الأحد، 8 ديسمبر 2019

صواريخ "أرز" : يوم حلم اللبنانيون بغزو الفضاء !



في ستينات القرن الماضي يوم كانت كل الأحلام تبدو ممكنة وكان العالم العربي يعيش نشوة التحرر الوطني والنهضة الاجتماعية الشاملة ظهرت ما يمكن أن نطلق عليها "طفرات" كان من الممكن لو كتب لها النجاح أن ترسم ملامح مستقبل جديد للمنطقة يختلف تماماً عمّا نعيشه اليوم من واقع، لكن تلك "الطفرات" وئدت في مهدها لأسباب عديدة داخلية وخارجية وتحولت إلى مجرد ذكريات لفرص ضائعة وأحلام جميلة ولى زمنها. 

قصة "النادي اللبناني للصواريخ" هي قصة واحدة من تلك المحاولات الطموحة التي تحدت كل العوائق وحاولت أن تلامس حلماً اعتقد كثيرون أنه حكر على القوى العظمى والبلدان الغنية، لكن مانوغ مانوغيان الشاب العشريني هو ورفاقه في جامعة هايكازيان ببيروت آمنوا بقدراتهم وبرغبتهم في تحقيق إنجاز يسجل باسم بلدهم لبنان، فكانت مغامرة "النادي اللبناني للصواريخ" التي تستحق أن تروى للأجيال القادمة. 

بدأت قصة النادي أواخر الخمسينات حين كان الصراع على غزو الفضاء على أشده بين عملاقي الحرب الباردة الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، في ذلك الوقت كان مانوغ مانوغيان الأستاذ الجامعي الشاب في جامعة هايكازيان والمولود في القدس عام 1935 لأسرة من أصول أرمنية يتابع بشغف أخبار تلك الاكتشافات عبر صفحات المجلات العلمية التي كانت تنشر في بيروت آنذاك، مانوغيان شكّل مع مجموعة من الطلبة المتحمسين نادياً لهواة العلوم، وحين طرح مانوغيان فكرة إجراء تجارب لإطلاق الصواريخ رفضت إدارة الجامعة في بادء الأمر بسبب عدم توفر التمويل اللازم والخشية من خطورة مثل تلك التجارب على الطلاب، لكن مانوغيان ظل مصراً على مشروعه حتى حصل على مباركة إدارة الجامعة فتم تغيير إسم النادي إلى "مجتمع جامعة هايكازيان للصواريخ" والذي تشكل في البداية من مانوغيان وثمانية طلاب فقط وبتمويل ذاتي حيث كان الطلاب يتبرعون بجزء من مصروفهم لشراء المواد الأولية اللازمة لصنع الصواريخ. 

عام 1964 احتفى لبنان بصواريخ "أرز" من خلال وضع صورتها على طوابع بريدية صدرت بمناسبة ذكرى الاستقلال الحادية والعشرين 

في عام 1960 أطلق النادي أول صواريخه والذي أطلق عليه إسم "أرز" تيمناً بشجرة الأرز الرمز الوطني للبنان، التجربة الناجحة لفتت أنظار الجيش اللبناني الذي قرر دعم المشروع لوجستياً ومادياً وقام بتعيين أحد ضباطه ليكون حلقة الوصل بين النادي وقيادة الجيش، كما استضاف الرئيس اللبناني آنذاك اللواء فؤاد شهاب أعضاء النادي في القصر الجمهوري، وفي الوقت نفسه بدأت الصحافة المحلية والعربية تهتم بالمشروع، في حين تم تغيير إسم النادي مجدداً إلى "مجتمع لبنان لعلم الصواريخ". 

ذاع صيت مانوغيان وروفاقه وتواصل إطلاق صواريخ "أرز" التي كان آخر نسخة منها هو "أرز 8" الذي أطلق في آب - أغسطس 1966 وبلغ مداه نحو 200 كيلومتراً وسقط بالقرب من سفينة تجسس بريطانية كانت تراقب مساره بالقرب من سواحل قبرص. 

تلقى مانوغيان عروضاً عديدة لمغادرة لبنان، منها عرض من الاتحاد السوفييتي، وعرض آخر من أمير الكويت الذي اجتمع بمانوغيان سراً في بيروت واقترح عليه ميزانية مفتوحة شرط أن ينتقل هو وأعضاء فريقه إلى دولة الكويت. لكن مانوغيان رفض كل تلك العروض وفضّل البقاء في لبنان. 

