الاثنين، 21 ديسمبر 2015

احموا عبد الحليم حافظ من عبد الحليم حافظ

"احموا عبد الحليم حافظ من عبد الحليم حافظ" تحت هذا العنوان الغريب كتبت مجلة "آخر ساعة" عام 1963 عن الظروف الصحية الصعبة التي يضطر العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ أن يتحملها حتى يخرج لجمهوره كل مرة ، فالفنان الذي كان يطرب مستمعيه و يزرع الفرح في نفوسهم كان يعاني و منذ طفولته من آلام المرض الذي بقي ملازماً له حتى وفاته المبكرة عام 1977 عن 48 عاماً فقط .

جاء في المقال "فجأة و بلا مقدمات شعر بدوار في رأسه و آلام في أمعائه ، و كانت هذه الأعراض هي الإنذار الذي يسبق النزيف كل مرة ، و لم يكن باقياً على رفع الستار سوى خمس دقائق ، و أسرع عبد الحليم إلى غرفة جانبية وراء الكواليس و أخرج من جيبه الانبوبة الصغيرة التي يحتفظ بها للطوارئ و أخرج منها حبتين و ابتلعهما بسرعة" .

و أضاف محرر آخر ساعة " خرج عبد الحليم إلى المسرح و وقف أمام الرئيس و آلاف الضباط ، و أطلق صوته بثلاث أغان وطنية و اشتعل الحماس في نادي الضباط ، و ظل عبد الحليم يغني في ليلة العيد ساعة و ربع و الألم يحاصره من جميع الاتجاهات ، و مع ذلك لم يحاول اختصار الوقت و انما بذل مجهوداً مضاعفاً لكي يعبر عن فرحته و يشارك الملايين في نشوتها ، و لم يكد ينزل الستار حتى أسرع عبد الحليم إلى بيته و لم يستطع الدواء أن يصنع شيئاً أمام المجهود غير المعقول و الارهاق الشديد ، و بدأ الدم ينزف من عبد الحليم و عاش عشر ساعات أليمة بين أيدي ثلاث أطباء نقلوا له الدم أربع مرات حتى خرج من دائرة الخطر".

و يضيف كاتب المقال " الحقيقة أن عبد الحليم حافظ قام بعملية انتحارية خلال شهر يوليو حيث لم يكن ينام إلا ساعتين أو ثلاثة في اليوم ، ثم طار إلى الجزائر كي يشارك في أعياد استقلالها ، و ظل يتنقل من الجزائر العاصمة إلى وهران و قسطنطينية و بقية المدن الجزائرية و ينشر أغانيه الوطنية و يشعل الحماس في كل مكان ، و فاجأته آلام الروماتيزم في طريق عودته إلا أنه لم يسترح و لم يهدأ و ظل ساهراً طوال أسبوع العيد حتى ينتهي من أغانيه الوطنية الثلاث الجديدة ، و لم يحتمل جسده الرقيق بالطبع كل هذا المجهود و حدث النزيف المفاجئ" .

و ختم محرر المجلة أخيراً بالقول "اننا نطلب حماية عبد الحليم حافظ من عبد الحليم حافظ ، لأنه ثروة قومية ليست ملك أي واحد ولا حتى عبد الحليم نفسه ".

الأحد، 20 ديسمبر 2015

ماتاهاري أسطورة الغواية و الجاسوسية



رغم مرور نحو قرن من الزمن على إعدامها يوم الخامس عشر من تشرين الأول - أكتوبر 1917 إلا أن شخصية ماتاهاري ما تزال تشكل مادة خصبة لمئات الكتب و المقالات و الأعمال الفنية التي تتناول حياتها ، فشخصية الراقصة اللعوب التي تغوي أعتى الرجال بأنوثتها الطاغية و تنتزع منهم على فراش الملذات معلومات قد تغير مصائر أمم و شعوب في زمن الحرب ، هذه الشخصية الغامضة و المثيرة كان من الطبيعي أن تلهب مخيلة الكتّاب و الفنانين ، فحيكت حولها قصص و حكايات ، منها ما هو صحيح و منها ما يقارب الأساطير ، قيل أنها شيطان في جسد امرأة ، و شبهها البعض بكليوباترا التي أغوت مارك أنتوني و يوليوس قيصر .


ماتاهاري كان الاسم الفني الذي عرفت به الراقصة الشهيرة ذات الجمال الغجري الفاتن ، اسمها الحقيقي مارغريتا زيل ، ولدت في هولندا في السابع من آب - أغسطس 1876 ، و مع تقدمها في السن و بروز مفاتنها سرعان ما راح الشبان يقعون في غرام الفتاة ذات الجمال الشرقي الملامح المختلف عن نمط الجمال الأشقر السائد في هولندا ، فراحت مارغريتا الصغيرة تشعر بأنوثتها و سحرها الطاغي على الرجال .



في سن الثامنة عشرة تزوجت مارغريتا من ضابط في الجيش يكبرها ب 22 عاماً و انتقلت معه إلى العيش في أندونسيا التي كانت آنذاك مستعمرة هولندية ، و هناك تعرفت أكثر إلى الثقافة الشرقية و انجذبت إلى الرقص الشرقي الذي تعلمته و أتقنته كما اتخذت لنفسها اسم ماتاهاري و الذي يعني "عين النهار" في إحدى اللغات المحلية في ماليزيا .


في عام 1903 وصلت ماتاهاري إلى باريس بعد انفصالها عن زوجها الذي كان يعاملها بعنف، و راحت تقدم نمراً راقصة مزجت فيها بين الرقص الشرقي و الرقص الهندوسي التقليدي الذي يمارس في المعابد ، و هكذا ولدت أسطورة ماتاهاري الأميرة الشرقية الساحرة بعينيها السوداوين و شعرها الفاحم و جسدها شبه العاري الذي يتلوى في بذلات الرقص الشرقية التصميم .


