يحتاج إنجاز الفيلم السينمائي الذي يستغرق عرضه غالباً نحو ساعتين من الزمن إلى شهور أو حتى سنوات من العمل المضني، حيث يبدأ كفكرة في رأس مبدعه تتحول إلى نص أومشروع نص، ثم يبدأ الإعداد للعمل السينمائي من خلال البحث عن منتج أو مصدر تمويل، واختيار الممثلين والفنيين الذين سيشاركون في العمل، وقد يحدث أحيانأً أن يلغى مشروع الفيلم السينمائي قبل الشروع بتصويره، أو حتى بعد تصوير بعض المشاهد، وإليكم بعض الأمثلة من تاريخ السينما العربية:
1. رشدي أباظة وفيلم "كابوتشي"
رشدي أباظة في دور المطران كابوتشي
في عام 1974 اعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي رجل الدين السوري ومطران القدس لطائفة الروم الكاثوليك هيلاريون كابوتشي بتهمة دعم المقاومة ومناهضة الاحتلال وحكمت عليه بالسجن، وقد أرادت السينما المصرية تخليد سيرة المطران المناضل في فيلم سينمائي يخرجه صلاح أبو سيف، واختير الفنان رشدي أباظة لأداء دور البطولة، وسافر رشدي أباظة بالفعل إلى لبنان والتقى بعدد من قياديي حركة فتح والأشخاص الذين عرفوا المطران كابوتشي عن قرب، وذلك لجمع معلومات كافية حول الشخصية التي يعتزم أدائها، لكن ظروفاً انتاجية أدت لتأجيل مشروع الفيلم، وبعد وفاة النجم رشدي أباظة رشح عدد من الأسماء للحلول مكانه في بطولة الفيلم ومن بينها النجم العالمي عمر الشريف والنجم فاروق الفيشاوي، إلا أن أسباباً عديدة أدت لتأجيل الفيلم أكثر من مرة حتى بقي حبراً على ورق.
2. شادي عبد السلام وملحمة "أخناتون"
محمد صبحي في دور أخناتون
في عام 1986 رحل المخرج المصري صاحب فيلم "المومياء" الشهير شادي عبد السلام عن 56 عاماً، وقد كان يعمل قبيل وفاته على مشروع فيلم يتناول حياة الفرعون المصري المثير للجدل أخناتون، وكان قد تم اختيار الفنان محمد صبحي ليقوم بدور البطولة في حين كان شادي عبد السلام قد شرع فعلاً في تصميم أزياء وديكورات الفيلم، إلا أن الكلفة الانتاجية الضخمة وعدم وجود جهة منتجة قادرة على تحمل تكاليف الفيلم أدت لتأجيل الشروع في إنجازه مرات عديدة، إلى أن مات مشروع فيلم "أخناتون" برحيل صاحبه المخرج شادي عبد السلام المفاجئ عام 1986.
3. وردة وفيلم "قضية حب"
خبر توقف العمل في فيلم "قضية حب" في مجلة "الموعد"
في عام 1981 بدأت الفنانة وردة بتصوير مشاهد فيلم "قضية حب" والذي كان من المفترض أن يشاركها بطولته كل من النجم محمود ياسين والملحنين محمد الموجي وحلمي بكر في أول ظهور لهما على شاشة السينما.
إلا أن خلافاً وقع بين مصور الفيلم رمسيس مرزوق ومنتجه فؤاد جمجوم حول بعض النواحي الفنية المتعلقة بتحميض أشرطة الفيلم أدى إلى توقف التصوير ثم إلغاء الفيلم، خاصة أن وردة قررت الانسحاب من الفيلم بعد أن اتهمها المنتج فؤاد جمجوم بحرق أغاني الفيلم بعد أن قدمت أغنية "لازم نفترق" في إحدى حفلاتها الحية.
4. مصطفى العقاد وحلم "صلاح الدين"
المخرج الراحل مصطفى العقاد
في عام 2005 توفي في العاصمة الأردنية عمان المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد نتيجة تفجير ارهابي ضرب الفندق الذي كان ينزل فيه برفقة ابنته، وقد كان صاحب كل من "الرسالة" و"عمر المختار" يعمل منذ سنوات على مشروع فيلم سينمائي جديد يتناول سيرة محرر القدس صلاح الدين الأيوبي، وكان قد اختار بالفعل الممثل العالمي شون كونري لأداء بطولة الفيلم الذي كان نصه جاهزاً، إلا أن عقبات تتعلق بتمويل الفيلم أدت لتأخير الشروع بتصويره، ليؤدي أخيراً رحيل مصطفى العقاد المفاجئ والحزين إلى إلغاء المشروع برمته.
شاهد أيضاً: