‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

بعض أكثر الكتب تطرفاً ألفها أصحابها داخل السجون!


يعلم كل من تصدى لتأليف الكتب بأنها مهمة صعبة تحتاج إلى صفاء ذهني وتوازن نفسي وفكري لا يتوفر عادة إلا في مناخ ينطوي على الحد الأدنى من الهدوء والأمان، وهو أمر يصعب أن يتوفر إلا فيما ندر لدى نزلاء السجون والمعتقلات، لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن نجد أن بعض أكثر الكتابات تطرفاً في التاريخ قد خرجت إلينا من غياهب السجون وزنازينها المظلمة، سواء كان التطرف الذي احتوته هذه الكتب دينياً أوسياسياً أو حتى جنسياً، ومن هذه الكتب اخترنا لكم ثلاثة أمثلة معروفة تنتمي إلى مراحل زمنية مختلفة:


1. معالم في الطريق (سيد قطب)


ألف الكاتب الإسلامي وعضو جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب هذا الكتاب خلال مكوثه في السجن بعد حملة الاعتقالات التي طالت أفراد الجماعة إثر اتهام أحد أعضائها بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري آنذاك جمال عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة عام 1954، حيث مكث قطب في السجن لنحو عقد من الزمن حتى خروجه منه بعفو صحي و بوساطة من الرئيس العراقي عبد السلام عارف عام 1964، الكتاب احتوى أفكار سيد قطب حول بناء الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، وقد ركز فيه بشكل خاص على مفهوم حاكمية الله، والذي يعني أن التشريع من اختصاص الله وحده، وأن على الأنظمة أن تخضع في قوانينها وتشريعاتها لحاكمية الله وإلا وقعت في الشرك.

أفكار سيد قطب هذه اعتبرها كثيرون مغالية ومتطرفة حيث أنها تقود عند تطبيقها على الأنظمة والمجتمعات المعاصرة إلى اعتبارها جميعها كافرة، حتى داخل جماعة الإخوان نشأ تيار معارض لأفكار قطب وآخر متحمس لها عرف بالتيار القطبي، وهو انقسام ما تزال آثاره بادية داخل الجماعة حتى يومنا هذا.

الكتاب صدر لأول مرة عام 1964 عن مكتبة وهبة في عدد محدود من النسخ قبل أن يتم لاحقاً سحبه من الأسواق بعد أن تنبهت السلطات لخطورته، لكن الكتاب اكتسب في العقود اللاحقة أهمية كبيرة لدى جماعة الإخوان و غيرها من التيارات الجهادية خاصة إثر إعادة اعتقال مؤلفه وإعدامه على يد السلطات المصرية عام 1966 بعد اتهامه بقيادة تنظيم سري مسلح، كان ينوي اغتيال رئيس الجمهورية وشن عمليات تخريبية ضد المصالح الحكومية والمنشآت العامة.

اليوم يعتبر كثير من الباحثين في تاريخ التيارات الإسلامية هذا الكتاب المرجع الذي قامت على أساسه أفكار معظم جماعات العنف الديني والسلفية الجهادية بما فيها تنظيم القاعدة، الذي خرج زعيمه الحالي المصري أيمن الظواهري أساسأً من عباءة الإخوان المسلمين، وتحديداً من التيار القطبي في الجماعة.


2. كفاحي (أدولف هتلر)


ألف الزعيم النازي أدولف هتلر كتابه الشهير "كفاحي" خلال مكوثه في سجن لاندسبرج إثر محاولة الإنقلاب الفاشلة التي قام بها الحزب عام 1923 ضد حكومة فايمار، حيث صدرت النسخة الأولى من الكتاب بعد خروج هتلر من السجن عام 1925، وقد روى فيه قصة نشأته وشبابه المبكر في فيينا، وذكرياته عن الحرب العالمية الأولى التي خدم خلالها كجندي في الجيش الألماني على الجبهة الغربية، كما شرح فيه مبادئه وأفكاره وخطته لإقامة الرايخ الألماني الثالث، حيث ألقى باللائمة في هزيمة المانيا في الحرب على اليهود والشيوعيين الذين وعلى حد تعبيره طعنوا الجيش الألماني في الظهر في وقت كان قد أوشك فيه على تحقيق الانتصار في الحرب، كما دعا في الكتاب إلى تمزيق معاهدة فرساي التي جلبت على المانيا الذل والمهانة، وأكد على تفوق الجنس الألماني وضرورة الحفاظ على نقاءه من خلال منع اختلاطه بالأجناس الأدنى وخاصة اليهود.

في البداية ظل الكتاب مغموراً ولم تبع منه إلا بضع آلاف من النسخ داخل المانيا، ولكن وبعد وصول هتلر وحزبه النازي إلى السلطة عام 1933 أصبح الكتاب مطلوباً في المانيا وخارجها، فطبعت منه ملايين النسخ ووزع في مختلف أنحاء المانيا، كما ترجم إلى لغات أجنبية عديدة ووزع في العديد من بلدان العالم.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 بهزيمة المانيا المدوية وانتحار هتلر مع زوجته ايفا براون وسط أنقاض مبنى المستشارية ببرلين، تم الكشف عن الفظائع التي ارتبكها النازيون داخل معسكرات الاعتقال بوحي من أفكار هتلر العنصرية، فتم لعقود لاحقة حظر الكتاب في المانيا والعديد من دول العالم باعتباره يحض على الكراهية والعنصرية ومعاداة السامية.


3. 120 يوم في سدوم ( الماركيز دو ساد)


ألف النبيل الفرنسي وفيلسوف السادية الماركيز فرانسوا دو ساد هذه الرواية التي تعرف أيضاً باسم "مدرسة الخلاعة" عام 1785 خلال مكوثه في سجن الباستيل الشهير بباريس بأمرملكي بسبب فضائحه الأخلاقية.

تتناول الرواية قصة أربعة رجال أثرياء يقررون أن يقوموا بتجربة أقصى درجات الإشباع الجنسي، وذلك بأن يعزلوا أنفسهم مدة أربعة أشهر في قلعة نائية في منطقة سان مارتن دي بيلفيل في فرنسا، برفقة ست وثلاثين ضحية من الذكور والإناث معظمهم من المراهقين، و قد ذهب دو ساد في هذه الرواية بعيداً في وصف الممارسات الجنسية الشاذة ومشاهد التعذيب الجسدي.

المخطوطة الأصلية للكتاب كانت قد اختفت إثر قيام الثورة الفرنسية وقيام الثوار باقتحام الباستيل، ولسنوات طويلة ساد اعتقاد بأن المخطوطة قد ضاعت للأبد، قبل أن يعاد اكتشافها في برلين مطلع القرن العشرين على يد أحد هواة جمع المخطوطات النادرة، حيث طبعت لأول مرة في فرنسا عام 1904، كما تم تحويلها عام 1975 إلى فيلم سينمائي من إخراج الإيطالي بيير باولو بازوليني، و قد تم حظرالرواية والفيلم على حد سواء في العديد من دول العالم بسبب محتواهما الجنسي والعنيف.

شاهد أيضاً: 

الخميس، 3 أغسطس 2017

عدنان بوظو: صوت محفور في ذاكرة السوريين



عدنان بوظو خلال تعليقه على مباراة سورية ومصر في نصف نهائي كأس العرب بالأردن عام 1988


يعد الإعلامي الراحل عدنان بوظو (1936-1995) علامة فارقة في تاريخ الإعلام الرياضي السوري والعربي، فما من سوري عاصره إلا ويستطيع التعرف إليه من صوته حتى لو لم يره، فقد بات صوت عدنان بوظو  محفوراً في ذاكرة جيل كامل من السوريين مرافقاً لأهم الأحداث والإنجازات الرياضية السورية على مدى نحو ثلاث عقود من الزمن.

ولد عدنان بوظو في العاصمة السورية دمشق عام 1936، فتتلمذ في مدارسها، وتخرج من كلية الحقوق، إلا أنه لم يعمل بالمحاماة بل توجه مع مجموعة من أقرانه للانتساب إلى نادي بردى شيخ الأندية السورية، وبدأ مسيرته معه كلاعب كرة قدم عام 1950، وتم اختياره ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخب دمشق.

وفي سن الثلاثين اعتزل كرة القدم كلاعب لينتقل إلى التحكيم، حيث نال الشارة الدولية عام 1966، فقاد العديد من المباريات المحلية والدولية حتى اعتزاله التحكيم عام 1980.

وبالتزامن مع مسيرته الكروية عمل عدنان بوظو كصحفي رياضي، أولاً في صحيفة "البعث" التي كانت تصدر بشكل أسبوعي، ثم في صحيفة "الوحدة" التي صدرت إبان الوحدة بين سورية ومصر، و حين تأسس التلفزيون العربي السوري عام 1960 كان أول معد ومقدّم للبرامج الرياضية، وبقي رئيساً للقسم البرامج الرياضية في الإذاعة والتلفزيون السوريين حتى رحيله بعد صراع مع المرض عام 1995 عن عمر ناهز الستين عاماً.

أعد عدنان بوظو وقدم خلال مشواره الإعلامي عدداً من البرامج الرياضية الناجحة مثل "محطات رياضية"، "الرياضة حياة"، وغيرها، ولعل البصمة الأبرز لعدنان بوظو في هذا المجال كانت من خلال البرنامج الإذاعي "ملاعبنا الخضراء" الذي يغطي مباريات الدوري المحلي على الهواء مباشرة، كما تتلمذ على يده العديد من كبار الإعلاميين الرياضيين في العالم العربي اليوم أمثال أيمن جادة وياسر علي ديب ومصطفى الآغا.

وضع عدنان بوظو العديد من المؤلفات الرياضية كان أولها "تونس صيحة العرب في الأرجنتين" الذي رصد فيه تألق المنتخب العربي التونسي في مونديال الأرجنتين 1978، و آخرها كتاب "انتصار الشباب" الذي رصد فيه إنجاز منتخب شباب سورية في كأس آسيا للشباب في أندونيسيا عام 1994، في حين كان يعمل عند رحيله على كتاب يتناول مسيرة البطلة العالمية السورية غادة شعاع بعنوان "شعاع الذهب" لكن القدر كان أسرع منه فرحل عن عالمنا قبل إتمامه.


 خلال مسيرته التحكيمية

في الستينات في الملعب البلدي بدمشق

في السبعينات مع الملاكم العالمي محمد علي كلاي في دمشق

 مع عملاق حراسة المرمى السورية الكابتن فارس سلطجي 

 أول كتبه "تونس صيحة العرب في الأرجنتين"

 آخر كتبه "انتصار الشباب"


شاهد أيضاً:

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

بالصور : هكذا ودعت باريس شاعر البؤساء فيكتور هوجو !


جثمان فيكتور هوجو  

يوم 22 أيار مايو 1885 توفي في العاصمة الفرنسية باريس عن 83 عامأً الأديب و الشاعر العظيم فيكتور هوجو صاحب "البؤساء" و "أحدب نوتردام"، و قد تم تشييعه إلى مثواه الأخير في مقبرة العظماء بمبنى البانثيون ليدفن إلى جوار عظماء فرنسا من أدباء و مفكرين امثال فولتير و جان جاك روسو.

تشييع فيكتور هوجو تم خلال مراسم رسمية أقيمت يوم 1 حزيران يونيو 1885، حيث عرض النعش على منصة تحت قوس النصر و جاب شوارع باريس قبل أن يتم نقله أخيراً إلى مثواه الأخير في سراديب البانثيون، و قد شهد مراسم الجنازة أكثر من مليوني شخص يتقدمهم رئيس الجمهورية جول كريفي، في واحدة من أضخم الجنازات في تاريخ فرنسا، حيث أظهر الفرنسيون حبهم لأديبهم الراحل، و ضربوا مثالأً عن الكيفية التي تودع بها الأمم أدبائها العظام.