الرئيس فؤاد شهاب 

عوامل عديدة أدت لتوقف المشروع الفضائي اللبناني عام 1967 من بينها الخلاف الذي نشب بين مانوغيان وقيادة الجيش، ففي حين أرادت قيادة الجيش الاستفادة من المشروع لأغراض عسكرية رفض مانوغيان ذلك تماماً بسبب كرهه للحروب وأصر على إبقاء مشروعه ضمن إطار الاستخدامات السلمية حيث كان يحلم بإطلاق أقمار صناعية تجوب الفضاء لإجراء أبحاث علمية، في الوقت نفسه تعرض لبنان مع تلبد سماء الشرق الأوسط بغيوم حرب مقبلة لضغوط دولية لم يستطع مقاومتها استهدفت ايقاف العمل بالمشروع، في حين تلقى مانوغيان عشية حرب حزيران - يونيو اتصالاً من السفارة الأمريكية ببيروت، حيث أعلمه المتصل بأن حرباً على وشك أن تقع في الشرق الأوسط وأنه من الأفضل له ولأسرته أن يغادروا لبنان إلى الولايات المتحدة ، وبالغعل غادر مانوغيان لبنان إلى غير رجعة حيث ما زال يعيش هناك حتى يومنا هذا حيث يعمل الآن مدرساً في جامعة ساوث فلوريدا الأمريكية. في الوقت نفسه انفرط عقد أعضاء النادي مع وقف الدعم الحكومي للمشروع وتوزع أعضاءه بين أميركا وأوروبا ودول الخليج، في حين طوى النسيان قصة المشروع الفضائي اللبناني، حتى أعاد التذكير به فيلم حمل عنوان "النادي اللبناني للصواريخ" صدر عام 2013 حيث أعاد سرد قصة ذلك المشروع الطموح الذي لم يكتب له الاستمرار. 

قصة النادي تدفعنا للتساؤل : ماذا لو ؟؟ .. ماذا لو كتب لهذا المشروع الاستمرار والنجاح، وماذا لو توفر له مناخ إقليمي ودولي ملائم، هل كان يمكن أن نرى لبنان اليوم وقد أصبح واحداً من بلدان العالم الرائدة في مجال غزو الفضاء وصناعة الصواريخ ؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون صعبة ومؤلمة في آن معاً.

صورة جماعية لأعضاء النادي قبل إطلاق صاروخ "أرز 3" عام 1962 





الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

تفاصيل (5) : مشاهد يومية من حياة الدمشقيين سنة 50 !


تتيح لنا التقنيات الحديثة إعادة اكتشاف الصور القديمة وذلك من خلال الحصول على نسخ عالية الدقة لتلك الصور عن طريق النيجاتيف الأصلي لها، وبذلك يمكن للمشاهد الفضولي والشغوف أن يركز على التفاصيل الصغيرة في الصورة كوجوه الناس وتعابيرهم وكذلك الأشياء والتفاصيل الأخرى التي قد تبدو بسيطة ولكن من الممكن لها أن تكون عظيمة الدلالة في كثير من الأحيان. 

في هذه المحطة الجديدة من سلسلة "تفاصيل" اخترنا مجموعة من المشاهد التي التقطتها عدسة المصور لشوارع مدينة دمشق عام 1950، حيث اخترنا التركيز فيها على بعض تفاصيل اليومية لتلك الفترة كالناس وملابسهم ووسائل النقل واللافتات الدعائية.


باصات النقل الداخلي"اتحاد مواصلات العاصمة" في شارع النصر 

 المارة في منطقة باب شرقي، رجلان أحدها يرتدي زي كاهن مسيحي وفي الخلف رجل مطربش مع سيدة ترتردي غطاء الرأس (الايشارب)

 اللافتات الإعلانية على مدخل سوق الحميدية : لأول مرة في دمشق النجمان كمال الشناوي وماجدة يحضران جميع حفلات فيلم "طريق السعادة"، مع إعلانات للأفلام الأجنبية "الأمير اللص" و"ملكة البحار السبعة" وإعلان آخر لشفرات الحلاقة "ناست"

 المارة عند مدخل سوق الحميدية، رجال بملابس عسكرية ومدنية ونساء بأزياء ذلك الزمان

 المارة في سوق الحميدية 

 الترامواي في ساحة المرجة (الشهداء) ويبدو في الصورة مبنى دار البلدية التاريخي الذي شيد في القرن التاسع عشر وتمت إزالته للأسف في أواخر الخمسينات 

 المارة في آخر سوق الحميدية، نساء بأزياء مختلفة تعكس التنوع الثقافي والحضاري لمدينة دمشق وريفها

 المحلات في آخر سوق الحميدية حيث توجد آثار معبد جوبيتر الروماني

 باب توما

سيارات التاكسي وعربات الحنطور أمام محطة الحجاز وسط دمشق

شاهد أيضاً :

الخميس، 21 نوفمبر 2019

فيلم "الأيام الطويلة" : قصة حياة صدّام التي تقاطع فيها الواقع مع الخيال !


