الثلاثاء، 11 فبراير 2020

نجمات السبعينات : 20 صورة من زمن "الميني جوب" و"الهوت شورت" !


تمثل فترة أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي لحظة فارقة في تاريخ تطور الملابس النسائية في العالم العربي، حيث عرفت هذه الفترة جرأة غير مسبوقة سواء في ملابس الشارع أو بين صفوف الفنانات والمشاهير، فانتشرت تنانير "الميني جوب" و"المايكرو جوب" وكذلك الشورتات القصيرة التي عرفت باسم "الهوت شورت". وهي لحظة يمكن أن نقول أن الشارع العربي تبنى خلالها دون تفكير مظهراً من مظاهر الحداثة من دون أن يكون مهيئاً له فكرياً واجتماعياً، لذلك فقد انتهت هذه اللحظة كما بدأت بسرعة كبيرة، خاصة مع دخول عقد الثمانينات وصعود التيارات الإسلامية وعمل الفئات الحاكمة في البلاد العربية -ولو من غير اقتناع- على مجاراة هذه التيارات بل والمزايدة عليها أحياناً وذلك لحماية مصالحها وتخدير الجماهير.  أضف إلى ذلك انتقال مركز الثقل الإعلامي والثقافي من دول المركز المتمثلة في بلاد الشام ومصر والعراق إلى دول الخليج الأكثر محافظة في أفكارها ونظرتها للمرأة . لذلك رأينا كثيراً من ذات النساء اللاتي كن يرتدين الملابس القصيرة في الستينات والسبعينات وقد استبدلنها بالبرقع والحجاب في الثمانينات والتسعينات. فيما بات كثيرون ينظرون للحظة الحداثة العابرة تلك إما بكثير من الخجل وكأنها وصمة عار لابد من محو كل أثر لها، أو بكثير من الحنين إلى لحظة يبدو وكأنها حلم جميل مر علينا بسرعة الضوء ولم يبق له من أثر سوى بضع صور قديمة نتذكر معكم هنا بعضاً منها. 


 صباح 

 ميرفت أمين

 إغراء 

 شمس البارودي

 ناديا الجندي

 هالة فاخر 

 هويدا

 نيللي 

 ناهد شريف

 صفاء أبو السعود

 رويدا عدنان

 ليلى حمادة

 طروب 

 نبيلة عبيد

 بوسي
(صفحة "مغارة الذكريات" على فايسبوك)

 نجلاء فتحي

 لبلبة 

 ليز سركيسيان (إيمان)
(أرشيف محمد الجبوري)

 ناهد يسري

مديحة كامل 
(صفحة "مغارة الذكريات" على فايسبوك)

شاهد أيضاً :

الجمعة، 24 يناير 2020

الجواهري والبعث والميني جوب !




في ستينات القرن الماضي غزت تنورة "الميني جوب" العالم بما فيه المنطقة العربية، الذي ترافقت فيه هذه "الثورة" في الموضة والأزياء مع ثورة تحررية فكرية وثقافية وسياسية، لكن كثيرين من ذوي الأفكار المحافظة لم تعجبهم هذه الظاهرة، فأخذوا على عاتقهم التصدي لها حتى لو كان هذا باتباع أساليب تعود للقرون الوسطى، كما فعل الفريق الركن صالح مهدي عمّاش في أيار مايو 1969 وكان آنذاك يشغل منصب وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء في نظام البعث الصاعد حديثاً للسلطة في العراق، حيث أصدر قراراً قضى بمنع ارتداء "الميني جوب" وعقاب المخالفات بدهن سيقانهم بالطلاء الأسود ! 

وقد وصلت أنباء المنع هذه إلى شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري وكان آنذاك مقيماً في تشيكوسلوفاكيا، فاستفزه هذا القرار الرجعي، وكتب قصيدة مطولة حملت عنوان "رسالة مملحة" وجهها إلى عمّاش الذي كانت تربطهما معرفة شخصية، وقد اخترنا لكم منها بعض الأبيات : 

أأبى هدى شوق يلح ولاعج يذكي الشغافا
 شوق المبارح لم يغيره البعاد، ولا تجافى
نُبئتُ انكَ توسعُ الأزياء عتاً واعتسافا
 وتقيس بالافتار أردية بحجة أن تنافى
ماذا تنافي، بل وماذا ثمَّ من أمر ٍ يُنافى 
أترى العفافَ مقاسَ أردية ٍ، ظلمتَ إذاً عفافا
هو في الضمائر ِ لا تخاط ُ ولا تقصُّ ولا تكافى
من لم يخفْ عقبى الضمير ِ ، فمنْ سواهُ لن يخافا

الجواهري

وفي مقطع آخر يعبر الجواهري عن عشقه للجمال والحياة ممثلين في المرأة فيقول : 

