‏إظهار الرسائل ذات التسميات إباحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إباحية. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 20 فبراير 2018

إغراء : أيقونة السبعينات في السينما السورية !




إذا كان لدى هوليوود مارلين مونرو، وللسينما الفرنسية بريجيت باردو، وللسينما في مصر هند رستم، فإن لدى السينما السورية نهاد علاء الدين أو إغراء، الممثلة التي تحولت إلى أيقونة للجنس والإثارة في السينما السورية في سبعينات القرن الماضي، ورغم أن نصيب إغراء الأوفر من الشهرة جاء من أدوارها الجريئة لا في الشكل فقط بل في المضمون كذلك، فإن لهذه الفنانة دوراً لا يقل أهمية وإن كان منسياً كواحدة من المؤسسين الحقيقيين لصناعة السينما في سورية في حقبتها الذهبية في السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن العشرين حين كان الإنتاج السينمائي في سورية لأول مرة ينافس نظيره في مصر من حيث كمية الأفلام ونوعيتها، فإغراء لم تكن ممثلة فحسب، بل كاتبة أيضاً ومخرجة ومنتجة وضعت بصمتها على عدد من أهم الأفلام في تاريخ السينما السورية.


إغراء وفتنة عام 1969

بدأت نهاد علاء الدين المولودة عام 1942 مسيرتها الفنية حين سافرت إلى مصر بصحبة شقيقتها الكبرى عام 1958، هناك تتلمذت الأختان على يد الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا واتخذتا لنفسيهما اسمي إغراء وفتنة حيث ظهرتا في عدد من الأفلام المصرية والسورية من أبرزها "عقد اللولو" عام 1964.

العام 1967 شكل نقطة تحول في مسيرة الشقيقتين حين أنتجتا ومثلتا فيلم "عاريات بلا خطيئة" الذي تم تصويره في دمشق وشاركهما أدوار البطولة فيه كل من المطرب السوري فهد بلان والمطربة اللبنانية دلال الشمالي.

في عام 1972 لفتت إغراء الأنظار إليها مجدداً حين شاركت الفنان أديب قدورة دور البطولة في فيلم "الفهد" للمخرج نبيل المالح والمأخوذ عن رواية بنفس الإسم للروائي حيدر حيدر، وقد ظهرت إغراء في هذا الفيلم في لقطة شبه عارية قالت فيما بعد بأنها قبلت بها بناء على طلب المخرج الذي أصر على وجود مثل تلك اللقطة لجذب الجمهور إلى صالات العرض على عادة أفلام تلك الفترة.


إغراء وأديب قدورة واللقطة الشهيرة من فيلم "الفهد" عام 1972

نجح "الفهد" بشكل غير مسبوق وحقق العديد من الجوائز العربية والدولية، ومن بعده تتالت أدوار البطولة التي أدتها إغراء وكان أبرزها دورها في فيلم "راقصة على الجراح" عام 1974 و"أموت مرتين وأحبك" عام 1976 الذي كرّمت على أثره في موسكو بلقب "فنانة الشعب".

في الثمانينات واصلت إغراء محاولاتها السينمائية، ورغم أن كثيراً من الأفلام التي قدمتها في هذه المرحلة لم ترق إلى المستوى المطلوب ولكن يحسب لها محاولاتها الحثيثة لتقديم أفلام مستقلة بعيداً عن سطوة المؤسسة العامة السينما وهي المؤسسة الحكومية التي سيطرت على صناعة السينما في سورية منذ تأسيسها منتصف الستينات وحتى اليوم. 


إغراء مع الفنان المصري عمر خورشيد في فيلم "أموت مرتين وأحبك" عام 1976

في عام 1992 قدمت إغراء آخر افلامها "المكوك" ليختفي بعدها إسم إغراء من الساحة الفنية ويعود للظهور من آونة لأخرى من خلال بعض البرامج التلفزيونية أو التقارير الصحفية التي حاولت أن تقارب مسيرتها الفنية المثيرة للجدل، كما حدث حين قررت قناة "المشرق" السورية عام 2010 تقديم حوار مطول مع الفنانة المعتزلة تحت عنوان "إغراء تتكلم"، وعلى عكس معظم نجمات الإغراء في السبعينات اللاتي توارين عن الأضواء وارتدين الحجاب وأبدين ندمهن على تلك الفترة، بدت إغراء واثقة من نفسها وقد دافعت عن كل ما قامت به وقالت بأنها قبلت أن يكون جسدها جسراً تعبر عليه السينما السورية، وأن الإغراء كان أمراً ضرورياً لاجتذاب المشاهدين إلى دور العرض دون أن يعني هذا أن الأفلام التي قدمتها لم تكن ذات محتوى فني جيد، بل على العكس من ذلك فقد قدمت كثيراً من الأفكار والقضايا الاجتماعية الجريئة، كما قالت أن المؤسسة العامة للسينما ذبحت المنتجين الصغار وأضعفت القطاع الخاص دون سبب واضح، هكذا وبعد حلقتين من "إغراء تتكلم" أثارتا الكثير من الجدل في الشارع السوري أوقفت القناة عرض حلقات البرنامج دون تقديم أي توضيح لسبب الإيقاف، لتظل إغراء حتى وهي في العقد السابع من عمرها قادرة على إثارة العواصف وإحداث الضجيج تماماً كما كانت تفعل وهي في عز نجوميتها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.


إغراء أيام النجومية 

إغراء كما ظهرت على شاشة تلفزيون "المشرق" عام 2010



شاهد أيضاً :

الأربعاء، 24 يناير 2018

تجارة العبيد والجواري في مصر القرن التاسع عشر !




عرفت مصر تجارة الرقيق منذ عهد الفراعنة، وهي تجارة ظلت موجودة ومزدهرة بشكل متواصل حتى مطلع القرن العشرين، حيث كان العبيد يجلبون من مناطق مختلفة، فالعبيد البيض كانوا يجلبون من جورجيا والقوقاز ومناطق الشركس، أما السود فكانوا يجلبون من دارفور وكردفان وجنوب السودان.