مع بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914 كانت ماتاهاري مفلسة و تعاني من تراجع شعبيتها ، فنجح القنصل الألماني في امستردام في تجنيدها لتعمل لصالح المخابرات الألمانية ، و بالفعل  عادت ماتاهاري إلى باريس عام 1916 و راحت تتقرب إلى ضباط و سياسيي الحلفاء و تنتزع منهم المعلومات و الخطط الحربية ، وصف كاتب اسباني ذات مرة ماتاهاري بالقول أن لها سحراً عجيباً كان يسيطر على الرجال و يحولهم عبيداً لها .



في العام 1917 اكتشفت المخابرات الفرنسية أمر ماتاهاري فألقي القبض عليها و وجهت إليها تهمة التجسس لصالح الألمان و حكم عليها بالاعدام رمياً بالرصاص ، و رغم أن تاريخ الحرب العالمية الأولى عرف مئات الجواسيس إلا أن اسم ماتاهاري وحده بقي متداولاً كأشهر جاسوسة في الحرب و القرن العشرين.


أعمال فنية عديدة عديدة تناولت سيرة حياة ماتاهاري أشهرها الفيلم الذي لعبت دورها فيه الممثلة السويدية جريتا جاربو، و آخرها المسلسل التلفزيوني الذي أنتج عام 2016 من بطولة الممثلة الفرنسية فاهينا جيوكانتي و الذي ندعوكم لمشاهدة إعلانه الترويجي مع التحذير من احتوائه على لقطات لا يجوز مشاهدتها لغير البالغين.



شاهد أيضاً :

السبت، 19 ديسمبر 2015

الملكة نازلي و الفرسان الثلاثة



في عام 1948حولت هوليوود رائعة ألكسندر دوماس "الفرسان الثلاثة" إلى فيلم سينمائي لعب بطولته كل من جين كيلي و لانا تيرنر ، و ترقب الجمهور في مصر الفيلم بفارغ الصبر ، إلا أحداً لم يتوقع أن يثير فيلم مغامرات من طراز "الفرسان الثلاثة" مشاكل لدى الرقيب المصري لكن هذا ما حدث ، فلقد رفضت الرقابة المصرية الفيلم ثلاث مرات ، و مر بأكثر من لجنة رقابية ، و شاهده أكثر من مسؤول كبير بالدولة في محاولة لتشذيبه و اقتطاع ما يعتقد بأنه قد يسيء و لو من بعيد للملك و أسرته ، فقد قرر الرقباء مثلاً حذف كل ما يشير إلى السلطة المطلقة لرئيس الوزراء الكاردينال ريشيلو حتى لا يبدو و كأنه أعلى سلطة من الملك ، مع الابقاء على المشاهد التي تشير إلى فشل مخططات و مؤامرات رئيس الوزراء ضد الملك كاملة دون أي اقتطاع ، كما قرروا حذف أي عبارة قد تسيء إلى الملك كعبارة "الملك ذليل" مثلاً التي وردت على لسان إحدى شخصيات الفيلم ، لكن الأهم من هذا كله الإشارة المبطنة التي وردت في الفيلم حول علاقة غرامية ربطت بين ملكة فرنسا و أحد رجال الحاشية ، حيث خشي الرقباء أن يربط المشاهد بينها و بين الشائعات التي كانت منتشرة في مصر آنذاك حول العلاقة بين الملكة نازلي والدة الملك فاروق و حسنين باشا رئيس الديوان الملكي الراحل ، و هكذا عرض الفيلم في مصر عام 1949 بعد أن اقتطع منه كل ما قد يثير حفيظة الرقابة بما في ذلك جمل عادية جداً منها مثلاً جملة وردت على لسان الملك يطلب فيها من رئيس وزراءه أن لا يقاطعه ما دام يتحدث حديثاً منطقياً ، على أساس أن مثل هذه العبارة قد تظهر الملك في صورة ضعيفة .

و في عام 1952 قامت ثورة الضباط الأحرار و أعيد النظر في الفيلم كما في أعمال فنية أخرى عديدة ، و تقرر أن ليس هنالك ما يمنع عرضه ، فأعيد عرض الفيلم مجدداً على الجمهور المصري و لكن دون أي اقتطاع هذه االمرة .

بيروت 1959 : تحسبها بابل أو سفينة نوح

نشرت مجلة "العربي" الكويتية العريقة في عدد يوليو - تموز 1959 استطلاعاً مصوراً حول العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "بيروت : تحسبها بابل أو سفينة نوح" و كتب  محرر المجلة "فيها أعجب كوكتيل من الأجناس و الثقافات و أظرف تشكيلة من الأزياء و اللغات و العادات" كما أضاف "شبه أحدهم بيروت بسفينة تقل ركاباً من مختلف الجنسيات و الألوان و الأعراق ، يتلاقى هؤلاء الركاب مع بعضهم البعض ، فيتحادثون و يتاجرون و يلهون ، ثم لا يلبثون أن يتفرقوا" .

كما احتوى الاستطلاع على عدد كبير من الصور التقطها عدسة مصور "العربي" الشهير المصري أوسكار متري ، و قد اخترنا لكم عدداً من هذه الصور التي تظهر بعض جوانب الحياة في بيروت في ذلك الزمن .


ساحة الشهداء 

ميدان سباق الخيل 

الوسط التجاري 

المرفأ

ساحة رياض الصلح 

حي الزيتونة

شاهد أيضاً :