فيما بدا على حسام شغفه بالرسم، وقع أنامله بالريشة مُدهش، موهبته تدفع شقيقه إلى السير في الدرب نفسه.


الأخوين حسام وعلي في "استديو مهيب" عام 1978

أكمل حسام دراسته الثانوية، كانت آماله متعلقة بالالتحاق بمدرسـة الفنون الجـميلة العليــا بالزمالك، نشب خلاف في البيت الهادئ، ثار الأب ورفضت الأم، حاول دون جدوى، الصدام عنيف، فاختار الانحناء للموجة والالتحاق بكلية الحقوق "بمنطق أن كل ولاد الناس الكويسة سياسيين ومحامين".

بعد حصوله على الشهادة الثانوية أراد علي أيضاً الانضمام إلى كلية الفنون الجميلة، واتخذ موقفًا مختلفًا عن شقيقه، أصر على قراره، دافع عن اختياره، تقدم بأوراقه للكلية رغم غضب  الأب، ونجح في تحقيق أمنيته. 

ماذا يفعل حسام في الوقت نفسه ؟ قَلّ شغفه بالرسم خلال دراسته بكلية الحقوق، فاتجه إلى التصوير، اشترى كاميرا صغيرة، لا تفارقه قط، فصارت هوايته الجديدة ، وبعد التخرج عمل في وزارة الخارجية التي أرسلته إلى غزة، وهناك قبض عليه من قبل الصهاينة خلال حرب 1956، وعندما أُطلق سراح روى علي كيف هاجم الصهاينة مكتبه، أول ما فكر فيه هو كاميرته، شعر بالخوف أن يحطموها فصنع حفرة في أرضية غرفته ودفنها، وحينما أفرجوا عنه هرول نحوها لاستعادتها قبل السفر لأسرته.



لماذا لا يتعاون الأخوان مهيب ؟ حسام لديه خبرة جيدة في التصوير، وعلي لا يضاهيه أحد في الرسم، والاثنين اجتمعا على عشق الرسوم المتحركة، انهمك كل منهما في دربه، قبل أن تتلاقى الدروب من جديد في عام 1958، حيث انضم إليهم عدلي الشريف ليشكل الثلاثة معاً فريق عمل لكل منهم دور مُحدد فيه، يضعون الفكرة سويًا، علي يقوم برسم الشخصيات وتحريكها، بينما يتولى حسام وعدلي مهمة التصوير، بما تتضمنه من وضع الكاميرا وطريقة الإضاءة وتثبيت وتحريك الرسومات من أمامها ، استغرق فيلمهم "سقوط الملك فاروق" شهوراً رغم أن مدته لم تزد عن 3 دقائق. 

بجانب عمل حسام مع شقيقه علي، عُرف عنه اهتمامه بالتمثيل، حصل على دور صغير في أحد أعمال التلفزيون،"لما دخل وشاف المكان، عرف إنهم عايزين ناس تقدم أفكار جديدة في كافة المجالات"، على الفور تناقش الشقيقان واتفقا على أهمية التقدم لبث أعمالهم على شاشة االتلفزيون. 

داخل أروقة مبنى التلفزيون المُطل على النيل، في منتصف 1961 تحرك الأخوان مهيب في طريقهم لمكتب المهندس صلاح عامر، رئيس المؤسسة الهندسية بالتلفزيون، وبين أيديهما نسخة من فيلمهما الأول، لا يبدو التوتر على ملامحهما لكن القلب لم يتوقف عن الارتجاف، المقابلة مهمة، وعملهما على أعتاب الشهرة إن تمت الموافقة على إذاعته، رحب رئيس التليفزيون بهما فور رؤيتهما، بساطته أزالت القلق، انفرجت أساريره عقب مشاهدت الفيلم، كان الحماس باديًا في تعليقاته وحركة يديه المؤكدة أن لهما مستقبلاً كبيراً في هذا الفن، قبل أن يصمت للحظات، ويُلقي بمفاجأة سارة لم يكونا يتوقعانها، حيث عرض عليهم أن يقوموا بتأسيس أول قسم للرسوم المتحركة في مصر والعالم العربي، قال لهم : "يهمني التلفزيون يتبني بإيدين مصرية، شوفوا محتاجين إيه وعايزكم تتفرغوا لينا".



