السبت، 19 ديسمبر 2015

الملكة نازلي و الفرسان الثلاثة



في عام 1948حولت هوليوود رائعة ألكسندر دوماس "الفرسان الثلاثة" إلى فيلم سينمائي لعب بطولته كل من جين كيلي و لانا تيرنر ، و ترقب الجمهور في مصر الفيلم بفارغ الصبر ، إلا أحداً لم يتوقع أن يثير فيلم مغامرات من طراز "الفرسان الثلاثة" مشاكل لدى الرقيب المصري لكن هذا ما حدث ، فلقد رفضت الرقابة المصرية الفيلم ثلاث مرات ، و مر بأكثر من لجنة رقابية ، و شاهده أكثر من مسؤول كبير بالدولة في محاولة لتشذيبه و اقتطاع ما يعتقد بأنه قد يسيء و لو من بعيد للملك و أسرته ، فقد قرر الرقباء مثلاً حذف كل ما يشير إلى السلطة المطلقة لرئيس الوزراء الكاردينال ريشيلو حتى لا يبدو و كأنه أعلى سلطة من الملك ، مع الابقاء على المشاهد التي تشير إلى فشل مخططات و مؤامرات رئيس الوزراء ضد الملك كاملة دون أي اقتطاع ، كما قرروا حذف أي عبارة قد تسيء إلى الملك كعبارة "الملك ذليل" مثلاً التي وردت على لسان إحدى شخصيات الفيلم ، لكن الأهم من هذا كله الإشارة المبطنة التي وردت في الفيلم حول علاقة غرامية ربطت بين ملكة فرنسا و أحد رجال الحاشية ، حيث خشي الرقباء أن يربط المشاهد بينها و بين الشائعات التي كانت منتشرة في مصر آنذاك حول العلاقة بين الملكة نازلي والدة الملك فاروق و حسنين باشا رئيس الديوان الملكي الراحل ، و هكذا عرض الفيلم في مصر عام 1949 بعد أن اقتطع منه كل ما قد يثير حفيظة الرقابة بما في ذلك جمل عادية جداً منها مثلاً جملة وردت على لسان الملك يطلب فيها من رئيس وزراءه أن لا يقاطعه ما دام يتحدث حديثاً منطقياً ، على أساس أن مثل هذه العبارة قد تظهر الملك في صورة ضعيفة .

و في عام 1952 قامت ثورة الضباط الأحرار و أعيد النظر في الفيلم كما في أعمال فنية أخرى عديدة ، و تقرر أن ليس هنالك ما يمنع عرضه ، فأعيد عرض الفيلم مجدداً على الجمهور المصري و لكن دون أي اقتطاع هذه االمرة .

بيروت 1959 : تحسبها بابل أو سفينة نوح

نشرت مجلة "العربي" الكويتية العريقة في عدد يوليو - تموز 1959 استطلاعاً مصوراً حول العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "بيروت : تحسبها بابل أو سفينة نوح" و كتب  محرر المجلة "فيها أعجب كوكتيل من الأجناس و الثقافات و أظرف تشكيلة من الأزياء و اللغات و العادات" كما أضاف "شبه أحدهم بيروت بسفينة تقل ركاباً من مختلف الجنسيات و الألوان و الأعراق ، يتلاقى هؤلاء الركاب مع بعضهم البعض ، فيتحادثون و يتاجرون و يلهون ، ثم لا يلبثون أن يتفرقوا" .

كما احتوى الاستطلاع على عدد كبير من الصور التقطها عدسة مصور "العربي" الشهير المصري أوسكار متري ، و قد اخترنا لكم عدداً من هذه الصور التي تظهر بعض جوانب الحياة في بيروت في ذلك الزمن .


ساحة الشهداء 

ميدان سباق الخيل 

الوسط التجاري 

المرفأ

ساحة رياض الصلح 

حي الزيتونة

شاهد أيضاً :

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

نجمات الأربعينات يبحثن عن آدم


ليلى فوزي

في عام 1941 وجهت مجلة "كل شيء و الدنيا" السؤال التالي لمجموعة من نجمات السينما المصرية : "لو بعث أبونا آدم من جديد ،  و كنت حواء ، فمن هو النجم السينمائي االمصري الذي تودين أن يكون آدم" ، فجاءت الاجابات على الشكل التالي: 

ليلى مراد : يجب أن يكون آدم خفيف الدم ليسلي وحدتي ، و ليكون بنو آدم خفاف الدم مثله ، و هذا الشرط يتوفر في الاستاذ بشارة يواكيم. 

نجاة علي : أختار الأستاذ حسن فايق لأن دمه شربات و أعتقد أنه سينسيني الدنيا و ما فيها.

حورية محمد : أختار آدم شرط أن أعيش معه في الجنة ، فإن أعجبكم هذا الشرط أبحث عن الماء و الخضرة و الوجه الحسن ، الماء و الخضرة يملآن الجنة أما الوجه الحسن فهو الأستاذ نجيب الريحاني,

ليلى فوزي : لا أتردد في اختيار الأستاذ علي الكسار فهو الوحيد الذي يستطيع أن يؤنسني و يربط الإبتسامة على شفتي ، و بالطبع سيكون لي خير والد فيرعاني و يتولى خدمتي .

عزيزة أمير : تعجبني صحبة الأستاذ أحمد كامل مرسي ، و عندما أتخيله في الجنة يتسلق الأشجار و يقفز من غصن إلى غصن أشعر بأن ذلك سيكون خير تسلية لي تذهب عني ألم الوحدة. 

كوكا : أختار الأستاذ يوسف وهبي لقوة شخصيته و تأثير صوته في إخافة الوحوش.

تحية كاريوكا : حين أختار من يشترك معي في إنشاء العالم و تعميره أشترط شرطاً واحداً هو الاستلطاف و استخفاف الدم ، و أنا لا أستلطف أي رجل ، أما الاستخفاف فأنا أستخف بكل رجل و حضرتك أولهم ، و بناء عليه فأنا لا أختار أحداً من الممثلين أو غير الممثلين لأن كلهم في الهوا سوا .

زوزو ماضي : أختار الأستاذ نجيب الريحاني الحبوب لأنه لن يجعلني أشعر بالنرفزة من الوحدة .

االمطربة نادرة : عندما سافرت إلى باريس للعمل في فيلم "أنشودة الفؤاد" عرفت في الأستاذ جورج أبيض حسن المعاشرة و رقة الحديث ، و هذا ما يجعلني أختاره ليكون "آدمي" المحبوب ، على ألا يقضي وقته في النوم فيفسد بشخيره هذا الجو الخيالي و يحملني على العودة إلى الدنيا.


شاهد أيضاً : 

الخميس، 17 ديسمبر 2015

الرهان الذي تحول إلى أغنية


يروي الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي الذي كان من المقربين للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ حيث كتب له كلمات عدد من أجمل أغانيه ، يروي قصة أغنية "مشيت على الأشواك" التي بدأت برهان بينه و بين العندليب قبل أن تتحول إلى واحدة من كلاسيكيات الغناء العربي .


ففي إحدى الجلسات الخاصة في منزل عبد الحليم كان الحديث يدور حول الأغاني الكلاسيكية ، فعلق الشاعر الشاب عبد الرحمن الأبنودي بالقول أن تلك الأغاني ليست سوى كيمياء ، حيث يقوم الشاعر بتركيب كلمات و عبارات الشوق و الحنين دون أن تحتوي الأغنية على إحساس أصيل ولا على فكرة حقيقية ، و أنه هو شخصياً لا يكتب هذا النوع من الأغاني التي تحتوي على مبالغات عاطفية ساذجة ، لم يعجب عبد الحليم بتعليق الأبنودي و تحداه إن كانت هذه الأغاني فعلأً كما قال أن يكتب واحدة فوراً على أن يدفع عبد الحليم له ثمنها المبلغ الذي يطلبه فيما لو نالت الأغنية إعجاب الحاضرين .


قبل الأبنودي الرهان و دخل إلى غرفة من غرف المنزل، حيث أغلق على نفسه الباب، ثم خرج بعد قليل يحمل في يده قصاصة من الورق راح يقرأ منها بسخرية : "مشيت على الأشواك  و جيت لأحبابك ، لا عرفوا ايه وداك ولا عرفوا ايه جابك ، رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن ، حتى في أحضان الحبايب شوك يا حنفي ! " ، فانفجر ضحك الحاضرين جميعاً إلا عبد الحليم الذي غضب و طلب من الأبنودي أن يقرأ الأغنية ثانية و لكن بشكل جدي و دون سخرية ، فأعاد الأبنودي قراءة الأغنية كاملة، و فوراً تلقف محمد الموجي الذي كان حاضراً الجلسة الأغنية و راح يدندن المطلع و يعزف اللحن الذي وضعه تواً على عوده الذي لم يكن يفارقه، في حين حجز العندليب الأغنية لنفسه، و هكذا تحولت المزحة إلى أغنية "مشيت على الأشواك" و نسي الجميع موضوع الرهان ، و قدم عبد الحليم الأغنية ضمن فيلم "أبي فوق الشجرة"، لتصبح واحدة من أبرز كلاسيكيات العملاقين عبد الحليم حافظ و عبد الرحمن الأبنودي .


