السبت، 19 ديسمبر 2015

بيروت 1959 : تحسبها بابل أو سفينة نوح

نشرت مجلة "العربي" الكويتية العريقة في عدد يوليو - تموز 1959 استطلاعاً مصوراً حول العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "بيروت : تحسبها بابل أو سفينة نوح" و كتب  محرر المجلة "فيها أعجب كوكتيل من الأجناس و الثقافات و أظرف تشكيلة من الأزياء و اللغات و العادات" كما أضاف "شبه أحدهم بيروت بسفينة تقل ركاباً من مختلف الجنسيات و الألوان و الأعراق ، يتلاقى هؤلاء الركاب مع بعضهم البعض ، فيتحادثون و يتاجرون و يلهون ، ثم لا يلبثون أن يتفرقوا" .

كما احتوى الاستطلاع على عدد كبير من الصور التقطها عدسة مصور "العربي" الشهير المصري أوسكار متري ، و قد اخترنا لكم عدداً من هذه الصور التي تظهر بعض جوانب الحياة في بيروت في ذلك الزمن .


ساحة الشهداء 

ميدان سباق الخيل 

الوسط التجاري 

المرفأ

ساحة رياض الصلح 

حي الزيتونة

شاهد أيضاً :

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

نجمات الأربعينات يبحثن عن آدم


ليلى فوزي

في عام 1941 وجهت مجلة "كل شيء و الدنيا" السؤال التالي لمجموعة من نجمات السينما المصرية : "لو بعث أبونا آدم من جديد ،  و كنت حواء ، فمن هو النجم السينمائي االمصري الذي تودين أن يكون آدم" ، فجاءت الاجابات على الشكل التالي: 

ليلى مراد : يجب أن يكون آدم خفيف الدم ليسلي وحدتي ، و ليكون بنو آدم خفاف الدم مثله ، و هذا الشرط يتوفر في الاستاذ بشارة يواكيم. 

نجاة علي : أختار الأستاذ حسن فايق لأن دمه شربات و أعتقد أنه سينسيني الدنيا و ما فيها.

حورية محمد : أختار آدم شرط أن أعيش معه في الجنة ، فإن أعجبكم هذا الشرط أبحث عن الماء و الخضرة و الوجه الحسن ، الماء و الخضرة يملآن الجنة أما الوجه الحسن فهو الأستاذ نجيب الريحاني,

ليلى فوزي : لا أتردد في اختيار الأستاذ علي الكسار فهو الوحيد الذي يستطيع أن يؤنسني و يربط الإبتسامة على شفتي ، و بالطبع سيكون لي خير والد فيرعاني و يتولى خدمتي .

عزيزة أمير : تعجبني صحبة الأستاذ أحمد كامل مرسي ، و عندما أتخيله في الجنة يتسلق الأشجار و يقفز من غصن إلى غصن أشعر بأن ذلك سيكون خير تسلية لي تذهب عني ألم الوحدة. 

كوكا : أختار الأستاذ يوسف وهبي لقوة شخصيته و تأثير صوته في إخافة الوحوش.

تحية كاريوكا : حين أختار من يشترك معي في إنشاء العالم و تعميره أشترط شرطاً واحداً هو الاستلطاف و استخفاف الدم ، و أنا لا أستلطف أي رجل ، أما الاستخفاف فأنا أستخف بكل رجل و حضرتك أولهم ، و بناء عليه فأنا لا أختار أحداً من الممثلين أو غير الممثلين لأن كلهم في الهوا سوا .

زوزو ماضي : أختار الأستاذ نجيب الريحاني الحبوب لأنه لن يجعلني أشعر بالنرفزة من الوحدة .

االمطربة نادرة : عندما سافرت إلى باريس للعمل في فيلم "أنشودة الفؤاد" عرفت في الأستاذ جورج أبيض حسن المعاشرة و رقة الحديث ، و هذا ما يجعلني أختاره ليكون "آدمي" المحبوب ، على ألا يقضي وقته في النوم فيفسد بشخيره هذا الجو الخيالي و يحملني على العودة إلى الدنيا.


شاهد أيضاً : 

الخميس، 17 ديسمبر 2015

الرهان الذي تحول إلى أغنية


يروي الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي الذي كان من المقربين للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ حيث كتب له كلمات عدد من أجمل أغانيه ، يروي قصة أغنية "مشيت على الأشواك" التي بدأت برهان بينه و بين العندليب قبل أن تتحول إلى واحدة من كلاسيكيات الغناء العربي .


ففي إحدى الجلسات الخاصة في منزل عبد الحليم كان الحديث يدور حول الأغاني الكلاسيكية ، فعلق الشاعر الشاب عبد الرحمن الأبنودي بالقول أن تلك الأغاني ليست سوى كيمياء ، حيث يقوم الشاعر بتركيب كلمات و عبارات الشوق و الحنين دون أن تحتوي الأغنية على إحساس أصيل ولا على فكرة حقيقية ، و أنه هو شخصياً لا يكتب هذا النوع من الأغاني التي تحتوي على مبالغات عاطفية ساذجة ، لم يعجب عبد الحليم بتعليق الأبنودي و تحداه إن كانت هذه الأغاني فعلأً كما قال أن يكتب واحدة فوراً على أن يدفع عبد الحليم له ثمنها المبلغ الذي يطلبه فيما لو نالت الأغنية إعجاب الحاضرين .


