‏إظهار الرسائل ذات التسميات السينما. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات السينما. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

راقية إبراهيم : الغامضة في حياتها ومماتها !


راقية إبراهيم ذات الجمال الأرستقراطي الهادئ 

في ثلاثينات القرن الماضي تعاقدت بهيجة حافظ مع شابة في الثامنة عشرة من عمرها تدعى راشيل إبراهيم ليفي للقيام بالدور الثاني في فيلمها الجديد "ليلى بنت الصحراء" واختارت لها إسماً سينمائياً جديداً هو راقية ابراهيم. 

وراقية ابراهيم كانت جارة وزميلة دراسة للنجمة ليليان زكي مراد موردخاي أو كما يعرفها الجمهور باسم ليلى مراد، وكلتاهما تنتميان للطائفة اليهودية التي كان أبناؤها يعيشون في مصر منذ قرون كجزء أساسي من النسيج الوطني المصري. 

وخلال عملها مع بهيجة حافظ رأى الفنان أحمد سالم الممثلة الشابة وأعجب بها فتعاقد معها استديو مصر وظهرت عام 38 مع نجيب الريحاني في فيلم "سلامة بخير" بدور "جيهان" المرأة اللعوب التي تحاول إغواء "الأمير كندهار". لكن انطلاقتها الحقيقية في سماء الشهرة والنجومية كانت من خلالها دورها الشهير مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" عام 44 حيث قدمت دور "فيفي" وغنت مع عبد الوهاب "حكيم عيون"، يومها كانت راقية إبراهيم قد وصلت إلى قمة عطائها ونضجها الفني ما توجها نجمة من نجمات حقبة الأربعينات في السينما المصرية والعربية. 

عرفت راقية ابراهيم خلال هذه الفترة ببعدها عن الأوساط الفنية وعدم حضورها للحفلات والمناسبات الاجتماعية، ما كان سبباً في نفور زملائها منها واتهامهم لها بالتعالي والغرور، وقد حاولت راقية ابراهيم دفع هذه التهمة عن نفسها من خلال مقال كتبته بنفسها ونشرته مجلة الكواكب في حزيران يونيو سنة 50 تحت عنوان "ما لا تعرفه عن الفنانة راقية إبراهيم" وتقول فيه عن نفسها : "تكره راقية تناول المشروبات الروحية، لكنها تندمج في الحفلات لا لتلهو، لكن لتجلس في صمت شديد تراقب البشر وتدرس أخلاقهم، وقد يبدو للناس أنها لا تراقبهم لأنها لا تنظر إليهم إلا من طرف خفي" وتضيف أيضاً : " وقد يقال عن راقية إنها بخيلة لا تدعو الناس إلى مائدتها، لكنها تتمسك دائمًا بقول الفيلسوف الصيني لينويوتن إن المأدبة نفاق بين شخصين".

شهدت فترة الخمسينات تراجع نجومية راقية ابراهيم، وفي عام 52 سافرت إلى أميركا في رحلة علاجية حيث كانت تعاني من مرض في الكبد، وخلال وجودها هناك وقع حادث مقتل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى والذي يتهم البعض راقية ابراهيم بالتدبير له بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.

راقية إبراهيم مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في "رصاصة في القلب"

شاركت راقية ابراهيم بعد عودتها من أميركا في بطولة فيلمين هما "كدت أهدم بيتي" و"جنون الحب"، سافرت بعدها عام 56 مع زوجها مهندس الصوت المصري إبراهيم والي إلى باريس، لكنهما تطلقا سريعاً هناك، لتسافر بعدها إلى أميركا وحدها حيث استقرت هناك بشكل دائم ولم تعد إلى مصر بعدها أبداً.

تكهنات عديدة ظهرت حول سبب قرار راقية ابراهيم المفاجئ بالهجرة والاختفاء عن الساحة الفنية، منها التضييق الذي شهدته مصر على اليهود بعيد ثورة 23 تموز يوليو 52، ومنها أيضاً تأييد راقية ابراهيم المعلن للواء محمد نجيب والذي أطاح به جمال عبد الناصر في نيسان أبريل 54 بعد صراع مرير على السلطة انتهى بوضع الرئيس الأول لمصر قيد الإقامة الجبرية في حين تم التنكيل بمؤيديه من الفنانين وغيرهم كما حدث مع الموسيقار محمد فوزي، ومن أسباب الإبتعاد التي يطرحها البعض أيضاً  شعور راقية إبراهيم بأفول عصرها وظهور جيل جديد من النجمات اللاتي خطفن الأضواء من أمثال فاتن حمامة وشادية وسامية جمال وهند رستم. 

ورغم كثرة المواد المنتشرة حالياً على صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي عن راقية ابراهيم والتي تصفها بالجاسوسة والعميلة لدولة الاحتلال، إلا أن الوثائق والمواد الصحفية المنشورة عنها خلال حياتها تخلو من أي دليل قاطع على ذلك، وغالب الظن أن مثل هذه الاتهامات قد ظهرت في فترة متأخرة متأثرة باجواء الصراع العربي الإسرائيلي لتسوق التهم بأثر رجعي دون وجود دلائل إدانة واضحة. 

