السبت، 23 فبراير 2019

رحلة في قلب شاعر المرأة : طفل شقي ..نمرود .. عكروت .. "بري" من الصعب استئناسه !




آثار حروق صغيرة في فخذي وفي ساقي .. لماذا تسألين يا شقية إنه سري ! .. أحكيه إذن ما دمت تلحين .. :
طفولتي المنطلقة .. أرى الأشياء كما أريد وأحلم. متمرد .. أكون في البيت ما أريد ولا أريد ما أكون ! مخرب .. أي لعبة مهما كانت جديدة وثمينة ألهو بها دقائق لهو القطة بفأرها، ثم أفترسها .. ويسيل مني لعابي وأنا أبحث عن حطامها عن المجهول الخبيء ! حتى أمي ضاق حنانها بشغبي وتخريبي .. كثيراً ما تركتني قعيد البيت وخرجت وحدها في زيارة عائلية، لتؤمن أصحاب البيت من شري !

يوم من أيام شتاء دمشق المثلج .. تعطشت لدمية أسحقها فلم أجد .. كل لعبي ركام مبعثر في علبها الجديدة .. أجزاء مكشوفة .. مفتوحة . ذليلة . ولا تغري فضولي ! أمام مرآة أملأ عيني من قفطاني الصوفي الجديد وألوانه الزاهية .. الأحمر يتموج في حضن الأخضر، ينجذبان فيتعانقان ثم يفترقان، الأصفر يطارد الرمادي ككلب جائع يطارد أنثاه في الطريق من رصيف لرصيف ! هذه الألوان المتكلمة ماذا لو أشعلت فيها النار ؟ هل يتلون لهبها بلونها ؟ هل تدفئني ؟! .. سال لعابي ! .. مددت يدي بعود الثقاب المشتعل إلى ذيل القفطان .. صوف حر ذاب تحت لسان اللهب واضطرم .. لكني أتألم .. ألف دبور تلسعني في فخذي وفي ساقي .. أحترق ! صرخت مفجوعاً .. جاءت أختي على صراخي .. حملتني مندفعة وألقتني في بركة النافورة بصحن البيت !! .. إنه سري .. فضولي .. الطفل الذي أعيش للآن به وعليه .. وأكتب من صيده شعري !



حي العمارة أقدم أحياء دمشق، في سرته تنتصب مآذن الجامع الأموي، ولدت بالحي في 21 مارس سنة 23، أخي الأكبر "معتز" تاجر بدمشق وصاحب مكتب استيراد وتصدير، وأنا الثاني، لي غيره 3 أخوة، وأخت متزوجة. أبي صاحب مصنع حلويات في سوق البزورية. 

دخلت الكلية العلمية الوطنية. أمضيت بها من مرحلة الحضانة حتى شهادة البكالوريا الأولى، أخذتها سنة 41. انتقلت لمدرسة التجهيز وأخذت البكالوريا الثانية قسم فلسفة سنة 42. وسنة 45 أخذت ليسانس حقوق فقد كانت الدراسة بالكلية أيامها 3 سنوات فقط.

لست عبقرياً .. تلميذ عادي جداً في المرحلة الابتدائية. أحب الرسم والخط الجميل .. أخذت الابتدائية سنة 33. في الثانوي امتلكتني أكثر هوايتي للرسم والخط. درست أصول الخط على يد "المعلم بدوي" أكبر خطاطي دمشق. كنت أرسم بالرصاص. فأخذت أستعمل ألوان الجواش والزيت. "أتيلييه" صغير عملته في غرفة بالبيت. بقعت بألوان الزيت البلاط والحيطان. تضايق أمي فنقلت الأتيلييه إلى القبو تحت البيت. 



لكنني أحببت أمي بتعلق وعبادة كنت ابنها المفضل .. المصروف لي أكثر من غيري ! والصنيبر واللحم تخفيه عن أخوتي تحت الأرز، لأستمتع بنصيب وافر منه وحدي !

مرحلة مراهقة "صعبة" المرأة سراب أبعد من أن ينال ! أغراني أصدقائي كثيراً بالجسد المباع، لكني رفضت هذا الحل لمشكلتي الجنسية لتفاهته ! عمري 16 سنة حين كتبت أول محاولة شعرية. كنت في رحلة مع تلامذة الكلية العلمية إلى إيطاليا. أول غربة لي .. اجتاحني الحنين لأهلي وبلدي والباخرة لم تخرج بعد من المياه السورية ! كتبت قصيدة من شعر الحنين. أذعتها من راديو روما العربي عندما زرناه . غمغمة صبي ! أحاول أن أتذكرها لك .. 

فور تخرجي في الحقوق اشتغلت ملحقاً بوزارة الخارجية، 21 سنة وأنا مكتوم الروح مقيد الوجدان في السلك الدبلوماسي .. أتنقل بين القاهرة وأنقرة ولندن وبكين وبيروت ومدريد .. أسوأ أيامي ! كنت أذهب إلى حفلات الاستقبال كارهاً كطفل يذهب إلى المدرسة لأول مرة ! أتبادل الكلام الفارغ المنمق مع غيري من الحاضرين .. كلام مصنوع وبلا عاطفة !

تمزقت طفولتي وشاعريتي وصدئت نفسي .. ومنذ 10 سنوات وأنا أفكر أن أستقيل من الدبلوماسية وأؤسس داراً للنشر، لكنني لم أستطع تنفيذ قراري إلا في أغسطس الماضي ! تركت الوظيفة بعد أن وصلت لمنصب مستشار .. مرتبي ؟ أي رقم مهما كان فلكياً .. المهم اني ضحيت به من شأن فني ! 



آه من عذابي ساعة مخاض شعري ! زلزال يزلزلني بلا موعد .. ينشق وجداني ويتفجر نبعي. ربما دهمني بالطريق. على مائدة طعام . أو وقفاي تحت مشط الحلاق ومقصه ! لا .. لا أدونه حالأً .. ذاكرتي مفكرتي إلى أن أصل البيت فأسجله على مهلي ! لست شاعراً مطيلاً .. قصائدي دائماً مكثفة قصيرة .. والعصر ليس عصر ملاحم ومعلقات .. حد فاضي !

نجاة غنت شعري، وتغنت به فيروز، غنت لي "وشاية" و"لا تسألوني ما اسمه حبيبي" .. من 4 أو 5 سنين. لم تشتهر الأغنيتان شهرة أغنياتي على لسان نجاة، ربما لأن صوت القاهرة أكبر وأقوى من صوت بيروت ! لا تسألوني مقارنة بين صوت نجاة وصوت فيروز، فالأصوات مثل الزهور لكل زهرة عطر ولون. وصوت نجاة "ياسمينة" رقيقة طاهرة وعذبة .. بينما صوت فيروز زهرة توليب جميلة أنيقة وفاتنة. 

**************************

- قلت للشاعر الذي خدمته ظروفه في الزمان والمكان فعرف من النساء أكثر مما عرفت أنا ! .. لا تكلمني من المرأة التي بين يديك .. كلمني عن المرأة التي طارت منهما .. عن غزواتك الفاشلة .. 
- لست فالنتينو الذي يسبي النساء دائماً .. فكما نجحت كثيراً في علاقاتي النسائية، فشلت كثيراً !

- الحب يولد .. لكن كيف يموت ؟ 
- عوامل كثيرة تقتله : عدم التكافؤ الذهني، العجز عن التأقلم والتنازل المتبادل من الطرفين عن شيء من غرورهما وامتيازاتهما الشخصية والنفسية.

- والعجز الجنسي عند الرجل، والبرود عند المرأة ؟
عامل مهم، إنه سيد العوامل التي تصرع الحب !

- أخاف أن يكون ضعف هذا العامل عندك هو سر مللك وتمردك على المرأة ؟
- لا اطئمن، ما زلت أمتلك فحولتي .. إنه مجرد ملل نفسي من الاستمرار، وأنا بطبعي أمل كل ثابت دائم !



- المرأة النموذج التي تأسرك، ما هي مواصفاتها الجسدية والنفسية ؟ 
- لا يهمني أن تكون سمراء أو شقراء، طويلة أو قصيرة. المهم أن تعاملني بأمومة كأني طفلها !

- هل عصفت بالمرأة مرة .. ما هو أقسى أشعارك عليها وأكثرها ضراوة ؟
- اسمعني : 
أتهددين بحبك الثاني.. وزندٍ غير زندي؟
 إني لأعرف، يا رخيصة، أنني ما عدت وحدي.. 
هذا الذي يسعى إليك الآن... لا أرضاه عبدي
فليمضغ النهد الذي خلفته أنقاض نهد
يكفيه ذلاً ... أنه قد جاء ماء البئر.. بعدي

- لحظة خيانة يبدو أنك عشتها فعلاً ؟
- فعلاً وأرجو ألا تسألني تفصيلا

- بعد كل تجاربك المتنوعة مع المرأة .. تعتقد هل عرفت من أسرار المرأة شيئاً ؟ 
- بشرفي أبداً !ّ!


مجلة "الكواكب" العدد 803 - 20 ديسمبر 1966

10 صور من كواليس الفيلم الكلاسيكي "كليوباترا"



في عام 1963 قدمت هوليوود العمل الملحمي التاريخي "كليوباترا" الذي يتناول سيرة كليوباترا ملكة مصر المثيرة للجدل، الفيلم الذي لعبت دور البطولة فيه النجمة اليزابيت تايلور يعتبر واحداً من أضخم الأعمال في تاريخ السينما العالمية وأكثرها تكلفة، حيث يبدو واضحاً لمن يشاهد الفيلم اليوم رغم مضي 56 عاماً على انتاجه حجم الإنفاق سواء في الديكورات أو الملابس أو المجاميع الكبيرة التي تظهر في المشاهد التاريخية الضخمة، كل هذا إضافة إلى الأجر الذي تقاضته اليزابيت تايلور والذي اعتبر خيالياً في حينه جعل الفيلم الأكثر تكلفة في هوليوود في ذلك الوقت. 

من ذاكرة هذا الفيلم الكلاسيكي الملحمي الضخم اخترنا لكم 10 صور من كواليس التصوير يبدو فيها االمخرج جوزيف مانكيفيتس بالإضافة لأبطال العمل أليزابيت تايلور وريتشارد برتون وريكس هاريسون.












شاهد أيضا :

الخميس، 21 فبراير 2019

بالصور : الحياة في عاصمة الامبراطورية العثمانية قبل 150 عاماً !


تحدثنا في مقال سابق عن المصور باسكال صباح (1823-1886) أحد أوائل المصورين المحترفين في الامبراطورية العثمانية، حيث تحدثنا عن عمله في توثيق الأزياء التقليدية لسكان الولايات العثمانية من خلال الألبوم الذي قام بنشره عام 1873.

واليوم سنتعرض جزءاً آخر من أرشيف باسكال صباح، وتحديداً الصور التي التقطها لمدينة اسطنبول، والتي كان يبيع نسخاً منها للسياح الذي كانوا يقصدون استديو التصوير الخاص به. 

من مجموعة صباح اخترنا لكم 10 صور لاسطنبول في الفترة ما بين 1860 و 1870 أي قبل نحو 150 عاماً من يومنا هذا، في تلك الفترة كانت اسطنبول في عهد السلطان عبد العزيز عاصمة للامبراطورية العثمانية الممتدة من البلقان إلى الحجاز، كما كانت مقصداً للسياح والمغامرين ورجال الأعمال من الأوربيين وغيرهم. 


 المارة على جسر غلطة 

 مسجد السلطان أحمد 

 منطقة غلطة

 "الدراويش" من أتباع الطريقة المولوية الصوفية 

 ميدان السلطان أحمد 

 سبيل السلطان أحمد

 برج غلطة

 حوانيت اسطنبول 

 السوق الكبير (الجراند بازار)

نزهة بالعربة على أطراف اسطنبول 

شاهد أيضاً :

بالألوان : 15 صورة من بيروت الستينات !


رجال ونساء على شاطئ بيروت

 صاحب فندق "الهوليدي إن" يقف أمام مبنى الفندق الذي سيتحول إلى واحد من رموز الحرب حيث ستدور بين أروقته خلال السنوات الأولى للحرب معارك دامية بين الميلشيات المتصارعة فيما سيعرف باسم "حرب الفنادق"، ثم ستترك أطلال الفندق حتى يومنا هذا شاهداً على مرارة الحرب وبشاعتها

 مسابح بيروت العامرة بالرواد من اللبنانيين والسواح الأجانب

 المباني الحديثة في وسط بيروت 

 رجل بالطربوش التقليدي وسط أحد الأسواق الشعبية

 الكوميديان البريطاني توني هانكوك يدخن الشيشة ويرتدي الطربوش في تراس مطل على ساحة الشهداء 

 الرئيس الأسبق كميل شمعون مع ابنه داني وزوجته باتي وطفلتهما تريسي

 تراس فندق السان جورج 

 ساحة الشهداء ليلاً 

 النرجيلة في مقاهي الرصيف البيروتية 

 أحد محلات "السوبرماركت"، شكل من أشكال الثقافة الاستهلاكية التي بدأ لبنان يعرفها في الستينات 

 مخيم برج البراجنة لللاجئين الفلسطينيين على تخوم العاصمة بيروت

 أحد الأسواق الشعبية 

 رجال بالطرابيش الحمراء على أحد المقاهي الشعبية وفي الخلفية بوسطة كتب عليها "صيدا-بيروت"، بوسطة مثل هذه سوف تتسبب باندلاع الحرب الأهلية بعد سنوات قليلة حين سيطلق مسلحون من حزب "الكتائب" النار عليها في منطقة عين الرمانة

سواح عرب في بار فندق الفينيسا 


شاهد أيضاً :