"إنهُ واحد من أهم المشاهد التى تستحق الزيارة"، هكذا قال السير بارتل فرير، عضو البرلمان البريطاني عن سوق الرقيق بالقاهرة حين زارها عام 1834، وقد تركزت تجارة الرقيق في عهد محمد علي وخلفائه من بعده في وسط القاهرة، حيث كان لها وكالات خاصة مثل وكالة المحروقي والسلحدار.


لوحة "سوق الرقيق" للرسام الفرنسي المستشرق جان ليون جيروم (1824-1904)

وكان من المعتاد أن يتم الكشف على الرقيق من كلا الجنسين وهم عرايا، وقد يبالغ الشاري في الفحص فيجري بعض الاختبارات الغريبة، خصوصًا بالنسبة للجواري اللاتي كن يتعرَّضن لتفرس المشترين ونظراتهم، وهن في حالة من العرى والبؤس، فلا يسترهن سوى قطعة صغيرة من القماش معقودة حول الوسط، أو شال معلق فوق أكتافهن، فكن يستسلمن بهدوء لعبث أيدي المشترين والبائعين الفاحصة ونظراتهم التي لا ترحم.

وقد كانت الجواري توضع في حريم المشتري مدة ثلاثة أيام هي عبارة عن فترة اختبار، تظل خلالها تحت مراقبة نساء الحريم، وفي النهاية يقدمن تقريرًا عنها، فإما أن يقبلها المشتري في حريمه أو يردها إلى التاجر إن وجد عيباً بها كأن تكون كثيرة النوم، أومصابة بمرض ما، وبالمقابل كان للتاجر الحق في عدم قبول رد الجارية إذا ما انقضت مهلة الثلاثة أيام، أو إذا كان الشاري قد عاشر الجارية خاصة إذا ما كانت عذراء.


تاجر الرقيق جالساً على دكته يدخن "الشبك" وبجواره الجواري افترشن الأرض في انتظار قدوم المشترين

وكان "الجلابة" وهم تجار الرقيق يجلسون بالقرب من رقيقهم  يدخنون "الشبك" في فتور ولامبالاة ظاهرين، إلى أن يأتي أحد المشترين، فيطيل النظر في الرقيق ويتفحصهم، ثم يبدأ في مساومة التاجر على الثمن، وقد يستعين التاجر أو المشتري أحيانًا بسماسرة الرقيق الذين يعملون على تقريب وجهات النظر بين الطرفين حتى تتم الصفقة، ثم يحصل السمسار على عمولة معلومة من التاجر والمشتري.

وفي عام 1855 أصدر الوالي سعيد باشا قراراً يعطي الحرية لكل الجواري والعبيد الموجودين بمصر والراغبين -باختيارهم- ترك خدمة سادتهم، لكن العمل بهذا القانون لم يدخل حيز التنفيذ فظل حبراً على ورق واستمرت تجارة العبيد تجري بنفس النشاط.


لوحة أخرى تمثل سوق الرقيق بالقاهرة للرسام الفرنسي مكسيم داستوغ (1851-1909)

وحين تولى الخديوي اسماعيل السلطة عام 1863 بدأ العمل جدياً على تحرير الرقيق وإبطال الرق، فحارب تجارة الرق، وعمل على تحرير الرقيق الموجودين في مصر، إلا أنه واجه معارضة شديدة وتعنتًا من الأغنياء ورجال الدين الذين كانوا ينظرون إلى محاولات إبطال الرق على أنها تحدٍّ وتعدٍّ على الشريعة الإسلامية والعرف السائد.

ورغم جهود الحكومة لمحاربة الرق إلا أن التجارة ظلت قائمة وإن تحولت من الأسواق العامة إلى داخل البيوت والأماكن البعيدة عن رقابة الحكومة، كما حدث عام 1894 عندما اشترى علي باشا شريف رئيس المجلس التشريعي وبعض الأعيان مجموعة من الجواري السود من الجلابة الذين تسللوا إلى مشارف القاهرة عند سفح الأهرامات.


"تذكرة حرية" صادرة عن "قلم عتق الرقيق" عام 1904 

ومطلع القرن العشرين عرفت مصر شكلاً جديداً من تجارة الرقيق، تمثلت في قيام بعض النخاسين بخطف الفتيات القاصرات الأوروبيات وبيعهن في مصر إلى القوادين والعاملين في مجال الدعارة، وقد ذكر القنصل البريطاني بالقاهرة اللورد كتشنر أنه تم القبض على 74 تاجرًا و843 فتاة قاصرة من الأوروبيات والتركيات في عام 1913 وحده، وقد ظل هذا الشكل من تجارة الرقيق نشيطاً حتى صدور قرار الحكومة المصرية بإلغاء البغاء في أواخر العهد الملكي. 

شاهد أيضاً: 

السبت، 21 أكتوبر 2017

بالصور: أشهر 10 أغلفة في تاريخ "بلاي بوي"



أعلنت مجلة "بلاي بوي" مؤخراً أنها و للمّرة الأولى في تاريخها، ستقدم عارضة متحوّلة جنسياً. في عددها الخاص بشهر نوفمبر - تشرين الثاني 2017، وهو العدد الأوّل الذي يصدر بعد وفاة هيو هيفنر مؤسس المجلة عن 91 عاماً. 

الجدل الذي أثاره إعلان "بلاي بوي" هذا ليس غريباً على المجلة، التي أثارت الكثير من الضجة والجدل منذ ظهورها الأول عام 1953، "أنتيكا" اختارت لكم بهذه المناسبة الأغلفة العشر الأكثر شهرة في تاريخ المجلة الرائدة في مجال الصحافة الإباحية في أميركا والعالم.