ويعيد المؤرخ السينمائي المصري أشرف غريب صاحب كتاب "الممثلون اليهود في مصر" ظهور تلك التهم إلى حالة التكتم والغموض التي أحاطت بها راقية إبراهيم نفسها، حيث يقول : "واقع الأمر أن راقية إبراهيم لديها ما يجعلنا نشك فعلاً في مسألة انتمائها للصهيونية، منها مثلا: أنها كانت تكن غيرة شديدة لقريناتها، الأمر الذي جعلها تبدو وكأنها تكن كراهية للمصريين، وهي فعلاً كانت تكره فاتن حمامة، وهي غيرة كانت معلنة وسافرة، وثانياً أنها كانت تثير غموضًا حول شخصيتها بشكل يثير الريبة، وكانت تمكث في بيتها طوال الوقت ولا تظهر إلا نادرًا في أي محافل فنية، وكانت إذا ظهرت فإنك تجدها عند السفير الأمريكي في مصر، أو تظهر في حوار صحافي تجريه مع الدكتور طه حسين، أو تظهر في مجتمعات النخبة السياسية وتختفي من سهرات الوسط الفني". 

راقية إبراهيم في أمريكا مع النجم العالمي مارلون براندو

ويضيف غريب في كتابه المذكور : "من هم أصدقاؤها في الوسط الفني؟ أربعة: يوسف وهبي، وأنور وجدي، ومحمود المليجي، ومحمد كريم، وهؤلاء الأربعة تحديدًا هناك شبهات قوية جدًا حول عضويتهم في المحفل الماسوني، عندما تضع كل تلك الملاحظات إلى جوار بعض ستجد أنه من الممكن جدًا أن يكون لها دور أخر لعبته غير الفن، لكن في النهاية ستجد أنها كلها استنتاجات دون وثائق قوية".

أما عن تاريخ وفاة راقية ابراهيم فهو مثل كل حياتها محاط بالغموض، التاريخ الأكثر تداولاً هو عام 77، في حين يرجح باحثون أن تكون قد توفيت في 78 أو 79، ويذهب آخرون بعيداً ليقولوا أنها قد تكون توفيت مطلع الألفية، والحقيقة أن هذا حال أغلب الفنانين اليهود الذين غادروا مصر كتوجو مزراحي وشالوم حيث يحيط الغموض بحياتهم في منافيهم الإختيارية، وكأنهم وقعوا بعد مغادرتهم وطنهم الأم في ثقب أسود ابتلع حيواتهم وتاريخهم فلم يعد لهم من بعده وجود !

شاهد أيضاً :

الأحد، 30 أغسطس 2020

بالصور : الفيلم السوري - اللبناني النادر "نور وظلام" 1948


انطلقت عجلة الإنتاج السينمائي في سورية لأول مرة عام 1928، لكن محاولات السينمائيين السوريين ظلت ولعقود طويلة محاولات متعثرة لم تستطع الوصول إلى مرحلة الصناعة السينمائية الراسخة كما حدث في مصر مثلاً، فظل الشباب السوري المتحمس لهذا الفن الجديد يغامر لعقود بمجهوده وأمواله في سبيل تقديم أفلام سورية خالصة، حتى جاءت حقبة الستينات والتي شهدت تأسيس المؤسسة العامة للسينما وكذلك انتعاش الإنتاج الخاص مما أدى لطفرة في الإنتاج خلال عقد السبعينات ومطلع الثمانينات. 

ومن تلك المحاولات السينمائية المبكرة التي شهدتها سورية فيلم "نور وظلام"وهو أول إنتاج سوري لبناني مشترك وأول فيلم سوري ناطق والذي أبصر النور عام 1948، وقصة ولادة هذا الفيلم تبدأ في عام 1947 حين أسس نزيه الشهبندر (1913-1996) وهو أحد رواد السينما السورية في الثلاثينات استديو في سينما الهبرة القديمة في حي باب توما بدمشق أسماه "استديو شهبندر" وجهزه بآلات للتصوير والصوت والطبع والتحميض والإضاءة وكانت كلها تقريباً من صنعه.

كتب سيناريو وحوار الفيلم كل من اللبناني محمد شامل والسوري علي الأرناؤوط وشارك في إنتاج الفيلم أحمد الركابي، وقد انطلقت عجلة التصوير بالتزامن مع حرب فلسطين، وقد شارك في بطولة الفيلم كل من المطرب السوري المعروف رفيق شكري والمطربة اللبنانية إيفيت فغالي والفنان المسرحي السوري أنور البابا المعروف بتقديم شخصية "أم كامل" والفنان الإذاعي السوري حكمت محسن. 

وفيما يلي نستعرض لكم الكراس الدعائي الخاص بهذا الفيلم النادر الذي وللأسف كما هو حال أغلب الأفلام السورية واللبنانية التي أنتجت في هذه الفترة يعتبر من الأفلام المفقودة حيث لا تتوفر نسخة معروفة من الفيلم للعرض الجماهيري. 









شاهد أيضاً :

الاثنين، 24 أغسطس 2020

خمسة قصص لكلاب خلدها التاريخ وغيّرت حياة بني البشر !


قد يكون الكلب أكثر الحيوانات تأثيراً في الإنسان وحضوراً في الثقافة الشعبية في بلدان كثيرة حول العالم خاصة في العالم الغربي حيث انطلقت في القرن التاسع عشر لأول مرة مقولة : "الكلب صديق الإنسان".

ودور الكلاب لا ينحصر في كونهم أصدقاء أوفياء لبني البشر، فقد ساهم الكلاب في تاريخنا وفي تطورنا التقني والعلمي بوسائل مختلفة، وإليكم خمس قصص لكلاب أثروا في حياتنا وظلت قصصهم محفوظة في ذاكرة الشعوب وكتب التاريخ. 


