الأحد، 27 سبتمبر 2020

النابلسي ونجوم على الأرض 2/2

 

النابلسي في أحد أفلامه

ما بين آب أغسطس 1966 و أيلول سبتمبر 1967 نشر الفنان عبد السلام النابلسي سلسلة مقالات في مجلة "الشبكة" اللبنانية تحت عنوان "نجوم على الأرض" تناول في كل حلقة منها واحداً من زملائه الفنانين أوالفنانات، تلك المقالات الخفيفة الظل كانت بمثابة شهادة من النابلسي بأولئك النجوم والنجمات، ومن تلك الشهادات اخترنا لكم هذه المقتطفات التي كنا قد نشرنا لكم سابقاً جزئها الأول، وههنا الجزء الثاني: 


سميرة توفيق : عين الغزال ووجه القمر ! وثغر الجمال وأشياء أخر! .. ودودة متسامحة. تفتح لها شباكاً للشر فتفتح لك باباً للخير. تغضب فيذوب غضبها على شفتيها وتثور فتضرب كفاً بكف ! رقة ما بعدها رقة. عيبها أنها تكتم ولا تصارح فالصراحة في رأيها سلاح جارح! لا تعاتب ولا تناقش وهي تفضل أن تغسل ما في نفسها على أن تغسل ما في نفوس الناس. عندما تريد تعرف الحقيقة عارية! وعندما لا تريد فالحقيقة عندها خيال مزيف! وهذه هي مشكلتها مع نفسها ومع الآخرين.


نجاح سلام : ترعرع في صوتها الجمال واستقر النغم! ودانت لها الألحان من "صبا" و"عجم"! .. وأقولها صريحة والصراحة ليست دائماً قبيحة. فلولا الأخذ والرد والعتب والعتاب وشد الأعصاب، ولو لم تكن أنوفة وعن الناس عزوفة لسمعنا منها كل يوم لحناً ورأينا منها كل يوم فناً. 


مريم فخر الدين : حورية في هيكل عفة ! برزت من الأحلام إلى عالم اليقظة في مثل قبس من نور ! .. يأخذون عليها إهمال الهندام. ويأخذون عليها هدوء العاصفة. دكتورة في علم الاقتصاد .. ولا ينافسها في ضغط الميزانية إلا زميلتها ماجدة، ولكنها تحب نفسها ما يكفي كي توفر لراحتها أسبابها ..


عماد حمدي : لو لم يكن فناناً لاخترته محامياً يتكلم ثلاثة أيام دون انقطاع ! يحب الكلام حبه "للمكرونة" ! ويجيد الحديث كما يجيد أنواع طهي الطعام .. لا ينزلق له لسان ولا تزل أبداً له قدم إلا عن عمد وسبق وترصد ! لا يقر الأساليب الملتوية، بل إنه يجهلها، وإذا عرفها فهو يأبى أن يستعملها .. الحب عنده عقيدة وعمل جدي. يفضل السعادة التي تملأ بيته على اللهو العام .. حتى لو كان هذا اللهو بريئاً .. يؤمن بالمبادئ الخلقية القويمة إيماناً عميقاً ويرفض أن تزعزع الطوارئ هذا الإيمان. 


تحية كاريوكا : انتشلت الفن من الشارع كما تنتشل اليد الكريمة لقيط الصدفة وأدخلته إلى القصور فناً وجمالاً تقر به العيون ! .. أدخلت إلى عالم الكرم ضرباً من السخاء هو عندها لباب المتعة ! وعندما لا تملك ما تعطيه تحس بنشوى السكرى وهي تبيع حلياً أو خاتماً لكي تعطي ! سيدة حب وسيدة زواج وطلاق وانعتاق. عندما تصاب بحمى الحب تفقد ذاكرتها وتنسى حريتها. وعندما تعود إليها الذاكرة تتذكر حريتها وتنسى الحب ! تعيش في دوامة من قلق الفنان .. تحب كل شيء وتمل كل شيء. أحيانأً تحب حتى عدوها وأحياناً تكره حتى نفسها.


أحمد مظهر : كأنما يحمل أعباء البشر، أو كأنما هو مسؤول عن القدر! يفني حياته بالصغيرة والكبيرة، فيما يعنيه وفيما لا يعنيه. كأنما هو حارس الميزان أوحكيم الزمان .. سيدنا سليمان! كل ذلك عن قلب كبير وإحساس رقيق .. منعزل عن الناس ولكنه مع الناس! من ينظر إليه يخاله لفتة كبرياء أو لمحة دهاء، وتظنه النساء زير نساء! وهو لا دهاء ولا كبرياء ولا نساء. بل فيه سماة الأصيل وسيماء النبيل وهبة الذكاء.


عمر الشريف : ينقض على النجاح والشهرة كما ينقض الفهد على فريسته. ويقتحم المجد اقتحام الفارس عرين الأسد. يختلق الفرصة ويستنبط المناسبة ليجعل منها قيل وقال ويقولون .. حول اسمه ! ابتدأ كما يبتدئ صاحب الحظ العظيم بطولة فيلم وبطولة قلب .. كان المفروض أن يكون الشوط أمامه طويلاً وشاقاً لكن الحب اختصره ومهده وسهل أمره. وعندما وصل إلى آخر الشوط كان الناس في انتظاره ليضعوا على رأسه إكليل الغار!


كمال الشناوي : في كل صباح يرسم على فمه ابتسامة حلوة ثم يصفف شعره تصفيفاً متقناً يتفق مع "هندسة وجهه" ويتأنق. ويختار من الملابس أكثرها ذوقاً ويخرج من المنزل ليقابل الناس والأشغال. وفي المساء ينزل الستار على الابتسامة الأولى .. ليرفع الستار عن ابتسامة جديدة يظهر بها أسنانه البيضاء ويوجهها إلى المعجبات المراهقات المغرمات. وكل ذلك من "وراء ظهر" الزوجة الصديقة الملاك. الزوجة طويلة الصبر والأناة والبال .. مؤنس في جلسته مهذب في حديثه دمث في أخلاقه. يترفع دائماً عن اغتياب من اغتابه بل ينسى أساءة المسيئين وقد يحسن إليهم ويجعلهم في امتحان صعب بين أخلاق وأخلاق.


محمود المليجي : أستاذ فن، بل معهد فن متنقل. أول من ابتدع شخصية "الشرير" على الشاشة وأول من كرهه الناس وهم يحبونه .. بينه وبين الشر بعد وقطيعة، وبينه وبين الخير قرب وصلة. إذا غضب من أحدهم وبلغ به الغضب مداه فلا يلتفت إليه ولا يقرئه السلام وهذا في رأيه خير انتقام. وإذا ضاق صدره يوماً وتراكم همه فإنه يحتضن القرآن ويتبرك به ويقراً منه عشراً وعشراً ويقوم إلى الصلاة والدعاء والابتهال. 


شادية : تشدو وكأن الشدو على فمها مطبوع وعندما تسمعها تغني وكأنك تسمعها تتكلم وإذا سمعتها تتكلم وكأنك تسمعها تغني .. لو كان لها جلد على الحفلات كما لها جلد على الأفلام لأصبحت تملك شارعاً فيه مائة بناية ! لا تحب السفر ولا الرحلات وهي في هذا المضمار تشبه حكايتها حكاية السمك والماء. تحب الحياة العائلية كثيراً وهي تكاد تكره المجتمعات ولقاء الغرباء الذين يربكون بساطتها كثيراً. وهي من أحب النجوم إلى الصحفيين ومن رأيها أن يقوم بين الفنان والصحفي معاهدة "عدم اعتداء" ! وهذا ما يتمناه جميع الناس !!


شاهد أيضاً :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق