الاثنين، 15 مايو 2017

محمد علي و أصل تسمية الـ"يوسف أفندي" !




كان طوسون أحب أبناء والي مصر محمد علي باشا إلى قلبه، و قد أرسله إلى الحجاز على رأس الحملة التي كانت مكلفة بإخماد تمرد الوهابيين على الدولة العثمانية، و كان سن طوسون وقتها لا يزيد عن 18 عاماً، و مع هذا تمكن طوسون من إنزال هزيمة منكرة بالوهابين و حلفائهم فاستعاد منهم مكة و المدينة و أرسل مفاتيح الكعبة إلى والده محمد علي باشا، و لكن حين لاقت الحملة صعوبات خطيرة بسبب الهجوم المضاد الذي شنه الوهابيون سافر محمد علي باشا بنفسه ليساند ابنه، و حين عاد طوسون إلى مصر في 29 أيلول سبتمبر سنة 1816 ، قرر محمد علي إقامة مأدبة كبيرة واحتفالات عظيمة فرحاً برجوع ابنه الأثير إلى قلبه، ولكنه فوجئ في بداية الإحتفالات بإصابة طوسون بمرض الطاعون الذي فتك به في أقل من 24 ساعة فتوفي و هو بعد في الثانية و العشرين من عمره، ففطر قلب أبيه الذي حزن عليه بشدة.

ولإهتمام محمد علي باشا الكبير بالزراعة، إستحضر إلى مصر من تركيا أشجار العنب والتوت والتين والليمون، و قام بتخصيص 100 فدان بالقرب من حديقة شبرا لزراعة النباتات الأوروبية والآسيوية، و كان محمد علي باشا قد أرسل مجموعة من الشبان المصريين ليتعلموا أصول الزراعة في الخارج، ليعودوا و يعلمونها للفلاحين المصريين، و من بين من تعلموا بالخارج كان هناك طالب يدعى يوسف أفندي و قد أتى ببعض أشجار الفاكهة الجديدة التي اشترى مقداراً كبيراً منها من سفينة بالقرب من مالطا كانت قادمة من الشرق الأقصى، و حين عاد الطلبة إلى مصر استقبلهم محمد علي باشا شخصياً بالإسكندرية،  و كان يوسف أفندي  يحمل طبقاً من الفاكهة الجديدة قدمها إلى محمد علي باشا الذي أعجبه طعمها فسأل الطالب ماذا سيكون اسمها في مصر فأجاب : "نسميها طوسون باشا"، فتأثر محمد علي من هذه البادرة، وقال له:  "حسناً سوف نسميها يوسف أفندي"، وأمر محمد علي أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية ليوسف أفندي حتى يشرف على زراعتها بنفسه، ومنذ ذلك الحين أصبح الإسم الشائع لهذه االثمرة هو "يوسف أفندي".

شاهد أيضاً :

السبت، 13 مايو 2017

هل احتفى الأدب العربي بالمثلية الجنسية ؟





غالباً ما ينظر إلى المثلية الجنسية في عصرنا الراهن على أنها ظاهرة طارئة وردت حديثاً من الغرب إلى مجتمعاتنا المحافظة مع تطور التكنولوجيا و وسائل الاتصال الحديثة التي حملت إلينا كل ما في العالم من منافع و موبقات في آن معاً، إلأ أن المرء قد يفاجئ حين يجد أن للمثلية الجنسية جذورها التي تمتد لقرون خلت في الثقافة العربية  و التي يمكن لنا أن نقتفي أثرها بشكل خاص في كتب الشعر و الأدب و أخبار الملوك و الخلفاء، و فيما يلي نورد لكم بعض الأمثلة من الأدب العربي في العصرين العباسي و المملوكي، و التي ما هي إلا غيض من فيض الكتابات التي تناولت هذا الموضوع الذي يراه كثيرون محرماً اليوم : 

الأمين و كوثر : 

كان الخليفة الأمين ابن هارون الرشيد واحداً من الخلفاء الذين عرفواً بمثليتهم الجنسية، فقد امتنع ن معاشرة النساء سواء الاحرار أو الجواري، وابتاع لنفسه عدداً كبيراً من الغلمان وجعلهم لخلوته في ليله ونهاره، أما زبيدة والدة الامين فقد حاولت تحبيب ابنها بالنساء فألبست الجواري الحسان لباس الغلمان وأمرت كل جارية أن تقص شعرها على شاكلة الذكور، إلا أن هذا لم يجدي نفعاً مع الأمين الذي ظل على تعلقه بالغلمان. 

و من بين غلمان الأمين غلام وسيم كان إسمه كوثر، استطاع أسر قلب الخليفة، إذ هام حباً به، حتى أنه نظم به الشعر فقال:


ما يريد الناس من صب بما يهوى كئيب
 كـوثـر ديني ودنـيـاي وسقـمي وطبـيبـي
أعجز الناس الذي يلحي محباً في حبيبِ

ويقال أنه حين حاصر المأمون بغداد لخلع أخيه الأمين، أصيب كوثر في وجهه فركض الأمين إليه وهو يقول : "ضربوا قرّة عيني ومن أجلي ضربوه، أخذ الله لقلبي من أناس حرقوه". 


أبو نواس و الخمر و الغلمان : 

من منا لا يعرف أبا نُوَاس شاعر الخمر الأول في تاريخ الأدب العربي، فهو القائل : 

دع المساجد للعباد تسكنهـا
 وطف بنا حول خمار ليسقينـا 
ما قال ربك ويل للذين سكروا
 وإنما قال ويل للمصلينــــــــا

و أبو نواس كان واحداً من أوائل الشعراء العرب الذين جاهروا بمثليتهم، و له في هذا الصدد قصص و حكايا أكثر من أن تعد في هذه العجالة، من بينها قصته مع شاب يدعى جمال الكوفي، أعجب به أبو نواس فكتب فيه شعراً،  فلما قرأه جمال غضب وقال: ويلي عليه ابنُ الزانية شاربُ الخمر! ، ثمَّ أرسل لأبي نُوَاس: والله ما هجوتك ولكني أقتلك بخنجري هذا ! ، ولما علم أبو نواس برد جمال الكوفي ضحك و كتب إليه:

يا مُوعِدي القتلَ ظلماً، لقد
خالفَتْكَ في الخنجر كفَّيكا
ما خنجرٌ يقتــــــلني سيـــــــدي
أُقتلُ من تفتيــــــــــر عينــيكــــا
يا من دعا قلبي إلى حبــه
فقلتُ: لبَّيكَ و سعديكا
هبْ لي –ولا تبخل- ياسيدي
فترةً ما بين فخذيكا !


الجاحظ و "مُفاخرة الجواري والغلمان" :

و للأديب العربي الكبير أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ كتاب معروف إسمه "مُفاخرة الجواري والغلمان" تطرق فيه بكثير من الإسهاب إلى انتشار المثلية الجنسية في المجتمع العباسي و أورد فيه أمثلة كثيرة من الشعر الذي قيل في معاشرة الغلمان و معظمه شعر فاضح بمقايس أيامنا هذه لذلك نمنتع عن نشر أي شيء منه، و نكتفي بما قاله الجاحظ في كتابه شارحاً بعض أسباب تفضيل معاشرة الغلمان على معاشرة الجواري : "أيسر ما فيه من مفاضلةٍ أمْنُكَ من طمثه ومن حبلهِ، وهذا قليلٌ من كثير ما قالوا، فقد قالت الشعراء في الغلام في الجدّ والهزل فأحسنوا، كما قالت الشعراء في الغزل والنَّسيب".


الواثق و مهج : 

أما الخليفة الواثق ابن المعتصم تاسع الخلفاء العباسيين، فقد عرف هو الآخر بحبه للغلمان، و بخاصة لغلام يدعى مهج، خطف لب الخليفة الذي قال فيه : 

مهج يملك المهج
بسجى اللحظ والدعج
 حسن القد مخطف
ذو دلال وذو غنج 
ليس للعين إن بدا
عنه باللحظ منعرج

و ذات صباح بينما كان الواثق جالساً بين حاشيته، جاءه مهج متـثـنياً، منكسر النظرة، مترنح الخطوات، مترجرج الأعطاف، يناوله ورداً ونرجساً، فأنشده الخليفة قائلاً : 

حياك بالنرجس والورد
معتدل القامة والقد
فألهبت عيناه نار الهوى
وزاد في اللوعة والوجد
أملت بالملك له قربه
فصار ملكي سبب البعد 
ورنحته سكرات الهوى
فمال بالوصل إلى الصد
إن سئل البذل ثنى عطفه
وأسبل الدمع على الخد
 غر بما تجنيه ألحاظه 
لا يعرف الإنجاز للوعد 
مولى تشكى الظلم من عبده
فأنصفوا المولى من العبد


ابن الوردي و نقد المثلية : 

عاش ابن الوردي في معرة النعمان في القرن الرابع عشر زمن المماليك، و كان فقيهاً و عالماً و أديباً، و كما يبدو من كتاباته فقد كانت المثلية الجنسية منشرة بكثرة في زمنه، فكتب منتقداً هذه الظاهرة : 

مَن قال بالمرد فاحذر أن تصاحبه
 فإنْ فعلت فثق بالعار والنار
بضاعة ما اشتراها غير بائعها
 بئس البضاعة والمبتاع والشاري
يا قوم صار اللواط اليوم مشتهراً

الخميس، 11 مايو 2017

مسلسلات لا تنسى من العصر الذهبي لتلفزيون لبنان


"ألو حياتي" من أبرز المسلسلات اللبنانية التي حققت نجاحاً لافتاً داخل
 وخارج لبنان وبقيت في ذاكرة الجمهور اللبناني والعربي 

يعتبر تلفزيون لبنان واحداً من أعرق التلفزيونات في العالم العربي و منطقة الشرق الأوسط حيث انطلق بث "شركة التلفزيون اللبنانية" يوم 29 أيار مايو 1959 باللغة العربية، وفي تموز يوليو من العام نفسه انطلقت"القناة 9" التي كانت تبث برامجها باللغة الفرنسية.

 و بالتزامن مع الازدهار الاقتصادي والسياحي الذي شهده لبنان في الستينات و مطلع السبعينات عاش تلفزيون لبنان عصره الذهبي حيث استضافت استديوهاته كبار الأدباء و الفنانين و السياسيين اللبنانيين والعرب، و رغم اندلاع الحرب الأهلية المشؤومة عام 1975 ظل تلفزيون لبنان محتفظاً بشيء من ألق الماضي حتى مطلع التسعينات الذي شهد ظهور المحطات الخاصة التي خرجت من رحم الحرب و خطفت الأضواء من التلفزيون الرسمي الذي تراجع دوره في ظل ضعف الإمكانيات مقارنة بما هو متوفر للمحطات الخاصة التابعة لجهات حزبية و طائفية تتمتع بتمويل قوي و بدعم جهات نافذة في البلاد. 

من العصر الذهبي لتلفزيون لبنان اخترنا لكم 10 مسلسلات حفرت لها مكاناً في ذاكرة جيل كامل من اللبنانيين و اللبنانيات ممن يتذكرون تلك المرحلة بكثير من الحنين و الحسرة :


1. أبو سليم الطبل (1960)


في هذا المسلسل قدم الممثل صلاح تيزاني شخصية أبو سليم الطبل الكوميدية الشعبية التي تم نقلها إلى شاشة التلفزيون بعد نجاحها الكبير على خشبة المسرح


2. أخوت شاناي (1973)


مسلسل انتقادي ساخر من بطولة نبيه ابو الحسن يتناول شخصية أخوت شاناي الشعبية التي يقال بأنها عاشت في لبنان القرن التاسع عشر خلال الحقبة الشهابية


3. فارس و نجود (1973)


مسلسل رومانسي بدوي من بطولة سميرة توفيق و محمود سعيد، يعتبر من أوائل المسلسلات اللبنانية التي حققت نجاحاً كبيراً خارج لبنان حيث تم تسويقه في دول الخليج ويعتبر من أوائل المسلسلات التي تم بثها على شاشة التلفزيون السعودي




4. عشرة عبيد زغار (1974)


مسلسل من نوع الإثارة والتشويق من بطولة الفنان المسرحي أنطوان ملتقىمأخوذ عن قصة للكاتبة أغاثا كريستي، أعيد إنتاجه مؤخراً في نسخة حديثة لم تحقق نفس النجاح الذي لاقته النسخة القديمة


5. الدنيا هيك (1975)


مسلسل كوميدي اجتماعي من تأليف الفنان محمد شامل، ومن بطولة محمد شامل، ماجد أفيوني، الياس رزق، علياء نمري، و فريال كريم، من أكثر ما يتذكره الجمهور أغنية المسلسل التي كتب كلماتها محمد شامل و لحنها توفيق الباشا، في عام 1978 تم إنتاج جزء ثان من المسلسل استمر عرضه لعدة سنوات لاحقة 





6. ألو حياتي (1977)


مسلسل من نوع الكوميديا الرومانسية، هو الجزء الثاني من مسلسل أقل شهرة عرض عام 1974 وحمل عنوان "حول غرفتي"، كرس "ألو حياتي" نجومية الثنائي عبد المجيد مجذوب و هند أبي اللمع، بعتبر من أشهر المسلسلات اللبنانية و أنجحها على الإطلاق، وضع الموسيقى التصويرية للمسلسل الموسيقار الياس الرحباني



7. عازف الليل (1978)


مسلسل آخر من بطولة  الثنائي عبد المجيد مجذوب و هند أبي اللمع، من عوامل نجاح المسلسل إلى جانب نجومية الثنائي المذكور الموسيقى التصويرية الرائعة التي وضعها الموسيقار الياس الرحباني و ظلت محفورة في ذاكرة الجمهور


8. بربر آغا (1979)


مسلسل تاريخي يحمل الكثير من الاسقاطات المعاصرة وتدور قصته حول سيرة حاكم طرابلس في العهد العثماني مصطفى بربر زاده، المسلسل من بطولة أنطوان كرباج، عوني المصري، و نبيلة كرم، و من إخراج باسم نصر، في حين وضع الموسيقى التصويرية له الموسيقار زكي ناصيف


9. أربع مجانين و بس (1982)


كوميديا سوداء تدور حول أربعة مجانين يحملون أسماء مناطق التماس الفاصلة بين الأفرقاء المتحاربين في الحرب الأهلية اللبنانية، تميز المسلسل بجرأة الطرح والمعالجة فشكل إدانة للحرب، المسلسل من بطولة فيليب عقيقي، إيلي صنيفر، حنا المعلوف، و صلاح مخللاتي، وضع الموسيقى التصويرية للمسلسل الموسيقار الياس الرحباني


10. المعلمة و الأستاذ (1984)


مسلسل كوميدي من إخراج أنطوان ريمي، تدور أحداث المسلسل داخل مدرسية لمحو الأمية حيث يواجه الأستاذ (إبراهيم مرعشلي) والمعلمة (هند أبي اللمع) مجموعة من الطلاب الكسالى الطاعنين في السن، في حين يحاول المعلم الفقير التقرب من المعلمة القادمة من أسرة غنية لكنها لا تبادله الإعجاب وتصده في كل مرة يحاول فيها التقرب منها


شاهد أيضاً :

هؤلاء ولدوا في مصر !


شكلت المدن المصرية الكبرى و بخاصة القاهرة و الإسكندرية في عهد أسرة محمد علي مجتمعات كوزموبوليتية بامتياز في ظل وجود جاليات كبيرة غير مصرية و بخاصة من القادمين من أوروبا و منطقة بلاد الشام، لذلك سوف تفاجئ بكم مشاهير القرن العشرين الذين أبصروا النور في مصر و هم بالمئات على أقل تقدير، لهذا اكتفينا في هذا العرض السريع بقائمة تضم 10 من أشهر هؤلاء :

 1. رودولف هس : القيادي في الحزب النازي و أحد المقربين من أدولف هتلر ولد في حي الإبراهيمية بالإسكندرية يوم 26 نيسان ابريل 1894

 2. ياسر عرفات : مؤسس حركة فتح و رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ولد في القاهرة يوم 24 آب أغسطس 1929

 3. داليدا : الممثلة و المغنية الإيطالية المعروفة ولدت في حي شبرا بالقاهرة يوم 17 كانون الثاني يناير 1933

 4. ديميس روسوس : المغني اليوناني العالمي، ولد في الإسكندرية يوم 15 حزيران يونيو 1946

 5. غابي أغيون : مؤسسة دار كلوي الشهيرة للموضة و الأزياء بباريس، ولدت في الإسكندرية عام 1921

6. أندريه شديد : شاعرة و روائية فرنسية من أصول لبنانية صاحبة رواية "اليوم السادس" ولدت في القاهرة يوم 20 آذار مارس 1920

7. كلود فرانسوا : المغني الفرنسي المعروف، ولد في الإسماعيلية يوم 1 شباط فبراير 1939

8. سيمون سيلفا : ممثلة سينمائية إيطالية ولدت في القاهرة يوم 15 آب أغسطس 1928

9. ريكاردو فريدا : المخرج السينمائي الإيطالي، ولد في الإسكندرية يوم 24 شباط فبراير 1909

10. ماريكا روك : ممثلة هنغارية اشتهرت في السينما الألمانية خلال الحقبة النازية، ولدت في القاهرة يوم 3 تشرين الثاني نوفمبر 1913

شاهد أيضاً :