مرور موكب الجنازة في شوارع باريس

قوس النصر يوم جنازة فيكتور هوجو حيث اتشح القوس بالسواد و وضع النعش تحته على منصة عالية قبل أن يتم نقله إلى مبنى البانثيون 

 صورة أخرى لقوس النصر و تحته النعش 

لوحة نشرتها الصحافة الفرنسية آنذاك للنعش موضوعا على منصة تحت قوس النصر  

حشود المشيعين أمام مبنى البانثيون الذي دفن فيكتور هوجو في داخله 

ضريح فيكتور هوجو داخل سراديب مبنى البانثيون

شاهد أيضاً :

الخميس، 29 يونيو 2017

بالصور : قطر في السبعينات


من أرشيفنا الخاص اخترنا لكم كتاباً نادراً صدر في الدوحة منتصف السبعينات باللغة الإنكليزية بعنوان "قطر أمة تتطلع قدماً مع قرون من التقاليد"، يحتوي عشرات الصور الملونة التي ترصد جوانب الحياة المختلفة في قطر آنذاك، و قد اخترنا لكم بعضاً منها :


1. الدوحة :











2. الريان : 


3. الخور :



4. الرويس :


5. الوكرة :


شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 27 يونيو 2017

الإلحاد في التراث الفكري العربي والإسلامي



رسم من كتاب "كليلة ودمنة" الهندي الذي نقله ابن المقفع إلى العربية في العصر العباسي


في عام 1945 صدر في مصر كتاب "تاريخ الإلحاد فى الإسلام" لكاتبه عبد الرحمن بدوي المفكر و أستاذ الفلسفة في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً)، هذا الكتاب الذي اعتبر صادماً في حينه هو عبارة عن بحث مستفيض في كتب التراث يكشف الستار عن حقائق تاريخية حول أهم الملحدين في التاريخ العربي و الإسلامي، و هي حقائق جرى إخفاؤها أو تجاهلها عمداً لقرون طويلة خشية التبعات التي يجرها عادةً الخوض في المحظورات الدينية والإجتماعية.

و يفسر عبدالرحمن بدوي في كتابه نشأة ظاهرة الإلحاد فى التاريخ الإسلامي باستنفاذ الروح العربية خلال القرون الهجرية الأربعة الأولى لكل القوى الدينية، فبعد أن كانت أرض الجزيرة العربية تربةً خصبة لازدهار أديان مختلفة آخرها الإسلام، انحدرت تلك الروح  من قمة الإيمان إلى النقيض التام، حيث كان ذلك تطورًا حضاريًا طبيعاً، وهو للمصادفة شبيه بما نعيشه اليوم في عصرنا الراهن، بعدما استنفذ الكثير من الشباب العربي طاقته فى الاستماع لخطاب شيوخ السلطان أو مشايخ الفتنة و التكفير، و شاهد بأم عينه ما جره هذا الخطاب على البلاد و العباد من دمار و خراب، فكان أن وجد ملاذه فى طريق الإلحاد.

و الإلحاد العربي كما يقول بدوي إلحاد من نوع خاص، فإذا كان الإلحاد في الغرب يقوم على إنكار وجود الإله، وهو ما عبر عنه نتشه و من قبله المفكرون والفلاسفة الإغريق، فإن الإلحاد العربي قام على إنكار النبوة والأنبياء، دون الإنكار التام لوجود الإله. 

