الأربعاء، 20 يناير 2016

ناهد رشاد : المرأة التي هزت عرش الملك فاروق و قلبه



في عام 1995 تابع الجمهور العربي فيلم "امرأة هزت عرش مصر" لنجمة الجماهير ناديا الجندي و الذي أعاد تسليط الضوء على حياة السيدة ناهد رشاد إحدى وصيفات القصر الملكي و زوجة الدكتور يوسف رشاد طبيب فاروق الخاص و التي ربطتها علاقة خاصة بالملك جعلت كثيرين يجزمون بأنها إحدى عشيقاته، حيث كانت ملازمة له في معظم سهراته و سفرياته ما أثار غيرة الملكة فريدة نفسها حيث كتبت في مذكراتها : "لقد شاءت الأقدار والظروف أن تظهر في حياة فاروق امرأة أخرى استولت على قلبه وكيانه، تلك المرأة هي ناهد رشاد، حرم الطبيب يوسف رشاد، طبيب الملك الخاص"، و تضيف في مكان آخر من مذكراتها : "شاهدت الملك فاروق في إحدى المرات في حفلة بكازينو الرومانس، وكانت رفقتي شقيقته فوزية، حين قام الملك أمام الجميع بوضع وردة حمراء بيده في صدر ناهد رشاد و راح يحملق في نهديها، وكأنه يقول لي وللجميع أنه لم يرو عطشه منها بعد".


علاقة يوسف رشاد و زوجته بالملك فاروق بدأت اثر حادث السيارة الذي تعرض له الملك عصر يوم 15 تشرين الثاني نوفمبر 1943 حين كان عائداً من رحلة لصيد البط قرب الاسماعيلية فاصطدمت سيارته المرسيدس التي أهداه إياها هتلر يوم زفافه و التي كان يقودها بنفسه بمقطورة عسكرية انكليزية، إذ تمكّن يوسف رشاد بما لديه من قوة جسمانية من حمل الملك و وضعه في السيارة و حمله إلى داخل المستشفى، و اثر هذا الحادث الذي عرف باسم "حادث القصاصين" دخلت ناهد رشاد القصر الملكي من أوسع أبوابه بعد أن عيّن الملك يوسف رشاد ليكون طبيبه الخاص، في حين أصبحت ناهد رشاد وصيفة الأميرة فوزية.

و يروي من عرفوا ناهد رشاد عن قرب أنها كانت بارعة الجمال، ممشوقة القوام، متغطرسة و شديدة الجرأة، وهي الصفات التى يحبها فاروق في المرأة، فقرّبها إليه و باتت تلازمه في كُل تحركاته وسهراته.

التقارب بين ناهد رشاد و فاروق ازداد بشكل خاص في أواخر أيام زواجه من فريدة ، و حين وقع الطلاق كانت ناهد رشاد في نظر كثيرين المرشحة الأولى لاعتلاء عرش مصر ، لكن فاروق اختار ناريمان صادق ابنة الـ 18 عامأً لتصبح زوجته و والدة ابنه و ولي عهده الأمير أحمد فؤاد ، بل و أجبر ناهد رشاد نفسها على تلقين الملكة الجديدة أصول الاتكيت الملكي.

صعود نجم ناهد رشاد ترافق مع أحداث جسام مرت بها مصر ، فمن حرب فلسطين و فضيحة الأسلحة الفاسدة إلى حريق القاهرة و ثورة الضباط الأحرار صبيحة 23 يوليو 1952 كانت ناهد رشاد شاهدة على تداعي و انهيار عرش أسرة محمد علي التي حكمت مصر نحو قرن و نصف.

و من الأدوار السياسية التي اضطلعت بها ناهد رشاد خلال عهد الملك فاروق أنها قامت بالاشتراك مع زوجها و بتوجيه من الملك بتشكيل منظمة الحرس الحديدي التي ضمت ضباطأً من الجيش و كان أشهر أعمالها اغتيال أمين عثمان وزير المالية الموالي لبريطانيا و أحد ألد أعداء الملك، و من بين أعضاء الحرس الحديدي كان اليوزباشي أنور السادات الرئيس اللاحق لمصر و الذي أعيد إلى الجيش بعد خروجه من السجن بوساطة من يوسف رشاد و زوجته، كما منحت ناهد رشاد رتبة "صاغ" في الجيش المصري و كانت تظهر من آن لآخر بالزي العسكري خاصة خلال حرب فلسطين عام 1948 حيث نشرت مجلة "المصور" الشهيرة صورتها بالزي العسكري على غلاف عددها الصادر يوم 24 أيلول سبتمبر 1948 تحت عنوان : "المصرية في ميدان القتال".

و من الأعمال المثيرة التي تنسب إلى ناهد رشاد أيضاً دسها لمنشورات الضباط الأحرار بين أوراق الملك فاروق الخاصة دون علمه إشفاقًا عليه وحرصًا على عرشه وإدراكًا منها أن الحكم يمر بأسوأ مراحله وأن رياح التغيير قادمة لا محالة لتعصف بالجميع، و هو ما حصل فعلاً صبيحة 23 تموز يوليو 1952 حين تحركت دبابات الجيش لتطيح بعرش فاروق و أسرة محمد علي.





شاهد أيضاً :

السبت، 16 يناير 2016

فيلم الرعب الذي منع من العرض 30 عاماً



لم يكن فيلم "Freaks" للمخرج تود براوننغ الذي تم انتاجه في الولاياة المتحدة الأمريكية عام 1932 أول فيلم رعب يعرض في صالات السينما ، لكن استخدام مخرج الفيلم لممثلين ذوي إعاقات خلقية غريبة اعتبر صادماً في حينه للجمهور ، حتى أن حالات ذعر و إجهاض عديدة سجلت خلال عرض الفيلم ، ما أدى لمقاطعة الجمهور للفيلم و تعرض الشركة المنتجة لخسائر مادية كبيرة ، قبل أن تقوم السلطات بحظر عرض الفيلم الذي بقي مخزناً في علبه أكثر من ثلاثين عاماً .


يتناول فيلم "Freaks" قصة جريمة قتل مروعة تدور أحداثها في سيرك معظم العاملين فيه هم من الأقزام أو الأشخاص ذوي الإعاقات الغريبة ، مخرج الفيلم هو تود براوننغ و الذي كان قد أخرج في العام السابق فيلم "دراكولا" و الذي حقق نجاحاً واسعاً.


في بداية الستينات أعيد اكتشاف الفيلم مجدداً و أعيد عرض نسخة معدلة منه بعد اقتطاع نحو 25 دقيقة من النسخة الأصلية ، و ظلت هذه النسخة تعرض بشكل منتظم في دور السينما خلال حفلة منتصف الليل لنحو عقدين من الزمن ، و في عام 1994 صنف الفيلم في الولاياة المتحدة كواحد من أكثر 100 فيلم إثارة للرعب في تاريخ السينما .


النسخة الأصلية للفيلم لم تعد موجودة للأسف و لذلك يتسائل عشاق السينما العالمية عن ماهية المشاهد التي تم حذفها و التي سببت كل تلك الصدمة لمشاهدي الفيلم في ثلاثينات القرن الماضي .



شاهد أيضاً :

الأربعاء، 13 يناير 2016

من هنا حكم ملك الشمس

هو أفخم القصور الأوروبية في زمانه و المكان الذي شهد مجد الملكية الفرنسية و انحدارها ، شيده لويس الرابع عشر الذي كان يلقب بملك الشمس مكان بيت صغير للصيد كان قد أقامه والده الملك لويس الثالث عشر ، هو قصر فرساي درة القصور الملكية الفرنسية بقاعاته الواسعة و حدائقه الرائعة ، من فرساي حكم لويس الرابع عشر امبراطوريته المترامية الأطراف و بعدها بمئة عام شهد القصر نفسه سقوط الملكية الفرنسية حين أجبر حفيد ملك الشمس لويس السادس عشرعلى مغادرة فرساي مع زوجته الجميلة ماري أنطوانيت إثر الثورة الفرنسية عام 1789 ، قبل أن يعدم الزوجان الملكيان في باريس بالمقصلة و يصبح قصر فرساي رمزاً لزمن ولى و مجد مندثر .

و رغم أن قصر فرساي لم يعد بعد الثورة مركز الحكم في فرنسا إلا أنه لم يخرج من التاريخ ، فكان القصر شاهداً على أحداث تاريخية شديدة الأهمية ، ففي عام 1871 و بعد انتصار الألمان في الحرب الفرنسية البروسية أعلن توحيد المانيا و قيام الرايخ الثاني من قاعة المرايا في قصر فرساي ، و في عام 1919 شهد القصر توقيع زعماء الدول الكبرى اتفاقية فرساي التي رسمت خارطة العالم إثر الحرب العالمية الأولى .

اليوم يعتبر قصر فرساي جزءاً من التراث العالمي و معلماً سياحياً هاماً يقصده الزوار من جميع أنحاء العالم للتجول في الحدائق و القاعات الرائعة الجمال و التي كانت شاهدة على جزء هام من تاريخ فرنسا و العالم . 









الثلاثاء، 12 يناير 2016

الستينات و زمن "الميني جوب"


في بداية ستينات القرن الماضي ظهرت في محل صغير لبيع الملابس في لندن موضة جديدة هي عبارة عن تنورة نسائية قصيرة لا يتجاوز طولها العشرين سنتمتراً سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم لتصبح موضة الستينات بلا منازع .

من لندن إلى موسكو، و من باريس إلى نيويورك و مكسيكو سيتي ، و حتى في العالم العربي و الشرق الأوسط المعروف بتقاليده المحافظة  بات الميني جوب موضة رائجة في مدن مثل طهران و بيروت و دمشق و بغداد و القاهرة و الكويت ، الميني جوب لم يكن مجرد زي بل رمزاً لتحرر المرأة و خروجها عن العادات و التقاليد الدينية و الإجتماعية التي كبلتها لقرون . 

في الغرب ترافق انتشار الميني جوب مع ما عرف باسم "الثورة الجنسية" التي نادت بحرية الجسد متأثرة بشكل خاص بأفكار سيغموند فرويد بهذا الخصوص ، كما ترافق مع انتشار مذاهب و تيارات فكرية و اجتماعية كالهيبز و غيرها ، و كذلك التيارات الليبرالية و الماركسية التي اكتسحت المجتمعات الغربية و وصلت ذروتها في انتفاضة الطلبة عام 1968 .

أما في العالم العربي فقد جاء انتشار الميني جوب مترافقاً مع صعود التيارات العلمانية و الماركسية التي نادت بتحرير المرأة و المساواة بين الجنسين ، بالإضافة إلى تأثيرات أفكار عصر النهضة التحررية و بخاصة قاسم أمين و هدى شعراوي .

في السبعينات و الثمانينات خبت موجة الميني جوب لأسباب متعددة  حتى كادت تختفي تماماً ، و رغم محاولة العديد من المصممين إعادة الألق لهذه الموضة من خلال إدخال تعديلات عصرية عليها إلأ أنهم لم ينجحوا في ذلك لأسباب عديدة أهمها أن الميني جوب لم يعد يتناسب مع متطلبات العصر العملية حيث باتت معظم النساء تفضل ارتداء البنطال على ارتداء التنورة سواء كانت قصيرة أم طويلة.