شاهد أيضاً :

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

كيف مات نابوليون



شكل نابوليون بونابرت ذلك الضابط الكورسيكي المغمور الذي اعتلى عرش فرنسا و دوخ أوروبا بانتصاراته المدوية ، شكل لغزاً كبيراً في حياته و مماته على حد سواء .

مات نابوليون منفياً على جزيرة سانت هيلانة الواقعة في المحيط الأطلسي قرب سواحل أفريقيا يوم 5 أيار - مايو 1821 عن عمر 51 عاماً فقط ، كانت حالته الصحية قد بدأت تتدهور منذ عدة أشهر في حين أرسل طبيبه الخاص عدة تحذيرات إلى لندن بهذا الخصوص دون أن يلقى رداً ، لفظ نابوليون أنفاسه الأخيرة و كانت آخر كلماته : (فرنسا ، الجيش ، قائد الجيش ، جوزيفين) .

لكن لغز نابوليون لم ينته بوفاته ، فسرعان ما راحت الأحاديث تدور حول سبب وفاة امبراطور فرنسا السابق ، و تساءل الناس هل من دور لعدوة نابوليون الأزلية بريطانيا في هذه الوفاة السابقة لأوانها ؟ 

التقرير الرسمي الذي صدر بعيد الوفاة يعزو سبب الوفاة إلى إصابة نابوليون بسرطان المعدة ، و هو سبب يبدو مرضياً بالنسبة لسجاني نابوليون البريطانيين حيث يلقي عن كاهلهم أي مسؤولية عن الوفاة ، كما أنه من المعروف أن والد نابوليون كان قد مات بنفس المرض ما يرجح احتمال أن يكون السرطان وراثياً في الأسرة .

في عام 1955 نشرت مذكرات خادم نابليون الشخصي و التي احتوت على وصف دقيق للأشهر الأخيرة في حياة نابوليون ، بناء على هذا الوصف بنى عالم السموم السويدي ستين فروشوفود فرضيته الجديدة حول سبب وفاة نابوليون و التي خرجت إلى العلن في عام 1961 ، و التي تقول بأن نابوليون قد لا يكون مات ميتة طبيعية بل تم تسميمه باستخدام سم الزرنيخ و الذي كان استخدامه شائعاً في الحقبة الزمنية التي عاش فيها نابوليون حيث أنه لم يكن قابلاً للكشف في حال تم دسه بكميات ضئيلة على مدى فترة طويلة من الزمن ، و في عام 1978 أصدر فروشوفود دراسة أخرى بالاشتراك مع زميل له ذكرا فيها أن جسد نابوليون ظل سليماً تقريباً مدة 20 سنة بعد وفاته و هذه إحدى خصائص مادة الزرنيخ ، كما ذكرت الدراسة أن نابوليون كان يعاني في أواخر أيامه من عطش شديد و هذا أيضاً عارض آخر من أعراض التسمم بالزرنيخ .

و في عام 2007 صدرت دراسة علمية أخرى أكدت العثور في عينات الشعر المأخوذة من رفات نابوليون على الزرنيخ المعدني غير العضوي و هو النوع الأكثر سمية من الزرنيخ ، ما يعزز فرضية الاغتيال . 

بالمقابل صدرت دراسات أخرى عديدة تدحض فرضية التسميم و تؤيد فرضية الموت الطبيعي ، و من الحجج التي اعتمدتها تلك الدراسات أن التلوث بالزرنيخ كان شائعاً في عصر نابوليون حيث كان الزرنيخ يدخل بكثرة في صناعة الأصباغ و المواد اللاصقة.

و هكذا سيظل سبب وفاة نابوليون سراً مطوياً من أسرار التاريخ يضاف إلى الأسرار العديدة التي ارتبطت بحياة الرجل المثيرة للجدل ، إلا إذا ظهر قريباً دليل قاطع يؤيد هذه الفرضية أو تلك و ينهي الجدل الدائر منذ زمن حول سبب وفاة أحد أشهر الرجال في تاريخ فرنسا و العالم.


شاهد أيضاً :

نجوم الستينات على اغلفة الشبكة


تعتبر مجلة "الشبكة" اللبنانية من أعرق المجلات الفنية العربية حيث صدر العدد الأول منها عن دار الصياد ببيروت في 30 كانون الثاني / يناير 1956 ، و ما زالت المجلة تواصل صدورها بانتظام منذ ذلك التاريخ و حتى يومنا ، "أنتيكا" تفتح لكم أرشيفها عن عدد من أغلفة "الشبكة" من ستينات القرن الماضي و التي تحمل صور عدد من أشهر نجوم و نجمات ذلك الزمن .

ماجدة

فهد بلان

صباح

فيروز

هند رستم

نجلاء فتحي

جاكلين

فريد الأطرش

نجوى فؤاد

سعاد حسني 

شاهد أيضاً :