1. إبن المقفع :

هو عبد الله بن المقفع (724-759) الكاتب ذي الأصل الفارسي الذي اشتهر بترجمة كتاب "كليلة  ودمنة" إلى العربية، و قد اتهم الرجل صراحة بالإلحاد والزندقة فى معظم الكتب التاريخية والأدبية، فنرى الأصفهاني صاحب "الأغاني" يورده فى طائفة الماجنين المتهمين بالزندقة، ونرى ابن خلكان أيضا يقول إنه زنديق يفسد الناس، بل أكد بعض المؤرخين أنه لم يكن ينظر للقرآن نظرة احترام، وحاول معارضته فى شعره.

و لعل السبب الأساسي لاتهام ابن المقفع بالزندقة هو  فصل من كتاب "كليلة ودمنة" يعرف بباب "برزويه كما ترجمه الوزير بزرجمهر بن خلكان" وتدور كثير من الشكوك حول أن ابن المقفع ألف هذا الباب بنفسه ونسبه زوراً للكتاب الأصلي حتى يخفي بين سطوره أفكاره المتشككة في جميع الأديان، وفي أحد مقاطع هذا الباب يحكي ابن المقفع عن رحلة برزويه مع الأديان، فهو يشكك أولاً في صحة الدين الذي ورثه عن أسلافه ثم يحاول أن يجد مطلبه في دين غيره، إلى أن ينكر على أهل كل دين أنهم يتعصبون لإيمانهم الذي ولدوا عليه وورثوه عن أسلافهم دونما إعمال للعقل، علاوة على ذلك أن أصحاب الأديان المختلفة يعادون بعضهم بعضاً فيدعي كل منهم صحة إيمانه و بطلان إيمان الآخرين، ولما أعمل عقله أخيراً لم يجد في أي دين ما يدعو للتسليم المطلق به دون غيره، و توصل إلى أنه على المرء أن يكتفي بحسن الخلق مع الناس ورد الأذى عنهم

تهمة الزندقة أدت لإلقاء القبض على ابن المقفع في البصرة بأمرٍ من الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، فقتل وهو في السادسة والثلاثين من عمره، بعدما أذاقه الوالي سفيان بن معاوية الذي كان يكن له كراهية شخصية أشد أنواع العذاب، حيث قطعت أعضاؤه و هو حي و شويت أمامه على تنور مشتعل حتى مات من شدة العذاب.

2. ابن الراوندي : 

أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي المعروف باسم ابن الراوندي (827-911)، هو أشهر ملاحدة الإسلام و أكثرهم إثارة للجدل على الإطلاق، وقد مر بمراحل عقائدية مختلفة وانتقل من مذهب لآخر، حتى وصل إلى رفض الأديان، فوضع كتاب "الزمرّد"، الذي أكد فيه  أنه بالعقل الذى وهبنا الله إياه فقط تستقيم الأمور ولا نحتاج إلى نبي أو رسول ينظم المسألة، فالأنبياء من وجهة نظر ابن الراوندي ليسوا إلا مشعوذين و دجالين، والمعجزات التى تروى عنهم قائمة على الأكاذيب، كما سخر فى كتابه من الملائكة الذين يذكر التراث الإسلامي أنهم حاربوا مع الرسول فى موقعة بدر التي انتصر فيها المسلمون الأوائل على جيش المشركين. 

و للأسف لم يتبقَّ لنا من أصول كتب ابن الراوندي شيء، وجملة ما تبقى عنه وارد في كتابات رجال الدين الذين أخذوا على عاتقهم دحض اتهاماته، و أشهرهم الشيخ المؤيد في الدين هبة الله بن عمران الاسماعيلي، داعي الدعاة في مصر زمن الدولة الفاطمية.

3. الرازي :

أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (864-923)، على الرغم من أن شهرته كطبيب طغت على شهرته كمفكر و فيلسوف، إلا أن الرازي يعتبر واحداً من أبرز الملحدين في التاريخ العربي و الإسلامي، حيث يوجد كتب ومقالات فلسفية منسوبة له تنتقد الاديان والنبوة والكتب السماوية، من بينها كتابا "في النبوات" و "حيل المتنبين"، اللذين أوردهما البيروني في الفهرس الذي أعده حول كتابات الرازي، و صنفهما تحت عنوان "كتب في الكفريات".