 1.عدد كانون الأول - ديسمبر 1953 : هو العدد رقم 1 من المجلة وقد حمل صورة نجمة الإغراء الأولى في هوليوود آنذاك مارلين مونرو 

2. عدد أكتوبر - تشرين الأول 1971 : حمل صورة الموديل السمراء دارين شتيرن، وقد أثار هذا الغلاف الكثير من الضجة كونه أول غلاف  في تاريخ "بلاي بوي" يحمل صورة فتاة أمريكية من أصول أفريقية

3. عدد أكتوبر - تشرين الأول 1977 : حمل هذا العدد صورة المغنية والممثلة الشهيرة باربرا سترايسند، وقد أرفقت الصورة بتعليق يقول "ماذا تفعل فتاة يهودية جميلة مثلي على غلاف بلاي بوي"

4. عدد ديسمبر - كانون الأول 1978 : حمل هذا الغلاف صورة الممثلة فرح فاوست التي كانت قد حققت شهرة واسعة وقتها من خلال المسلسل التلفزيوني "ملائكة تشارلي"

5. عدد سبتمبر - أيلول 1985 : حمل هذا الغلاف صورة المغنية الشابة والمثيرة للجدل مادونا في حين احتوى العدد صوراً عارية لها  

6. عدد أكتوبر - تشرين الأول 1993 : حمل الغلاف صورة الممثل الكوميدي الأمريكي جيري ساينفيلد، وهي من المرات النادرة جداً في تاريخ المجلة التي ظهر فيها رجل على أحد أغلفتها 

7. عدد يناير - كانون الثاني 1995 : الممثلة درو باريمور ابنة الـ 19 عاماً والتي عرفها الجمهور كطفلة على شاشة السينما، صدمت الجميع حين ظهرت في صورة جريئة على غلاف هذا العدد من "بلاي بوي" 

8. عدد أكتوبر - تشرين الأول 1998 : حمل هذا الغلاف صورة شبه عارية لأيقونة الجمال والأناقة في التسعينات سيندي كروفرد

9. عدد ديسمبر - كانون الأول 2007 : حمل هذا العدد صورة نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان تحت عنوان "نجمة الجنس القادمة في هوليوود"

10. عدد نوفمبر - تشرين الثاني 2009 : مرة جديدة صدمت "بلاي بوي" جمهورها حين وضعت شخصية كرتونية هي مارج سيمبسون من مسلسل "عائلة سيمبسون" الشهير على غلافها، وقد تسائل الجمهور عن الغاية من هذا الغلاف خاصة أن وضعية الغلاف جاءت شبيهة بغلاف العارضة السمراء دارين شتيرن الشهير (المذكور أعلاه) عام 1971 

شاهد أيضاً: 

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

بعض أكثر الكتب تطرفاً ألفها أصحابها داخل السجون!


يعلم كل من تصدى لتأليف الكتب بأنها مهمة صعبة تحتاج إلى صفاء ذهني وتوازن نفسي وفكري لا يتوفر عادة إلا في مناخ ينطوي على الحد الأدنى من الهدوء والأمان، وهو أمر يصعب أن يتوفر إلا فيما ندر لدى نزلاء السجون والمعتقلات، لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن نجد أن بعض أكثر الكتابات تطرفاً في التاريخ قد خرجت إلينا من غياهب السجون وزنازينها المظلمة، سواء كان التطرف الذي احتوته هذه الكتب دينياً أوسياسياً أو حتى جنسياً، ومن هذه الكتب اخترنا لكم ثلاثة أمثلة معروفة تنتمي إلى مراحل زمنية مختلفة:


1. معالم في الطريق (سيد قطب)


ألف الكاتب الإسلامي وعضو جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب هذا الكتاب خلال مكوثه في السجن بعد حملة الاعتقالات التي طالت أفراد الجماعة إثر اتهام أحد أعضائها بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري آنذاك جمال عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة عام 1954، حيث مكث قطب في السجن لنحو عقد من الزمن حتى خروجه منه بعفو صحي و بوساطة من الرئيس العراقي عبد السلام عارف عام 1964، الكتاب احتوى أفكار سيد قطب حول بناء الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، وقد ركز فيه بشكل خاص على مفهوم حاكمية الله، والذي يعني أن التشريع من اختصاص الله وحده، وأن على الأنظمة أن تخضع في قوانينها وتشريعاتها لحاكمية الله وإلا وقعت في الشرك.

أفكار سيد قطب هذه اعتبرها كثيرون مغالية ومتطرفة حيث أنها تقود عند تطبيقها على الأنظمة والمجتمعات المعاصرة إلى اعتبارها جميعها كافرة، حتى داخل جماعة الإخوان نشأ تيار معارض لأفكار قطب وآخر متحمس لها عرف بالتيار القطبي، وهو انقسام ما تزال آثاره بادية داخل الجماعة حتى يومنا هذا.

الكتاب صدر لأول مرة عام 1964 عن مكتبة وهبة في عدد محدود من النسخ قبل أن يتم لاحقاً سحبه من الأسواق بعد أن تنبهت السلطات لخطورته، لكن الكتاب اكتسب في العقود اللاحقة أهمية كبيرة لدى جماعة الإخوان و غيرها من التيارات الجهادية خاصة إثر إعادة اعتقال مؤلفه وإعدامه على يد السلطات المصرية عام 1966 بعد اتهامه بقيادة تنظيم سري مسلح، كان ينوي اغتيال رئيس الجمهورية وشن عمليات تخريبية ضد المصالح الحكومية والمنشآت العامة.

اليوم يعتبر كثير من الباحثين في تاريخ التيارات الإسلامية هذا الكتاب المرجع الذي قامت على أساسه أفكار معظم جماعات العنف الديني والسلفية الجهادية بما فيها تنظيم القاعدة، الذي خرج زعيمه الحالي المصري أيمن الظواهري أساسأً من عباءة الإخوان المسلمين، وتحديداً من التيار القطبي في الجماعة.


2. كفاحي (أدولف هتلر)


ألف الزعيم النازي أدولف هتلر كتابه الشهير "كفاحي" خلال مكوثه في سجن لاندسبرج إثر محاولة الإنقلاب الفاشلة التي قام بها الحزب عام 1923 ضد حكومة فايمار، حيث صدرت النسخة الأولى من الكتاب بعد خروج هتلر من السجن عام 1925، وقد روى فيه قصة نشأته وشبابه المبكر في فيينا، وذكرياته عن الحرب العالمية الأولى التي خدم خلالها كجندي في الجيش الألماني على الجبهة الغربية، كما شرح فيه مبادئه وأفكاره وخطته لإقامة الرايخ الألماني الثالث، حيث ألقى باللائمة في هزيمة المانيا في الحرب على اليهود والشيوعيين الذين وعلى حد تعبيره طعنوا الجيش الألماني في الظهر في وقت كان قد أوشك فيه على تحقيق الانتصار في الحرب، كما دعا في الكتاب إلى تمزيق معاهدة فرساي التي جلبت على المانيا الذل والمهانة، وأكد على تفوق الجنس الألماني وضرورة الحفاظ على نقاءه من خلال منع اختلاطه بالأجناس الأدنى وخاصة اليهود.