الساحراتُ فمن يردك ان يطرن بك اختطافا
 والناعسات فما تحس الطرف اغفى ام تغافى
 والناهدات يكاد ما في الصدر يقتطف اقتطافا
 هدي المسيح إلى السلام، على العيون، طفا، وطافا
 ودم الصليب على الخدود يكاد يرتشف ارتشافا
اني ورب صاغهن كما اشتهى هيفا لطافا 
وادقهن وما ونى، واجلهنَّ وما احافا
 لارى الجنان اذا خلت منهن اولى ان تعافى

ويقال أنه حين وصلت القصيدة إلى عمّاش وقد كان يهوى الشعر والأدب ويكن الكثير من التقدير للجواهري، فقد رد على قصيدته المملحة بأبيات تحمل نفس الوزن والقافية، وهي أبيات يمكن أن نقرأ فيها أفكاراً تشبه تلك التي كانت سائدة في إيطاليا الفاشية والمانيا النازية والتي لا ترى في الرجال سوى جنوداً مقاتلين وفي النساء سوى ربات منازل مهمتهن إنجاب الأطفال وتربيتهن، حيث يقول عمّاش في معرض رده على الجواهري : 

فعلام نمرح والسويس تدك بالنار انقذافا
 للاجئات المقبلات الطول اولى ان يضافا
 «راشيل» تضربنا رصاصا دمدماً غدراً بيافا
 و«الموشي» يغترف الدماء القانيات بها اغترافا
 وشبابنا يتخنثون «خنافساً» هوجاً عجافا
 انا نريد مآثراً لا قصر اردية كفافا
نبغي من النسوان تربية البراعم والعفافا
 سلها، أيعجبها المخنفس ان يزف لها زفافا؟


شبان وشابات عراقيون في الستينات

شاهد أيضاً : 

الأحد، 12 يناير 2020

النجمات يجبن : هل الموضة تناسب كل حوّاء ؟



شهدت الأعوام الأخيرة عدّة انقلابات في تسريحة الشعر وأطواله، وكان آخرها هذا الانقلاب الذي أطاح بالسبائك المنسابة والجدائل المتطايرة، فأصبح الشعر قصيراً، ونشطت مقصات "الكوافير" في كل أنحاء الأرض لتضع تيجان الشعر القصير، بدل تيجان الشعر الطويل الهاوية !

وقد أجابت الفنانة فاتن حمامة على سؤال : ""هل الموضة تناسب كل حواء؟" فقالت : إن "الموضة" في الأصل تبدأ عند بعض من تناسبهن "الموضة" ولكن اللواتي لا تناسبهن ثم يتبعنها في تقليد أعمى يسئن إلى جمالهن .. وأما الشعر القصير بالذات فقد استهوتني "موضته" لأنها "موضة عملية" توفر الوقت في عصر السرعة، فأصبحت لا أقضي أمام المرآة أكثر من دقائق أسوي فيها شعري فيبدو جميلاً .. هذا فضلاً عن أن طبيعة وجهي يناسبها الشعر القصير، ولهذا فإنني إن كنت قد سرت وراء "موضة" الشعر القصير فلأنها تناسبني كل المناسبة، وليس لأنها "موضة" !

وقالت الفنانة سامية جمال : أعتقد أن المصريات يبالغن في الجري وراء "الموضة" .. "فموضة" الشعر القصير جائتنا من أمريكا، ومع ذلك فقد وجدت عدداً كبيراً من الأمريكيات لا يطبقنها، وبالعكس وجدت عدداً كبيراً من المصريات قد تهافتن عليها، وأصبح البعض منهن يبدو في شكل "رجالي" ! .. أما أنا فقد فضلت أن أحتفظ بشعري الطويل .. إنه جزء من وسائل نجاح رقصاتي، فإذا أردت أن أقصره ذهبت إلى "الكوافير" لكي يعده في تسريحة يبدو بها قصيراً .. ولكني لن أتخلى أبداً عن شعري الطويل ! 

وقالت الفنانة شادية : كنت منذ طفولتي المبكرة أحب أن يكون لي شعر طويل ينسدل على الكتفين، وقد حقق الله لي هذه الأمنية في تلك السن، فأحببت شعري الطويل وكنت أقضي الساعات الطويلة في العناية به، وفي قراءة كل ما يتصل بتسريحاته .. ولقد أعجبتني "الموضة" الجديدة، ولكن حبي لخصلات شعري تغلّب على هذا الإعجاب، فآثرت الاحتفاظ بشعري الطويل .. فإذا "حبكت" المسألة وأردت أن أبدو بشعر قصير لجأت إلى "حيلة" سينمائية من صنع "الكوافير" أو "الماكيير" .. لأن شعري الطويل جزء مني، ولن أتخلى عنه تحت ضغط الموضة. 

وقالت الفنانة مريم فخر الدين : الناس يعتقدون أن الفنانات يجب عليهن أن يقدن "الموضة"، وأنا أعتقد غير ذلك، "فالموضة" للجميع، والفنانات مثل سائر خلق الله يختبرن "الموضة" فإن كانت تصلح لهن أخذن بها، وإلا رفضنها .. والحقيقة أنني لم تعجبني في يوم من الأيام "موضة" الشعر القصير، إن شعر المرأة أحد عناصر جمالها، وفي تقصيره - عند الأغلبية - بتر لهذا العنصر، وقد كانت تطوفي برأسي "موضة" الشعر القصير قبل أن تنتشر، فكنت أذهب إلى "الكوافير" ليصنع تسريحة يخفي بها الشعر الطويل .. والتسريحة بطبيعة الحال مؤقتة، إذ سرعان ما كنت أعود للبيت وأسدل شعري الطويل على كتفي. لن أرضى لشعري الطويل بديلاً، لقد دخلت به ميدان السينما، ودخلت به بيت الزوجية، ومن الخيانة له أن أتخلص منه في سبيل الموضة !


مجلة "الإثنين" العدد 1058 - 20 ايلول سبتمبر 1954 

الأربعاء، 8 يناير 2020

مكافحة الغرام في باريس !



هناك في لندن في حدائق هايد بارك وغيرها يتقابل العشاق، ويفعلون ما يشاؤون بينما رجال الشرطة يروحون ويجيئون في طرقات الحديقة، حيث يرون المعانقات والقبلات، ويسمعون الزفرات والتنهدات، فيمرون على ذلك كله مرور الكرام، ويقفون منه كالأصنام، وكأن شيئاً من ذلك لا يمس الأخلاق والآداب من قريب أو بعيد !

على أنهم رأوا أخيراً أن يوضع حد لهذه الحالة، وأن يطارد العشاق في كل مكان. وتداول في الأمر من يهمهم أمر مكافحة الغرام من الرجال الرسميين وغير الرسميين، فاستقر رأيهم بعد المداولة على أن البوليس الإنجليزي غير مدرب التدريب الكافي للقيام بعمله هذا كما يجب أن يكون، وأن رجاله لم يحسنوا أداء مهمتهم الدقيقة، فعاملوا العشاق بشيء من العنف لا تقتضيه الحال !

وبناء على ذلك قرروا بالإجماع إيفاد بعثة من رجال البوليس الإنجليزي إلى باريس، ليتلقوا على أيدي الخبراء المدربين هناك من رجال البوليس أحدث الطرق وأحسنها لضبط حوادث الغرام، ومطاردة العشاق باللين الذي يتفق مع الظروف والأحوال !



ووصلت البعثة الإنجليزية إلى باريس ووزع رجالها على مختلف الأقسام، ليصحبوا رجالها المختصين في طوفاتهم لمكافحة الغرام الممنوع، وبعد شهر تلقى ولاة الأمر في لندن تقريراً عن أفراد البعثة من المدير العام لبوليس الآداب في باريس، فإذا به يقول فيه : إن البوليس الإنجليزي لا يصلح على الإطلاق لضبط حوادث الغرام، لأن رجاله، كما دلت التجربة، ينقصهم عنصر المرونة الكافية، والشعور الغريزي الذي يجعلهم "يشمون رائحة" العشاق من بعيد، وختم جناب المدير تقريره بأن البرود الإنجليزي الطبيعي، لا يتفق قط مع ما تتطلبه تلك المهمة من صفات ومؤهلات .. 

وهكذا عادت البعثة من حيث أتت، وقدر للغرام في بلاد الإنجليز، ألا يجد مكافحين مدربين .. ومن طريف ما يروى عن البعثة أن أحد افرادها خرج ليلة مع شرطي فرنسي إلى الممرات الضيقة في غابة بولونيا حيث يكثر العشاق، فسمعا تنهدات غريبة، وسأل الفرنسي صاحبه عما يسمع، فلما أجابه بأنه يسمع تنهدات يحرمها القانون، اتفق معه على ضبط العاشقين متلبسين بالجريمة ووضح له مهمته في تنفيذ الخطة اللازمة، فأدى هذه المهمة على ما يرام ووقع في أيديهما العاشقان المتلبسان. وكم كانت دهشتهما عظيمة حين وجدا أن ذلك العاشق الولهان ليس سوى عضو محترم من أعضاء البعثة الإنجليزية التي جاءت إلى باريس لتتدرب على ضبط حوادث الغرام ! 


مجلة "الإثنين" العدد 655 - 30 كانون الأول ديسمبر 1946

شاهد أيضاً :