صدّام كامل في الفيلم

في عام 1975 روى نائب الرئيس العراقي آنذاك صدّام حسين للشاعر عبد الأمير معلة قصة نشأته وشبابه المبكر حين كان عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي وشارك في محاول اغتيال رئيس العراق عبد الكريم قاسم، معلة حوّل حكاية صدّام هذه إلى رواية أطلق عليها إسم "الأيام الطويلة" صدرت عام 1978 بعد أن نالت المسودة إعجاب صدّام حسين الذي صعد في العام التالي إلى كرسي الرئاسة الأول بعد أن أزاح معلمّه أحمد حسن البكر وحصد رؤوس رفاقه ومنافسيه في حزب البعث في جلسة مشهودة شهدتها قاعة الخلد ليبدأ عصر الخوف والحكم الفردي المطلق. 

بعد صعوده للسلطة قرر صدّام تحويل رواية "الأيام الطويلة" إلى فيلم سينمائي يخلد مسيرته النضالية، وقد وقع الاخيار على المخرج المصري توفيق صالح لإنجاز الفيلم، وهو مخرج معروف بانتمائه إلى تيار اليسار الماركسي حيث كان في رصيده العديد من الأفلام السياسية المثيرة للجدل مثل "المتمردون" عام 1968، و"المخدوعون" عام 1972. وقد تمثلت المهمة الأصعب للمخرج في اختيار الممثل الذي سيقوم بدور صدّام، وقد وضعت شروط صارمة كان من الضروري توفرها في الممثل الذي سيتصدى لدور المناضل البعثي الشاب، كان يجب أن لا يكون للممثل أي تاريخ شخصي مشين يلوث سمعته وأن لا يكون قد مثل أدواراً لا تليق بأن يمثل بعدها دور الرئيس القائد، وأن يكون متمكناً من التمثيل ليؤدي شخصية (مركبة) بالمعنى الدرامي والسيكولوجي. يقول المخرج بأنه ذهب إلى تكريت ليطلع على حياة الرئيس في مسقط رأسه، واصطدم نظره بشاب في العشرين من عمره يسير في الشارع يشبه كثيراً شخص الرئيس  في شبابه، ليكتشف لاحقاً بأن هذا الشاب هو ابن عم الرئيس ويدعى صدام كامل !


المخرج توفيق صالح

صدّام كامل ابن عم صدّام حسين وأحد مرافقيه الشخصيين وشقيق حسين كامل الضابط اللامع في الحرس الجمهوري كان غريباً عن أجواء السينما والتمثيل، لذلك وجب على المخرج أن يدربه على أساسيات هذا الفن، كما كان عليه أن يتعامل مع مزاج صدّام المتقلب وخشية طاقم عمل الفيلم منه بسبب موقعه الأمني، هكذا تم تصوير الفيلم الذي تدور معظم أحداثه حول محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم الفاشلة التي تمت عام 1959 واصيب صدّام على إثرها برصاصة في ساقه وحول فرار صدّام ورفاقه إلى سورية عبر الصحراء. وعند الانتهاء من تصوير الفيلم تم تسليم الأشرطة إلى المؤسسة العامة للسينما حتى تقوم بطباعة وتوزيع الفيلم على دور السينما في العراق والخارج.

