‏إظهار الرسائل ذات التسميات فلسطين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فلسطين. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 29 أبريل 2019

لبنان الثمانينات : 20 صورة من زمن الحرب !


 سيارة مترهلة وسط حطام بيروت، ذكرتني هذه الصورة بأغنية فيروز "هلسيارة مش عم تمشي" كثيرون يعتقدون أن السيارة التي قصدها الرحابنة في تلك الأغنية التي ظهرت في نفس سنة اندلاع الحرب 1975 ليست إلا كناية عن الصيغة اللبنانية التي لم تعد تصلح للعمل وصار "بدا دفشة" ! 

مدني ينظر للمستقبل المجهول من خلف شباك بيته، وعلى الجدار صورة لأمين الجميل ابن مؤسس حزب الكتائب الذي جاء رئيساً خلفاً لشقيقه الأصغر بشير الجميل زعيم ميليشيا "القوات اللبنانية" الذي انتخب رئيساً بعد الغزو الاسرائيلي واغتيل بعد انتخابه بأيام قليلة.

تمثال الشهداء الذي كان رمزاً لوحدة اللبنانيين وقد طاله الدمار لكنه ما زال واقفاً يحاول الصمود.
  
رغم الحرب بقي اللبنانيون على حبهم لحياة الليل والسهر وفي الصورة الراقصة الصاعدة سمارة تؤدي وصلتها في أحد ملاهي بيروت الشرقية. 

مقاتل من بيروت الغربية يشير إلى ملصق يحمل صورة الرئيس جمال عبد الناصر، رغم أن الحرب اندلعت بعد وفاته بسنوات إلا أن عبد الناصر كان حاضراً في الحرب اللبنانية من خلال الميليشات اليسارية التي حملت شعاراته وتبنت فكره بخاصة ميليشيا "المرابطون" التي ورغم نزعتها الناصرية إلا أنها كانت محسوبة على انها الممثل للسنّة اللبنانيين خاصة البيارتة منهم.

الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع أبو عمار، تحالف كمال جنبلاط مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي مع الفلسطينيين في بداية الحرب في وجه أعدائه في الجبهة اللبنانية (الكتائب والأحرار)، وبعد اغتياله على يد مجهولين عام 1977 سار ابنه وليد على نفس النهج. 

الدمار في مطار بيروت، خلال الحرب تعرض المطار للقصف والإغلاق عدة مرات وكانت أسوأ موجات القصف هي تلك التي وقعت خلال الغزو الاسرائيلي  عام 1982 

مقاتل فلسطيني في بيروت مع اسرته وبورتريه لزعيم منظمة التحرير ياسر عرفات، عرف لبنان وجوداً قوياً وفاعلاً للمقاومة الفلسطينية خاصة بعد خروجها من الأردن عقب أحداث أيلول الأسود عام 1970، وقد بقي الفلسطينيون طرفاً أساسياً في الحرب حتى وقوع الغزو الاسرائيلي عام 1982 الذي أخرجهم من بيروت حيث تركز نشاطهم بعدها في الشمال اللبناني.

المدنيون في أحد الملاجئ، في زمن الحرب عرف اللبنانيون ليل الملاجئ الطويل حيث كانوا يقضون أحيانأً الليل بطوله أو حتى عدة أيام متتالية في الملاجئ حين يحتدم القصف بين الأطراف المتحاربة. 

البحر ظل ملجأ اللبنانيين الأخير حتى المقاتلين منهم، يقصدونه للسباحة أوالصيد خلال أيام السلام القلق التي تفصل بين المعارك.

جندي مارينز في موقعه قرب مطار بيروت، تحول التدخل الأمريكي في لبنان بين عامي 82 و84 إلى جحيم بعد أن راح مسلحون موالون لإيران يستهدفون القوات الأمريكية حيث أودى هجوم واحد في 23 تشرين الأول أكتوبر 1983 بحياة 299 جندياً فرنسياً وأمريكياً. 