1. الكلبة "لايكا"

هي أول كائن حي ينطلق في رحلة فضائية ويدور حول الأرض، حيث تم وضع لايكا على متن مركبة الفضاء السوفيتية سبوتنك-2 التي انطلقت إلى الفضاء الخارجي في 3 تشرين الثاني نوفمبر 1957 وذلك بغرض دراسة تأثير السفر في الفضاء على الكائنات الحية وبخاصة الثديات، ورغم أن لايكا ماتت خلال الرحلة إلا أنها أصبحت بطلة في الإتحاد السوفييتي والعالم حيث احتلت صورها أغلفة المجلات ووضعت على طوابع البريد وأقيمت النصب التذكارية تخليداً لذكراها ولدورها في غزو الفضاء، حيث ساهمت رحلة سبوتنك-2 في إطلاق رحلة أخرى بعدها بأربع سنوات حين حملت مركبة الفضاء السوفييتية فوستوك-1 أول إنسان إلى الفضاء الخارجي وهو يوري جاجارين.


2. كلب "بافلوف" 

من منّا لم يدرس في الكتب المدرسية عن كلب بافلوف ونظرية الفعل المنعكس الشرطي أو الاستجابة الشرطية التي خرج بها العالم الروسي إيفان بافلوف في تسعينات القرن التاسع عشر بعد سلسلة من التجارب التي أجراها على الكلاب والتي غيرت نظرتنا لكثير من أنماط السلوك لدى الحيوانات والبشر. 


3. الكلب "رين تن تن" 

يعرف رين تن تن بأنه أول نجم في سماء هوليوود من غير بني البشر، الكلب المولود عام 1918 جلبه معه إلى أميركا جندي عائد من أوروبا بعيد الحرب العالمية الأولى، الجندي لي دونكان درب الكلب وساعده على الظهور لأول مرة على شاشة السينما في فيلم صامت، نجاح الفيلم ساعد الكلب على التحول إلى نجم شباك فظهر في 27 فيلماً سينمائياً كان فيها النجم الأول حيث ظهرت صوره  على الأفيشات وكتب إسمه جنباً إلى جنب مع أساطين السينما الأمريكية في ذلك الوقت، أفلام رين تن تن تعرف بأنها هي التي أنقذت استديوهات وارنر برذرز من الإفلاس في عز الأزمة المالية التي أصابت الشركة في عشرينات القرن الماضي، أي أنه ولولا "رين تن تن" لربما كانت هذه الشركة العملاقة قد أغلقت أبوابها قبل مئة عام من يومنا هذا !  كذلك زاد نجاح "رين تن تن" بشكل كبير من الطلب على الكلاب من فصيلة جيرمان شيبرد أو الراعي الألماني في أميركا والعالم. 


4. الكلب "كنغ توت" 

"كنغ توت" أو "الملك توت" هو الكلب الخاص بالرئيس الأمريكي الحادي والثلاثين هيربرت هوفر، وقد اقتنى هوفر كلبه المفضل سنة 1922، وخلال الانتخابات الرئاسية عام 1929 قام الحزب الجمهوري بترشيح هوفر لمنصب الرئيس، لكن القائمين على حملته الانتخابية لاحظوا ضعف الكاريزما عند مرشحهم فبحثوا عن طريقة لتعويض هذا النقص ووجدوا الحل في "كنغ توت"، جلسة تصوير واحدة للمرشح الرئاسي مع كلبه المدلل غيرت كل شيء وزادت من شعبية هوفر بشكل كاسح لدى الناخبين، بل إن البعض يعيد الفضل إلى "توت" في إنتخاب هوفر رئيساً لأميركا  !


5. الكلب "بادي" 

يعتبر كلب الجيرمان شيبارد "بادي" أول كلب مرافقة للمكفوفين في أميركا، صاحبه موريس فرانك كان شاباً جامعياً مكفوفاً من مدينة ناشفيل تينيسي في العشرين من عمره، وقد ألهمته تجربته  مع بادي ليؤسس عام 1929 أول مدرسة لتدريب كلاب مرافقة المكفوفين والتي تدعى "The Seeing Eye" وهي تعتبر اليوم أقدم وأكبر مدرسة من نوعها في الولايات المتحدة الأمريكية. 

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

بالألوان : 10 صور للقدس سنة 58 !




رجلان يقفان أمام ملصق دعائي ضخم لفيلم "أحبك يا حسن" بطولة نعيمة عاكف وشكري سرحان، وخلفهم إعلان آخر لفيلم "هذا هو الحب" بطولة لبنى عبد العزيز ويحيى شاهين

مجموعة من الأطفال ويبدو أحدهم مرتدياً زياً عسكرياً مزيناً بنياشين تحمل أعلام الدول العربية مصر والسعودية ولبنان

المارة أمام إحدى بوابات المدينة القديمة وتبدو سيدة فلسطينية  مرتدية الزي التقليدي الفلسطيني 

المؤذن يدعو المؤمنين للصلاة 

قس أرثوذوكسي 

راعي غنم مع ماشيته وفي الخلفية المدينة القديمة بأسوارها التاريخية ومسجد قبة الصخرة 

مسجد قبة الصخرة قبل عملية الترميم الشاملة التي جرت بين عامي 59 و62 والتي أكسبت القبة لونها الذهبي المميز الذي نعرفه اليوم

بائع الكعك وفي الخلفية ملصقات دعائية لأفلام عربية وأجنبية : سينما القدس تقدم"الأبطال الصغار" سكوب وملون، سينما الحمراء تقدم "منبع الخطر"، سينما النزهة تدعوكم لمشاهدة أمتع مشاهد الحب والضحك والغناء "مهرجان الحب" صباح وأحمد رمزي وجاكلين مونرو

سيدة بدوية تبيع راحة "الحلقوم" المصنوعة يدوياً 

المدينة القديمة

شاهد أيضاً :

الخميس، 13 فبراير 2020

15 صورة من الحقبة الذهبية للسينما السورية



نبيلة النابلسي كما ظهرت على أفيش فيلم "غوار جيمس بوند" أحد أفلام الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي 


تعتبر فترة السبعينات من القرن الماضي بمثابة الحقبة الذهبية للإنتاج السينمائي السوري حيث شهدت سورية خلال هذه الفترة انفجاراً غير مسبوق في عدد ونوعية الأفلام المنتجة حتى نافست الأفلام السورية نظيرتها المصرية من حيث الإيرادات والانتشار في أسواق التوزيع العربية، كما اتجه كثير من نجوم السينما المصرية واللبنانية للعمل في دمشق أمثال نيللي وزبيدة ثروت وعمر خورشيد وصلاح ذو الفقار ونور الشريف وسهير رمزي وسميرة توفيق ووليد توفيق وليز سركيسيان وغيرهم الكثير ممن جذبتهم صناعة السينما السورية الناشئة. لكن هذه الفورة للأسف سرعان ما تراجعت خلال فترة الثمانينات بسبب القيود التي فرضتها الرقابة والبيروقراطية الحكومية المتمثلة في المؤسسة العامة للسينما على المنتجين السينمائيين المحليين الذي انتهى بهم الأمر بهجر السينما. فأغلقت معظم شركات الانتاج أبوابها ولم يعد في سورية بدءاً من مطلع التسعينات سوى الأفلام الجافة التي تنتجها المؤسسة العامة للسينما والتي لا يشاهدها الجمهور إلا فيما ندر، حيث يقتصر عرضها غالباً على المهرجانات العربية والدولية. فيما غابت تماماً أفلام القطاع الخاص. فضاعت بذلك فرصة تأسيس صناعة سينمائية سورية حقيقية.

من تلك الحقبة الذهبية للانتاج السينمائي السوري اخترنا لكم 15 صورة تعود بنا إلى ذلك الزمن ونجومه الذين هجر بعضهم الفن والسينما فيما اتجه آخرون إلى الدراما التلفزيونية.

 إغراء، سلوى سعيد وهاني الروماني في لقطة من فيلم "المغامرة" إنتاج المؤسسة العامة للسينما عام 1974 والمأخوذ عن مسرحية "مغامرة رأس المملوك جابر" لسعد الله ونوس.

 دريد لحام ومحمد خير حلواني في لقطة من فيلم "الثعلب"، من إنتاج عادل قوادري عام 1971 وبطولة : دريد لحام، نهاد قلعي، نوال أبو الفتوح، جمال سركيس وهالة شوكت.

 نيللي وأسامة خلقي في لقطة من فيلم "الخاطئون"، من إنتاج شركة "دمشق للسينما" عام 1975، قصة الفيلم ذاتها أعاد عادل إمام تقديمها في السينما المصرية عام 1980 في فيلم حمل عنوان "الجحيم". 

دريد لحام، ليز سركيسيان (إيمان) ونهاد قلعي في لقطة من فيلم "عندما تغيب الزوجات"، إنتاج نادر الأتاسي عام 1975.

 الممثلة الفرنسية مورييل مونتوسه في لقطة من فيلم "عندما تغيب الزوجات" عام 1975 

 زياد مولوي في لقطة من فيلم "حبيبي مجنون جداً"، إنتاج شركة أفلام زياد مولوي عام 1975، بطولة : زياد مولوي، زبيدة ثروت ومها الصالح. 

 وليد توفيق وصباح الجزائري في لقطة من فيلم "سمك بلا حسك"، إنتاج سمير عنيني عام 1978، بطولة : وليد توفيق، صباح الجزائري ، دريد لحام وكريم أبو شقرا. 

  لقطة من فيلم "عروس من دمشق"، إنتاج تحسين القوادري عام 1973، بطولة : سميرة توفيق، إغراء، محمود سعيد، خالد تاجا، نجاح حفيظ وياسين بقوش. 

 لقطة من فيلم "غوار جيمس بوند"، إنتاج محمد الزوزو عام 1973، بطولة : دريد لحام، نهاد قلعي، ناجي جبر، نبيلة النابلسي، أديب قدورة ونجاح حفيظ. 

 عماد حمدي والطفل فراس دهني في فيلم "الأبطال يولدون مرتين"، إنتاج المؤسسة العامة للسينما عام 1977

 نبيلة النابلسي ورفيق سبيعي في لقطة من فيلم "هاوي مشاكل"،  إنتاج محمد الزوزو عام 1974

 ملك سكر ومحمود جبر في لقطة من فيلم "هاوي مشاكل" عام 1974

 نهاد علاء الدين (إغراء) ويوسف حنا في لقطة من فيلم "وجه آخر للحب"، إنتاج المؤسسة العامة للسينما عام 1973

 نهاد علاء الدين (إغراء) وعمر خورشيد في لقطة من فيلم "وداعاً للأمس"، إنتاج الغانم للسينما عام 1977.

إعلان فيلم "ذكرى ليلة حب"، إنتاج فرات فيلم عام 1973، بطولة: صلاح ذو الفقار، نيللي، نبيلة عبيد، رفيق سبيعي، زياد مولوي، منى واصف وهالة شوكت. 

شاهد أيضاً :

الأحد، 12 يناير 2020

النجمات يجبن : هل الموضة تناسب كل حوّاء ؟



شهدت الأعوام الأخيرة عدّة انقلابات في تسريحة الشعر وأطواله، وكان آخرها هذا الانقلاب الذي أطاح بالسبائك المنسابة والجدائل المتطايرة، فأصبح الشعر قصيراً، ونشطت مقصات "الكوافير" في كل أنحاء الأرض لتضع تيجان الشعر القصير، بدل تيجان الشعر الطويل الهاوية !

وقد أجابت الفنانة فاتن حمامة على سؤال : ""هل الموضة تناسب كل حواء؟" فقالت : إن "الموضة" في الأصل تبدأ عند بعض من تناسبهن "الموضة" ولكن اللواتي لا تناسبهن ثم يتبعنها في تقليد أعمى يسئن إلى جمالهن .. وأما الشعر القصير بالذات فقد استهوتني "موضته" لأنها "موضة عملية" توفر الوقت في عصر السرعة، فأصبحت لا أقضي أمام المرآة أكثر من دقائق أسوي فيها شعري فيبدو جميلاً .. هذا فضلاً عن أن طبيعة وجهي يناسبها الشعر القصير، ولهذا فإنني إن كنت قد سرت وراء "موضة" الشعر القصير فلأنها تناسبني كل المناسبة، وليس لأنها "موضة" !

وقالت الفنانة سامية جمال : أعتقد أن المصريات يبالغن في الجري وراء "الموضة" .. "فموضة" الشعر القصير جائتنا من أمريكا، ومع ذلك فقد وجدت عدداً كبيراً من الأمريكيات لا يطبقنها، وبالعكس وجدت عدداً كبيراً من المصريات قد تهافتن عليها، وأصبح البعض منهن يبدو في شكل "رجالي" ! .. أما أنا فقد فضلت أن أحتفظ بشعري الطويل .. إنه جزء من وسائل نجاح رقصاتي، فإذا أردت أن أقصره ذهبت إلى "الكوافير" لكي يعده في تسريحة يبدو بها قصيراً .. ولكني لن أتخلى أبداً عن شعري الطويل ! 

وقالت الفنانة شادية : كنت منذ طفولتي المبكرة أحب أن يكون لي شعر طويل ينسدل على الكتفين، وقد حقق الله لي هذه الأمنية في تلك السن، فأحببت شعري الطويل وكنت أقضي الساعات الطويلة في العناية به، وفي قراءة كل ما يتصل بتسريحاته .. ولقد أعجبتني "الموضة" الجديدة، ولكن حبي لخصلات شعري تغلّب على هذا الإعجاب، فآثرت الاحتفاظ بشعري الطويل .. فإذا "حبكت" المسألة وأردت أن أبدو بشعر قصير لجأت إلى "حيلة" سينمائية من صنع "الكوافير" أو "الماكيير" .. لأن شعري الطويل جزء مني، ولن أتخلى عنه تحت ضغط الموضة. 

وقالت الفنانة مريم فخر الدين : الناس يعتقدون أن الفنانات يجب عليهن أن يقدن "الموضة"، وأنا أعتقد غير ذلك، "فالموضة" للجميع، والفنانات مثل سائر خلق الله يختبرن "الموضة" فإن كانت تصلح لهن أخذن بها، وإلا رفضنها .. والحقيقة أنني لم تعجبني في يوم من الأيام "موضة" الشعر القصير، إن شعر المرأة أحد عناصر جمالها، وفي تقصيره - عند الأغلبية - بتر لهذا العنصر، وقد كانت تطوفي برأسي "موضة" الشعر القصير قبل أن تنتشر، فكنت أذهب إلى "الكوافير" ليصنع تسريحة يخفي بها الشعر الطويل .. والتسريحة بطبيعة الحال مؤقتة، إذ سرعان ما كنت أعود للبيت وأسدل شعري الطويل على كتفي. لن أرضى لشعري الطويل بديلاً، لقد دخلت به ميدان السينما، ودخلت به بيت الزوجية، ومن الخيانة له أن أتخلص منه في سبيل الموضة !


مجلة "الإثنين" العدد 1058 - 20 ايلول سبتمبر 1954 

الاثنين، 6 يناير 2020

أشياء لا تحدث إلا في السينما !


في أفلام طرزان تجد طرزان ابن الغابة وشعره لامع مدهون بالمراهم  وذقنه حليقة ناعمة أما رفيقته فهي على سنجة عشرة !

كثيراً ما تحدث على الشاشة حوداث يتقبلها جمهور النظارة، في حين أنه قد يرفضها كل الرفض في الحياة الحقيقية وإليك فيما يلي بعض "عينات" منها :
  • قد نرى على الشاشة بطل الفيلم، فإذا به نحيل الجسم .. ومع ذلك يخوض إحدى المعارك فيقتل العشرات، ويحطم كل ما تصل إليه يده، ويقاوم أكثر من عشرين رجلاً مدججين بالسلاح .. ولا بد له في النهاية من أن ينتصر عليهم جميعاً بقدرة قادر.
  •  في الأفلام الكوميدية لا بد أن تترك الحبيبة علامة فمها المخضبة "بالروج" على وجه حبيبها، وتظهر القبلة مطبوعة طبعاً متقناً بحيث تظهر بصمة الشفتين بالتمام والكمال، ثم يسير "الحبيب" بين الناس وهو بهذه الحالة، لا لشيء سوى ليضحك الجمهور. ولكن في الأفلام الدرامية لا تترك القبلة أثراً بالمرة على خد الحبيب، ويظهر أن الروج المستعمل في هذه الأفلام من النوع الغالي الذي لا يترك أثراً على الشفاه !

عندما تستيقظ البطلة من نومها فإن شعرها يكون دائماً في حالة جيدة أي (غير منكوش) !