يتحدث المخرج توفيق صالح عن هذه الفترة فيقول : "عندما أنهيت إخراج الفيلم وطباعة عدد كبير من النسخ تم توزيعها على كل صالات السينما في العراق ليعرض الفيلم في ليلة واحدة، وفيما منحت فسحة للاستراحة في بحيرة الحبانية أنا وعائلتي، فوجئت في اليوم الأول للاستراحة بوصول مدير مؤسسة السينما الذي أعلمني بضرورة الذهاب فوراً إلى القصر الجمهوري فالرئيس يريد أن ألتقيه. وعندما سألته عن السبب رفض الحديث وقال لي لا أعرف. وصلت إلى القصر الجمهوري. وأدخلت في صالة انتظار. ثم دعيت للدخول، فوجدت نفسي في صالة عرض سينمائية داخل القصر ، وكان الرئيس يجلس مع زوجته في الصف الأول  وفي الصف التالي جلس طارق عزيز وناصيف عواد ووزير الإعلام لطيف نصيف جاسم وعزة الدوري وآخرون لم أعرفهم ، وبدأ عرض الفيلم. وعندما وصل الشريط إلى المشهد الذي صورت فيه شخصية صّدام حسين والطبيب يخرج رصاصة من ساقه، تلك التي أصيب بها أثناء محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، طلب الرئيس إيقاف عرض الفيلم. كانت اللقطة تصور وجه صدّام حسين (الممثل صدّام كامل) على الشاشة وهو يعبر عن ألم خفيف كردة فعل لإخراج الرصاصة من ساقه في عملية جراحية بدون تخدير تمت في مخبأ حزبي. هنا صاح صدّام حسين مخاطباً أحد الحاضرين وكان هو نفسه الطبيب الذي أخرج الرصاصة من ساق الرئيس عام 1959. قال : عندما أخرجت الرصاصة من ساقي، هل تأوهت أنا من الألم؟ فقال الطبيب : أبدا يا سيدي.  فقال له : قل ذلك لمخرج الفيلم. هنا حاول وزير الإعلام  أن يتدخل قائلاً : والله اللقطة حلوة سيدي، ولم يظهر المخرج سوى تألم بسيط.  فصاح به الرئيس : أسكت .. أنت ما تفتهم شي. ثم قالوا لي نريد حلاً الليلة وغداً يجب أن تتبدل كافة النسخ في صالات السينما عند الافتتاح! ماذا بوسع مخرج يحتاج إلى الممثل وماكيير ومسؤول إنارة ومصوّر ومهندس صوت وفيلم خام وطبع وتحميض ومونتاج لتغيير لقطة طولها بضعة ثوان يتم إدخالها في عشرات النسخ من الفيلم. يقول المخرج : فجأة قفزت  إلى ذهني صورة بطل الفيلم عندما كان ينتظر أداء دوره يوماً وكان صامتا فالتقط له المصور لقطة سينمائية وهو في صمته ينتظر دوره. تذكرت اللقطة، فهرعت إلى مؤسسة السينما ومن بين ركام آلاف الأمتار المرمية في سلال المهملات، بدأنا نبحث عن لقطة البطل وهو صامت فعثرنا عليها وقمنا بطباعتها  واستنفرت مؤسسة السينما بأسرها لتعيد طبع تلك البكرات وتنطلق السيارات في اليوم الثاني إلى كل مدن العراق وإلى صالات السينما لإبدال بكرات الفيلم التي يظهر فيها الرئيس متألما قليلاً من طلقة  تخرج من ساقه بدون مخدر، فيظهر صامتا صامداً لا يعرف الألم!".


لقطة من الفيلم

وبعيداً عن الفيلم وكل ما صاحبه من دراما سواء أمام الكاميرا أو في كواليس التصوير، فقد شهدت السنوات اللاحقة دراما من نوع آخر تشبه في قسوتها وتراجيديتها الملاحم الإغريقية، فصدّام شبيه الرئيس وسميّه وابن وعمه وممثل شخصيته على الشاشة تزوج هو وشقيقه من ابنتي الرئيس، هكذا صعد الشقيقان إلى أعلى سلم السلطة في عراق الثمانينات وبداية التسعينات، حتى انهار كل شيء ذات ليلة حين قرر صدّام وحسين كامل الفرار إلى الأردن مع زوجتيهما والأطفال، قبل أن يعودا إلى العراق بعفو رئاسي، ثم يقتلا يوم 23 شباط فبراير 1996 على يد رجال من أبناء العشيرة وبتكليف من الرئيس. هكذا مات الرئيس في الدراما، مات بطل "الأيام الطويلة" صدام كامل، وأعلن خائناً في طول البلاد وعرضها. وبذلك أصبح الفيلم ممنوعاً من العرض !

أراد صدّام إنتاج نسخة جديدة من الفيلم، لكن عوائق كثيرة حالت دون ذلك منها عدم العثور على ممثل بالمواصفات المطلوبة ووفاة مؤلف الرواية الذي كان يعد جزءاً ثانياً منها، وأخيراً احتلال العراق وسقوط نظام صدّام حسين بكل رموزه الأيديولوجية. 


شاهد أيضاً:

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

الحياة في سورية السبعينات : عشرون صورة بالألوان !


التدريبات العسكرية لطالبات المدارس في دمشق 

والتدريب على فك وتركيب السلاح 

وفي مدارس الذكور 

الرئيس الأسد مغادراً الجامع الأموي بعد أدائه الصلاة عام 1977

محطة الحجاز وسط دمشق

سوق الحميدية

مصورو الشارع في دمشق، صور للهوية ودفتر التجنيد وغيرها من معاملات الدولة 

بائع عرقسوس في دمشق عام 1973

إعلانات الأفلام في شوارع دمشق "غوار جيمس بوند" و"صراع في الأدغال"

أكل الشارع .. قرّب ع الطيّب !

المصلون في جامع سنان بدمشق 

مخبر تحليل الدم في دمشق عام 1972

مشفى المواساة الجامعي 

حماة ومبانيها القديمة على نهر العاصي

"البسطات" في مدخل حلب 

مهرجان القطن في حلب عام 1972

مطران حمص للسريان ملاطيوس برنابا 

شوارع مدينة تدمر

مجموعة من الرجال مع دراجتهم الهوائية في بادية تدمر

قطار دمشق - درعا

شاهد أيضاً :