و مثل ابن الراوندي، جعل الرازي من العقل أساساً لفكره، و شكك في النبوة و الأنبياء و الأديان جميعها، حيث يقول: "الباري عزّ إسمه إنما أعطانا العقل وحبانا به لننال ونبلغ به من المنافع العاجلة والآجلة غاية ما في جوهر مثلنا نيله وبلوغه"، و يقول في النبوة : "من أين أوجبتم أن الله اختص قوما بالنبوة دون قوم، وفضَّلهم على الناس، وجعلهم أدلة لهم، وأحوج الناس إليهم؟ ومن أين أجزتم في حكمة الحكيم أن يختار لهم ذلك، ويعلي بعضهم على بعض، ويؤكد بينهم العداوات، ويكثر المحاربات، ويهلك بذلك الناس؟"، و قال في القرآن : "تعجبنا من قولكم إن القرآن معجز، وهو مملوء من التناقض، وهو أساطير الأولين، إنكم تدعون أن المعجزة قائمة موجودة، وتقولون: من أنكر ذلك فليأت بمثله، إن أردتم مثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وما هو أطلق منه ألفاظاً، وأشد اختصاراً في المعاني، وأبلغ أداء وعبارة وأشكل سجعاً، لإن لم ترضوا بذلك فإنا نطالبكم بالمثل الذي تطالبونا به".

4. المعري : 

أبو العلاء المعري (973-1057) الفيلسوف والشاعر والأديب الضرير ابن معرة النعمان، و صاحب كتاب "رسالة الغفران"، كان هو الآخر من المشككين في الأديان جميعها، و مما قال : 

أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكرٌ من القدماء
فلا تحسب مقال الرسل حقاً ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ فجاءوا بالمحال فكدروه
دين وكفر وأنباء تقص وفرقان وتوراة وإنجيل

و قد اختلف المؤرخون في موقف المعري من الإله، ففي حين تنسب إليه بعض الكتابات التي تنكر وجود الإله بصورة مطلقة، يذكر بعض المؤرخين و من بينهم طه حسين أن المعري كان يسلم بوجود الله ويتحدث عنه بلسان العابد الزاهد الصادق في عبادته، و الغالب أن المعري كأي مفكر آخر تقلب خلال حياته في مراحل كثيرة بين الشك والإيمان بالله.

شاهد أيضاً :

الأحد، 25 يونيو 2017

بالصور : القاهرة 69


صدر في القاهرة عام 1969 كتاب بعنوان "القاهرة قصة حياة في 1000 عام" و ذلك بمناسبة مرور 1000 عام على تأسيس مدينة القاهرة، الكتاب الذي صدر بطباعة فاخرة و باللغتين العربية و الإنكليزية، احتوى عشرات الصور التي ترصد جوانب الحياة المختلفة في مدينة القاهرة زمن إصدار الكتاب أي العام 1969، "أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور من الكتاب المذكور و التي نتمنى أن تنال إعجابكم : 


 طالبات المعهد العالى للموسيقى العربية 

كلية الدراسات الإسلامية للبنات التابعة لجامعة لأزهر  

المعهد العالي للترجمة و اللغات 

المعهد العالي للترجمة و اللغات 

 طالبة في كلية الهندسة في تدريب عملي 

تصوير فيلم سينمائي في أحد استديوهات القاهرة 

 مجلس الأمة 

 استاد القاهرة 

 صناعة السيارات من طراز "نصر"

 الشركة العربية للراديو والأجهزة الإلكترونية ( تليمصر)

 صناعة الحديد و الصلب 

 الصناعات الدوائية 

 فندق شبرد

 مطار القاهرة 

 حديقة الحيوانات بالجيزة 

 ميدان التحرير 

برج القاهرة

شاهد أيضاً :