قبل الأبنودي الرهان و دخل إلى غرفة من غرف المنزل، حيث أغلق على نفسه الباب، ثم خرج بعد قليل يحمل في يده قصاصة من الورق راح يقرأ منها بسخرية : "مشيت على الأشواك  و جيت لأحبابك ، لا عرفوا ايه وداك ولا عرفوا ايه جابك ، رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن ، حتى في أحضان الحبايب شوك يا حنفي ! " ، فانفجر ضحك الحاضرين جميعاً إلا عبد الحليم الذي غضب و طلب من الأبنودي أن يقرأ الأغنية ثانية و لكن بشكل جدي و دون سخرية ، فأعاد الأبنودي قراءة الأغنية كاملة، و فوراً تلقف محمد الموجي الذي كان حاضراً الجلسة الأغنية و راح يدندن المطلع و يعزف اللحن الذي وضعه تواً على عوده الذي لم يكن يفارقه، في حين حجز العندليب الأغنية لنفسه، و هكذا تحولت المزحة إلى أغنية "مشيت على الأشواك" و نسي الجميع موضوع الرهان ، و قدم عبد الحليم الأغنية ضمن فيلم "أبي فوق الشجرة"، لتصبح واحدة من أبرز كلاسيكيات العملاقين عبد الحليم حافظ و عبد الرحمن الأبنودي .


شاهد أيضاً :

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

كيف مات نابوليون



شكل نابوليون بونابرت ذلك الضابط الكورسيكي المغمور الذي اعتلى عرش فرنسا و دوخ أوروبا بانتصاراته المدوية ، شكل لغزاً كبيراً في حياته و مماته على حد سواء .

مات نابوليون منفياً على جزيرة سانت هيلانة الواقعة في المحيط الأطلسي قرب سواحل أفريقيا يوم 5 أيار - مايو 1821 عن عمر 51 عاماً فقط ، كانت حالته الصحية قد بدأت تتدهور منذ عدة أشهر في حين أرسل طبيبه الخاص عدة تحذيرات إلى لندن بهذا الخصوص دون أن يلقى رداً ، لفظ نابوليون أنفاسه الأخيرة و كانت آخر كلماته : (فرنسا ، الجيش ، قائد الجيش ، جوزيفين) .

لكن لغز نابوليون لم ينته بوفاته ، فسرعان ما راحت الأحاديث تدور حول سبب وفاة امبراطور فرنسا السابق ، و تساءل الناس هل من دور لعدوة نابوليون الأزلية بريطانيا في هذه الوفاة السابقة لأوانها ؟ 

التقرير الرسمي الذي صدر بعيد الوفاة يعزو سبب الوفاة إلى إصابة نابوليون بسرطان المعدة ، و هو سبب يبدو مرضياً بالنسبة لسجاني نابوليون البريطانيين حيث يلقي عن كاهلهم أي مسؤولية عن الوفاة ، كما أنه من المعروف أن والد نابوليون كان قد مات بنفس المرض ما يرجح احتمال أن يكون السرطان وراثياً في الأسرة .

في عام 1955 نشرت مذكرات خادم نابليون الشخصي و التي احتوت على وصف دقيق للأشهر الأخيرة في حياة نابوليون ، بناء على هذا الوصف بنى عالم السموم السويدي ستين فروشوفود فرضيته الجديدة حول سبب وفاة نابوليون و التي خرجت إلى العلن في عام 1961 ، و التي تقول بأن نابوليون قد لا يكون مات ميتة طبيعية بل تم تسميمه باستخدام سم الزرنيخ و الذي كان استخدامه شائعاً في الحقبة الزمنية التي عاش فيها نابوليون حيث أنه لم يكن قابلاً للكشف في حال تم دسه بكميات ضئيلة على مدى فترة طويلة من الزمن ، و في عام 1978 أصدر فروشوفود دراسة أخرى بالاشتراك مع زميل له ذكرا فيها أن جسد نابوليون ظل سليماً تقريباً مدة 20 سنة بعد وفاته و هذه إحدى خصائص مادة الزرنيخ ، كما ذكرت الدراسة أن نابوليون كان يعاني في أواخر أيامه من عطش شديد و هذا أيضاً عارض آخر من أعراض التسمم بالزرنيخ .

و في عام 2007 صدرت دراسة علمية أخرى أكدت العثور في عينات الشعر المأخوذة من رفات نابوليون على الزرنيخ المعدني غير العضوي و هو النوع الأكثر سمية من الزرنيخ ، ما يعزز فرضية الاغتيال . 

بالمقابل صدرت دراسات أخرى عديدة تدحض فرضية التسميم و تؤيد فرضية الموت الطبيعي ، و من الحجج التي اعتمدتها تلك الدراسات أن التلوث بالزرنيخ كان شائعاً في عصر نابوليون حيث كان الزرنيخ يدخل بكثرة في صناعة الأصباغ و المواد اللاصقة.

و هكذا سيظل سبب وفاة نابوليون سراً مطوياً من أسرار التاريخ يضاف إلى الأسرار العديدة التي ارتبطت بحياة الرجل المثيرة للجدل ، إلا إذا ظهر قريباً دليل قاطع يؤيد هذه الفرضية أو تلك و ينهي الجدل الدائر منذ زمن حول سبب وفاة أحد أشهر الرجال في تاريخ فرنسا و العالم.


شاهد أيضاً :