  • عندما يتحدث الممثل في التلفون، فالنمرة دائماً تكون "فاضية" والحرارة دائمأً موجودة تحت أمره، بعكس ما يحدث في الحياة!
  • عندما تستيقظ البطلة من نومها فإن شعرها يكون دائماً في حالة جيدة، أي (غير منكوش)، عكس ما يحدث دائماً في الحقيقة ! 
  • في الأفلام البوليسية، يكفي أن يضيء اللص أو البطل البطارية حتى يضاء المكان باكمله، كما لو كانت كشافاً كهربائياً في أحد الاستديوهات أو في مسارح الأوبرا .. مع أن ضوء أقوى البطاريات عادة لا ينتج هذا الأثر !
  •  في أفلام طرزان تجد طرزان ابن الغابة  والرجل القرد الذي ولد في الأحراش، أقول تجد شعره لامعاً مدهوناً بالمراهم و (الكوزماتيك) كما ترى ذقنه حليقة ناعمة للغاية .. أما رفيقته فهي على سنجة عشرة .. رموش طويلة، و (رميل) كامل وخلافه ..!
  • على الشاشة فقط قد تسأل البطلة البطل سؤالاً في موضوع جدي، فيأبى أن يجيبها إلا بأغنية طويلة عريضة تقف لتستمع إليها مدة نصف ساعة، ثم تكمل معه الحوار في الموضوع نفسه. إن مثل هذا لا يحدث إلا في سراي المجاذيب ! 

المصدر : مجلة "الكواكب" العدد 33 تشرين الأول - أكتوبر 1951


شاهد أيضاً :

الأحد، 15 ديسمبر 2019

قصة "شالوم" الكوميديان المنسي في السينما المصرية !



شالوم وأحمد الحداد "عبده" في لقطة من فيلم "العز بهدلة" عام 1937

أواخر العشرينات من القرن الماضي انطلقت عجلة السينما المصرية التي لم تتوقف عن الدوران حتى يومنا هذا. أسماء عديدة برزت في تلك الفترة المبكرة من تاريخ هذه الصناعة العريقة لكنها أسقطت من الذاكرة الشعبية لأسباب عديدة، منها أن معظم الأفلام التي أنتجت في تلك الفترة لم تعد تعرض على شاشات التلفزيون، إما بسبب ضياع النسخ الأصلية، أو بسبب ضعف الجودة الفنية حيث أن السينما وقتها كانت ما تزال في مرحلة التعلّم والتجريب، فكانت كثير من تلك الأفلام ضعيفة في حبكتها الفنية، حتى أن المشاهد اليوم قد يجدها مملة وساذجة.

من بين الأسماء التي برزت في تلك الفترة أسماء عديدة تنتمي للطائفة اليهودية، أو للجاليات الأجنبية التي كانت تعيش في مصر، و"ليو آنجل" أو "شالوم" هو واحد من هؤلاء الرواد الذين ساعدوا السينما المصرية على شق طريقها وسط العوائق والصعوبات. 

ولد ليو آنجل في الاسكندرية عام 1900 لأسرة بسيطة ذات أصول يونانية وتنتمي للطائفة اليهودية التي كانت آنذاك قبل ظهور لوثة العنصرية الصهيونية في المنطقة جزءاً أصيلاً من نسيج الشعب المصري. عمل ليو في عدد من المهن البسيطة لكنه عشق الفن وبخاصة التمثيل، فانضم مبكراً إلى فرقة فوزي الجزايرلي المسرحية التي كانت تقدم أعمالها المسرحية في مقهى قريب من مسجد الإمام البوصيري في حي الانفوشي. 

ومع بدايات السينما في مصر تعرف ليو على المخرج والمنتج السينمائي توجو مزراحي الذي قدمه عام 1930 في فيلم حمل بداية عنوان "الهاوية" قبل أن يتم تغيير إسمه بعد بداية عرضه إلى "الكوكايين" وهو عبارة من ميلودراما تتناول قضية إدمان الكوكايين التي كان يعاني منها المجتمع المصري في ذلك الوقت. 

توجو مزراحي 

الانطلاقة الحقيقية للثناني ليو ومزراحي جاءت مع الشخصية الكوميدية "شالوم" التي قدمها ليو لأول مرة على شاشة السينما من خلال  فيلم "05001" مطلع عام 1933. يقول الإعلان الرسمي للفيلم : "05001 أول رواية مصرية تظهر قوة المصري الكامنة أخرجها الأستاذ توجو مزراحي مخرج ومؤلف رواية الهاوية أو الكوكايين التي نالت استحسان الجميع وقد قام بتمثيل أهم أدوارها الممثل الكوميدي الشهير شالوم". 

وشخصية شالوم التي قدّمت في فيلم "05001" والأفلام اللاحقة هي شخصية المتشرد أوالصعلوك، أي أنها شخصية الإنسان البسيط والفقير ذو الحظ العاثر في الحياة، وهي لا تختلف من حيث هذه الصفات عن الشخصية التي قدمها تشارلي تشابلن في السينما العالمية أو الشخصيات التي قدمها كوميديون آخرون في السينما العربية في السنوات اللاحقة.

في عام 1934 ظهر شالوم في فيلم كوميدي آخر من إخراج توجو مزراحي حمل عنوان "المندوبان" وفيه لعب دور البطولة إلى جانب شالوم الممثل عبده محرم حيث شكل الاثنان معاً ثنائياً ناجحاً. تقوم حبكة الفيلم على شخصيتين (شالوم وعبده) أحدهما  يهودي والآخر مسلم يعملان في مهن بسيطة، شالوم مخطوب لإستير وعبده مخطوب لأمينة، لكن الصديقين غير قادرين على إتمام زيجتيهما لأسباب مادية، لذلك يضطران للعمل في شركة يتبين لاحقاً أنها تدار من قبل عصابة خطيرة، وخلال ذلك يتعرض الثنائي شالوم وعبده لكثير من المفارقات والمواقف الطريفة. 


مشهد من "العز بهدلة"

الفيلمان اللاحقان كرسا نجومية شالوم المطلقة حيث كانا أول فيلمين مصريين يحملان إسم بطل الفيلم وهما "شالوم الترجمان" و"شالوم الرياضي" (لاحقاً فعل إسماعيل ياسين الأمر ذاته في سلسلة أفلامه الشهيرة). أما آخر أفلام شالوم فكان "العز بهدلة" سنة 1937، وهو كما واضح من عنوانه فيلم في مديح الفقر وذم الغنى على طريقة الكثير من أفلام تلك الفترة التي كانت تصور الفقر على أنه فضيلة والغنى على أنه رذيلة، مشجعة بذلك الفقراء على أن يحمدوا ربهم على فقرهم وعوزهم ! 

بعد "العز بهدلة" اختفى شالوم تماماً عن الساحة الفنية، البعض يعتقد أن ذلك يعود إلى الحساسية التي أصابت المجتمع المصري تجاه كل ما هو يهودي بعد أحداث ثورة فلسطين عامي 36-37، صحيح أن السينما المصرية وقتها احتوت على العديد من الفنانين اليهود إلا أن معظم هؤلاء قدموا شخصيات محايدة غير مرتبطة بجماعة دينية بعينها، في حين بقيت شخصية "شالوم" مرتبطة باليهود على وجه التحديد. استبدل توجو مزراحي في أفلامه اللاحقة شخصية "شالوم" اليهودي بشخصية "عثمان" النوبي التي لعبها علي الكسار على المسرح ونقلها مزراحي إلى شاشة السينما ابتداء من عام 1938 من خلال فيلمي "التلغراف" و"عثمان وعلي".

توارى شالوم عن الأضواء بعد أن افترق عن راعيه توجو مزراحي  وبعد أن عزف أي منتج آخر عن المغامرة بانتاج فيلم جديد له، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية واشتداد الحملات الصهيونية لإقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين فضّل شالوم ككثير من يهود مصر السفر إلى أوروبا فاختار إيطاليا، وهناك توفي منسياً بعد أن أصيب بنوبة قلبية وهو في الـ 48 من عمره يوم 14 أيار مايو 1948 أي قبل يوم واحد فقط من إعلان قيام دولة الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة.

شاهد أيضاً :

الخميس، 21 نوفمبر 2019

فيلم "الأيام الطويلة" : قصة حياة صدّام التي تقاطع فيها الواقع مع الخيال !


صدّام كامل في الفيلم

في عام 1975 روى نائب الرئيس العراقي آنذاك صدّام حسين للشاعر عبد الأمير معلة قصة نشأته وشبابه المبكر حين كان عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي وشارك في محاول اغتيال رئيس العراق عبد الكريم قاسم، معلة حوّل حكاية صدّام هذه إلى رواية أطلق عليها إسم "الأيام الطويلة" صدرت عام 1978 بعد أن نالت المسودة إعجاب صدّام حسين الذي صعد في العام التالي إلى كرسي الرئاسة الأول بعد أن أزاح معلمّه أحمد حسن البكر وحصد رؤوس رفاقه ومنافسيه في حزب البعث في جلسة مشهودة شهدتها قاعة الخلد ليبدأ عصر الخوف والحكم الفردي المطلق. 

بعد صعوده للسلطة قرر صدّام تحويل رواية "الأيام الطويلة" إلى فيلم سينمائي يخلد مسيرته النضالية، وقد وقع الاخيار على المخرج المصري توفيق صالح لإنجاز الفيلم، وهو مخرج معروف بانتمائه إلى تيار اليسار الماركسي حيث كان في رصيده العديد من الأفلام السياسية المثيرة للجدل مثل "المتمردون" عام 1968، و"المخدوعون" عام 1972. وقد تمثلت المهمة الأصعب للمخرج في اختيار الممثل الذي سيقوم بدور صدّام، وقد وضعت شروط صارمة كان من الضروري توفرها في الممثل الذي سيتصدى لدور المناضل البعثي الشاب، كان يجب أن لا يكون للممثل أي تاريخ شخصي مشين يلوث سمعته وأن لا يكون قد مثل أدواراً لا تليق بأن يمثل بعدها دور الرئيس القائد، وأن يكون متمكناً من التمثيل ليؤدي شخصية (مركبة) بالمعنى الدرامي والسيكولوجي. يقول المخرج بأنه ذهب إلى تكريت ليطلع على حياة الرئيس في مسقط رأسه، واصطدم نظره بشاب في العشرين من عمره يسير في الشارع يشبه كثيراً شخص الرئيس  في شبابه، ليكتشف لاحقاً بأن هذا الشاب هو ابن عم الرئيس ويدعى صدام كامل !


المخرج توفيق صالح

صدّام كامل ابن عم صدّام حسين وأحد مرافقيه الشخصيين وشقيق حسين كامل الضابط اللامع في الحرس الجمهوري كان غريباً عن أجواء السينما والتمثيل، لذلك وجب على المخرج أن يدربه على أساسيات هذا الفن، كما كان عليه أن يتعامل مع مزاج صدّام المتقلب وخشية طاقم عمل الفيلم منه بسبب موقعه الأمني، هكذا تم تصوير الفيلم الذي تدور معظم أحداثه حول محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم الفاشلة التي تمت عام 1959 واصيب صدّام على إثرها برصاصة في ساقه وحول فرار صدّام ورفاقه إلى سورية عبر الصحراء. وعند الانتهاء من تصوير الفيلم تم تسليم الأشرطة إلى المؤسسة العامة للسينما حتى تقوم بطباعة وتوزيع الفيلم على دور السينما في العراق والخارج.