كان على الشقيقين أن يتركا أية أعمال أخرى ولم يترددا، مغامرة كبيرة لكنها تستحق، وافقا على العرض، حصلا على غرفتين للقسم بالدور السابع في المبنى الذي لم يكتمل تشييده بَعد من الداخل، يتكون من استديو مُجهز بأبسط الأشياء، ترابيزات لعمل الرسامين "ولوحة إزاز تحتها إضاءة عشان التصوير"، ساعات طويلة كان يقضيها الأخوان مهيب داخل القسم، يخططان لتفاصيل التجربة، يعملان على تكوين الفريق، يذهب علي لكلية الفنون الجميلة لاكتشاف المواهب المميزة، وفي التليفزيون يستقبل الشقيقان معًا المواهب الشابة الراغبة في وظيفة، توافد عليهم العشرات، تم تقسيم الناجحين منهم إلى فريقين، الأول للرسم تحت قيادة علي، وآخر للتصوير بإشراف حسام.

بستة أشخاص، وأقل الإمكانيات بدأت المسيرة، المعدات المتاحة لم تكن كافية، الكاميرا التي يمتلكونها لا يعتقد الخبراء الأجانب أنها صالحة لتصوير الرسوم المتحركة، السمة الأساسية في القسم كانت هي الدقة، وفق شويكار خليفة، مخرجة الرسوم المتحركة وأحد أعضاء الفريق: "أستاذ حسام كان بيمسك المعدات بحرص كأنها مصحف"، ولم يكن علي بأقل حرصًا في الرسم، وبالمثل يعامل الأخوان أفراد الفريق، يهتمون بأمرهم، يطالبون بحقوقهم "سعوا إن التلفزيون يدونا مقابل الشغل، وكنا بناخد 75 جنيه ودا مبلغ كويس وقتها. 



رغم مشقة التجربة لم ييأس الشقيقان، واجها الأزمات بمزيد من العمل "مكنوش بيناموا، وعاوزين يثبتوا ذاتهم" بحسب سعد أستاذ الرسوم بأكاديمية الفنون، انتجا عددًا كبيرًا من الأعمال داخل التلفزيون أغلبها تترات البرامج، وظهر وقتها مشاكل بالنسبة للرسوم والكاميرا، فاتخذا القرار بشراء كاميرا حديثة.

باتت الإمكانيات مِلك اليد، والخبرة تراكمت مع ضغط العمل، ما دفع الأخوين إلى محاولة القفز لمسافة أبعد "يعملوا فيلم الخط الأبيض، يبقى مزيج من الرسوم المتحركة والتصوير الحي"، شاركهما شقيقهما محمد بالديكور، وعادل أنور في التصوير، وفهمي عبد الحميد بتألف أغنيتين، وعبد الوهاب محمد بأغنية، في حين وضع الألحان كل من سيد مكاوي وحلمي بكر .



لم يستوعب الكثيرون فكرة الفيلم، كيف يمكن إدخال مشاهد مصورة برسوم متحركة، لم تَحدث من قَبل بمصر، تطبيق العرض الخلفي كان حتى ذلك الوقت يُنفذ في أضيق الحدود، كأن يظهر البطل مثلاً يقود سيارة وخلفه شاشة للشوارع، لذا لم يخلُ التصوير من تعجب العاملين بالفيلم من طلبات المُخرج –علي مهيب- لهم بالنظر تجاه الفراغ والتحدث "كنت بسمعهم بيسخروا منه ويقولوا عليه مخرج الروايح" قبل أن ينبهروا بالنتيجة كما يحكي سعد أستاذ الرسوم بأكاديمية الفنون.

بحث علي عن فتاة تؤدي دور البطولة في الفيلم، رسمها على الورق، منتظرًا أن يعثر عليها، قبل أن يمر عبد الوهاب محمد على القسم للزيارة، اطلع صدفة على الرسومات ليصرخ "أنا عندي بنت شبه الرسمة بالظبط اسمها نيللي"، التقى الأخوان مهيب بها، وقاما بضمها للعمل. 



استغرق العمل نحو عام كامل من الجهد الشاق، حفيظة الطوبجي زوجة حسام، شاركت في الفيلم تقول: "كنا نقعد ليل نهار عشان نطلع حركة واحدة، وعلي كان أي هفوة يطلب مننا نعيد من الأول"، تضحك السيدة السبعينية متذكرة كيف عانت بالأيام في مشاهد المايسترو والراقصة نوال.

ظهر الفيلم إلى النور وفاز بالجائزة الأول في مهرجان التلفزيون، وبين ليلة وضحاها صار الأخوان نجوماً، عملهما الذي لم يؤمن به كثيرون بات حديث الساعة، تطورت الأعمال المُقدمة من قسم الرسوم المتحركة بالتلفزيون، قاموا بتقديم الفوازير ابتداءً من عام 1964، كما سافر حسام إلى المانيا وتشيكوسلوفاكيا للتعرف على أحدث الطرق المستخدمة في مجال الرسوم المتحركة. 

قَدم الأخوان كل ما في وسعهما للتلفزيون، لكن الإمكانيات دائمًا كانت عائقًا كبيرًا، لم يتمكنا من خوض تجربة أخرى مشابهة لتجربة "الخط الأبيض"، الميزانية لا تكفي، خاصة أن البلاد في ذلك الوقت كانت تتأهب للحرب "كانوا بيعاملوهم على إنهم موظفين مش فنانين" بحسب فهمي، أحد أقدم أعضاء الفريق، فاختارا وضع نهاية لمسيرتهم مع التلفزيون والبدء في تجربة مستقلة، بإنشاء استديو خاص بهما. 


شعار "استديو مهيب"

تأسس الاستديو عام 1966، هكذا انطلق الأخوان في مغامرة جديدة، برأس مال قدره 7 آلاف جنيه، وشراكة وثقوها رسميًا بعقد تم تحريره مع  وكالة الأهرام للإعلان التي قامت باحتكار أعمال الأخوين مهيب، واتخذتهم مستشارين فنيين لها، ليشهد الاستوديو منذ ذلك الحين إنتاج كم هائل من الإعلانات، "لكن ده مكنش هدفهم، الإعلان كان وسيلة لعمل الرسوم المتحركة" كما يقول سعد أستاذ الرسوم بأكاديمية الفنون.

انتقل مع الأخوين مهيب عدد من تلاميذهما بالتلفزيون، كان الاستديو قِبلة العديدين من طلبة وخريجي فنون جميلة ومعهد السينما، كما تردد عليه العديد من الفنانين أمثال عبد المنعم مدبولي وسيد مكاوي وعبد العزيز محمود ومحمد منير، والمخرج عاطف سالم.

ترسّخت تلك الفترة من تاريخ الأخوين بشعار "مُهيب"، كان انتاجهما له روح مميزة تظهر على الشاشة، والشعار أشبه بعلامة الجودة التي توضع على كل عمل، كان لأستوديو مهيب نظام خاص "كنا ندخل أوضة الكاميرا من غير جزم، كانت منطقة مقدسة" يتذكر قريب الشقيقين والعامل معهما، حتى ذرات التراب ما كانت لتدخل إلى المكان "مفيش شباك يتفتح، عشان أي حاجة ممكن تدخل تبوظ الشغل".

بين إعلانات وتترات أفلام وخدع سينمائية وفوازير، تعددت الأعمال التي أنتجها استوديو مهيب، لكن الاخوين لم يتمكنا من تكرار تجربة "الخيط الأبيض"، يستغرق إخراج المنتج الفني وقت ومجهود لدرجة اعتذارهما عن كثير من طلبات العمل المنهال خاصة أن الشقيقين استحوذا على الثقة لجودة أعمالها، ورسخا لانتشار الرسوم المتحركة.



استمر استديو مهيب متصدرًا ساحة الرسوم المتحركة، حتى وقع ما يسميه البعض بـ"الانفصال" حين رأى حسام ضرورة الحفاظ على التواجد بقوة، والعمل سريعًا لإنجاز المهام المطلوبة من الاستديو لاستمرار تميزهم، فيما وجد علي أن الحكم للفن والإلهام، والتميز للفكرة مهما طال وقت تنفيذها، حدث ذلك مع مطلع عام 1980 واستمر حتى وفاة حسام.

ظل ما بين الشقيقين في صمت دفين، بقوا في نظر الجميع روح التكامل لـ"استوديو مهيب"، حتى وقتما لجأ علي إلى استديوهات تلاميذه للتصوير بدلا من شقيقه "كان يروح بأي حجة لا تُنقص من قدر أستاذ حسام ومتبينيش للي بره أن في مشكلة" يحكي مساعد المصور حسام مهيب، متذكرًا حزن فريق مهيب لمعرفتهم بالأمر عبر زملائهم، ومع الجزم بوقوع الانفصال، أو اعتباره "اختلاف وجهة نظر"، لكن المؤكد هو عمل كل مِن علي وحسام في استوديوهين مختلفين بحي العجوزة، وإن لم يتوقف الشقيقان عن تقديم يد العون لبعضهما.



استمر عمل الأخوين مهيب كأن شيئًا لم يقع، لكن مع منتصف الثمانينيات، توسع مجال الإعلانات وظهرت وكالات إعلان جديدة، كما فرضت التكنولوجيا نفسها بقوة بظهور الكمبيوتر وتقنية التصوير بالفيديو، ودخل الساحة أفراد من خارج محيط الشقيقين، ليتشكل السوق الإعلاني بمفردات مختلفة "بقى التفكير لو هيتعمل دقيقة رسوم متحركة تكلف 10 آلاف جنيه في حين لو لايف بالفيديو هتكلف ألف، بالنسبة للمعلن من الناحية الاقتصادية اللايف أفضل" وحينها أخذ الاستعانة بالرسوم المتحركة يقل تدريجيًا.

في منتصف التسعينات مرض حسام، وتأكد لشقيقه أن عليه خوض المسيرة منفردًا هذه المرة، سَخَّر علي خبرته للإبقاء على اسم "استديو مهيب"، مستعينًا بزاد سنوات طويلة مضت، فرض ذاته فيها بعمله المختلف، فلم يرفض التكنولوجيا بل طوعها لخدمة أفكاره، صمد فنان الرسوم المتحركة و"استديو مهيب" أمام المتغيرات بعمل أفلام تشارك في المهرجانات فضلاً عن الحملات الإعلامية والإعلانات المطلوبة، حتى بعد صدمة رحيل شقيقه حسام عام 1996، والعمر الذي دخل في طور الانسحاب "علي مهيب متوقفش عن الشغل لغاية أخر لحظة" بحسب ابن أخيه سعد، لكن الحلم الكبير زال وهجه.

عرف صاحب أول فيلم للرسوم المتحركة بعد قرابة 40 عامًا، أن الحلم بمدينة "مهيب لاند" أو "ديزني الشرق" ليس بالإمكان تحقيقه في ظل ظروف اقتصادية صعبة، لكنه داوم العمل على الهدف الأعم، بنشر هذا الفن في مصر والعالم العربي، ورعاية العاملين به، وفي السادس والعشرين من أيلول سبتمبر 2010 أوصد الاستديو أبوابه بإعلان وفاة علي مهيب، ومعه كُتبت كلمة النهاية لمسيرة شقيقين صنعًا عالمًا مختلفًا للمحتوى التليفزيوني، تركا فيها نحو 1800 عملاً. 



--------------------------------
المصدر : الأخوان مهيب.. اللي بنى الرسوم المتحركة في مصر (ملف خاص) - موقع مصراوي الثلاثاء 11 يوليو 2017

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 19 فبراير 2019

تفاصيل (1) : وجوه من دمشق عمرها 120 عاماً !


تتيح لنا التقنيات الحديثة إعادة اكتشاف الصور القديمة بما فيها تلك التي تعود لبدايات التصوير الأولى في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وذلك من خلال الحصول على نسخ عالية الدقة لتلك الصور عن طريق النيجاتيف الأصلي لها، وبذلك يمكن للمشاهد الفضولي والشغوف أن يركز على التفاصيل الصغيرة في الصورة كوجوه الناس وتعابيرهم وكذلك الأشياء والتفاصيل الأخرى التي قد تبدو بسيطة ولكن من الممكن لها أن تكون عظيمة الدلالة في كثير من الأحيان. 

ومن بين مجموعة كبيرة من صور دمشق التي تعود إلى العقد الأول من القرن العشرين، اخترنا مجموعة منها قمنا فيها بعمل "زووم" على وجوه بعض الأشخاص الظاهرين فيها لنستطلع ملابسهم ونظراتهم وتعابير وجوههم وهم ينظرون إلى كاميرا التصوير التي ربما كانوا يشاهدونها للمرة الأولى في حياتهم. 














شاهد أيضاً :

الأربعاء، 23 يناير 2019

قصة فتاة من هليوبوليس صورها فان ليو عاريةً وصنع حفيدها عنها فيلماً !



فان ليو (1921-2002) هو واحد من الأسماء التي حجزت لنفسها وعن جدارة مكانة مميزة في ذاكرة المصريين وتراثهم من خلال مهنة التصوير الفوتوغرافي التي برع فيها وحولها إلى فن حقيقي، وبخاصة تصوير الأشخاص حيث يعتبر أفضل من صور البورتريه في مصر، لذلك لم يكن غريباً أن نجد كبار الأسماء تتوافد على استديو التصوير الخاص به لالتقاط الصور، من رشدي أباظة وعمر الشريف وسامية جمال وداليدا ومحمد عبد الوهاب، إلى اللواء محمد نجيب والأديب طه حسين والناشطة النسائية درية شفيق وغيرهم. 

لكن فتاة واحدة يتذكرها المصور الأرمني الأصل المصري المولد أكثر من غيرها، جاءت ذات يوم من عام 1959 إلى استديو التصوير الخاص به في شارع 26 يوليو، كانت فتاةً من هليوبوليس مصر الجديدة في الخامسة والعشرين من عمرها واسمها نادية، طلبت من فان ليو أن يلتقط لها 12 صورة، في البداية كانت مرتدية كامل ملابسها، ثم بدأت تتعرى شيئًا فشيئًا حتى أصبحت عارية تمامًا، يقول فان ليو : "لم أسألها عن ذلك، فقط كُنت التقط الصور من وراء العدسة". 



في منتصف التسعينات عثر المخرج اللبناني أكرم الزعتري على تلك الصور، لم تكن الفتاة التي صورها فان ليو عارية سوى جدته لأمه نادية عبد الواحد، لذلك قرر الزعتري أن يحمل كاميرته ويبحث عن الرجل الذي صور جدته عارية، ليعثر عليه في الطابق الأول من مبني 7 شارع 26 يوليو في وسط القاهرة، لم يكن سوى المصور الشهير فان ليو الذي بلغ حينها عامه السابع والسبعين، التقى الزعتري بالمصور العجوز عام 1998 وصور معه فيلماً بعنوان "هي + هو". 

يقول أكرم الزعتري* : "ذهبت إلى فان ليو مع كاميرا فيديو وهو من أمضى خمسين عاماً في العمل على تصحيح السالب وجلاء الصور بشكل متقن، ربما استفزه الفيديوالملون لأنه أحد أسباب تراجع الطلب على الصورة الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، مقارناً التصوير بمهنة الخياطة، ليس للمجهود الذي تتطلبه كل منها بل لأن كلتيهما مهنة سبيلها إلى الزوال، قال أن الخياطة تتراجع أمام الثياب الجاهزة، وأضاف فارقاً يميِّز التصوير، هو أن البذلة يبطل طرازها أما الصورة فلا تبطل"



ويضيف الزعتري متحدثاً عن ذلك اللقاء : "يجلس فان ليو أمامي علي كرسيه المجاور للنافذة المطلة على شارع فؤاد في المشغل المخصص للرتوش، ويقول: لو قدِّر لي أن أعود بالزمن إلى الوراء، لما اخترت التصوير مهنة، مع أنني أحب عملي، ولكن المصور لا يمكن أن يغتني، إذا كان التاجر ذكياً أمكنه الوصول إلى الغنى خلال سنتين، لكن أنظر أمضيت خمسين عاماً في المختبر، ماذاحصدت؟ قيمة ضئيلة جداً.. لا شيء. فطوال فترة عمله كمصور، لم يسعَ فان ليو إلى الكسب المادي ولا إلى التقرب من رجال السلطة. وهو من القلائل الذين لم يسعوا للحصول على لقب مصور الملك أو مصور الرئيس كما كان الحال بالنسبة إلى رياض شحاته، أو أرشاك مثلاً".



وينقل الزعتري عن فان ليو فيما يتعلق بالصور العارية بما فيها صورة جدته : "صوَّر فان ليو عدداً كبيراً من صور العري، وكان يتحيَّن وضعاً يسمح له بطلب التعرّي من الماثلات أمامه. يقول: لصور العري طابع شخصي، أولاً يجب أن تتوصل لعلاقة صداقة وطيدة مع الزبونة كي تطلب منها التعري، وإلا كان هذامستحيلاً. كل صور العري التي صورتها مبنية على صداقة حميمة فيما عدا واحدة فقط. كانت سيدة مصرية من هليوبوليس، أرادت أن تتصور 12 صورة مختلفة بكاميرا روليفلكس. في البداية كانت مرتدية كامل ملابسها، ولكنها بدأت بالتعري تدريجياً إلى أن صورتها عارية تماماً. صورتها في 12 وضعية مختلفة وهي تخلع ثيابها تدريجياً، من دون أن أسألها حتى ماذا تعمل، ومن دون أن تكون بيننا أي معرفة سابقة. يرجح فان ليو أن لصورة العري ارتباطاً بالوقت. إذ أن الإنسان يتغير مع الزمن بجسده و ملامح وجهه. والمرأة وعت ذلك برأيه، لذلك تسعى عادة إلى تصوير نفسها في سن النضارة والشباب".
----------------------------------------------------
* "فان ليو صورة ذاتية" مقال لأكرم الزعتري منشور في مجلة الوسط العدد 388 بتاريخ 05-06-1999


شاهد أيضاً : 

السبت، 12 يناير 2019

10 صور من أرشيف لطيف العاني : العدسة التي وثقت تاريخ العراق الحديث !