مراهقان شيعيان مع بندقية كلاشنيكوف وقاذف آر بي جي وعلى الجدار بورتريه للإمام موسى الصدر مؤسس حركة "أمل" الذي اختطف في ليبيا عام 1978 

مقاتل من ميليشيا "القوات اللبنانية" المسيحية يحمل كتاب الصلوات الخاص به والذي يحمل شعار القوات (الصليب المشطوب)، نشأت "القوات اللبنانية" خلال الحرب باعتبارها الذراع العسكري للجبهة اللبنانية (حزبا الكتائب والأحرار)، ثم خرجت في الثمانينات عن سلطة الجبهة وسلكت خطها المستقل تحت قيادة إيلي حبيقة ثم سمير جعجع. 

مدرسة درزية، في زمن الحرب أنشأت كل طائفة مدارسها الخاصة التي حاولت أن تملأ بها الفراغ الذي تركته مدارس الدولة. 

أطفال الحرب واللهو فوق فوهات المدافع !

رجل يتفقد سيارته المحترقة إثر إحدى جولات القصف التي كانت بيروت تشهدها بشكل شبه يومي.

إمرأة تملأ "سطل" ماء أمام مبنى مدمر، خلال الحرب كان الحصول على الحاجيات الأساسية كالماء والخبز والمحروقات معاناة شبه يومية للمدنيين في مختلف المناطق.

مسلحان مقنعان في  بيروت الغربية وفي الخلف ملصق للفيلم المصري "إلى المأذون يا حبيبي" .. صورة سريالية !

صور الإمام الصدر ومرشد الثورة الإيرانية آية الله خميني خلال احتفالات عاشوراء في ضاحية بيروت الجنوبية، في الثمانينات ازداد النفوذ الإيراني في لبنان واصطدم بداية مع النفوذ السوري حيث خاضت حركة أمل المدعومة من سورية حرباً دموية مع حزب الله المدعوم من إيران عرفت باسم "حرب الاخوة" قبل أن يتفق الطرفان لاحقاً على توحيد سياساتهما في لبنان.

رغم الحرب تبقى وتستمر الحياة، وفي الصورة سيدة شابة  خلفها فتاة صغيرة تحمل باقة من الورد في أحد شوارع بيروت الغربية. 

شاهد أيضاً :

الاثنين، 11 مارس 2019

بالصور : نساء مقاتلات .. ما الذي يجمع بينهن ؟



فتاة عمانية من المقاتلين في صفوف ثورة ظفار في السبعينات 

دائماً ما تجتذب صور النساء المقاتلات عدسات المصورين واهتمام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي التي كثيراً ما تستعمل كليشيهات جاهزة و مبتذلة في وصف تلك الصور، كليشيهات غالباً ما تنطوي على مقارنة ما بين جمال النساء ورقتهن وقسوة الحرب وبشاعتها .. هذا ما رأيناه مثلأً في تعاطي الإعلام الغربي والعربي السطحي مع ظاهرة المقاتلات الكرديات في الحرب الأخيرة ضد تنظيم داعش في سورية والعراق. 

لكن الواقع يبدو أعمق وأشد تعقيداً من ذلك، فالنساء المقاتلات لسن دائماً مقاتلات في سبيل الحرية، فهناك مثلاً النساء اللاتي قاتلن في صفوف تنظيم داعش، أو في صفوف القوات اليمينية في الحرب الأهلية الإسبانية، أو النساء اللاتي خدمن في الجستابو خلال الحرب العالمية الثانية، أو النساء اللاتي قاتلن في صفوف العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة.

وفي ستينات وسبعينات القرن الماضي ارتبطت صورة المرأة المقاتلة برومانسية حركات المقاومة الوطنية والأحزاب اليسارية وثورات التحرر الوطني في مختلف أرجاء العالم، فصورة المرأة المقاتلة كانت رمزاً لحرية الوطن وكذلك لحرية المرأة التي كان ينبغي أن يجري تحريرها من قيود الجهل والتخلف بالتوازي مع تحرير الوطن من نير الاستعمار والاستغلال. 

من ذلك الزمن اخترنا لكم 10 صور لنساء مقاتلات لنتأمل بها ونحاول أن نكتشف ما يجمع بين تلك النساء اللواتي حملن السلاح وذقن مرارة الحرب وقسوتها جنباً إلى جنب مع االجنود لرجال. 


مارينا جينستا مقاتلة إسبانية في السابعة عشرة من عمرها، قاتلت في صفوف القوات الجمهورية في برشلونة خلال الحرب الأهلية الإسبانية 1936 

 فتاة يوغوسلافية في صفوف المقاومة الشعبية خلال الحرب العالمية الثانية 

 فتاة فرنسية من قوات المقاومة عام 1944

 جزائريتان في صفوف جبهة التحرير خلال ثورة الجزائر 

الثائرة الكوبية فيلما أيسبن التي قاتلت في صفوف القوات الثورية خلال الثورة الكوبية ضد حكم باتستا

 مقاتلة فيتنامية في صفوف قوات الفيت كونغ عام 1972

الفدائية في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شادية ابو غزالة والتي استشهدت عام 1968 

 مقاتلة في صفوف ثورة ظفار العمانية في السبعينات 

 فتاة عمانية من المقاتلين في صفوف جبهة تحرير ظفار في السبعينات 

مقاتلة في صفوف جبهة التحرير الإريترية في السبعينات

شاهد أيضاً :

الأربعاء، 21 مارس 2018

فيلم الفدائيين الذي تحول صنّاعه إلى شهداء حقيقيين !



الواقع قد يكون أشد غرابة من الخيال أحيانأً، ومأساة صنّاع فيلم "كلنا فدائيون" تستحق هي نفسها أن تتحول إلى فيلم سينمائي، فلعلها المرة الأولى وربما الأخيرة في تاريخ السينما التي استشهد فيها طاقم عمل الفيلم بالكامل خلال التصوير بمن فيهم المنتج والمخرج وعدد من الممثلين، هذه هي الحكاية المنسية لشهداء السينما اللبنانية الذين لم يعد أحد يتذكرهم اليوم !

ففي أواخر الستينات وبعيد نكسة 67 تصاعد العمل الفدائي وتحولت بيروت في ظل الحضور الفلسطيني المسلح فيها ووجود شريحة واسعة من اللبنانيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية خاصة في الأوساط القومية واليسارية، تحولت إلى مركز ثقافي وفكري داعم للكفاح المسلح، وشكلت السينما جانباً هاماً من هذه الحالة، فظهر عدد من الأفلام التي تمجد بطولات الفدائيين الفلسطينيين مثل "الفلسطيني الثائر" و"الطريق إلى القدس" و "أجراس العودة" وغيرها من الأفلام التي باتت بحكم المنسية اليوم خاصة أن المحطات الفضائية لا تقوم بعرضها.

ومن تلك الأفلام فيلم "كلنا فدائيون" الذي انتج عام 1968 وله قصة تستحق أن تروى لتتذكرها الأجيال اللاحقة، فخلال تصوير المشهد الأخير من الفيلم ليلة السبت - الأحد  الخامس من تشرين الأول أكتوبر 1968 في استريو "البورغاتوار" بمنطقة الحازمية ببيروت، وكان مشهد تفجير يقوم به فدائي فلسطيني انتقاماً لرفاقه الذين قتلتهم قوات الاحتلال، وكان من المفترض أن المكان الذي يتم تفجيره هو بار في تل أبيب يدعى "بار استير"، أمر المخرج بتفجير المفرقعات الخلبية وبدء التصوير، لكن الانفجار الذي وقع كان حقيقياً، وكما تبين لاحقاً فقد قام أحدهم باستبدال المتفجرات الخلبية بأخرى حقيقية، أدت لتدمير موقع التصوير واستشهاد عشرين شخصاً من بينهم المنتج الكبير أدمون نحاس (أحد مؤسسي استديو نحاس الشهير في مصر)، مخرج العمل كاري كربيتيان، الممثل الشاب سامي عطار، الممثلة الشابة منى سليم المعروفة باسمها الفني "تغريد"، المصور سركيس غوغونيان، صاحب الاستريو جورج غصن وابنة أخته كوليت ناصيف عبد الساتر (16 عاماً).


منى سليم في لقطة من الفيلم

بعيد الحادث أجرى الأمن العام اللبناني تحقيقاته والتي رافقتها تسريبات إعلامية عديدة نشرتها الصحافة اللبنانية وقتها وأشار بعضها إلى احتمال تورط بعض الإيطاليين الذي كانوا مساهمين في إنتاج الفيلم والذين بينت التحقيقات أنهم كانوا ينوون بيع نسخة منه إلى إسرائيل، كما روت التسريبات أن انفجاراً آخر كان قد وقع سابقاً خلال تصوير الفيلم لكن الممثلين نجوا منه بأعجوبة، في النهاية لم تكشف تحقيقات الأمن العام حقيقة ما حدث في استريو "البورغاتوار" ومع مرور السنين طوى النسيان الملف مثل كثير من االحوادث الأمنية التي شهدها لبنان وظلت ملابساتها غامضة حتى يومنا هذا. 

في عددها رقم 664 الصادر يوم 14 أكتوبر تشرين الأول 1968 نقلت مجلة "الشبكة" اللبنانية عن الفنانة الشابة منى سليم التي كانت ما تزال تصارع الموت على فراشها في مشفى الجامعة الأمريكية ببيروت وقد تشوه جسدها الذي تحول إلى كتلة من الجروح والحروق، تساؤلها بكل مرارة : "هل أصبحنا كلنا فدائيين !". 

أما المخرج كاري كربيتيان وهو أرمني الأصل عراقي المولد، ولد في بغداد عام 1935 ودرس الإخراج في الولايات المتحدة، وعمل مخرجاً في تلفزيون لبنان منذ تأسيسه عام 1959، فقد أشارت التحقيقات إلى أنه كان قادراً على النجاة بنفسه من الحريق، إلا أنه أبى أن يغادر الاستريو إلا بعد أن يساعد كل رفاقه المصابين، فكانت النتيجة أن مات اختناقاً، وقد كان كاري يحضر قبل وفاته لفيلم آخر عن العمل الفدائي يحمل عنوان "ياشا مصطفى"، وياشا كلمة أرمنية معانا عاش في حين أن مصطفى هو إسم الفدائي الذي تدور حوله قصة الفيلم. 


جزء من الاستريو المحترق وفي الإطار صور شهيد الفن كاري كربيتيان (من أرشيف محمد جبوري)

شاهد أيضاً :

الأحد، 18 مارس 2018

بالصور : الحياة الثقافية والفنية في فلسطين قبل النكبة


 المطربة ماري عكاوي لمع نجمها في الإذاعة الفلسطينية وفي عام 1939 زارت مصر وغنت في إذاعة القاهرة 

 المطربة ليديا عكاوي من مدينة عكا من أوائل المطربات في الإذاعة الفلسطينية في الثلاثينات 

الموسيقار والمؤرخ الفلسطيني واصف جوهرية، تعتبر مذكراته التي نشرت مؤخراً وثيقة هامة عن الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية في فلسطين قبل النكبة 


الفرقة الموسيقية لمدرسة يافا الارثوذوكسية سنة 1938

إعلان لحفل محمد عبد الوهاب في يافا عام 1937 

إعلان عن جولة أم كلثوم في مدن فلسطين القدس، يافا، وحيفا عام 1935

إعلان آخر عن حفلتي أم كلثوم في حيفا عام 1935

 إعلان عن جولة فرقة علي الكسار المسرحية في فلسطين عام 1934 

الفنان المسرحي علي الكسار في القدس عام 1934

 مسرح سينما الحمراء في يافا عام 1937

إعلان فيلم "نشيد الأمل" لأم كلثوم على مدخل سينما الحمراء في يافا عام 1937 

الفرقة الموسيقية لدار الإذاعة الفلسطينية عام 1940 ويبدو بين الجالسين أمير البزق الفنان السوري محمد عبد الكريم

الفرقة الموسيقية لدار الإذاعة الفلسطينية عام 1941 وتظهر امام الميكروفون المطربة الفلسطينية ماري عكاوي والمطرب فهد النجار

شاهد أيضاً :

الجمعة، 23 فبراير 2018

يهود السينما المصرية بين الحقيقة والتجني !


كاميليا

مجدداً يتصدى الأستاذ أشرف غريب رئيس التحرير السابق لمجلة الكواكب والأمين العالم الحالي لمركز الهلال للتراث الصحفي للأفكار الشائعة حول نجوم الفن في مصر، وقد اختار هذه المرة موضوعاً مثيراً للجدل ذو أبعاد سياسية وتاريخية، حيث قرر التحقيق في الأساطير التي تحيط بالممثلين اليهود في مصر، وذلك من خلال مؤلفه الجديد الذي حمل عنوان "الممثلون اليهود في مصر"، وقد صرح أشرف غريب أن تدقيق تاريخ الممثلين اليهود في مصر كان عبارة عن مهمة شبه مستحيلة، والسبب في ذلك هو ندرة المعلومات وانتشار الكثير المغلوط منها بين الناس وحتى في الوسط الفني.

وبخلاف ما هو شائع، فإن عدد الممثلين اليهود حتى عقد الأربعينيات الذي أمكن للكتاب حصره، يوازي إن لم يتجاوز عدد الممثلين الأقباط على مدى تاريخ الفن في مصر، بل أن عددهم في بعض الفرق المسرحية، كفرقتي جورج أبيض وسلامة حجازي كان يفوق مثيله من المسلمين، وتتضمن كل فصول الكتاب إشارات إلى صعوبة تقصي الحقائق عن هؤلاء الممثلين والممثلات، ورغم ذلك فإن الكاتب أصر على السعي للكشف عن التاريخ الحقيقي لهؤلاء وذلك على حسب قوله : "باعتبارهم جزءاً من الحركة الفنية في بلادنا يجب أن يوضع في حجمه الطبيعي دون إفراط في تقدير حجم هذا الدور كما يفعل مناصرو إسرائيل أو تفريط فيه كما اعتاد الباقون".

وقد كانت نكبة فلسطين وقيام الكيان الصهيوني عام 1948 نقطة فاصلة في تاريخ الممثلين اليهود في مصر، حيث يقول الكتاب : "منذ أن غيبت السياسة والأطماع العنصرية الممثل اليهودي عن المشهد الفني في مصر، ومع مرور السنين، أصبح الغموض مسيطراً على أي حديث عن هؤلاء، وباتت المغالطات والأخطاء هي السائدة لدى معظم من تصدوا للكتابة حول تاريخ الفنانين اليهود في مصر".

راقية إبراهيم 


ويعتقد أشرف غريب أن السياسة لعبت دورا في اختفاء المعلومات عن الفنانين اليهود في مصر، حيث يقول : "ربما تم إخفاء المراجع الدقيقة عن علاقة اليهود بالفن في مصر والعالم العربي لأسباب تتعلق بالحساسية السياسية التي صاحبت الصراع العربي الإسرائيلي حتى أن نجمة كبيرة في حجم راقية إبراهيم لا أحد يعرف عنها شيئاً حقيقياً متفقاً عليه منذ غادرت مصر عام 1954".

ومن بين المغالطات الشائعة التي يفندها الكتاب يهودية النجم عمر الشريف، حيث يكشف خطأ هذا الاعتقاد ويؤكد أن عمر الشريف كان مسيحياً مارونياً، وتحول إلى الإسلام مطلع الخمسينيات عند اقترانه بفاتن حمامة، ما أغضب والده وأصابه بمرض السكري.

كما راج في مصر اعتقاد أن الممثلة والراقصة اليونانية كيتي التي اتُهمت بالتخابر لصالح إسرائيل كانت يهودية، غير أنها كانت في الواقع مسيحية كاثوليكية، وقد غادرت مصر بصورة طبيعية منتصف الستينيات عائدة إلى بلادها اليونان، وذلك بحسب ما أكده للكاتب الملحق الثقافي اليوناني السابق في القاهرة، وصديقتها الفنانة نجوى فؤاد.

وبحسب الكتاب فإن معظم  الممثلين اليهود حرصوا على تغيير اسمائهم، فراشيل إبراهام أصبحت راقية إبراهيم، وليليان فيكتور كوهين أصبحت كاميليا، وهينريت كوهين غيرت اسمها إلى بهيجة المهدي، وتوجو مزراحي إلى أحمد المشرقي، ونظيرة موسى شحادة إلى نجوى سالم، ويضيف شارحاً السبب وراء ذلك : "الأسباب لم تكن دينية أو اجتماعية أو حتى سياسية، بل لأسباب فنية تستهدف السعي للبحث عن اسم شهرة أكثر سهولة".

سعاد زكي


ويكشف الكتاب عن أنه من بين كل الممثلين اليهود الذين عرفتهم مصر، لم يهاجر منهم إلى إسرائيل سوى ثلاث ممثلات وهن : سرينا إبراهيم أخت الممثلة نجمة إبراهيم، وجراسيا قاصين شقيقة الممثلة صالحة قاصين ، وكذلك المطربة والممثلة سعاد زكي، ويضيف مؤكدا : "أن كل من نجمة وصالحة تبرأتا من اختيهما وظلتا ترفضان الحديث عنهما بعد هجرتهما، بينما عاشت سعاد زكي حياة قاسية بعد هجرتها وذلك بعد أن كانت واحدة من ألمع مطربات عصرها في مصر".

وبالنسبة إلى ليلى مراد يقول الكتاب أن فرعاً من أسرتها هاجر إلى إسرائيل منذ أكتوبر تشرين أول 1949، وقد ظل هذا الفرع حتى وفاتها لا يعترف بإسلامها، بل بذل محاولات مضنية للتواصل معها وإقناعها بالهجرة إلى إسرائيل والعودة إلى ممارسة الطقوس اليهودية ، لكنهم اعترفوا بأنهم لم يجدوا منها سوى الصد، ويضيف الكتاب أن الأكثر دهشة هو أن أولاد عمومة ليلى مراد المقيمين في إسرائيل لا يعترفون بإسلام ابنيها أشرف أباظة وزكي فطين عبد الوهاب، وينتظرون عودتهما إلى أرض الميعاد على حد تعبيرهم، وذلك رغم أن كلا من أشرف وزكي مولودان من أبوين مسلمين !

ليلى مراد

ويحقق الكتاب الروايات الشائعة حول اضطهاد الحكومة المصرية بعد ثورة تموز يوليو 1952 للممثلين اليهود، ويضرب مثالاً بما تردد عن دور حكومة الثورة في الترويج لوجود علاقة بين الملك فاروق والفنانة اليهودية كاميليا، حيث يؤكد الكتاب أن العلاقة كانت قائمة بالفعل ولم تقم حكومة الثورة بأي دور في استغلال العلاقة لتشويه سمعة الملك وإثبات أنه كان فاسداً.

وحتى سنوات قريبة ظلت الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن أن الفنانة اليهودية نجوى سالم لم تعتنق الإسلام بل ماتت يهودية وأنها كانت تميل إلى إسرائيل. غير أن الكتاب يسرد أدلة عديدة على أنها ماتت مسلمة، ولم يمنعها أصلها اليهودي من أن تؤدي دورا وطنياً نالت عنه احتراماً وتقديراً شمل تكريماً من الرئيس الراحل أنور السادات بسبب دورها الداعم للجيش المصري خلال حرب تشرين الأول أكتوبر 1973.

وفي الختام يؤكد الكاتب إنه لم يكن معنياً بأن يلبس أحداً من الممثلين اليهود في مصر ثوب البطولة أو ينزع عن غيره وطنيته، ويوضح أن هدفه هو الحقيقة فقط ولا شيء غيرها في هذا الملف الذي يحيط به الكثير من الغموض، وهو يرى أن هؤلاء الممثلين الآن فى ذمة التاريخ أمام المصريين والعرب الذين ربما يسمعون أسماء بعض هؤلاء الممثلين اليهود للمرة الأولى .

شاهد أيضاً :