الجمعة، 26 مايو 2017

بحكم المحكمة : هل حقاً أراد العرب رمي اليهود في البحر ؟



الوزير العمالي كريستوفر ميهيو صديق الرئيس عبد الناصر الذي فضح أكاذيب الدعاية الصهيونية 

حتى يومنا هذا ما تزال عبارة أن العرب أرادوا رمي اليهود في البحر تتردد، لا على ألسنة الفلسطينيين أو العرب، بل على ألسنة أبواق الدعاية الصهيونية التي يحلو لها باستمرار أن تصور اليهود و كيانهم الغاصب بمظهر الضحية البريئة التي يتربص بها الأعداء الحاقدون الكارهون من كل حدب و صوب، فما أصل هذه العبارة ؟ و ما مدى صحتها ؟ و هل دعا العرب حقاً لإبادة اليهود من خلال إغراقهم في البحر ؟

لمعرفة هذا سوف نعود إلى ستينات القرن الماضي، حينها ازداد تركيز الدعاية الصهيونية في الغرب على هذه المقولة، ما دفع بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليطلب من مساعديه البحث في وثائق الدولة و أرشيف تصريحات الزعماء العرب و جميع المصادر المتاحة عن أصل هذه العبارة، و بعد بحث مضن شاركت فيه وزارة الخارجية و أجهزة الأمن في الجمهورية العربية المتحدة، لم يتم العثور على أي أصل لهذه العبارة، فتأكد الرئيس عبد الناصر من أن القصة ليست سوى تلفيق صهيوني يراد به تشويه صورة العرب باعتبارهم يريدون أن يقيموا لليهود هولوكوستاً آخر، فإذا كان هتلر قد أحرق اليهود في افران الغاز، فإن العرب يريدون إغراقهم في البحر !

و بناء على ذلك قام الرئيس عبد الناصر بإبلاغ أصدقاء مصر في العالم العربي و الخارج بهذه الحقيقة، و كان من هؤلاء الوزير العمالي الأسبق في الحكومة البريطانية كريستوفر ميهيو. 

و بعد رحيل الرئيس عبد الناصر عام 1970 عادت الأبواق الصهيونية لاستخدام اللازمة نفسها، مع إلصاقها هذه المرة بالرئيس عبد الناصر نفسه، ما استفز ميهيو الذي قرر أن يفضح الأكذوبة الصهيونية، فنشر عام 1973 في الصحف البريطانية إعلاناً قال فيه بأنه سيقدم مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه استرليني لمن يستطيع أن يثبت أن الرئيس عبد الناصر دعا لرمي اليهود في البحر، و في عام 1974 كرر العرض نفسه لمن يستطيع أن يثبت أن أي أحد من الزعماء العرب دعا يوماً إلى رمي اليهود في البحر أو إبادتهم بأي طريقة. 

أثارت حملة ميهيو جدلاً و اسعاً و جندت القوى الصهيونية في بريطانيا كل طاقاتها من أجل احباط مسعاه، و بالفعل أعلنت صحيفة "جويش كرونيل" الصهيونية بأن أحد محرريها عثر على الوثيقة المنشودة و التي لم تكن سوى قصاصة من صحيفة تعود إلى عام 1948 و تحتوي على تصريح لأول أمين عام لجامعة الدول العربية المصري عبد الرحمن عزام باشا، يقول فيه أن على اليهود الذين جاؤوا فلسطين عن طريق البحر، أن يعودوا من حيث جاؤوا، على ذات السفن التي حملتهم، عبر البحر أيضاً !!

و كان رد ميهيو بأنه فضلاً عن أن عبد الرحمن عزام ليس واحداً من الزعماء العرب، فان العبارة التي قالها لا تحمل أي دعوة إلى رمي اليهود في البحر، و ازاء التعنت الصهيوني لجأ الفريقان إلى القضاء البريطاني للبت في القضية، و بالفعل نظر القضاء البريطاني في الملف، و بعد الاستماع لآراء ميهيو و المحرر الصهيوني أصدر القضاء قراره في شباط فبراير من عام 1976، و الذي جاء في صالح ميهيو، حيث ذكر قرار المحكمة صراحة بأن جمال عبد الناصر أو أي أحد من الزعماء العرب لم يدع يوماً إلى رمي اليهود في البحر.

و رغم أن براءة العرب من هذه التهمة قد اثبتت بحكم المحكمة البريطانية، فما زالت أبواق الدعاية الصهيونية تستخدم هذه العبارة بسبب و بغير سبب، عملاً بمبدأ وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز القائل اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك.

شاهد أيضاً :

الخميس، 25 مايو 2017

و رحل كبير آخر من زمن الفن الجميل .. سهيل عرفة وداعاً




رحل اليوم عن عالمنا الفنان السوري القدير الموسيقار سهيل عرفة والد الفنانة أمل عرفة، عن عمر ناهز الـ 83 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان.

ولد سهيل عرفة  عام 1935 في حي الشاغور الدمشقي العريق لعائلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وكان الراديو في تلك الأيام في بداية انتشاره ، وكان الصبي الصغير سهيل يستمع بشكل دائم إلى الراديو ويرافق أباه إلى الموالد والاحتفالات الدينية،  حيث راح يحاول تقليد المغنين في تلك الأيام، قبل أن يفتتح محلاً صغيراً لإصلاح أجهزة الراديو في محلة السنجقدار قبالة مقر مجلة "الدنيا" لصاحبها عبد الغني العطري، و هناك تعرف الشاب سهيل إلى عدد من الفنانين والأدباء، و ذات يوم قادته زيارة إلى منزل عبد العزيز الخياط  والد الفنان أمين الخياط  إلى التعرف على مجموعة من الفنانين أمثال نجيب السراج و رفيق شكري وعدنان قريش و محمد عبد الكريم، و الذين أعجبوا به، فقرر الشاعر عمر الحلبي أن يقدمه إلى الإذاعة السورية، حيث سجل أول أغنية من ألحانه بصوت الفنان فهد بلان وهي نشيد "يابطل الأحرار" بمناسبة قيام الوحدة السورية المصرية أنذاك.

لحن سهيل عرفة بعدها مجموعة أغان لبعض المطربين السوريين، غير أن أغنية "ياطيرة طيري" التي قدمها للفنانة المصرية شادية و غنتها في فيلم "خياط السيدات" كانت بوابة النجاح و الشهرة بالنسبة إليه، لتتالى بعدها الألحان الناجحة "ميلي ما مال الهوى" و" يامال الشام " لصباح فخري، "ع البساطة" للشحرورة صباح، "بالأمس كانت" لفهد بلان، "من قاسيون أطل يا وطني" لدلال الشمالي، و غيرها العديد من الأغاني التي فاق عددها 1500 أغنية و بات بعضها من كلاسيكيات الغناء في سوريا و العالم العربي، حيث ضمت قائمة الفنانين الذين تعاون معهم سهيل عرفة أيضاً : وديع الصافي، نجاح سلام، مروان محفوظ، طروب، سمير يزبك، كروان، فهد يكن، و كثيرون غيرهم.

بالإضافة لذلك قدم سهيل عرفة ألحان عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية و  الأفلام السينمائية مثل "الفهد"، "المغامرة"، "المصيدة"، و غيرها.

كما حازت أغنيته "غنوا معنا يا أطفال العالم" على الميدالية الذهبية في مهرجان أغاني الأطفال في إيطاليا، و تم تكريمه من قبل جامعة الدول العربية عام 1999.





شاهد أيضاً :

الغناء للرؤساء و القادة : تأليه و نفاق أم محبة حقيقية ؟




لو نظرنا حولنا في معظم دول العالم سنجد أن كثيراً من الشعوب تتغنى بأسماء قادتها و أبطالها الوطنيين، لكن المعضلة في عالمنا العربي أن معظم الأغاني التي تتغنى بأسماء القادة و الزعماء تظهر في فترة يكونون فيها على رأس السلطة، ما يجعل من العسير التفريق فيما إذا كانت هذه الأغاني تندرج في باب النفاق و تأليه الحاكم، أو في باب المحبة الحقيقية. 

"أنتيكا" تستعرض لكم فيما يلي و بشكل مختصر أبرز الأمثلة على الأغاني التي مجدت القادة و الزعماء السياسيين على امتداد العالم العربي، علماً أن الحصر الشامل لهذا النوع من الأغاني أمر يتطلب مجلدات كاملة و بحثاً طويلاً في أرشيفات الإذاعات و التلفزيونات العربية، لكننا حاولنا في هذه العجالى حصر أهم الأمثلة و أكثرها شهرة و تأثيراً في ذاكرتنا. 

عهد الملك فاروق 

شهد عهد الملك فاروق في مصر بداية ظهور الأغاني التي تمجد الحاكم بالإسم، فغنت كوكب الشرق أم كلثوم مجموعة من القصائد في تمجيد فاروق أطلق عليها إسم "الفاروقيات"، من بينها قصيدة "الملك بين يديك" لأمير الشعراء أحمد شوقي، و "اجمعي يا مصر أزهار الأماني" من كلمات أحمد رامي. 

أما موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فقد قدم أغنية "الشباب" من كلمات صالح جودت بمناسبة عيد جلوس الملك على العرش و التي يقول أحمد مقاطعها : "من كتر غيرتي عليك فى القلب خبيتك، و قلت لك يا فاروق القلب ده بيتك"، كما قدم من كلمات صالح جودت أيضاً أغنية "الفن" التي يقول فيها : "و الفن مين انصفه غير كلمة من مولاه، والفن مين شرفه غير الفاروق و رعاه".




عهد عبد الناصر 

في عهد ثورة يوليو ظهرت الأغاني التي تتغنى بالثورة و بالرئيس جمال عبد الناصر، خاصة مع بروز زعامة عبد الناصر العربية، حيث باتت هذه الأغاني نوعاً من الدعاية السياسية الموجهة لا للمصريين فحسب، إنما أيضاً للشعب العربي الذي اعتبر قسم كبير منه عبد الناصر رمزاً و بطلاً للعروبة.

من أبرز الفنانين الذين غنوا لعبد الناصر العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي اعتبر ابن ثورة 23 يوليو و الصوت الرسمي الناطق باسمها، فقدم عدداً كبيراً من الأغاني التي ورد فيها إسم عبد الناصر، من بينها : "يا جمال يا حبيب الملايين"، "ناصر يا حرية"، "صورة"، "يا أهلاً بالمعارك"، "بستان الاشتراكية"، و غيرها. 

أما موسيقار الأجيال الذي غنى للملك قبل الثورة، فقد غنى للثورة و الاشتراكية بعد 23 يوليو، فقدم : "ناصر كلنا بنحبك"، "دقت ساعة العمل الثوري"، "يا جمال النور و الحرية"، " كما قدم أوبريت "الجيل الصاعد" الذي شارك فيه عدد من أبرز الفنانين العرب آنذاك، و الذي يقول أحد مقاطعه و الذي غناه عبد الوهاب بنفسه : "ردينا عليك يا جمال وأيدينا فى أيديك يا جمال، وطلعنا معاك يا جمال نبني وياك يا جمال، حيوا معايا قولوا معايا عاش عبد الناصر عاش".

أما كوكب الشرق أم كلثوم فقد غنت : "الزعيم و الثورة"، "تحويل السد"، "ابقى فأنت الأمل"، "يا جمال يا مثال الوطنية"، و "الفجر الجديد"، التي يقول أحد مقاطعها : "وفتاكِ عبدُ الناصرِ بطلُ الكفاحِ الظافرِ، لم تعطِنا الدنيا سواه ولا نريد لها سواهْ، شدّتْ يداهُ لنا الصباحَ من الدّجى، سلمتْ يداهْ"، و كما تغنت كوكب الشرق بالزعيم في حياته فقد تغنت به بعد رحيله حين قدمت قصيدة "رسالة إلى جمال عبد الناصر" للشاعر السوري نزار قباني. 



عهد السادات و مبارك : 

عهد الرئيس السادات لم يشهد ظهور أي أغنية تمجد الرئيس، ربما باستثناء أغنية عبد الحليم حافظ "عاش اللي قال" و التي لم يذكر فيها السادات بالإسم، و إن كان واضحاً أنه هو المقصود بكلمات الأغنية.

عهد مبارك شهد هو أيضاً ظهور بعض الأغاني التي تغنت بالرئيس دون أن تذكره بالإسم، من أبرزها  أوبريت "اخترناه وبايعناه" و أوبريت "أول طلعة جوية فتحت باب الحرية" لمجموعة من الفنانين. 

سوريا : 

تعتبر فترة حكم الرئيس حافظ الأسد الأطول ما بين حكام سوريا في التاريخ المعاصر، حيث امتدت لنحو ثلاث عقود، صدرت خلالها مئات الأغاني و الأناشيد التي مجدت الرئيس و تغنت بعهده، من بين الفنانين السوريين الذين قدموا هذا النوع من الأغاني الفنان مصطفى نصري (زادك الله، وعد القائد، معك الشعب)  و ابنته أصالة نصري (لبيك يا وطن الأباة)، ميادة الحناوي (جبهة المجد ، سوريا يا حرية)، جورج وسوف (تسلم للشعب)، موفق بهجت (رعاك الله، ع جبينك البطولة، الشمس طلعت). 

و من الفنانين العرب غنى للرئيس الأسد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب (يجعلها عمار)، هاني شاكر (جنة المواعيد) ، سميرة سعيد (سوريا هي الغالية عليا، أبو الرجال)، نجوى كرم (بنرفع ايدينا)، علي حليحل (أبو باسل قائدنا، واجب علينا)، ديانا حداد (نعم إلى الأبد)، و كثيرون غيرهم. 

العراق :

في العراق حكم الرئيس صدام حسين البلاد لنحو ربع قرن من الزمن حفلت بالتمجيد المطلق لشخص الرئيس، حتى لم يبق فنان عراقي تقريباً لم يغني له، بدءاً من كاظم  الساهر (هله يالناذر عمره)، سعدون جابر (تهنّن يا خوات صدام، يا ساري بينا للمعالي)، حسين نعمة (نحبك والله نحبك، بين الشعب و بينك، العزيز انت، صدام أبو الخيالة)، بالإضافة إلى داود القيسي و فاضل عواد و المطربة رباب و صباح السهل و غيرهم الكثير. 



بقية البلدان العربية : 

في لبنان تنتشر بكثيرة الأناشيد الحزبية التي تتغنى بقادة الأحزاب و الطوائف و الحركات السياسية، و لعل الرئيس الحالي ميشيل عون هو من أكثر الزعماء اللبنانيين الذين توجد أغاني باسمهم (عونك جايي من الله، رح نبقى هون، طل القائد عون)، دون أن ننسى الأناشيد االمكرسة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله و لزعيم حركة أمل الرئيس نبيه بري و لمؤسس تيار المستقبل رفيق الحريري و مؤسس الحزب التقدمي الإشتراكي كمال جنبلاط و مؤسس القوات اللبنانية بشير الجميل.

و في السعودية عرف الغناء لملوك آل سعود طريقه مبكراً إلى شاشات التلفزة و أثير الإذاعة و لعل من أبرز من غنوا للعائلة السعودية فنان العرب محمد عبده و رابح صقر و طلال مداح و غيرهم الكثير من المطربين السعوديين. 

و في باقي أرجاء العالم العربي أيضاً لم يخلو بلد عربي تقريباً من الأغاني التي تمجد القادة و الحكام، حتى أن هذا النوع من الأغاني طغى في كثير من الأحيان على الأغاني الوطنية التي تتغنى بالوطن و الشهداء و الشعب. 



شاهد أيضاً : 

الثلاثاء، 23 مايو 2017

بالصور : صوفيا لورين في مسابقة ملكة جمال ايطاليا قبل 67 عاماً !


كثيرات من نجمات الفن بدأن مسيرتهن في مسابقات الجمال، والنجمة الإيطالية الفاتنة صوفيا لورين هي واحدة من هؤلاء، ففي عام 1950 و كانت بعد في السادسة عشرة من عمرها شاركت صوفيا فيلاني سكيتشلوني في مسابقة ملكة جمال إيطاليا، و رغم أنها لم تفز باللقب إلا أن تأهلها إلى المراحل النهائية لفت الأنظار إليها، و ساعدها في أن تشق طريقها لاحقاً في عالم السينما، حتى أصبحت واحدة من نجمات الصف الأول في السينما الإيطالية و العالمية، و أيقونة  خالدة من أيقونات الجاذبية والجمال.








شاهد أيضاً:

الاثنين، 22 مايو 2017

الحريم العثماني : صراعات السلطة و الشغف !




لعب الحريم دوراً بارزاً خلال فترة حكم السلطنة العثمانية التي امتد نفوذها لقرون من بلاد البلقان إلى مكة و الحجاز، حتى أن مصطلح "قادينلَر سَلطَناتي" أي "سلطنة الحريم" ظهر آنذاك للإشارة إلى التأثير القوي للحريم على قصر السلطان العثماني وتدخلهن في أمور الدولة و الحكم. 

و لعل الصراع بين نوربانو و صفية خاتون الذي نشب مع وفاة السلطان سليم الثاني وصعود ابنه مراد الثالث إلى سدة الحكم هو خير مثال على صراعات الحريم العثماني و تأثير الجواري و المحظيات على سلاطين بني عثمان. 

فبعد وفاة السلطان سليم الثاني عام 1574 خلفه ابنه مراد الثالث و هو ابن جارية تدعى نوربانو هي ابنة عائلة من نبلاء مدينة البندقية كان  القراصنة العثمانيون قد اختطفوها و باعوها كجارية لحريم السلطان، فأصبحت سريعاً إحدى الجواري المفضلات لدى سليم الثاني و أنجبت له ابنه الذي خلفه على العرش، في حين حملت هي لقب "السلطانة الأم".

و في مشهد أصبح معتاداً في التاريخ العثماني كان أول عمل افتتح به مراد الثالث عهده هو اغتيال إخوته الخمسة، حتى يؤمن عرشه من أي انقلاب داخلي، وكان المحرض الأكبر له في هذا القرار الدموي والدته السلطانة الأم.

هكذا استحوذت نوربانو على النفوذ الهائل الذي لطالما حلمت به، بعد أن حصلت على لقب السلطانة الأم و احتفظت به حتى وفاتها، و قد كانت ثاني امرأة تحصل على هذا اللقب بعد السلطانة حفصة خاتون أم السلطان سليمان القانوني، و قد شبه بعض المؤرخين نوربانو  بكاترين دي مدتشي الملكة الأم في فرنسا، فكلتاهما تنحدران من أصول إيطالية، وكلتاهما حصلت على نفوذ هائل داخل القصر الحاكم في بلدها، وأدارت شؤون الحكم من خلف ستار، خاصة أن السلطانة العثمانية والملكة الفرنسية عاصرتا فترة تولي حكَّام ضعاف الشخصية في ظل أوقات عصيبة.

و لم تتوقع نوربانو و هي في عنفوان سلطتها أن يأتيها التهديد من المكان الذي خرجت هي منه و استمدت سلطتها من خلاله، ألا و هو حريم السلطان، فمراد كان معروفاً بعشقه للنساء، فانغمس في علاقاته مع الجواري و كانت النتيجة ذرية من صلبه جاوزت المائة، لكن جارية واحدة خطفت لبه فعشقها حتى الجنون و هي الجارية الإيطالية الأصل صفية خاتون، التي ربما رأى فيها مراد الثالث صفات أمه ذات الأصل الإيطالي أيضاً، فكان طبيعيا أن يضج  الحريم بصراع السلطانة الأم المتمسكة بكل قطرة في نفوذها المتصاعد، و الجارية الحسناء المدعومة بحب السلطان.

صراع المرأتين بدأ بإعادة تقسيم الحريم بما يتناسب مع نفوذ السلطانة الأم و جارية السلطان المفضلة، و بناء على رغبة الأم وافق مراد الثالث على إعادة ترتيب جناح الحريم في قصر الباب العالي من جديد، و لهذا الغرض تمت الاستعانة بأشهر معماري في التاريخ العثماني سنان باشا، و الذي أعاد تقسيم الحريم بحسب توجيهات السلطانة الأم التي اعتبرت أنها كسبت هذه الجولة، بعد أن ضمنت زيادة مساحة جناح الحريم بصورة غير مسبوقة، خاصة أنها جعلت من غرف الجواري البنية التحتية لجناحها الخاص، فعندما تخرج السلطانة الأم من جناحها تطل مباشرة من شرفة علوية على جميع أرجاء الحريم، و بذلك حققت نوربانو انتصارها بإعلانها الرمزي، أن مكانتها هي الأعلى من مكانة أي امرأة أخرى داخل الحريم، بما في ذلك جارية السلطان المفضلة صفية خاتون.

وجه آخر من وجوه الصراع بين السلطانة الأم وصفية خاتون، تمثل في تخصيص جناح داخل الحريم لولي العهد محمد بن السلطان مراد من صفية خاتون، فالسلطانة الأم أرادت أن تضع حفيدها تحت رعايتها و تشرف على تربيته، حتى إذا ما تعرض ابنها السلطان مراد لأي مكروه، فإنها تضمن لنفسها حب و ولاء السلطان الجديد، و هكذا تم بناء جناح ولي العهد بالقرب من جناح السلطانة الأم و فوق جناح والدته، و هو ما جعل ولي العهد تحت سيطرة نساء الحريم بعيداً عن مجالس رجال الدولة، ما سيكون له أثره البعيد على مستقبل دولة بني عثمان. 

كما لعبت السلطانة نوربانو دورا بارزاً في السياسة الخارجية للدولة العثمانية، فعملت  على تدعيم أواصر الصداقة مع بلدها الأم جمهورية البندقية، ما أدى إلى توتر العلاقات بين السلطنة العثمانية وجنوا عدوة البندقية، و قد استخدمت نوربانو في علاقاتها الخارجية شخصية نسائية بارزة في هذا العصر وهي سيدة يهودية تدعى إستر كيرا كانت زوجة جواهرجي القصر، و قد اتخذتها السلطانة الأم مساعدة شخصية لها، فتمكنت بذلك من أن تلعب دورا كبيرا في السياسات الداخلية والخارجية للدولة العثمانية، و من خلال تغلغلها في دائرة الحريم ودعم السلطانة الأم المطلق لها، أصبحت إستر كيرا مسؤولة عن جمارك إسطنبول بفرمان رسمي أصدره السلطان نفسه، و يرى بعض المؤرخين أن هذه السيدة الغامضة مارست نشاطاً تخريبياً في السلطنة العثمانية، من خلال تزييف العملة، مما انعكس سلباً على مالية الدولة، كما عملت على بيع المناصب و شكلت شبكة فساد واسعة امتدت أذرعها إلى معظم دوائر الدولة. 

هكذا تربعت السلطانة الأم على رأس هرم السلطة في السلطنة العثمانية حتى وفاتها عام 1583، فرحلت بعد أن وضعت أساس ما بات يعرف رسمياً بعصر "سلطنة الحريم"، الذي هيمنت فيه الجواري على مقدرات الدولة، و ما ان رحلت السلطانة الأم حتى أطلت عدوتها اللدود الجارية صفية خاتون، لتتربع هي الأخرى لعقود على رأس "سلطنة الحريم" فحكمت البلاد و العباد من خلف الكواليس من خلال نفوذها الواسع على زوجها مراد الثالث، و من بعده على ابنها السلطان محمد الثالث الذي حصلت في عهده على لقب السلطانة الأم، و ظلت محتفظة به حتى وفاتها عام 1619.

شاهد أيضاً : 

قصة بيتي جراهام المدهشة : المرأة التي علمتنا كيف نصحح أخطائنا !




الطرد من العمل قد لا يكون أمراً سيئاً بالضرورة، بل إنه قد يكون محفزاً للإنسان على اتخاذ خطوات هامة على طريق الثروة و الشهرة و النجاح، و هذا ما حصل مع بطلة قصتنا لهذا اليوم.

ولدت بيتي نيسمث جراهام عام 1924 في دالاس بولاية تكساس الأمريكية، و في عام 1941 تزوجت و أنجبت طفلاً، ثم انفصلت لاحقاً عن زوجها عام 1946، لتجد نفسها وحيدة و مسؤوولة عن طفل، ما اضطرها أن تتخلى عن حلمها بأن تصبح فنانة، فوجدت عملاً كسكرتيرة، في حين ظلت تمارس الرسم و التلوين في أوقات فراغها.

و خلال عملها كسكرتيرة تنفيذية في بنك "تكساس تراست" تعرفت بيتي إلى الآلة الكاتبة، و رغم أن هذا الاختراع قد مكن الموظفين من الكتابة بطريقة أسرع، لكن كانت هناك مشكلة كبيرة، و هي أنه عندما تحدث أخطاء في الكتابة لم يكن أمام الموظف سوى أن يعيد كتابة الصفحة كاملة، وكان هذا أكثر ما يزعج بيتي وزميلاتها من السكرتيرات.

كانت بيتي سعيدة بعملها، لكن هفوات الطباعة كانت تستهلك قسطاً كبيراً من وقتها، و تحرمها من قضاء الوقت مع ابنها الصغير، هذا الأمر جعلها تبدأ بالتفكير في حيلة فنية تساعدها على تصحيح أخطاء الكتابة دون أن تضطر لإعادة طباعة الصفحة كاملة، هنا تذكرت بيتي أن الفنانين لا يمسحون أخطاءهم، بل يرسمون عليها، و كثيراً ما يلجأون للرسم على الأقمشة و الملابس لإخفاء عيوبها، فقالت في نفسها : لماذا لا أفعل الشيء نفسه ؟

هكذا عادت بيتي إلى مطبخها، حيث قامت بخلط بعض الماء الساخن مع طلاء بلون مناسب للورق، و وضعت الخليط في زجاجة، ثم أخذت فرشاة الألوان المائية الدقيقة معها إلى المكتب، حيث بدأت في استخدام هذا الخليط الذي ابتكرته في تصحيح الأخطاء، ومر وقت طويل، دون أن يلاحظ مديرها الأمر، و حين علمت صديقاتها السكرتيرات بذلك السائل العجيب، طلبن منها أن تمدهن بعبوات منه، فعادت إلى مطبخها، و صنعت المزيد منه و عبأته  في زجاجات خضراء اللون، وكتبت عليها عبارة "مزيل الأخطاء"، وتدريجياً راحت كل سكرتيرات المبنى الذي كانت تعمل فيه يستخدمن السائل، الذي ظلت تقدمه لهن مجاناً لفترة طويلة.

أسست بيتي من منزلها شركة "مزيل الأخطاء"، والتي أسمتها لاحقاً " الورق السائل"، و تحول مطبخها إلى مختبر تقوم فيه باختبار و تحسين المنتج، فجربت تغيير نسب المكونات، و درجة حرارة الماء، و زمن الخلط، و نوع الطلاء المستخدم، و علاوة على هذا قامت باستشارة  معلم الكيمياء الذي كان يدرس ابنها، حتى نجحت في الوصول أخيراً إلى المزيج المثالي، وفى عام 1958، حصلت على براءة اختراع وعلامة تجارية لمنتجها، وعمل ابنها و بعض أصدقائه في تعبئة الزجاجات و تجهيزها للبيع، لكنها رغم كل هذا لم تحقق أموالاً طائلة حيث ظلت مبيعاتها محدودة. 

و في أحد الأيام، اكتشف مديرها خطأ نسيت أن تقوم بإصلاحه، فطردها من العمل، و رب ضارة نافعة، فأخيراً أصبح لديها ما يكفي من الوقت للاهتمام بشركتها الخاصة، التي راحت تنمو بسرعة مذهلة، فتعاقدت مع عدد من العاملين بدوام جزئي، وبدأ المنتج ينتشر داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، وزادت المبيعات بصورة مضطردة، ما دفعها  لتعيين موظفين دائمين، و في في عام 1968 انتقلت الشركة إلى مقر خاص في دالاس، واشتمل المقر الجديد على مصنع متطور يقوم على تشغيله 19 عاملاً، و بلغ رأسمال الشركة آنذاك مليون دولار أمريكي، وباعت في هذا العام وحده نحو مليون زجاجة.

و مع مرور السنوات ازدهرت الشركة، وبحلول عام 1975، كان المنتج يوزع في 30 بلداً حول العالم، و انتقلت الشركة إلى مقر أكبر، وزاد الانتاج بشكل كبير حتى وصل لنحو 500 مليون عبوة سنوياً، وبلغ صافى أرباح الشركة لسنة 1976 وحدها 1.5 مليون دولار أمريكي، و في عام 1979 باعت بيتي الشركة لمجموعة "جيليت" المعروفة بمبلغ قدره 47.5 مليون دولار.

استخدمت بيتي جزءاً كبيراً من ثروتها في إقامة مؤسستين لطالما حلمت بهما، الأولى هدفها تقديم الدعم والمشورة وفرص التدريب و المنح الدراسية للنساء و بخاصة المعيلات منهن، و الثانية لرعاية الفنون، ولا تزال المؤسستان قائمتين حتى يومنا هذا.

وفى عام 1980، رحلت بيتي نيسمث جراهام عن  56 عاماُ، بعد أن أمضت حياة اعتمدت فيها على نفسها و لم تنتظر المساعدة من أحد، و كانت كما وصفت نفسها ذات يوم : "نسوية أرادت الحرية لنفسها وللجميع"، فعلمتنا كيف نصحح أخطائنا، و نحول فشلنا إلى نجاح. 


بيتي جراهام مع ابنها مايكل الذي أصبح عازف كمان معروف 


شاهد أيضاً : 

الأحد، 21 مايو 2017

بالصور : ما قبل ايفانكا بأربع عقود .. كوني تشانغ أمريكية أخرى خطفت أنظارالسعوديين


على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، أثارت صور ايفانكا ابنة الرئيس الأمريكي في المملكة و نظرات الفضول التي طاردتها في كل مكان الكثير من التهكم و السخرية وحتى التحليل النفسي و الإجتماعي، حتى أن الاهتمام بهذه الصور فاق لدى البعض اهتمامهم بالزيارة نفسها.

و لعله ليس من الغريب بمكان مدى التشابه بين صور ايفانكا و صور أخرى تعود إلى نحو أربع عقود خلت حين زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نكسون المملكة عام 1974، الصور تعود للمراسلة الأمريكية ذات الأصول الصينية كوني تشانغ التي وصلت السعودية آنذاك لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي لصالح محطة سي بي سي التلفزيونية المعروفة، فاقتنصت لها عدسة المصور هذه اللقطات و عيون الحاضرين تطاردها بنهم و فضول لا يختلف كثيراً عن ذلك الذي شاهدناه في صور ايفانكا آنفة الذكر !






شاهد أيضاً :

إليزابيث باثوري : "كونتيسة الدماء" و المرأة الأكثر شراً في التاريخ !




ألقاب عديدة أطلقت عليها من "كونتيسة الدماء" إلى "السيدة دراكولا"، في حين وصفها البعض بأنها المرأة الأكثر وحشية و شراً في التاريخ، إنها الكونتيسة الهنغارية إليزابيث باثوري، و إليكم قصتها : 

ولدت إليزابيث باثوري عام 1560، في إحدى مقاطعات هنغاريا (المجر)، لأسرة أرستقراطية، فابن عمها كان رئيسًا لوزراء هنغاريا و خالها كان ملك بولندا، و في طفولتها تعرضت لصدمة نفسية لم تخرج منها أبداً و ذلك حين رأت أثناء تمرد المزارعين اغتصاب أختيها الأكبر منها من قبل الخدم، و ذلك قبل أن يتم إنقاذها و قمع التمرد.

في سن الخامسة عشرة تزوجت من الكونت فيرينك نيداسدي و انتقلت للعيش معه في قلعته، و هناك بدأت ميولها السادية بالظهور، حيث ابتكرت طريقة لتأديب الخدم وأطلقت عليها إسم "رقصة النجوم"، فكانت تقيد الخادمة التي تريد تأديبها و تضع  قطعاً ورقية مبللة بالزيت بين أصابع قدميها، ثم تقوم بإشعال النار في طرف القطع الورقية، وحين يصل اللهب إلى الخادمة تبدأ في التخبط بطريقة عشوائية محاولة إبعاد النار عن قدميها و هي تصرخ من شدة الألم، و عاماً بعد عام راحت  إليزابيث باثوري تطور طرق تعذيبها للخدم و تتفنن بها، دون أن تجد من يردعها، حتى أنها في بعض الأحيان كان تلفق التهم للخادمات حتى تستمع بتعذيبهن، ففي إحدى المرات إتهمت خادمة بسرقة نقود، و عقاباً لها قامت بتسخين قطعة نقود معدنية حتى ابيضت من السخونة ثم دقت قطعة النقود الساخنة بيد الفتاة حتى التصقت بها !

و رغم وحشية ما كانت تقوم به إليزابيث باثوري إلا أن جرائمها اقتصرت حتى ذلك الحين على تعذيب الخادمات، لكن الأيام المقبلة سوف تحمل ما هو أكثر بشاعة و أشد إجراماً من كل ما سبق. 


قلعة إليزابيث باثوري التي ارتكبت فيها معظم جرائمها

فبعد وفاة زوجها و استيلاء أحد أقاربه على معظم أملاكه لم تجد إليزابيث باثوري ما تنفس به عن غضبها سوى إيقاع صنوف العذاب بالخادمات، و لم تكتف بهذا، فمع تقدمها بالسن راحت تخشى من تلاشي جمالها، و لأنها سمعت بأسطورة قديمة تقوم بأن الاستحمام بدماء العذراوات الجميلات يجدد الشباب، فقد راحت تتصيد العذراوات من القرى المحيطة و تأتي بهن إلى قلعتها بحجة تشغيلهن كخادمات، ثم تقوم باحتجاز الفتاة في قفص مرتفع، حيث يقوم أحد الحرس بطعن الفتاة برمح مسنون ليتم تجميع الدم النازف في برميل خاص حتى تستخدمه الكونتيسة في الاستحمام، و أحيانا كانت تخلط الدم بالنبيذ و تقوم بشربه، أو تقوم بقضم قطع من لحم الفتيات الحي. 

كان يمكن لإليزابيث باثوري أن تنجو بفعلتها لو أنها ظلت تقتل الخادمات و الفلاحات، إلا أن تعطشها إلى دماء الجميلات جعلها تسعى خلف بعض فتيات الطبقة النبيلة، ما أوقع بها و كتب الفصل الأخير في قصتها المرعبة، فحين حاولت الإيقاع بابنة أحد الكهنة النافذين اشتكت الفتاة الأمر لوالدها، الذي تدخل لدى السلطات التي أرسلت كتيبة مسلحة قامت باقتحام قلعة الكونتيسة فوجدت هناك أكثر من 650 جثة لفتيات عذبن و قتلن بأبشع الطرق، و رغم هذا و بسبب مكانتها الإجتماعية فقد اكتفت السلطات بسجن إليزابيث باثوري في إحدى حجرات قصرها، في حين تم إنزال أقسى العقوبات بالخدم الذين كانوا يقومون بمساعدتها في جرائمها، و بعد 4 سنوات قضتها في سجنها وجدت إليزابيث باثوري مقتولة و غارقة في دمائها دون أن يعرف أحد من قام بقتل كونتيسة الدم. 


لوحة تمثل إليزابيث باثوري تستحم بدماء ضحاياها

شاهد أيضاً :

مريض عقلي حكم فرنسا 217 يوماً !




مريض عقلي يصبح رئيساً للجمهورية !! ، هو أمر قد لا نتخيل وقوعه سوى في الأفلام الهزلية أو القصص الخيالية، أو ربما في بعض بلدان عالمنا العربي المحكوم بالجنون أصلاً ! لكنك سوف تفاجئ حين تعلم أن الأمر قد حدث فعلأً في فرنسا عام 1920 حين حكم مريض عقلي يدعى بول ديشانيل البلاد مدة 217 يوماً، فكيف حدث هذا ؟ إليكم التفاصيل : 

ولد بول ديشانيل عام 1850 في مدينة صغيرة تقع بالقرب من العاصمة البلجيكية بروكسل حيث كان والده يعيش هناك في منفاه القسري بسبب كونه أحد المعارضين لحكم الإمبراطور نابوليون الثالث، و بعد عودته إلى فرنسا درس ديشانيل المحاماة و أصبح نائباً في البرلمان عن منطقة "أور ولوار" مرتين، الأولى من 1898 إلى 1902، و الثانية من 1912 إلى 1920، و في 9 كانون الثاني يناير 1920 انتخب رئيسأً للجمهورية، و استلم منصبه في 18 شباط فبراير، حتى هنا تبدو سيرة ديشانيل طبيعية، لكن أيامه المقبلة في القصر الرئاسي سوف تحمل له و للمحيطين به الكثير من المفاجآت التي لا تصدق !

فبعد تنصيبه بفترة قصيرة بدأت تظهر على الرئيس تصرفات غير طبيعية، فذات مرة حين كان يلقي خطاباً في مدينة نيس و رأى بأن الجمهور سعيد بخطابه، أعاد الخطاب مرة أخرى ! ، و في مناسبة أخرى قدمت له طفلة صغيرة باقة من الورد فقذفها في وجهها، في حين كانت أكثر تصرفاته غرابة حين استقبل سفير بريطانيا العظمى في مكتبه و هو عار تماماً إلا من الوشاح الرئاسي، أما الحادثة التي قصمت ظهر البعير و لفتت نظر الرأي العام بشكل واسع إلى وضع الرئيس العقلي الغير طبيعي فوقعت حين كان يمشي في نومه فخرج من نافذة القطار الرئاسي و وجده رجال الشرطة يتجول بالقرب من السكة الحديدية حافي القدمين و مرتدياً ملابس النوم !

و بعد سبعة أشهر قضاها الرئيس غريب الأطوار في منصبه أصبح خلالها حديث البلاد و أضحوكتها اضطر للاستقالة يوم 21 أيلول سبتمبر 1920، و رغم حالته العقلية الغير مستقرة انتخب مجدداً لعضوية البرلمان عام 1921، حيث بقي نائباً حتى وافته المنية عام 1922 عن 72 عاماً.


رسوم كاريكاتورية نشرتها الصحافة الفرنسية تسخر فيها من الرئيس المجنون 

خبر استقالة ديشانيل في الصحافة الفرنسية 

شاهد أيضاً :

الجمعة، 19 مايو 2017

طقوس و خرافات شعبية من تراث أهل الشام




في بعض البلدان الأوروبية يتدفق الناس لرمي قطع نقدية في بركة ماء لتحقيق الأمنيات، كعودة غائب، أو تلقي رسالة من حبيب، أو الشفاء من مرض. وفي أمريكا مثلاً يتشائمون من الرقم 13 لدرجة تجعل بعض الفنادق تحذف هذا الرقم من غرفها ومصاعدها.

وفي سورية عموماً و دمشق بشكل خاص يوجد أيضاً الكثير من الخرافات المتوارثة عبر الأجيال، ما زال البعض يؤمنون بها ويخضعون لناموسها حتى يومنا، لا سيما في الأرياف و بعض الأحياء الشعبية، حيث يطلقون عليها لقب "دفتر النسوان" لنتذكر بعضاً منها :

- إفتتح عامك بأكلة بيضاء اللون (شاكرية مثلاً) ليعم عليك الخير طوال السنة.
- حاذر أن تقص أظافرك ليلاً، كي لا ترى منامات مزعجة.
- من يموت يوم سبت سوف يجر أفراد العائلة وراءه بسرعة.
- لا يلقون الماء الساخن على الأرض كي لا تصيب الجن، وفي حال حصول ذلك عليك الاستئذان منهم بالقول : "دستور يا أسيادنا...".
- لا يقصون ثوباً يوم الثلاثاء، لأن هذا الثوب سوف يفنى حرقاً.
 - لا يقطعون شجرة في المنزل، لان قطعها سوف يسبب وفاة صاحب المنزل. 
- لا يرشون أحداً بالماء لأن رش الماء يسبب الفراق.
- لا يدخلون ولا يخرجون قطع الصابون من و إلى المنزل في يوم السبت، لأنها قد تسبب وفاة احد أفراد الأسرة وغسله بها. 
- إذا طنت أذنك اليمنى، فهذا يعني أن شخصاً ما يذكرك بالخير، وإذ طنت أذنك اليسرى فعدوك هو الذي يذكرك.
 - لا يقيمون أعراسا في يوم الجمعة لأن : "عروس الجمعة قريبة الرجعة". 
- يعطون العروس قطعة من العجين عند دخولها إلى بيت عريسها، لتلصقها على الباب، و اذا لم تلصق فالطلاق مصير العروسين.
- إذا شعرت بحكة في احد الحاجبين فاعرف بأنك مقبل على لقاء غائب قريباً. 
- لا تعد النجوم بالليل كي لا تصاب باشتعال "التواليل" في الجسم. - عن غسيل الثياب يوم الاثنين : الثياب لا تنقى وصاحبها لا يبقى.
- يقولون إن الفراشة التي تطير في البيت ما هي إلا روح من أرواح الأقرباء تحوم فيه فيجب العطف عليها. 
- إذا شعرت بحكة في باطن كفك الأيمن، فإن قبضة من المال في طريقها إليك، وإذا كانت في كفك الأيسر فهذا يعني انك ستدفع. 

بتصرف عن صفحة "وشوشات شامي عتيق" على موقع فايسبوك

شاهد أيضاً :

الخميس، 18 مايو 2017

ألقاب النجوم تكريم مستحق أم تسويق إعلامي ؟


من "كوكب الشرق" و "موسيقار الأجيال" إلى "القيصر" و "الهضبة" و "الساحر"، ألقاب عديدة أطلقت على فنانين و فنانات عرب، فمن يطلق هذه الألقاب، الجمهور أم الصحافة أم الفنان نفسه ؟ و هل الألقاب تكريم مستحق يناله الفنان على نتاجه الفني، أم أسلوب من أساليب التسويق للفنان ؟ .

"أنتيكا" تستعرض لكم بعض أشهر الألقاب التي أطلقت على الفنانين و الفنانات العرب، فما هي أحب ألقاب الفنانين إلى قلبكم ؟ و من هم الفنانون الذين نالوا ألقابهم عن جدارة و استحقاق ؟ شاركونا بآرائكم ..


 أنور وجدي : ممثل مصر الأول

 محمد عبد الوهاب : موسيقار الأجيال 

 أم كلثوم : كوكب الشرق

 فريد الأطرش : ملك العود

 فاتن حمامة : سيدة الشاشة العربية

 فريد شوقي : وحش الشاشة - ملك الترسو

 عبد الحليم حافظ : العندليب الأسمر

 هند رستم : مارلين مونرو الشرق

 صباح : الشحرورة - شحرورة الوادي - الأسطورة 

 سعاد حسني : السندريلا

 فيروز : سفيرتنا إلى النجوم 

 عمر خورشيد : ملك الجيتار 

 رشدي أباظة : الدونجوان 

 رفيق سبيعي : فنان الشعب

 محمد عبده : فنان العرب

 ناديا الجندي : نجمة الجماهير 

 نبيلة عبيد : نجمة مصر الأولى

 عادل إمام : الزعيم 

 كاظم الساهر : القيصر

 محمد منير : الكنغ

 جورج وسوف : سلطان الطرب

 عمرو دياب : الهضبة 

 ميادة الحناوي : مطربة الجيل 

 نجوى كرم : شمس الأغنية 

محمود عبد العزيز : الساحر 


شاهد أيضاً :

الأربعاء، 17 مايو 2017

نجوم مسلسلاتنا التلفزيونية المدبلجة في التسعينات كيف أصبحوا اليوم ؟


 الممثلة الفنزويلية كورايما توريس (كاساندرا في مسلسل "كاساندرا")

 الممثل البورتوريكي أوسفالدو ريوس (لويس دافيد في مسلسل "كاساندرا")

الممثل الفنزويلي هنري سوتو (راندو في مسلسل "كاساندرا")

 الممثلة الكوبية إسبيرانزا ماجاس (دوريندا  في مسلسل "كاساندرا") - توفيت عام 2013

الممثل المكسيكي إدواردو بالومو (خوان الغول في مسلسل "خوان الغول") - توفي عام 2003 بعد إصابته بنوبة قلبية  

 الممثلة الفنزويلية آنا كولشيرو (آيمي في مسلسل "خوان الغول")

 الممثلة المكسيكية إيديث غونزاليس (مونيكا في مسلسل "خوان الغول")

الممثل المكسيكي آريل لوبيز باديلا (آندريس في مسلسل "خوان الغول")

 الممثلة و المغنية المكسيكية ثاليا (ماريا مرسيدس في مسسلسل "ماريا مرسيدس")

 الممثل المكسيكي أرتورو بينيشي (خورخي لويس في مسسلسل "ماريا مرسيدس")

الممثلة المكسيكية فيكتوريا روفو (ماريا في مسلسل "ماريا و بس")


شاهد أيضاً :