هو الذي صور كل شئ في العراق وعبر من خلال العدسة عن عشقه لهذا البلد بكل تنوعاته، هو لطيف العاني المولود في كربلاء عام 1932، قصته مع التصوير الفوتوغرافي بدأت حين راح يساعد شقيقه الذي كان يملك محل تصوير في شارع المتنبي الشهير في بغداد. هناك تعلم المبادئ الاساسية للمهنة وفي عام 1947 اشترى له شقيقه اول كاميرا كوداك وكان سعرها ديناراً ونصف، بهذه الكاميرا التقط الشاب ابن الخمسة عشرة ربيعاً صوره الأولى، لكن الفرصة الحقيقية واتته لإبراز موهبته التصويرية حين التحق كمتدرب بشركة النفط العراقية، هناك صقل لطيف العاني موهبته من خلال اتباع إرشادات معلمه وأبيه الروحي البريطاني جاك برسيفال. 

يعتبر لطيف العاني اول مصور بتاريخ العراق يقوم بالتقاط صور جوية وقد بدأت هذه التجربة اثناء عمله في شركة النفط العراقية التي خصصت وحدة جوالة  وظيفتها تصوير مساحات شاسعة كالسدود والطرق وكان لطيف العاني أحد أفراد هذه الوحدة، كما يعتبر لطيف العاني مؤسس قسم التصوير في وزارة الاعلام والثقافة عام 1960، وقد طلبته الوزارة بالإسم  لانه كان الوحيد في العراق آنذاك الذي يجيد التعامل مع الأفلام الملونة. 

عن قسم التصوير في وزارة الاعلام كانت تصدر مجلة "العراق الجديد" وكانت تطبع وتوزع بخمس لغات هي : العربية، الكوردية، الإنكليزية، الفرنسية والالمانية. وكانت توزع على جميع البعثات الدبلوماسية والجاليات الأجنبية العاملة في العراق. على هذا الاساس كان لطيف العاني يسافر الى كل انحاء العراق لتغطية كل مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية. 

أرشيف لطيف العاني هو توثيق صادق لنحو ستين عاماً من تاريخ العراق الحديث، وقد تعرض هذا الأرشيف الذي كان محفوظاً في وزارة الثقافة العراقية بعيد الغزو الأمريكي في 2003 للنهب والسرقة والتدمير، آلاف الصور وأفلام النيجاتيف جميعها فُقدت للابد: صور لأماكن تاريخية ومدن، صور لشخصيات عامة وناس، صور من الحياة اليومية للإنسان العراقي، صور فنية لكل العراق اختفت دون أثر ككثير من كنوز العراق الثقافية والحضارية التي ضاعت وللأبد. 

ما بقي لدينا اليوم هو جزء بسيط من أرشيف لطيف العاني منه ما احتفظ به المصور بنفسه في منزله، ومنه ما هو محفوظ في بعض المكتبات ومراكز الأبحاث، وقد اخترنا لكم منها 10 صور نادرة من محفوظات المؤسسة العربية للصورة تمثل جزءاً من تاريخ العراق الحديث بعدسة أبي التصوير الفوتوغرافي العراقي لطيف العاني. 


 حصة الألعاب في ثانوية العقيدة للبنات بغداد 1961 

 جواهرجي بغداد 1960

 حصة الموسيقى في إحدى مدارس بغداد 1960

 المباني الحديثة في حي اليرموك ببغداد 1961 

 سواح أجانب في طاق كسرى قرب بغداد 1965

 شارع الرشيد وسط بغداد عام 1961

 الجسر المعلق بغداد 1964 

 المصور لطيف العاني خلال إحدى جولاته في شمال العراق 

طفلة تحمل زجاجة حليب خلال فترة الاستراحة في إحدى مدارس بغداد 1961

صورة جوية لجامع مرجان في بغداد 1960

شاهد أيضاً :