في البداية ظل الكتاب مغموراً ولم تبع منه إلا بضع آلاف من النسخ داخل المانيا، ولكن وبعد وصول هتلر وحزبه النازي إلى السلطة عام 1933 أصبح الكتاب مطلوباً في المانيا وخارجها، فطبعت منه ملايين النسخ ووزع في مختلف أنحاء المانيا، كما ترجم إلى لغات أجنبية عديدة ووزع في العديد من بلدان العالم.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 بهزيمة المانيا المدوية وانتحار هتلر مع زوجته ايفا براون وسط أنقاض مبنى المستشارية ببرلين، تم الكشف عن الفظائع التي ارتبكها النازيون داخل معسكرات الاعتقال بوحي من أفكار هتلر العنصرية، فتم لعقود لاحقة حظر الكتاب في المانيا والعديد من دول العالم باعتباره يحض على الكراهية والعنصرية ومعاداة السامية.


3. 120 يوم في سدوم ( الماركيز دو ساد)


ألف النبيل الفرنسي وفيلسوف السادية الماركيز فرانسوا دو ساد هذه الرواية التي تعرف أيضاً باسم "مدرسة الخلاعة" عام 1785 خلال مكوثه في سجن الباستيل الشهير بباريس بأمرملكي بسبب فضائحه الأخلاقية.

تتناول الرواية قصة أربعة رجال أثرياء يقررون أن يقوموا بتجربة أقصى درجات الإشباع الجنسي، وذلك بأن يعزلوا أنفسهم مدة أربعة أشهر في قلعة نائية في منطقة سان مارتن دي بيلفيل في فرنسا، برفقة ست وثلاثين ضحية من الذكور والإناث معظمهم من المراهقين، و قد ذهب دو ساد في هذه الرواية بعيداً في وصف الممارسات الجنسية الشاذة ومشاهد التعذيب الجسدي.

المخطوطة الأصلية للكتاب كانت قد اختفت إثر قيام الثورة الفرنسية وقيام الثوار باقتحام الباستيل، ولسنوات طويلة ساد اعتقاد بأن المخطوطة قد ضاعت للأبد، قبل أن يعاد اكتشافها في برلين مطلع القرن العشرين على يد أحد هواة جمع المخطوطات النادرة، حيث طبعت لأول مرة في فرنسا عام 1904، كما تم تحويلها عام 1975 إلى فيلم سينمائي من إخراج الإيطالي بيير باولو بازوليني، و قد تم حظرالرواية والفيلم على حد سواء في العديد من دول العالم بسبب محتواهما الجنسي والعنيف.

شاهد أيضاً: 

السبت، 13 مايو 2017

هل احتفى الأدب العربي بالمثلية الجنسية ؟





غالباً ما ينظر إلى المثلية الجنسية في عصرنا الراهن على أنها ظاهرة طارئة وردت حديثاً من الغرب إلى مجتمعاتنا المحافظة مع تطور التكنولوجيا و وسائل الاتصال الحديثة التي حملت إلينا كل ما في العالم من منافع و موبقات في آن معاً، إلأ أن المرء قد يفاجئ حين يجد أن للمثلية الجنسية جذورها التي تمتد لقرون خلت في الثقافة العربية  و التي يمكن لنا أن نقتفي أثرها بشكل خاص في كتب الشعر و الأدب و أخبار الملوك و الخلفاء، و فيما يلي نورد لكم بعض الأمثلة من الأدب العربي في العصرين العباسي و المملوكي، و التي ما هي إلا غيض من فيض الكتابات التي تناولت هذا الموضوع الذي يراه كثيرون محرماً اليوم : 

الأمين و كوثر : 

كان الخليفة الأمين ابن هارون الرشيد واحداً من الخلفاء الذين عرفواً بمثليتهم الجنسية، فقد امتنع ن معاشرة النساء سواء الاحرار أو الجواري، وابتاع لنفسه عدداً كبيراً من الغلمان وجعلهم لخلوته في ليله ونهاره، أما زبيدة والدة الامين فقد حاولت تحبيب ابنها بالنساء فألبست الجواري الحسان لباس الغلمان وأمرت كل جارية أن تقص شعرها على شاكلة الذكور، إلا أن هذا لم يجدي نفعاً مع الأمين الذي ظل على تعلقه بالغلمان. 

و من بين غلمان الأمين غلام وسيم كان إسمه كوثر، استطاع أسر قلب الخليفة، إذ هام حباً به، حتى أنه نظم به الشعر فقال:


ما يريد الناس من صب بما يهوى كئيب
 كـوثـر ديني ودنـيـاي وسقـمي وطبـيبـي
أعجز الناس الذي يلحي محباً في حبيبِ

ويقال أنه حين حاصر المأمون بغداد لخلع أخيه الأمين، أصيب كوثر في وجهه فركض الأمين إليه وهو يقول : "ضربوا قرّة عيني ومن أجلي ضربوه، أخذ الله لقلبي من أناس حرقوه". 


أبو نواس و الخمر و الغلمان : 

من منا لا يعرف أبا نُوَاس شاعر الخمر الأول في تاريخ الأدب العربي، فهو القائل : 

دع المساجد للعباد تسكنهـا
 وطف بنا حول خمار ليسقينـا 
ما قال ربك ويل للذين سكروا
 وإنما قال ويل للمصلينــــــــا

و أبو نواس كان واحداً من أوائل الشعراء العرب الذين جاهروا بمثليتهم، و له في هذا الصدد قصص و حكايا أكثر من أن تعد في هذه العجالة، من بينها قصته مع شاب يدعى جمال الكوفي، أعجب به أبو نواس فكتب فيه شعراً،  فلما قرأه جمال غضب وقال: ويلي عليه ابنُ الزانية شاربُ الخمر! ، ثمَّ أرسل لأبي نُوَاس: والله ما هجوتك ولكني أقتلك بخنجري هذا ! ، ولما علم أبو نواس برد جمال الكوفي ضحك و كتب إليه:

يا مُوعِدي القتلَ ظلماً، لقد
خالفَتْكَ في الخنجر كفَّيكا
ما خنجرٌ يقتــــــلني سيـــــــدي
أُقتلُ من تفتيــــــــــر عينــيكــــا
يا من دعا قلبي إلى حبــه
فقلتُ: لبَّيكَ و سعديكا
هبْ لي –ولا تبخل- ياسيدي
فترةً ما بين فخذيكا !


الجاحظ و "مُفاخرة الجواري والغلمان" :

و للأديب العربي الكبير أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ كتاب معروف إسمه "مُفاخرة الجواري والغلمان" تطرق فيه بكثير من الإسهاب إلى انتشار المثلية الجنسية في المجتمع العباسي و أورد فيه أمثلة كثيرة من الشعر الذي قيل في معاشرة الغلمان و معظمه شعر فاضح بمقايس أيامنا هذه لذلك نمنتع عن نشر أي شيء منه، و نكتفي بما قاله الجاحظ في كتابه شارحاً بعض أسباب تفضيل معاشرة الغلمان على معاشرة الجواري : "أيسر ما فيه من مفاضلةٍ أمْنُكَ من طمثه ومن حبلهِ، وهذا قليلٌ من كثير ما قالوا، فقد قالت الشعراء في الغلام في الجدّ والهزل فأحسنوا، كما قالت الشعراء في الغزل والنَّسيب".


الواثق و مهج : 

أما الخليفة الواثق ابن المعتصم تاسع الخلفاء العباسيين، فقد عرف هو الآخر بحبه للغلمان، و بخاصة لغلام يدعى مهج، خطف لب الخليفة الذي قال فيه : 

مهج يملك المهج
بسجى اللحظ والدعج
 حسن القد مخطف
ذو دلال وذو غنج 
ليس للعين إن بدا
عنه باللحظ منعرج

و ذات صباح بينما كان الواثق جالساً بين حاشيته، جاءه مهج متـثـنياً، منكسر النظرة، مترنح الخطوات، مترجرج الأعطاف، يناوله ورداً ونرجساً، فأنشده الخليفة قائلاً : 

حياك بالنرجس والورد
معتدل القامة والقد
فألهبت عيناه نار الهوى
وزاد في اللوعة والوجد
أملت بالملك له قربه
فصار ملكي سبب البعد 
ورنحته سكرات الهوى
فمال بالوصل إلى الصد
إن سئل البذل ثنى عطفه
وأسبل الدمع على الخد
 غر بما تجنيه ألحاظه 
لا يعرف الإنجاز للوعد 
مولى تشكى الظلم من عبده
فأنصفوا المولى من العبد


ابن الوردي و نقد المثلية : 

عاش ابن الوردي في معرة النعمان في القرن الرابع عشر زمن المماليك، و كان فقيهاً و عالماً و أديباً، و كما يبدو من كتاباته فقد كانت المثلية الجنسية منشرة بكثرة في زمنه، فكتب منتقداً هذه الظاهرة : 

مَن قال بالمرد فاحذر أن تصاحبه
 فإنْ فعلت فثق بالعار والنار
بضاعة ما اشتراها غير بائعها
 بئس البضاعة والمبتاع والشاري
يا قوم صار اللواط اليوم مشتهراً

الاثنين، 24 أبريل 2017

كازانوفا زير النساء الذي أصبح أسطورة



في الحياة أسماء تصبح بفضل سمعة أصحابها مرادفة لصفات و معان تدخل معها في قاموس الأدب و الفن و الثقافة الشعبية، هكذا هو حال كازانوفا أشهر زير نساء في التاريخ الذي أصبح إسمه مرادفاً للفحولة و تعدد العلاقات الغرامية و المهارة الاستثنائية في إغواء النساء. 

ولد جاكومو كازانوفا عام 1725 في فينيسيا الإيطالية لوالدين كانا يعملان كممثلين، في ذلك الوقت كانت فينيسيا مدينة المتع المحرمة في أوروبا المحافظة حيث كانت مليئة بالحانات و دور القمار و بيوت الدعارة التي يقصدها السياح من كل أرجاء القارة، في ظل هذه البيئة نشأ كازانوفا في كنف جدته بعد أن توفي والده و هو بعد صبي في الثامنة في حين كانت والدته دائمة الغياب في جولات مسرحية في أرجاء أوروبا. 

في سن الحادية عشرة عرف كازانوفا أول تجربة غرامية في حياته، حين التقى في منزل معلمه بالجميلة بتينا شقيقة المعلم الصغرى التي أغرمت به و نشأت بينهما علاقة ظلت مستمرة حتى بعد زواجها، يقول كازانوفا في مذكراته عن بتينا : "لقد كانت هي من أشعل في صدري شرارات العاطفة الأولى التي تحولت فيما بعد إلى شغف جارف".

إلى جانب وسامته و جاذبيته كان كازانوفا شعلة متقدة من الذكاء فقد برع في الفلسفة و اللغات و تخرج و هو في السابعة عشرة من عمره من مدرسة القانون و اصبح بذلك محامياً كنسياً، و في الوقت عينه بدأ يظهر إدمانه على القمار الذي سوف يظل ملازماً له طيلة حياته، في حين بدأت أولى الفضائح الجنسية تطارد كازانوفا و التي كان من أبرزها علاقته بالشقيقتين ماريا و نانيتا ابنتي الرابعة عشرة و السادسة عشرة.

فضائح كازانوفا و ادمانه على القمار الذي جعل منه دائماً شخصاً مثقلاً بالديون أديا سريعاً لطرده من وظيفته الكنسية و سجنه، و بعد خروجه من السجن انضم كازانوفا لفترة قصيرة إلى الجيش لكن الحياة العسكرية التي تنطوي على الرتابة و الانضباط لم تناسبه فتركها سريعاً.

لقطة من فيلم "كازانوفا" انتاج 1927

بعد فترة من اليأس و الإحباط تنقل خلالها بين مهن عديدة تفتحت أبواب الأمل لكازانوفا مجدداً حين تعرف صدفة إلى أحد النبلاء الذي اتخذ منه مستشاراً قانونياً له، فعاد كازانوفا في ظل راعيه الجديد إلى حياة اللهو و الاستهتار، حتى اتهم ذات يوم باغتصاب فتاة شابة فاضطر إلى الفرار من فينيسا خشية الاعتقال.

بفراره من فينيسا بدأت رحلة كازانوفا المغامر و الأفاق و العاشق الأسطوري الذي راح يجوب أرجاء أوروبا باحثاً عما يروي ظمأه للمتعة و المغامرة و النساء، رحلة كازانوفا حملته إلى باريس و برلين و فيينا و موسكو و غيرها من المدن و العواصم الأوروبية، أحداث هذه الرحلة يختلط فيها الواقع بالخيال ففيها يتنقل كازانوفا من القصور الملكية و قاعاتها الفخمة إلى الحانات الرخيصة و زنازين السجون، و من مخادع نساء الطبقة المخملية ذوات الألقاب الملكية النبيلة إلى بائعات الهوى اللاتي يعملن في أفقر شوارع و أزقة المدينة. 




 كازانوفا في لوحة للرسام أليساندرو لونغي 

ببساطة لقد كانت حياة كازانوفا سلسلة لا تنتهي من التنقل و العبث لا هدف منها سوى البحث عن أكبر قدر من اللذة و المغامرة، و في سبيل ذلك لم يكن شيء ليثني كازانوفا فقد دخل السجن عدة مرات و أصيب بأمراض منقولة جنسياً تركت على جسده و صحته آثاراً ظلت ملازمة له طيلة حياته في حين دخل في عدد لا يحصى من المبارزات و المشاجرات مع أزواج النساء المتزوجات اللاتي كان يعاشرهن، كل هذا لم يزده إلا سعياً خلف الملذات بكل أشكالها، فقد كان يقول دائماً : "إن الحصول على كل ما يمنحني المتعة الحسية هو عملي الرئيسي في الحياة أما كل شيء عدا ذلك فهو غير مهم، لقد ولدت لأجل النساء و كل ما كنت أقوم به في حياتي كان هدفه الحصول على إعجابهن".

إلى جانب مغامراته العديدة كان كازانوفا أديباً صاحب فلسفة في الحياة و الإنسان، و قد وضع عدداً غير قليل من المؤلفات يظل أشهرها كتاب مذكراته الذي ضمنه مغامراته الغرامية العديدة و قد ألفه في سنواته الأخيرة التي قضاها في قلعة في المانيا قبيل رحيله عام 1798 عن 73 عاماً.

لوحة تمثل فضيحة كازانوفا مع الأختين ماريا و نانيتا

شاهد أيضاً :

الأحد، 23 أبريل 2017

الماركيز دو ساد فيلسوف السادية : عقل متحرر أم وحش مجنون ؟


لقطة من فيلم "120 يوم في سدوم" المأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الإسم للمركيز دو ساد

جميعنا سمع بشكل أو بآخر بمصطلح السادية و الذي يستعمل عادة لوصف اللذة الجنسية التي يتم الوصول إليها عن طريق إلحاق أذى جسدي أو تعذيب من قبل طرف على طرف آخر، لكن قليلين فقط من سمعوا عن الشخص الذي تشتق السادية اسمها منه : الماركيز دو ساد الأديب الفرنسي صاحب الروايات الفلسفية المتحررة من كافة القوانين الأخلاقية، و التي تستكشف مواضيع وتخيلات دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان في أعماق النفس البشرية من قبيل البهيمية و الاغتصاب، فما سر هذا الرجل و ما الأفكار التي أتى بها حتى يصبح إسمه و إلى الأبد مرادفاًُ للعنف والألم و الدموية ؟ 

ولد دوناسيا ألفونس فرانسوا دو ساد عام 1740 في باريس لأسرة من نبلاء فرنسا العسكريين و كان الابن الوحيد لوالديه، و خلال طفولته شاهد دو ساد والده يهجر أمه التي فضلت أن تقضي بقية حياتها في أحد الأديرة، و بذلك تمت تربية دو ساد من قبل الخدم فكان و هو بعد طفل صغير السيد المطلق الذي لا يرد له طلب ما أثر كثيراً في بناء شخصيته في السنوات اللاحقة.

في سنوات شبابه الأولى التحق دو ساد بمدرسة عسكرية تخرج منها ملازمًا في كتيبة المُشاة الملكية، ثُم اشترك في حرب السنوات السبع التي فتحت له باب الترقيات داخل الهرم العسكري، و بعد انتهاء الحرب تزوج دو ساد بابنه أحد القضاة المشهورين و التي أنجبت له ولدين و بنت. 

الماركيز دو ساد 

بعد زواجه بفترة قصيرة تعرض دو ساد للاعتقال بعد أن اتهم بتعذيب إحدى الفتيات حين كان يمارس معها الرذيلة في شقة خاصة، سجن دو ساد لبضعة أشهر ثم أطلق سراحه فكانت تجربة السجن هذه البداية في رحلة طويلة له داخل السجون و المعتقلات. 

الفضائح التي ارتبط اسم دو ساد بها أكثر من أن تحصى، فبدءاً من ممارسة الجنس مع موظفي قصره من كلا الجنسين، إلى شراء البغايا و ضربهم و تعذيبهم و اغتصابهم، إلى إقامته علاقة محرمة مع شقيقة زوجته الصغرى، إلى التجديف على الله و قد كانت تهمة خطيرة في تلك الأيام يمكن أن تؤدي لإعدام صاحبها. 

ففي عام 1768 مثلاً  قابل دو ساد أرملة متسولة تدعى روز كيلر و أخبرها بأنه سوف يعطيها المال مقابل أن تعمل لديه، في البداية اعتقدت بأنها سوف تعمل لديه كخادمة، لكنها و حين حضرت إلى قصره قام بتمزيق ملابسها و قيدها إلى الأرضية من أطرافها الأربعة و قام بتعذيبها و سكب الشمع الذائب في المواضع الحساسة من جسدها و ظل يكرر الأمر عدة أيام، و حين علمت والدة زوجة دو ساد بالأمر قام باستصدار أمر ملكي باعتقاله. 

فضيحة روز كيلر لم تكن إلا واحدة في سلسلة فضائح دو ساد الأخلاقية و التي أدخلته السجون مرات عديدة فقد عاش دو ساد 74 عاماً قضى منها 32 عاماً في السجون بتهم أخلاقية و جنائية، من بينها 10 سنوات في قلعة الباستيل الرهيبة، كل هذا لم يثن دو ساد عن الاستمرار في "التحرر" الذي كان مرادفاً عنده لأبشع و "أنجس" التصرفات البشرية.

بالمقابل يعتقد بعض المؤرخين بأن دو ساد لم يقم بكل الأفعال المشينة التي نسبت إليه و يستشهدون على ذلك بمقولته : "قمّة سعادة الإنسان تكمن في المُخيّلة"،  فالمؤكد أن دو ساد تخيّل أمورًا شنيعة في أعماله الأدبية لكن ليس بالضرورة أن يكون قد مارسها بنفسه، يقول دو ساد : "نعم لقد ارتكبت مجونًا، وتخيّلت في كتاباتي كل ما يُمكن تخيّله. لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته، ولن أفعل أبدًا. أنا ماجن، لكنني لستُ مُجرمًا".

 في المقابل يبدو مؤكداً أن دو ساد قد انغمس في ممارسات جنسية يزعم ميشيل فوكو أنّ التاريخ لم يعرفها كحركة ثقافية واسعة الانتشار إلا في أواخر القرن الثامن عشر، مثل حفلات الجنس الجماعي التي تتخللها كافة أنواع الممارسات ما بين مثلية بينه وبين خادمه المقرب وغيرية بينهما وبين العاهرات، مُستخدمًا فيها الجلد بالسياط واللسع بالشموع، فضلًا عن تعاطي أنواع المُخدرات المُختلفة.

وعمومًا، فإنّ الماركيز دو ساد وهب نفسه كما كان يقول لتحرير العقل الإنساني من كل القيود الدينية والأخلاقية المُرتبطة بتصورات المُجتمعات المُسبقة مع الوصول به إلى الخيال المحض و ربط الخيال بالطبيعة التي يرى أنّها قطعًا تتعارض مع الفضيلة، لذلك ألّف كتابه "بؤس الفضيلة" عام 1785 و الذي يقول فيه : "تكمن السعادة في كل ما يُثير ويُهيّج، وليس هُناك شيء يُثير مثل الجريمة، أما الفضيلة التي هي ليست سوى حالة خمول واستراحة، فإنها لا تُفضي إلى السعادة".

أهم مؤلفات دو ساد كتبها و هو في السجن، فخلال سنواته العشرة في الباستيل مثلاً كتب روايته الشهيرة "120 يوم في سدوم"على مخطوط  طوله 12 متراً وعرضه بضعة سنتيمترات  وكان قد خبّأها في شق بأحد جدران زنزانته، قبل أن يتم اكتشافها لاحقًا بعد سنين طويلة، ثُم تتعرض للسرقة و تباع لأحد هواة جمع المخطوطات بمبلغ ضخم، هذه الرواية التي اشتقت إسمها من بلدة سدوم التي ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس حيث كان يقطنها قوم لوط، نشرت لأول مرة في النصف الأول من القرن العشرين بعد وفاة صاحبها بعقود طويلة،  قبل أن تتحول إلى فيلم سينمائي شهير عام 1975 بعد أن تمت عصرنة القصة حيث تدور أحداث الفيلم في زمن إيطاليا الفاشية.

تريلر فيلم "120 يوم في سدوم" (ملاحظة : يحتوي هذا المقطع على لقطات لا يجوز مشاهدتها لغير البالغين)

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 4 أبريل 2017

صدق أولا تصدق .. لوحات و ليست صور فوتوغرافية !


الرسام الفرنسي لويس تريسيرس من مواليد 1958، تعلم الرسم بنفسه و تخصص لنحو 30 عاماً في رسم الوجه و الجسد الأنثوي، لوحاته تتمتع بشاعرية عالية و بخطوطها الناعمة و ألوانها الهادئة التي تجعل منها أشبه بالصور الفوتوغرافية، "أنتيكا" اختارت لكم عدداً من لوحات هذا الفنان المبدع نتمنى أن تنال إعجابكم.















شاهد أيضاً :

الأحد، 2 أبريل 2017

ملكات الغواية في الأدب و التاريخ : دوّخن أقوى الرجال و لعبن بمصائر شعوب و أمم


جمال المرأة و فتنتها قد يكونان في بعض الأحيان أشد فتكاً و دماراً من أقوى الأسلحة خاصة إذا صاحبهما ثقافة واسعة و ذكاء حاد و دهاء لا حدود له، هذا ما أثبتته بعض النساء اللاتي لعبن أدوراً محورية في التاريخ أو في كتب الدين و الأدب بعد أن استطعن إغواء بعض من أقوى رجال عصرهن، و غيرن مصائر شعوب و أمم، فكن ملكات الغواية بلا منازع. 


1. دليلة التي أخضع حبها شمشون الجبار : 


وردت قصة شمشون و دليلة في العهد القديم من الكتاب المقدس، و بغض النظر عن مدى صحتها تاريخياً، فإن هذه القصة تركت أثراً كبيراً في الأدب و الثقافة العالمية، تدور القصة حول شمشون الجبار و هو بطل من أبطال بني إسرائيل تكمن قوته في شعره الطويل حيث يقع في حب فتاة رائعة الجمال تدعى دليلة تتلاعب به و تقوم بقص شعره حتى يتمكن أعداؤه من النيل منه، حيث يقومون بأسره و تقييده إلى أعمدة المعبد، لكن شمشون يستعيد قوته بعد أن يطول شعره من جديد و يقوم بهدم المعبد عليه و على أعداءه في مشهد درامي خالد. 


2. إستير اليهودية التي أنقذت بني إسرائيل : 


قصة إستير هي الأخرى وردت في العهد القديم من الكتاب المقدس، و هي قصة فتاة يهودية يقع في غرامها ملك فارس و يتزوجها، و في حين يحاول مستشار الملك إقناعه بالتخلص من اليهود تنجح إستير بإقناعه بحمايتهم حتى ينتهي الأمر بانقلاب السحر على الساحر و إعدام المستشار الماكر، و بذلك يكون جمال إستير و فتنتها قد أنقذا شعب إسرائيل من إبادة وشيكة. 


3. هيلين التي أشعل جمالها حرب طروادة: 


ورد ذكر هيلين في إلياذة هوميروس و هي بذلك مثل دليلة و إستير من غير المؤكد إذا ما كانت شخصية حقيقية أم أدبية، و بحسب هوميروس فإن غرام باريس أمير طروادة بهيلين زوجة ملك إسبارطة التي كانت أجمل نساء عصرها و فرارهما معاً أدى لاندلاع الحرب بين طروادة و بلاد اليونان، و التي انتهت كما هو معروف باجتياح طروداة و إحراقها عن بكرة أبيها بعد أن تسلسل أعداؤها إليها في حصان خشبي.


4. كليوباترا التي أغوت يوليوس قيصر و مارك أنتوني :


كليوباترا هي آخر حكام مصر من أسرة البطالمة، كانت امرأة مثقفة و جميلة و بحسب الروايات التاريخية فقد نجحت في خطف قلب يوليوس قيصر الذي تزوج بها و أخدها معه إلى روما، و بعد اغتيال قيصر أوقعت كليوباترا بالقائد الروماني مارك أنتوني و أقنعته بإعلان التمرد ضد القيصر أغسطس، لكن التمرد فشل و انتهت الحرب باجتياح قوات أغسطس قيصر لمصر و انتحار كليوباترا. 


5. سالومي التي رقصت فطار رأس يوحنا المعمدان : 


بحسب رواية العهد الجديد من الكتاب المقدس فإن سالومي كانت ابنة شقيق الملك هيرودس ملك اليهود الذي كان يشتهيها، و ذات ليلة طلب الملك من سالومي أن ترقص له و وعدها أمام مجلسه بأن يمنحها أي شيء تطلبه مقابل رقصتها، فطلبت منه رأس يوحنا المعمدان و ذلك بناء على رغبة والدتها هيروديا التي كانت تكره يوحنا بشدة، و هكذا أطاحت رقصة سالومي برأس القديس الذي يؤمن المسيحيون بأن ظهوره كان تمهيداً لظهور السيد المسيح. 


6. مدام دي بومبادور عشيقة لويس الخامس عشر : 


من بين كل عشيقات ملوك فرنسا تعتبر مدام دي بومبادور الأشهر بلا منازع، و رغم أنها كانت متزوجة برجل آخر إلا أنها أصبحت عشيقة الملك لويس الخامس عشر الرسمية لنحو عشرين سنة من 1745 و حتى وفاتها عام 1764، و خلال هذه الفترة أثرت مدام دي بومبادور التي منحت لقب ماركيزة على الحياة الثقافية و الاجتماعية في فرنسا القرن السابع عشر حيث كانت امرأة واسعة الثقافة و كان صالونها ملتقى لأهل الأدب و الفكر و الطبقة الأرستقراطية. 


7. السلطانة صفية من سوق الرقيق إلى فراش السلطان العثماني و عرشه :


ولدت صوفيا بيلوجي بافو لأسرة أرستقراطية إيطالية عام 1550، و في سن الخامسة عشرة تعرضت سفينة كانت تستقلها بغرض السياحة لغارة من القراصنة العثمانيين الذين باعوها في سوق الرقيق في اسطنبول فانتهى بها الأمر في حريم السلطان مراد الثالث الذي هام عشقاً بها فأنجبت له أربع أولاد، و وسط مؤامرات الحرملك و القصر الملكي نجحت صفية في شق طريقها إلى قمة السلطة حيث باتت هي الحاكم الفعلي للدولة العثمانية في زمن ابنها السلطان محمود الثالث حيث أطلقت على نفسها لقب السلطانة الأم.


8. ماتاهاري الغانية التي تلاعبت بمصير الحرب العالمية الأولى : 


اشتهرت الراقصة الهولندية ماتاهاري في فرنسا مطلع القرن العشرين بجمالها الشرقي و رقصها الخليع و خلال سنوات شهرتها راحت ماتاهاري تتنقل من عشيق لآخر وسط أجواء بذخ أسطورية حيث كان أغلب عشاقها من علية القوم الذين كانوا يغدقون عليها الأموال و الهدايا دون حساب، و خلال الحرب العالمية الأولى نجح الألمان في تجنيدها لصالحهم حيث كانت تستخلص من عسكريي و سياسيي الحلفاء المعلومات الحيوية على فراش الملذات في حين كانت المعارك تحتدم على الجبهات و كان مصير الأمم الأوروبية و العالم على المحك، لكن الفرنسيين اكتشفوا أمر ماتاهاري في النهاية و قاموا بإعدامها عام 1917، لتتحول إلى أسطورة من أساطير الغموض و الجاسوسية.


9. كريستين كيلر المراهقة التي أسقطت حكومة صاحبة الجلالة:


في عام 1961 هزت بريطانيا فضيحة كبرى بعد أن تم الكشف عن علاقة غرامية ربطت المراهقة كريستين كيلر ابنة الـ 19 عامأً بجون بروفومو وزير الحرب في حكومة هارولد ماكميلان، و نتيجة التحقيقات تبين أن لكريستين كيلر علاقات أخرى عديدة و متشعبة إحداها مع ضابط يعمل في السفارة السوفييتية بلندن، تداعيات هذه الفضيحة أدت في النهاية لاستقالة حكومة ماكميلان عام 1963 و خسارة حزب المحافظين لانتخابات عام 1964 أمام حزب العمال.


10. مونيكا لوينسكي المرأة التي هزت عرش الرئيس الأمريكي : 


في عام 1997 كاد رئيس أقوى دولة في العالم أن يستقيل من منصبه بسبب فضيحة جنسية هزت عرش ساكن البيت الأبيض، بعد أن تم الكشف عن علاقة سرية ربطت الرئيس الأمريكي بل كلنتون بمتدربة عشرينية في البيت الأبيض تدعى مونيكا لوينسكي، مونيكا التي لم تكن تتمتع بجمال باهر استطاعت الايقاع بسيادة الرئيس و كادت أن تطيح به بعد أن اكتشف الرأي العام الأمريكي أن رئيسه قد أدلى بشهادة كاذبة حول حقيقة هذه العلاقة.

شاهد أيضاً :