يتحدث المخرج توفيق صالح عن هذه الفترة فيقول : "عندما أنهيت إخراج الفيلم وطباعة عدد كبير من النسخ تم توزيعها على كل صالات السينما في العراق ليعرض الفيلم في ليلة واحدة، وفيما منحت فسحة للاستراحة في بحيرة الحبانية أنا وعائلتي، فوجئت في اليوم الأول للاستراحة بوصول مدير مؤسسة السينما الذي أعلمني بضرورة الذهاب فوراً إلى القصر الجمهوري فالرئيس يريد أن ألتقيه. وعندما سألته عن السبب رفض الحديث وقال لي لا أعرف. وصلت إلى القصر الجمهوري. وأدخلت في صالة انتظار. ثم دعيت للدخول، فوجدت نفسي في صالة عرض سينمائية داخل القصر ، وكان الرئيس يجلس مع زوجته في الصف الأول  وفي الصف التالي جلس طارق عزيز وناصيف عواد ووزير الإعلام لطيف نصيف جاسم وعزة الدوري وآخرون لم أعرفهم ، وبدأ عرض الفيلم. وعندما وصل الشريط إلى المشهد الذي صورت فيه شخصية صّدام حسين والطبيب يخرج رصاصة من ساقه، تلك التي أصيب بها أثناء محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، طلب الرئيس إيقاف عرض الفيلم. كانت اللقطة تصور وجه صدّام حسين (الممثل صدّام كامل) على الشاشة وهو يعبر عن ألم خفيف كردة فعل لإخراج الرصاصة من ساقه في عملية جراحية بدون تخدير تمت في مخبأ حزبي. هنا صاح صدّام حسين مخاطباً أحد الحاضرين وكان هو نفسه الطبيب الذي أخرج الرصاصة من ساق الرئيس عام 1959. قال : عندما أخرجت الرصاصة من ساقي، هل تأوهت أنا من الألم؟ فقال الطبيب : أبدا يا سيدي.  فقال له : قل ذلك لمخرج الفيلم. هنا حاول وزير الإعلام  أن يتدخل قائلاً : والله اللقطة حلوة سيدي، ولم يظهر المخرج سوى تألم بسيط.  فصاح به الرئيس : أسكت .. أنت ما تفتهم شي. ثم قالوا لي نريد حلاً الليلة وغداً يجب أن تتبدل كافة النسخ في صالات السينما عند الافتتاح! ماذا بوسع مخرج يحتاج إلى الممثل وماكيير ومسؤول إنارة ومصوّر ومهندس صوت وفيلم خام وطبع وتحميض ومونتاج لتغيير لقطة طولها بضعة ثوان يتم إدخالها في عشرات النسخ من الفيلم. يقول المخرج : فجأة قفزت  إلى ذهني صورة بطل الفيلم عندما كان ينتظر أداء دوره يوماً وكان صامتا فالتقط له المصور لقطة سينمائية وهو في صمته ينتظر دوره. تذكرت اللقطة، فهرعت إلى مؤسسة السينما ومن بين ركام آلاف الأمتار المرمية في سلال المهملات، بدأنا نبحث عن لقطة البطل وهو صامت فعثرنا عليها وقمنا بطباعتها  واستنفرت مؤسسة السينما بأسرها لتعيد طبع تلك البكرات وتنطلق السيارات في اليوم الثاني إلى كل مدن العراق وإلى صالات السينما لإبدال بكرات الفيلم التي يظهر فيها الرئيس متألما قليلاً من طلقة  تخرج من ساقه بدون مخدر، فيظهر صامتا صامداً لا يعرف الألم!".


لقطة من الفيلم

وبعيداً عن الفيلم وكل ما صاحبه من دراما سواء أمام الكاميرا أو في كواليس التصوير، فقد شهدت السنوات اللاحقة دراما من نوع آخر تشبه في قسوتها وتراجيديتها الملاحم الإغريقية، فصدّام شبيه الرئيس وسميّه وابن وعمه وممثل شخصيته على الشاشة تزوج هو وشقيقه من ابنتي الرئيس، هكذا صعد الشقيقان إلى أعلى سلم السلطة في عراق الثمانينات وبداية التسعينات، حتى انهار كل شيء ذات ليلة حين قرر صدّام وحسين كامل الفرار إلى الأردن مع زوجتيهما والأطفال، قبل أن يعودا إلى العراق بعفو رئاسي، ثم يقتلا يوم 23 شباط فبراير 1996 على يد رجال من أبناء العشيرة وبتكليف من الرئيس. هكذا مات الرئيس في الدراما، مات بطل "الأيام الطويلة" صدام كامل، وأعلن خائناً في طول البلاد وعرضها. وبذلك أصبح الفيلم ممنوعاً من العرض !

أراد صدّام إنتاج نسخة جديدة من الفيلم، لكن عوائق كثيرة حالت دون ذلك منها عدم العثور على ممثل بالمواصفات المطلوبة ووفاة مؤلف الرواية الذي كان يعد جزءاً ثانياً منها، وأخيراً احتلال العراق وسقوط نظام صدّام حسين بكل رموزه الأيديولوجية. 


شاهد أيضاً: